تقوم واعظات مصريات بمهمة الرد على «الفكر المتطرف» عبر لقاءات وندوات توعية داخل مصليات النساء بالمساجد، فيما عده مراقبون بأنه «سوف يساعد في مواجهة (أفكار الجماعات المتطرفة)، وتوعية الأسر المصرية لصد (الإشاعات) التي تنتشر من وقت لآخر على بعض مواقع التواصل الاجتماعي، وتحذر منها الحكومة المصرية». وبينما قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري، أمس، إن «الواعظات عليهن دور كبير في مجال الدعوة». أكد مصدر في وزارة الأوقاف لـ«الشرق الأوسط»، أن «انتشار الواعظات في المساجد هدفه ضبط العمل الدعوي بمصليات السيدات، والاهتمام بشؤون وقضايا المرأة، وتوفير المكان المناسب لها في دور العبادة، وعدم السماح لغير الواعظات المعتمدات من قِبل الوزارة بأداء الدروس أو أي عمل دعوي بها، وللرد أيضاً على التساؤلات، وتصحيح المفاهيم المغلوطة في جميع النواحي الفقهية».
وسبق أن أعلنت «الأوقاف»، وهي المسؤولة عن المساجد في مصر، تعيين العديد من السيدات في وظيفة «واعظة» للعمل بالمساجد، في قرار اعتُبر حينها الأول من نوعه الذي منح المرأة تلك الوظيفة داخل المساجد. وقال المصدر في «الأوقاف» نفسه، إن «الواعظات يسهمن في تجديد الخطاب الديني وتبصير المجتمع بقضاياه، ما يساعد في تصحيح (الأفكار المغلوطة) ونشر ثقافة السلم والتعايش مع الآخَر، لا سيما بين الفتيات والسيدات».
وأكد الدكتور جمعة خلال لقائه عدداً من واعظات «الأوقاف» في مسجد «النور» بضاحية العباسية شرق القاهرة، أمس، أن «الكلمة أمانة ومسؤولية»، محذراً من «خطورة الخوض في أي أمر من دون علم ولا فهم»، موضحاً أن «دخول غير المؤهلين وغير المتخصصين في أي مجال ينال منه، ويؤثر عليه تأثيراً سلبياً كبيراً، لذا كان لا بد من قصر الدعوة والخطابة على المتخصصين، ومنع غير المتخصصين من صعود المنابر، مع إعداد وعقد برامج تأهيلية مكثفة، تقوم على البناء العلمي والثقافي المتكامل لشخصية الأئمة والواعظات، من منظور أن الدعوة والخطابة علم وفن وليست مجرد هواية».
وخاضت السلطات المصرية معارك سابقة لإحكام سيطرتها على منابر المساجد، ووضعت قانوناً للخطابة الذي قصر الخطب والدروس في المساجد على الأزهريين فقط، فضلاً عن وضع عقوبات بالحبس والغرامة لكل من يخالف ذلك.
وفي مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، طالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، المصريين بالانتباه ومواجهة أي إشاعات. وسبق أن دعا في نوفمبر عام 2018 إلى «(إجراءات ملموسة) في إطار المساعي لـ(إصلاح الخطاب الديني)، وذلك في مواجهة ما وصفه بـ(الآراء الجامحة والرؤى المتطرفة)». وطالب مطلع الشهر الجاري أيضاً إلى عقد مؤتمر للنقاش في «الشأن العام» المصري من المنظور الديني أو الثقافي أو الفكري أو الاجتماعي أو السياسي.
وأكد وزير الأوقاف، للواعظات، أمس، أن «الدولة المصرية تنتقل نقلة نوعية نحو المستقبل، مما يتطلب منا جميعاً أن نأخذ أنفسنا بمزيد من التدريب والتثقيف النوعي التراكمي المستمر وبما يواكب واقع العصر ومستجداته، من خلال المنهج العلمي في التفكير، وإعمال العقل في فهم مرامي النصوص ومقاصدها، وعدم الجمود عند مجرد ظواهر النصوص دون فهم أبعادها ومعانيها السامية، وهو ما تعمل وزارة الأوقاف على ترسيخه، من خلال برامجها العلمية والتثقيفية والتدريبية في مجال الفهم المقاصدي، والدراسة المقاصدية للنصوص في ضوء واقع العصر ومستجداته، والحفاظ على الأصول والثوابت».
وقبل أيام، أعلنت «الأوقاف» تكليف عدد من واعظات الوزارة بالعمل كمفتشات ومشرفات على مصليات السيدات بالمساجد، وتدشين وحدة خاصة للمفتشات برئاسة إحداهن. وقالت «الأوقاف» حينها إن «ذلك تفعيل لدور المرأة في جميع جوانب العمل بالوزارة، وتقدير لدورها في خدمة الدين والوطن ونشر الفكر الوسطي المستنير، و(بتر) أي تأثير للجماعات الإرهابية في دور العبادة، ولا سيما في مصليات السيدات».
في غضون ذلك، أكد عدد من الواعظات خلال لقاء مسجد «النور» أمس، أن «للمرأة دوراً مهماً في محاربة الفكر والتطرف، لمنع وصول الأفكار الإرهابية إلى داخل البيوت المصرية». ولفتت الواعظات إلى أن «دورهن مهم جداً لحماية السيدات والفتيات من الأفكار المتشددة والمفاهيم الخاطئة، خصوصاً التي تخص المرأة».
واعظات مصريات في مهمة لمواجهة أفكار «الجماعات المتطرفة»
ينتشرن في مُصليات النساء بالمساجد للتوعية وتجديد الخطاب الديني
واعظات مصريات في مهمة لمواجهة أفكار «الجماعات المتطرفة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة