حفل الافتتاح «الأسطوري» لقناة السويس في معرض فني بالإسكندرية

يضم صور لوحات نادرة للفنان الفرنسي ريو

TT

حفل الافتتاح «الأسطوري» لقناة السويس في معرض فني بالإسكندرية

مع حلول شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، من كل عام، تحتفل مصر وفرنسا بذكرى افتتاح قناة السويس، أحد أهم الممرات الملاحية في العالم، وتأخذ الاحتفالات العام الحالي، طابعا خاصا لمرور 150 عاما على الافتتاح الأسطوري للقناة، إذ تحتضن القنصلية الفرنسية في الإسكندرية معرضاً مميزاً يجسد تفاصيل حفل افتتاح القناة ويضمّ صور 40 لوحة أكوريل توثق حضور ملوك العالم، وعلى رأسهم الإمبراطورة أوجيني وحضره 40 عضوا من أعضاء جمعية فرديناند ديليسبس وأصدقاء قناة السويس، وعدد من المؤرخين وكبار الشخصيات الدبلوماسية من مصر وفرنسا والدول الأوروبية.
يقول الدكتور عباس أبو غزالة منسق المعرض ومترجم كتاب «افتتاح قناة السويس... رحلة الملوك» لـ«الشرق الأوسط»: «يضم المعرض اللوحات التي رسمت قبيل افتتاح القناة ووُزّعت على ضيوف مصر في الافتتاح المهيب يوم 17 نوفمبر 1869».
ويضيف أنّ «المعرض نتاج بحث لسنوات طويلة في الأرشيف الفرنسي وكل أرشيف قناة السويس، إذ عثرت على خطاب من الفنان الفرنسي ذائع الصّيت آنذاك إدوارد ريو يطلب فيه من رئيس شركة قناة السويس فردناند ديليسبس السفر إلى مصر لرسم احتفالات افتتاح القناة، وبالفعل عثرت على مذكرة تؤكد موافقة شركة قناة السويس وتكليف ريو برسم بورسعيد والإسماعيلية والقناة وإرسال اللوحات لجميع الجرائد المصورة وجمع هذه اللوحات الأصلية في ألبوم قُدّم للإمبراطورة أوجيني وزوجها نابليون الثالث إمبراطور فرنسا، ولم يطلب ريو أي مبالغ نظير ذلك، فقط تذكرة السفر إلى مصر وتكاليف إقامته وهو ما يؤكده محضر رقم 774 المؤرخ 22 فبراير (شباط) 1869، بعنوان «رحلة ريو الفنية إلى مصر الذي ينص على أن ريو يتقاضى مبلغ ألف فرانك كمصروفات لإقامته بمصر».
وتكشف الوثائق الفرنسية أن الخديوي إسماعيل كلف ريو أيضا بالمهمة نفسها مع طلبه رسم بعض الصور الشخصية، وتوجد نسخة من هذا الكتاب في مكتبة الإسكندرية ونسخة أخرى بمكتبة قناة السويس بالإسماعيلية ويحوي مادة تاريخية وعددا من الصور والبورتريهات ولوحات للقناة، وفق أبو غزالة الذي يوضح: «قد قمت بترجمته إلى العربية وصدر عن المركز القومي للترجمة، ومع حلول الذكرى الـ150 اقترحت تنظيم معرض يضم لوحات الكتاب لتعرف الأجيال الجديدة على محتوى الكتاب وأهميته وذلك بالتعاون مع القنصلية الفرنسية بالإسكندرية حيث شغل ديليسبس منصب نائب قنصل فرنسا في الإسكندرية ثم كلف بمنصب القنصل حتى أبريل (نيسان) عام 1837 قبل أن يتولى مهمة تأسيس شركة قناة السويس ويحصل من الخديوي على امتياز حفر القناة حسب القانون التجاري الفرنسي».
ووفق أبو غزالة فإنّ أول طبعة من الكتاب لم تحظ بإعجاب الخديوي حيث كانت تتصدره صورة على صفحة كاملة لديليسبس فتم حذفها وحذف المقدمة التي كتبها المؤرخ ماريوس فونتان في الطبعة الفاخرة المحفوظة حاليا بمكتبة الإسكندرية، وكانت المقدمة قد استهلت بشعار شركة قناة السويس: «فتحنا الأرض لنشر السلام بين الناس».
ويروي المؤرخ المصري المتخصص في تاريخ قناة السويس أن «الخديوي إسماعيل غادر الإسكندرية على متن يخت المحروسة يوم 14 أغسطس (آب) 1868، متوجها لأوروبا لدعوة ضيوف القناة، كما سخر كل الإمكانيات في مصر لاستقبال الضيوف قبل الافتتاح بشهر، ليتعرفوا على آثار ومعالم مصر، وأمر مارييت باشا بتصميم أول دليل سياحي عن الآثار المصرية، بعنوان (خط سير رحلة ضيوف الخديوي)» وتضمن البرنامج رحلة نهرية في نهر النيل، ومقابر العمال الذين حفروا القناة على مدار 10 سنوات، وبحيرة التمساح والبحيرات المرة ومنطقة عيون موسى، وشيد عددا من الاستراحات الفخمة التي تليق بملوك العالم، كما دعا 200 صحافي من مختلف أنحاء العالم، وكتبت أوجيني لزوجها نابليون معبرة عن دهشتها من فخامة الاستقبال: «وصلت إلى بورسعيد بسلام، استقبال باهر لم أشهد قط مثيلا له طوال حياتي».
وتظهر الصور حضور إمبراطور النمسا وأمير وأميرة هولندا وكبار رجال القبائل الليبية وكبار رجال قبائل أفريقيا، والخيام الفخمة التي نصبت لاستقبال الملوك في الصحراء المصرية. ومن أبرز الصور التي يضمها الكتاب اللوحة التي تجسد أول ضربة معول عند بدء أعمال الحفر ببورسعيد في 25 أبريل 1859، ولوحات معسكرات العمال أثناء الحفر، ومنطقة الجسر وقت افتتاح القناة، وصور كراكات الحفر التي كانت أحدث معدات في العالم آنذاك، ومسكن فرديناند ديليسبس بالإسماعيلية، وخيمة المقصورة الرئيسية لحفل الافتتاح حيث يظهر الخديوي بزي التشريفة الملكية، وحوله ملوك العالم وشيخ الأزهر ورجال الكنيسة، فضلا عن صور بانورامية للخط الملاحي، وصور لمدينتي الإسماعيلية وبورسعيد عام 1869.
وتوضح الوثائق التي يضمها المعرض تاريخ أول امتياز حصل عليه ديليسبس لشق القناة في 19 مايو (أيار) 1855، فيما منح محمد سعيد باشا والي مصر حق انتفاع بفرمان جديد في 5 يناير (كانون الثاني) 1856، وكان الاكتتاب العام لجمع 200 مليون فرنك فرنسي حيث باع ديليسبس 56 في المائة من الأسهم وتعهد الخديوي إسماعيل بشراء الباقي، 44 في المائة من الأسهم بقيمة 88 مليون فرنك، ومن ثم تم تأسيس الشركة في 15 ديسمبر (كانون الأول) 1858.



«قصر السبيعي التاريخي» نموذج إبداعي لتراث البناء على الطراز النجدي

كادت رياح الوقت أن تذهب بالقصر التاريخي ويندرس من فوق الأرض لكن مشروعاً وطنياً لترميم المباني التاريخية أعاد إليه الحياة (هيئة التراث)
كادت رياح الوقت أن تذهب بالقصر التاريخي ويندرس من فوق الأرض لكن مشروعاً وطنياً لترميم المباني التاريخية أعاد إليه الحياة (هيئة التراث)
TT

«قصر السبيعي التاريخي» نموذج إبداعي لتراث البناء على الطراز النجدي

كادت رياح الوقت أن تذهب بالقصر التاريخي ويندرس من فوق الأرض لكن مشروعاً وطنياً لترميم المباني التاريخية أعاد إليه الحياة (هيئة التراث)
كادت رياح الوقت أن تذهب بالقصر التاريخي ويندرس من فوق الأرض لكن مشروعاً وطنياً لترميم المباني التاريخية أعاد إليه الحياة (هيئة التراث)

متكئاً على تاريخ عريض، يقف قصر السبيعي التاريخي منذ نحو 90 عاماً، في البلدة القديمة لمحافظة شقراء (شمال غربي مدينة الرياض)، شاهداً تاريخياً تسكن أركانه وغرفه الطينية أصوات المتشاورين والمترائين عندما يجتمعون في كنفه، وقد كان عبر التاريخ محل الشورى وبيت المال ودار الإمارة، وعلى جدرانه تشع تفاصيل البناء التراثي على الطراز النجدي شاهداً ونموذجاً وصورة تاريخية.

في الجهة الجنوبية الغربية من البلدة القديمة، يقع القصر الذي كادت أن تذهب به رياح الوقت، ويندرس من فوق الأرض، لكن مشروعاً وطنياً لترميم المباني التاريخية أعاد إليه الحياة، ولدوره كشاهد تاريخي إلى جانب الكثير من مكونات البلدة التاريخية لمحافظة شقراء، التي تبعد عن العاصمة الرياض قرابة 200كم، حيث قصر السبيعي والبلدة القديمة ومسجد سديرة التاريخي، وعدد من القصور والمباني التاريخية التي تعكس مبانيها نمط العمارة التقليدية الفريدة وسط البلاد.

تولى مسؤولية البناء حمد بن قباع وكلّف بناء قصر السبيعي في ذلك الوقت نحو 100 ألف ريال سعودي (هيئة التراث)

87 عاماً من عمر البناء

يعود اسم القصر إلى صاحبه الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله السبيعي، الذي كان وكيل بيت المال ومرافقاً للملك عبد العزيز أيام تأسيس الدولة، وقد بناه عام 1358هـ، واستغرق بناؤه نحو 4 أعوام. وتولى مسؤولية البناء، أحد البنائين المهرة في تلك الفترة، وهو حمد بن قباع، وساعدهُ في البناء ابنهُ إبراهيم، وكلّف بناء قصر السبيعي في ذلك الحين نحو 100 ألف ريال سعودي. ويعد حمد بن قباع من أمهر البنائين، وله تاريخ في تشييد القصور على الطراز النجدي العتيق، وأشرف على بناء أكثر من 35 قصراً ومبنى وسط مدينة الرياض، من بينها قصر الملك عبد العزيز في منطقة المربع.

وسافر مبدع التحف المعمارية حمد بن محمد بن قباع في بدايات عمره إلى الكويت طلباً للرزق، ثم عاد إلى نجد بعد أن استقرت الأوضاع وساد الأمن، وشرع في مهمته ماهراً في البناء، وخلال ذلك ذاع صيته في كفاءة وإبداع البناء، ورُشّح للعمل في عدد من المباني التاريخية التي لا تزال شاهدة حتى اليوم على براعته، مثل قصور البديعة والمربع وثليم ورماح، وقصر السبيعي في شقراء. وقد بني قصر السبيعي بنفس مكونات البناء التقليدي من الطين واللبن الذي يجلب من المنطقة نفسها، ومن الدرعية والحوطة والقصيم، بالإضافة إلى جذوع الأثل وسعف الجريد وجذوع النخيل التي أُحضرت من الخرج والمزارع المجاورة للدرعية وسدير، كما استخدمت الأحجار المجلوبة من محاجر الرياض في بناء أساسيات القصر لتقويته.

يعود اسم القصر إلى صاحبه الشيخ عبد الرحمن السبيعي الذي كان وكيل بيت المال ومرافقاً للملك عبد العزيز أيام تأسيس الدولة (هيئة التراث)

هوية عمرانية فريدة

وكان القصر تاريخياً مقراً لبيت المال تبعاً لمهمة صاحبه، تجبى إليه زكوات المناطق المحيطة التي تستعين بها الدولة في الوفاء بواجباتها العامة، وعاصر القصر كشاهد تاريخي الكثير من أحداث ومواقف حقبة التأسيس، بالإضافة إلى دوره السياسي والاجتماعي، حيث تلتئم فيه الاجتماعات وتعقد فيه مجالس التشاور والحل والعقد وتداول الخطابات الموجهة من قائد الدولة ومؤسسها إلى المواطنين.

وقد كان الملك عبد العزيز يمرّ بالقصر خلال رحلاته ومعاركه، وأصبح مقرّ إقامته وسكن عائلته وحاشيته، أثناء مروره بشقراء، أو عند ذهابه للأماكن المقدسة لأداء مناسك الحج، وكان إذا قدِم إلى مدينة شقراء يجلس إلى جماعة وأهل المدينة ويأخذ بآرائهم وحاجاتهم، وكثيراً ما أُعجب بجودة وتفاصيل البناء، وسُرّ بكفاءته وبراعته، واستدعى المشرف على بنائه بعد ذلك لإنشاء الكثير من القصور الملكية في مدينة الرياض.

وتحتفظ شقراء بهويتها العمرانية البديعة، على نمط العمارة النجدية القديمة، في مبانيها وأسواقها وممراتها، وتمثّل البلدة التاريخية في وسط شقراء نمط المدن النجدية التقليدية بمساجدها وأسواقها وبيوتها، ومن أشهر أحيائها «حي الحسيني» الذي يحوي بيوت الوجهاء التي كانت تستخدم لممارسة الأنشطة التجارية وعقد الصفقات على نطاق واسع، مثل بيت الجميح وبيت العيسى، وبيوت لبعض أهل العلم والقضاة، من وجهاء البلدة ونخبة أهلها، وأعيد ترميم بعض مرافق البلدة وممراتها ومنازلها ومسجدها القديم من قِبل أصحابها وبعض الداعمين من الوجهاء والأعيان. وقد رمم مسجد سديرة الذي يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1356هـ، ضمن مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية بالسعودية، لتبلغ طاقته الاستيعابية 347 مصلياً، في حين عملت هيئة التراث على ترميم قصر السبيعي التاريخي في المحافظة، ضمن مشروع مهم لترميم وتأهيل والتدخل الطارئ في مواقع التراث الثقافي بمختلف مناطق السعودية، ويعود (الأربعاء) إلى الواجهة من جديد بعد إتمام مشروع ترميمه لاستقبال الزوار، وربط المجتمعات المحلية بتراثها وبناء مستقبلها الحضاري.


نجوم «تيك توك» المحظور في الهند يستصعبون إعادة بناء شهرتهم على المنصات الأخرى

تُظهر هذه الصورة التي التُقطت في 27 أبريل 2024 مصمم الرقصات ساهيل كومار الذي اشتهر سابقاً على «تيك توك» بعرض رقصات شعبية خلال مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب)
تُظهر هذه الصورة التي التُقطت في 27 أبريل 2024 مصمم الرقصات ساهيل كومار الذي اشتهر سابقاً على «تيك توك» بعرض رقصات شعبية خلال مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب)
TT

نجوم «تيك توك» المحظور في الهند يستصعبون إعادة بناء شهرتهم على المنصات الأخرى

تُظهر هذه الصورة التي التُقطت في 27 أبريل 2024 مصمم الرقصات ساهيل كومار الذي اشتهر سابقاً على «تيك توك» بعرض رقصات شعبية خلال مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب)
تُظهر هذه الصورة التي التُقطت في 27 أبريل 2024 مصمم الرقصات ساهيل كومار الذي اشتهر سابقاً على «تيك توك» بعرض رقصات شعبية خلال مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب)

بعدما اكتسب الهندي ساهيل كومار، وهو مصمم رقص هاوٍ، شهرةً من خلال بث مقاطع فيديو له عبر «تيك توك»، يواجه صعوبات منذ حظر التطبيق الصيني في الهند، لمعاودة تحقيق نجاح عبر شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

واستفادت من حظر «تيك توك» في الهند منصات أميركية مثل «يوتيوب» و«إنستغرام» اللتين لجأ إليهما عدد كبير من محبي المنصة الصينية المحظورة لإعادة نشر محتوياهم.

وتعيّن على المستخدمين الذين حققوا شهرة معيّنة عبر «تيك توك»، البدء من الصفر في المواقع الأخرى.

ويؤكد كومار (30 عاماً) لوكالة الصحافة الفرنسية في الاستوديو الخاص به في روهتاك الواقعة على بعد بضعة كيلومترات جنوب نيودلهي أنّ «تكوين جمهور على (إنستغرام) أو (يوتيوب) يستغرق سنوات».

ويقول مصمم الرقص الذي يتابع حسابه عبر «تيك توك» 1.5 مليون مستخدم: «من الصعب أن أعيد تحقيق نجاح، فأنا لا أجد التفاعل نفسه في أي منصة أخرى».

وكومار هو مهندس في الأساس، لكنّه ترك مهنته بعدما بدأ يكسب المال من خلال نشره عبر «تيك توك» مقاطع فيديو لرقصات مع مؤثرين ومشاهير هنود.

لكنّ مسيرته المهنية الجديدة انتهت في يونيو (حزيران) 2020 بمجرد اختفاء التطبيق الصيني من المشهد الهندي، بعدما حظرته الحكومة لاعتبارها أنه مسؤول عن أنشطة «تضر بسيادة الهند وسلامة أراضيها».

وقبل ذلك بأسبوعين، وقعت اشتباكات حدودية في الهيمالايا، كانت الأكثر دموية منذ نصف قرن بين الهند والصين؛ إذ أسفرت عن مقتل عشرين جندياً هندياً وأربعة جنود صينيين.

وأُعلنت حينها نهاية «تيك توك» في الهند، فنشر كومار آخر شريط فيديو له في المنصة يدعو فيه المستخدمين إلى متابعته عبر «يوتيوب» و«إنستغرام»، مضيفاً بعض العبارات الوطنية إلى كلامه. وقال «الهند أوّلاً».

«انهار كل شيء»

وبعد أربع سنوات، بات يتابعه في «إنستغرام» نحو 94 ألف متابع، في حين توقفت مسيرته كمصمم رقص. وقال: «لقد توقف العمل».

وتمكنت «تيك توك» سريعاً من تحقيق نجاح هائل في الهند. وتشير المنصة إلى أنّ عدد مستخدميها في هذه الدولة تخطّى 200 مليون شخص، أي فرد من كل سبعة.

ويقول المشارك في تأسيس وكالة «مونك انترتينمنت» التسويقية فيراج شيث إنّ «أي مؤثر أو شخصية شهيرة تبحث عن جمهور على الإنترنت، يتعيّن عليها استخدام (تيك توك)، سواء أحبّت ذلك أم لا».

ويضيف: «بمجرد الإعلان عن حظر (تيك توك)، انهار كل شيء بالنسبة إلى الجميع».

وحاول عدد كبير من الشركات المحلية الناشئة في مجال التكنولوجيا الاستفادة من حظر «تيك توك» عبر طرح تطبيقات من ابتكارها. لكنّ الشركتين الأميركيتين العملاقتين لا تزالان مهيمنتين في هذا المجال.

وفي السنة الأولى التي أعقبت الحظر، بُثّت يومياً نحو ستة ملايين مقاطع فيديو قصيرة «ريلز» عبر «إنستغرام».

وعلى سبيل المقارنة، نُشر عبر منصة «موج» Moj الهندية 2.5 مليون مقطع فيديو يومياً، بحسب وسائل إعلام محلية.

وتشير شركة «ستاتيستا» المتخصصة في جمع البيانات والإحصاءات من السوق، إلى أن أكثر من 362 مليون شخص في الهند يستخدمون «إنستغرام» بينما يبلغ 462 مليون شخص عدد مستخدمي «يوتيوب» الذي أطلق ميزة مقاطع الفيديو القصيرة لمنافسة «تيك توك»، في العام الذي حُظرت فيه المنصة الصينية بالهند.

وتوضح شركة «ريدسير ستراتيدجي كونسالتنتس» أنّ التطبيقات المحلية كانت تحظى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 بقاعدة مشتركة تضم أكثر من 250 مليون مستخدم.

وتقول رئيسة الاستشارات التسويقية في «إي واي إنديا» آميا سواروب «إنّ تطبيقي (يوتيوب) و(إنستغرام) هما المهيمنان دائماً في ما يخص مقاطع الفيديو القصيرة».

إلا أنّ محبي «تيك توك» لا يشعرون جميعهم بالارتياح عند استخدام «إنستغرام»؛ لأنّ هذه المنصة تركّز على الترويج الذاتي لا على إنشاء محتوى متخصص، بحسب فيراج شيث.

ويقول: «ليس من الضروري على المستخدم أن يظهر شخصيته في (تيك توك)».


جورج خباز لـ«الشرق الأوسط»: نهضة المسرح في لبنان لم تجعل منه صناعة

اختار عادل كرم ليشاركه تقديم «خيال صحرا» (صور جورج خباز)
اختار عادل كرم ليشاركه تقديم «خيال صحرا» (صور جورج خباز)
TT

جورج خباز لـ«الشرق الأوسط»: نهضة المسرح في لبنان لم تجعل منه صناعة

اختار عادل كرم ليشاركه تقديم «خيال صحرا» (صور جورج خباز)
اختار عادل كرم ليشاركه تقديم «خيال صحرا» (صور جورج خباز)

في عمل مسرحي مختلف بمشهديته، يستعدّ الفنان جورج خباز لتقديم «خيال صحرا». اختار الممثل عادل كرم ليشاركه هذه التجربة، فيؤلّفان معاً ثنائياً جديراً بمشاهدته. كرم صاحب تجارب درامية ومسرحية سابقة لا يزال يتذكّرها جمهوره. وخباز غني عن التعريف؛ مشواره مرصَّع بالنجاحات سينمائياً ودرامياً ومسرحياً.

الاثنان اشتهرا برسم الابتسامة على الوجوه، ومعاً تشاركا البطولة في فيلم «أصحاب ولا أعزّ». كما أطلّ كرم ضيفَ شرف في مسلسل «براندو الشرق»، من بطولة خباز وكتابته. التجربتان ولّدتا بينهما علاقة وثيقة، إضافة إلى الشعور بالإعجاب المتبادل.

يرفض خباز الإفصاح عن موضوع هذه المسرحية التي خصَّص لها شهر أغسطس (آب) المقبل بأكمله لعرضها على خشبة «كازينو لبنان». يقول لـ«الشرق الأوسط»: «إنها من كتابتي وإخراجي، وإنتاج طارق كرم؛ شقيق عادل. كتبتها في وقت سابق بين زمن (كورونا) والتباعد المنزلي، وكذلك بين انفجار مرفأ بيروت والأزمة الاقتصادية اللبنانية. يومها، تفرّغتُ للكتابة كلياً قبل الانشغال بتمثيل أعمال درامية وسينمائية. هذا العمل المسرحي لا يشبه ما سبق، ويستطيع مُشاهده ربطه بأسلوبي تلقائياً».

في فيلم «يونان» يؤدّي دور رجل يفكر بالانتحار (صور جورج خباز)

لماذا اختار عادل كرم ليتشاركا تقديم المسرحية وحدهما على الخشبة؟ يردّ: «وجدتُ أنه الأنسب للقصة، وتناقشنا في ذلك، فهو يملك قدرات تمثيلية هائلة ويعجبني تمثيله. نُجري التمارين اللازمة للمسرحية حالياً، وأكتفي بالقول إنها تدور في زمن السبعينات».

يضيف خباز: «سبق لعادل كرم أن قدّم أعمالاً مسرحية جميلة، و(اسكتشات) تصبّ في فئة (الشانسونييه) تقريباً. لكنه لم يقدّم عملاً مسرحياً يطمح إليه. لذلك فصّلتُ الشخصية التي سيلعبها على قياسه تماماً لتناسب قدراته. المُشاهد سيلمس أنه يلبس الدور بإتقان».

المقاطع الموسيقية التي تتخلّل المسرحية من تأليف خباز وتوزيع لوقا صقر؛ كما سُجِّلت المقدّمة الموسيقية في رومانيا.

مدّة المسرحية نحو 90 دقيقة، وهي من نوع الكوميديا الداكنة. ترتكز على قاعدة درامية بامتياز، لكنها تحمل معالجة بالكوميديا الساخرة: «إنها عيّنة عن كل الأزمنة التي مررنا بها نحن اللبنانيين، ويمكن إسقاطها على حالة أي بلد آخر، فالقصة لا تقتصر على لبنان».

ينتظر جمهور جورج خباز عودته إلى الخشبة. فسبق أن صرّح بأنه يتريّث في هذا الموضوع من منطلق إيجاد حلّ لأسعار بطاقات الدخول. عدم استقرار سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار أخَّره عن هذه العودة. فمسرحه يُعرَف باستقطابه اللبنانيين من جميع الفئات الاجتماعية. ولم يرغب في أن يصبح مقتصراً على طبقة دون غيرها، وقد حاول طوال الوقت ابتعاده عن الخشبة الانشغال بأعمال درامية وسينمائية. ولكن هذه العودة التي انتظرها محبّوه الذين اعتادوا متابعته على مسرحه «شاتو تريانو»، جاءت من مكان آخر، فلماذا؟ يجيب: «المسرحية تفرض بواقعها وشخصيتيها خشبة مثل تلك في (كازينو لبنان). ورغم أنني أفضّل العرض المسرحي الطويل الأمد، ستُقدَّم (خيال صحرا) لشهر واحد فقط، لنقوم بعده بجولة خارجية».

يرى أنّ النهضة المسرحية لم تُحقّق صناعتها بعد (صور جورج خباز)

وفي هذا الوقت، تجري ورشة إعادة تأهيل مسرح جورج خباز؛ «شاتو تريانو»: «إنه مهجور منذ نحو 4 سنوات ويحتاج إليها ليتألق من جديد. سأعود إلى خشبتي الأحب إلى قلبي، وإلى مسرحي. ولكن (خيال صحرا) تختلف بمشهديتها وخطوطها عما قدّمتُه من قبل. فلا تجوز المقاربة بينها وبين غيرها، لكنها في الوقت عينه تحمل نقلة نوعية إذا ما حاولنا المقارنة بينها وبين سابقاتها».

يبحث جورج خباز في مسرحيته الجديدة عن الأسباب: «لم أعالج مشكلة ولم أبحث عن حلول، بل رحتُ إلى أبعد من ذلك، وحاولتُ الانطلاق من البداية لأستكشف نقطة التحوُّل».

يُعلّق على الحركة المسرحية التي يشهدها لبنان: «أعمال جميلة تُقدَّم تستحق المشاهدة. ولكن أعتقد أنّ هذه النهضة لم توصلنا بعد إلى الصناعة المسرحية. فالمسرح لم يصبح مصدر رزق للممثل يمكنه الاتكال عليه».

ينشغل خباز حالياً بكتابة مسلسل رومانسي كوميدي من 10 حلقات. ومن ناحية ثانية، ينتظر عرض فيلم «يونان» العالمي، وفيه يقف إلى جانب الممثلتين الألمانية أنّا شيغولا، والتركية سيبيل كيكيلي المعروفة بدورها في المسلسل الشهير «لعبة العروش»، بمشاركة الفنان السوري باسم ياخور. تدور الأحداث حول كاتب عربي في ألمانيا يسافر إلى جزيرة نائية للانتحار يؤدّي دوره خباز، فيلتقي بامرأة عجوز، تُحيي فيه الرغبة بالحياة. وهو من إخراج الكاتب أمير فخر الدين، وإنتاج مشترك ألماني - فرنسي - إيطالي.


المناظر الخضراء تدفع الناس لخيارات غذائية أكثر صحة

النظر إلى الطبيعة يدفع الناس لتناول غذاء صحي (رويترز)
النظر إلى الطبيعة يدفع الناس لتناول غذاء صحي (رويترز)
TT

المناظر الخضراء تدفع الناس لخيارات غذائية أكثر صحة

النظر إلى الطبيعة يدفع الناس لتناول غذاء صحي (رويترز)
النظر إلى الطبيعة يدفع الناس لتناول غذاء صحي (رويترز)

أفادت دراسة فرنسية، بأن التعرض للمناظر الخضراء في البيئات الطبيعية مثل الحدائق، يدفع الناس لخيارات غذائية أكثر صحة.

وأوضح الباحثون، أن قضاء وقت في بيئة طبيعية مثل المشي في الحديقة أو مجرد النظر إلى المساحات الخضراء من النافذة، يمكن أن يجعل الناس يميلون إلى تناول الأطعمة الصحية، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «كوميونيكيشن سيكولوجي». وعادة ما تستحضر المناظر الطبيعية مشاعر إيجابية وشعوراً بالرفاهية لدى معظم الأفراد.

وخلال الدراسة، تم تعيين المشاركين بشكل عشوائي للمشي لمدة 20 دقيقة إما عبر حديقة أو شوارع مزدحمة في باريس. وبعد ذلك، تم تقديم تشكيلة متنوعة من الأطعمة لجميع المشاركين تحتوي على مزيج من الوجبات الخفيفة الصحية والأقل صحة.

وبينما تناول المشاركون في كلتا المجموعتين كميات طعام متساوية تقريباً، أظهر أولئك الذين مشوا في الحديقة تفضيلاً واضحاً للخيارات الصحية، وكانت 70 في المائة من اختياراتهم عبارة عن وجبات خفيفة صحية، مقارنة بـ39 في المائة فقط لمشاة المدينة.

وفي تجربة أكثر تحكماً، وُضع المشاركون في غرف فندق، تنوعت إطلالاتها، إما على مساحات خضراء أو على شارع المدينة، أو على جدار فارغ مع ستائر مغلقة.

وطُلب من المشاركين اختيار وجبة غدائهم من قائمة خدمة الغرف، التي تضمنت أطباقاً رئيسية صحية وأخرى غير صحية، بالإضافة إلى المشروبات والحلويات.

وعكست النتائج ما أظهرته التجربة السابقة؛ فقد اختار الأفراد الذين لديهم إطلالات على المساحات الخضراء خيارات غذائية صحية، في حين مال الأشخاص من ذوي الإطلالات الحضرية والمحجوبة نحو خيارات أقل صحة.

من جانبه، قال الباحث الرئيسي للدراسة من جامعة السوربون في فرنسا، الدكتور بيير شاندون: «هذه النتائج تُعد فرصة لتعزيز عادات الأكل الصحية؛ إذ يمكن للمدارس والشركات والمنظمات الأخرى الاستفادة من استخدام صور المناظر الطبيعية والمساحات الخضراء في الكافيتريات لتشجيع الطلاب والموظفين على اتباع خيارات غذائية صحية، كما يمكن لمسوقي المواد الغذائية استغلال الإشارات البصرية الطبيعية للترويج لمنتجاتهم الصحية أو الطبيعية».

وأضاف عبر موقع الجامعة: «الأمر الأهم هو أن هذا البحث يُذكرنا بالدور الحاسم للتخطيط الحضري. ومع التوقعات التي تشير إلى أن ثلثي سكان العالم سيعيشون في المدن بحلول عام 2050، يبرز الاهتمام بإدراج المساحات الخضراء في المناطق الحضرية كأمر بالغ الأهمية لمستقبل أكثر صحة واستدامة».


فيلم «آخر سهرة في طريق ر»... مُغنون منسيون تحتضنهم مدينة جدة

الفنان عبد الله البراق يقدم دور البطل نجم البحري (الشرق الأوسط)
الفنان عبد الله البراق يقدم دور البطل نجم البحري (الشرق الأوسط)
TT

فيلم «آخر سهرة في طريق ر»... مُغنون منسيون تحتضنهم مدينة جدة

الفنان عبد الله البراق يقدم دور البطل نجم البحري (الشرق الأوسط)
الفنان عبد الله البراق يقدم دور البطل نجم البحري (الشرق الأوسط)

المتتبع لأفلام المخرج السعودي محمود صباغ يلمح التصاقه الشديد بمدينة جدة واهتمامه بقصص المهمشين الذين يُقدمهم في أفلامه، بداية من «بركة يقابل بركة» عام 2016، ثم «عمرة والعرس الثاني» عام 2018، وأخيراً فيلمه الجديد «آخر سهرة في طريق ر»، الذي يأتي من كتابته وإخراجه، وينطلق عرضه الأول في حفل خاص بجدة الأربعاء، على أن يصدر في جميع صالات السينما السعودية يوم 9 مايو (أيار).

يتحدث صباغ لـ«الشرق الأوسط» عن الفيلم الذي يمزج بين الدراما والكوميديا السوداء، ويتناول التحولات الأخيرة والانفتاح الاجتماعي، مبيناً أنه يكمل من خلاله ثيمة المهمشين التي بدأها في فيلميه السابقين، ممن هم ليسوا أبطالاً على أرض الواقع، مع وجود المدينة دائماً في قلب الحكاية، وهي مدينة جدة في هذه الحالة، حيث عَدّ «آخر سهرة في طريق ر» هو الامتداد لتجاربه السابقة.

ويتابع بالقول: «في هذا الفيلم هناك 3 محاور جديدة ترقى لثيمات سينمائية خالصة، أولها ثيمة الرحلة والليلة الطويلة، وما تنطوي عليه من إيقاع سريع وعبثي، تليها ثيمة القلق الوجودي للأبطال المحركين للقصة، والثالثة هي ثيمة الهوس وكيفية التعامل مع مشاعر الرفض»، مشيراً إلى أن بطل القصة «نجم البحري»، هو إنسان جاء من الهامش، فيما والدته كانت أشهر مغنية أعراس بجدة في زمن مضى، وخفتت الأضواء عن فرقته بفعل متغيرات العصر الجديد، ومن هنا يتعامل البطل مع أكثر من نوع من الرفض خلال الفيلم، في ظل انحسار العالم الذي كان يألفه.

تضمن الفيلم أكثر من 8 أغنيات معظمها من الفولكلور (الشرق الأوسط)

 

الفيلم الذي يغوص في عوالم الفرق الغنائية، ومن بطولة الممثل عبد الله البراق، تم تصوير أغلب مشاهده بمدينة جدة، ثم انتقل إلى شرق الرياض لتصوير بعض المشاهد الأخرى، في رحلة تصوير امتدت بين 6 نوفمبر (تشرين الثاني) و20 ديسمبر (كانون الأول) 2022 اعتمد فيها المخرج على تصوير العديد من مشاهد الفيلم في مواقع مختلفة من مدينة جدة، مثل باب مكة والبلد (جدة التاريخية) والكورنيش.

 

عوالم الفرق الشعبية

تدور أحداث الفيلم بالكامل في ليلة واحدة مجنونة مليئة بالأحداث والمفارقات والاضطرابات، مع نَجم البحري متعهد السهرات المخضرم، الذي يجوب بفرقته ليل جدة وعوالمها النخبوية والسفلية بمختلف أنماطها وبؤر التقائها، بحثاً مع فرقته عن المال والمغامرة وإبقاء أهميتهم وسط التحوّلات التي تهدد مكانتهم بوصفهم فرقة على الطراز القديم.

وبسؤال المخرج محمود صباغ عن كثافة الموروث الغنائي الذي ظهر في الفيلم، يقول: «في هذا الفيلم، وجدنا أنفسنا نوجّه تحية للموروث الموسيقي والسمعي العريق في الجزيرة العربية وفي السعودية»، لافتاً إلى أن عمله باحثاً في هذا المجال وتقاطعه بصفته صانع أفلام مع هذه العوالم، تزامنا مع الغوص والعيش مع كثير من متعهدي السهرات وفرق الطرب الموجودة فعلياً بجدة، للخروج بهذه المقاربة السينمائية، وبخاصة أن بطل الفيلم يعيش وهماً يتمحور حول كونه وريث هذا الفن، فهل سيُخلص الوريث لما صنعه الأسلاف؟ هذا ما تظهره أحداث الفيلم.

مروة سالم في تجربتها السينمائية الأولى (الشرق الأوسط)

 

وقام صباغ ببناء وحدة للبحث والتدقيق في الأغاني التي تغنيها الفرق الشعبية في مختلف المناسبات، سواء كانت أفراحاً وحفلات خاصة أو سهرات أو حتى احتفالات عائلية وغيرها. كما استعان بمجموعة من الباحثين والمهتمين بتأصيل وتأريخ الشعر الغنائي العربي للوصول إلى أصل بعض تلك الأغاني وأصحاب الحقوق لكل منها، حيث تضمن الفيلم أكثر من 8 أغنيات من بينها 6 أغنيات فولكلور من التراث مثل الأغنية التي يُفتتح بها الفيلم «انعشوني لا أطيح وأنا على الله» وأغنية «الخاتم أحمر يماني» أو أغنية «يا أهل الهوى اسمعوا شكوتي»، كما تمت إعادة تسجيل وتوزيع كل الأغاني التراثية المستخدمة في الفيلم بصوت الفنانة مروة سالم ومن المنتظر طرحها في ألبوم غنائي خلال عرض الفيلم.

 

وجوه سينمائية جديدة

في الفيلم تظهر الفنانة مروة سالم في دور المغنية الشابة المضطربة، حيث قدمت دورها بتلقائية وإحساس كبير، وبسؤال صباغ عن ذلك يقول: «مروة مثلّت معي في عام 2012 مسلسل (كاش)، فهي لديها تجربة تمثيلية سابقة إلا أن ظهورها بالفيلم يمثل إعادة اكتشاف لها، بوصفها وجهاً سينمائياً جديداً».

وأكد صباغ حرصه في جميع أفلامه على تقديم وجوه جديدة وغير متوقعة. كما استعان بمجموعة من الأسماء التي رافقته في مسيرته المهنية وانطلقت على يديه مثل سامي حنفي، إلى جانب أمل الحربي والشيماء الطيب اللتين كان لهما دور خاص في أحداث الفيلم. وتضمن الفيلم أسماءً شرفية، مثل ظهور المخرج الكبير خيري بشارة في دور مدير لاونج إيطالي يتحدث بلهجة مستعربة، ويصف صباغ هذا الظهور بالقول: «هو شرف عزيز على قلبي».

مشهد للفنانة الشيماء طيب في الفيلم (الشرق الأوسط)

 

شخصيات مضطربة

وتحمل شخصيات الفيلم الكثير من التعقيدات والمشاعر المضطربة، بداية من بطل الفيلم نجم البحري (الممثل عبد الله البراق) الذي يُلقب نفسه بـ«أبو معجب»، والذي يمتلك ماضياً فنياً مزدهراً؛ كونه ابن كاكا القمر، أشهر مغنيات الأفراح والبيوت في مدينة جدة خلال فترة التسعينات وبداية الألفية، ولديه باص قديم هو مقرّه ومقر الفرقة المتحرك «نجم للصوتيات».

مروراً ببطلة الفيلم كولا سالمين (مروة سالم)، وهي شابة حسناء في منتصف الثلاثين، وصولية وتعشق المال، حيث جاءت من خلفية شعبية بوصفها تلميذة عرابة الطرب الشعبي الراحلة «كاكا القمر»، وتمتهن التلاعب النفسي ومتمرسة على السرقة وخفة اليد، وتطمح للشهرة بأي طريقة كانت. يرافقها مهندس الصوت سيلفر (سامي حنفي)، وهو رجل ستيني وخبير تقنيات بارع، إلى جانب طرفي العواد (رضوان جفري) وهو شاب ضرير يجيد عزف العود.

ظهور شرفي للمخرج خيري بشارة في الفيلم (الشرق الأوسط)

 

تحديات العمل

وبسؤال صباغ عن التحديات التي واجهت الفيلم، يقول: «المنتج الشاطر يستطيع خلق الحلول... ومقارنة بما بدأناه في صيف 2015 حين أنتجت فيلم (بركة يقابل بركة)، فنحن اليوم نعيش في ربيع ثقافي وفني غير مسبوق، ونقلة تاريخية كبيرة». ويتابع: «كانت هناك بعض التحديات الرقابية؛ نظراً لضروريات القصة درامياً، ولعلي أشيد هنا بالدور الإيجابي والحوارات العميقة والمطولة التي حصلت بيننا وبين المسؤولين وأصحاب القرار للوصول إلى صيغة مرضية وتلبي المعايير العالمية».

تجدر الإشارة إلى أن فيلم «آخر سهرة في طريق ر» من إنتاج الحوش برودكشونز، التي أسسها صباغ، بوصفها أول شركة سعودية متخصصة في مجال إنتاج الأفلام الطويلة منذ 2016. وشاركت الحوش برودكشونز في الإنتاج، شركة ناين بروجيكتس برودكشون، وتوزعه في صالات السينما السعودية شركة فرونت رو آرابيا، فيما تملك حقوق توزيعه للديجتال في العالم العربي شبكة «راديو وتلفزيون العرب art».

 


«أفلامنا»... مشروع لبنانيٌّ طَموح ينمو ويحلُم

«أفلامنا» يجيب عن سؤال: «ماذا أشاهد؟» (صورة سامر زعرور)
«أفلامنا» يجيب عن سؤال: «ماذا أشاهد؟» (صورة سامر زعرور)
TT

«أفلامنا»... مشروع لبنانيٌّ طَموح ينمو ويحلُم

«أفلامنا» يجيب عن سؤال: «ماذا أشاهد؟» (صورة سامر زعرور)
«أفلامنا» يجيب عن سؤال: «ماذا أشاهد؟» (صورة سامر زعرور)

يأتي مشروع «أفلامنا» من نقص المعلومات المتعلّقة بالمسلسلات والأفلام العربية عبر الإنترنت. في لبنان، شابٌ طموح يُقدّم الحلّ. شكَّل يناير (كانون الثاني) الماضي بداية المشوار، حين انطلق موقع «أفلامنا» وراح ينمو خطوة خطوة. يقول مؤسّسه ومديره التنفيذي سامر زعرور لـ«الشرق الأوسط» إنه يتطلّع إلى البعيد ويُخطّط لتعويض هذا النقص. يريد من موقعه التحوُّل مَرجعاً للمُشاهد العربي للإبقاء على اطّلاع على آخر الإصدارات، والتعرُّف إلى فريق عمل مسلسله أو فيلمه المنتَظر.

يعلم أنّ المشروع لا يزال في مراحله الأولى، وينظر إلى ما هو أبعد من البدايات. يلمح أمامه ما يسعى إلى تحقيقه وما يخطّط لبلوغه في المستقبل. هذا جهدٌ لبناني يُشعله العناد. لا يهمّ بالنسبة إلى زعرور أنّ الواقع يشتدّ قساوة. والجبهات هنا وهناك. والخوف مريع من المجهول... يهمّه الحلم. يتطلّع إلى «أفلامنا»، فيراه يكبُر مثل طفل يضفي بهجة إلى جدوى حياته. يمنحه الوقت والإمكانات، ويأتي بمواهب لبنانية تنقله من الولادة إلى النضج.

تستوقفه نهضة الإنتاجات العربية من دون أن يجد المهتمّ بها موقعاً يزوّده بمعلومات دقيقة عن كل ما يحتاج إلى معرفته: «نبدأ من المحتوى العربي، لنضيف العالمي في مرحلة مقبلة. السوق في حالة نموّ، والإنتاجات تتّخذ مسارها التصاعدي. هنا تبرز ضرورة المشروع. نضع زائر الموقع أمام كل ما يتعلّق بمسلسله المفضّل، ونقدّم له المعلومة الخاصة».

سامر زعرور يُطلق مشروعاً طَموحاً (حسابه الشخصي)

«أفلامنا» وجهة الباحثين عن أسماء طاقم العمل وقنوات العرض وخلاصة القصة. تُدقّق الشابة اللبنانية ساندرا زيناتي في المعلومة من مصدرها، وتُحاور مخرجين في ما سيُقدَّم وينتظر الناس. هي واحدة من فريق تُحرّكه مواهب لبنانية تسعى إلى نموّ الموقع وتصدُّره الاهتمامات. نسأل سامر زعرور عن أهمية المعلومة الصحيحة في زمن الاستسهال. الإنترنت مستهتر غالباً، يمتهن الاستنساخ ويفوته جهد السعي إلى الدقّة. «أفلامنا» يتابع المنصّات، ومنها يستمدّ معلوماته. يكبُر، وتتّسع دائرة علاقاته. يصبح مألوفاً عند صنّاع هذه المسلسلات والأفلام، فيجد كثيرين يتعاونون مع الفريق لولادة محتوى موثوق به. لا تتردّد ساندرا زيناتي بتكثيف الاتصالات للحصول على المادة الخاصة وما يجعل التصفُّح بعيداً عن السطح.

زائر الموقع ليس متلقّياً فقط، بل مؤثّر. بإمكانه الكتابة عمّا أحبَّ وعمّا لم يرقه. في التعليقات، يمارس دوره النقدي ويُشارك رأيه.

مؤسِّس «أفلامنا» اللبناني سامر زعرور

يتحدّث زعرور عن «مكان واحد» يجيب عن سؤال، «ماذا أشاهد؟». لا يُخفي أنّ الفكرة مستوحاة من مواقع عالمية مثل «IMDB»، حيث يطّلع المتصفِّح على آخر الإصدارات ويُعلّق بالرأي والتقييم: «المجال مُتاح للتفاعل. زائر الموقع ليس متلقّياً فقط، بل مؤثّر. بإمكانه الكتابة عمّا أحبَّ وعمّا لم يرقه. في التعليقات، يمارس دوره النقدي ويُشارك رأيه».

يصف فريق «أفلامنا» بالمحترفين الساعين إلى أفضل نسخة عنه. شباب لبنانيون يوظّفون الجهد والطاقة لفكرة آمنوا بها ويشاءون لها التميُّز. الموقع مجاني، والعمل جارٍ على إطلاق تطبيق هاتفيّ منه في مرحلة مقبلة. الهمُّ الآن النموّ والتوسُّع، فلا يزوره المتصفِّح لمرة واحدة فقط. ثمة هدف أعلى هو إرضاء الزائر والإجابة عن جميع أسئلته. هكذا يعود مرات، ويصبح جزءاً من مراكمة التفاعل.

اهتمام الجمهور بالترفيه يُسهِّل على زعرور والفريق مَهمّة تحقيق النتائج. فالتسويق أسهل. يقول إنّ الأمر لصعُب لو أنّ المادة طبّية مثلاً، فذلك يتطلَّب مجهوداً أكبر. اهتمام الموقع بالمسلسلات والأفلام العربية يجعله رفيقاً لمُفضّلي هذا الصنف. والتمويل؟ يجيب أنه «شخصي حتى الآن، ولا بدّ من تكثيف العمل لجذب المتموِّل وجَعل الآفاق تتّسع على الدوام».

كل أسبوع، يدعو زعرور رئيسة التحرير والمسؤولة عن المحتوى ساندرا زيناتي، مع المسؤول عن تحسين محرّكات البحث أنطوني زيدان، والمطوِّر التكنولوجي راي سمعان، إلى اجتماع لتقييم ما تقدَّم والتخطيط لما سيأتي. يهتمّ الأربعة بإدخال الذكاء الاصطناعي شريكاً في اللعبة، فيُسهّل تسجيل الأهداف وجذب مزيد من المُشجّعين. فهذا الذكاء يُشعِّب البحث ويحيط المتصفِّح بمعلومات إضافية. لا مفرّ من لمسات الـ«AI» على وجبات تقدّمها جميع الموائد. في «أفلامنا»، هو في صُلب معادلة النجاح.

المشروع أمام خطوات أولى واثقة. الدرب أحياناً شاق، والأهداف يبلغها متحمّلو هذا الشقاء. سامر زعرور وفريقه يجتهدون ليحلو الوصول.


بعد جولة في الولايات المتحدة... العثور على قطة داخل طرد لـ«أمازون» (فيديو)

القطة «غالينا» التي وجدت في أحد طرود شركة «أمازون» (وسائل إعلام محلية)
القطة «غالينا» التي وجدت في أحد طرود شركة «أمازون» (وسائل إعلام محلية)
TT

بعد جولة في الولايات المتحدة... العثور على قطة داخل طرد لـ«أمازون» (فيديو)

القطة «غالينا» التي وجدت في أحد طرود شركة «أمازون» (وسائل إعلام محلية)
القطة «غالينا» التي وجدت في أحد طرود شركة «أمازون» (وسائل إعلام محلية)

تُصادف براندي هانتر ضمن إطار عملها في شركة «أمازون» للتجارة الإلكترونية في لوس أنجليس، كل أنواع الأشياء الموَضّبة في الطرود تمرّ أمامها كل يوم، لكنها لم تتوقع يوماً أن تصادف قطة صغيرة جائعة داخل صندوق بعد رحلة طويلة.

وما كان من براندي هانتر، عندما عثرت على القطة التي اكتشفت لاحقاً أن اسمها غالينا، إلّا أن أخذتها إلى الطبيب البيطري، فتبيّن لها أن صحتها جيدة رغم العطش والجوع بعدما أمضت أسبوعاً تتنقل في مختلف أنحاء الولايات المتحدة خلال عمليات التسليم.

ونقل بيان لشركة «أمازون» عن براندي هانتر قولها: «شعرت بأنها لشخص ما من خلال الطريقة التي تصرفت بها»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأضافت: «أخَذْتُها معي إلى منزلي في الليلة نفسها، ثم قصدتُ الطبيب البيطري في اليوم التالي لمعرفة ما إذا كانت لديها شريحة إلكترونية صغيرة، أم لا».

وبفضل الشريحة التي كانت القطة مجهّزة بها، أمكنَ التواصل سريعاً مع أصحابها الذين كانوا قلقين وراحوا يبحثون عنها في مختلف أنحاء المنطقة التي يسكنونها في ولاية يوتا بغرب الولايات المتحدة، منذ اختفائها في منتصف أبريل (نيسان) الحالي.

وقالت صاحبة القطة كاري كلارك لمحطة «كيه إس إل تي في» التلفزيونية المحلية: «ركضت لأخبر زوجي بالعثور على غالينا وانهَرنا عندما أدركنا أنها قفزت إلى داخل صندوق ضخم أرسلناه».

وما لبثت كاري كلارك وزوجها أن توجها فوراً إلى لوس أنجليس، حيث وجدا غالينا سالمة ومعافاة.


ماذا لو أصيب طيّار أميركي باختلال التوازن العاطفي؟

المهنة المُرهِقة (شاترستوك)
المهنة المُرهِقة (شاترستوك)
TT

ماذا لو أصيب طيّار أميركي باختلال التوازن العاطفي؟

المهنة المُرهِقة (شاترستوك)
المهنة المُرهِقة (شاترستوك)

بطبيعة عمله، يرى الكابتن روبرت غريفز أشخاصاً غرباء يومياً. إنه يعمل طيّاراً لدى شركة «ساوث ويست» التي تتّخذ من مدينة دالاس في ولاية تكساس الأميركية مقرّها. عادة ما لا تكون ثمة علاقة عميقة تربط بينه وبين الأشخاص الذين يعمل معهم، أو هؤلاء الذين يلتقي بهم. ورغم أنه يرى عدداً قليلاً منهم بصورة دائمة، فقد يستغرق الأمر أشهراً حتى يتعرّف على مساعد الطيار، أو المضيفات على الطائرة التي يقودها.

ووفق ما ورد في تقرير لصحيفة «دالاس مورنينغ نيوز» الأميركية ونقلته «وكالة الأنباء الألمانية»؛ يرى أن وظيفته تتّسم بالشعور بالغربة، وأحياناً تبعث على العزلة أيضاً.

يقول غريفز (64 عاماً) الذي يعيش في مدينة ناشفيل بولاية تينيسي: «من المفترض أن يكون الطيّارون مواطنين أقوياء، ومتوازنين، ومستقرّين عاطفياً».

وذكرت الصحيفة الأميركية أنّ الطيّارين يحتاجون إلى الحفاظ على صحتهم العقلية والجسدية من أجل الطيران، والحصول على شهادة طبّية من «إدارة الطيران الفيدرالية»، ويخضعون لفحص طبّي لدى طبيب متخصّص في طبّ الطيران، خلال فترة تتراوح مدّتها بين 6 أشهر إلى 5 أعوام، بناء على أعمارهم، ونوع الطيران الذي يمارسونه.

ويوضح غريفز أنه لهذا السبب، قد لا يتحدّث كثير من الطيّارين عما يشعرون به، مشيراً إلى أنه لا يعاني مرضاً عقلياً، لكنه يدرك جيداً ما يمكن أن تُسبّبه له وظيفته.

من جهتها، تعلّق بيني ليفين، وهي طبيبة نفسية إكلينيكية، ومدرّبة طيران معتَمدة: «من الصعب التعامل مع الطيّارين كمرضى، خصوصاً في حال الاعتراف بتلك المخاوف بشكل علني. إذا حدث ذلك، فسيؤدي إلى مأزق مزدوج... فتلقّي العلاج يعني عدم قيادة طائرة بعد الآن».

ولا تزال قضايا الصحة العقلية تشكّل تحدّياً وجدلاً مستمرين لدى شركات الطيران الأميركية. ففي العام الماضي، اتُّهم طيار خارج الخدمة بمحاولة إسقاط طائرة تابعة لشركة «ألاسكا إيرلاينز»، ثم أخبر المحقّقين الفيدراليين بأنه تعاطى الفطر المخدِّر، وكان يعاني من الاكتئاب، والانهيار العقلي.

وذكر تقرير «دالاس مورنينغ نيوز» أنّ عمّال الخطوط الجوّية يعملون في ظلّ بيئات مرهِقة، ونقص في أعداد الطيّارين، ومستويات تاريخية للطلب على رحلات السفر.

في سياق متصل، يقول رئيس إحدى البلديات في شمال غربي ألمانيا إنّ تاريخ 24 مارس (آذار) 2015 هو «أحلك يوم» في حياته، حيث إنه شهد سقوط طائرة ألمانية في جبال الألب الفرنسية، ومقتل 150 شخصاً. وحُدِّد في وقت لاحق السبب، وهو أنّ الطيّار كان يعاني مرضاً عقلياً شديداً، ولم يُخبر الشركة التي كان يعمل لديها.

وأظهرت دراسة أجريت في عام 2022 أنّ 56.1 في المائة من الطيّارين قالوا إنهم تجنّبوا طلب العلاج الطبّي، أو النفسي، أو الإبلاغ عن معاناتهم من مشكلات صحّية، خوفاً من سحب شهادة اعتمادهم للطيران.


بتفاصيل غير مسبوقة... «جيمس ويب» يلتقط صوراً لسديم رأس الحصان

صور لسديم رأس الحصان الشهير كما أظهرها تليسكوب «جيمس ويب» (ناسا - أ.ب)
صور لسديم رأس الحصان الشهير كما أظهرها تليسكوب «جيمس ويب» (ناسا - أ.ب)
TT

بتفاصيل غير مسبوقة... «جيمس ويب» يلتقط صوراً لسديم رأس الحصان

صور لسديم رأس الحصان الشهير كما أظهرها تليسكوب «جيمس ويب» (ناسا - أ.ب)
صور لسديم رأس الحصان الشهير كما أظهرها تليسكوب «جيمس ويب» (ناسا - أ.ب)

التقط التلسكوب الفضائي ذات القدرات الكبيرة «جيمس ويب» صوراً هي الأكثر تفصيلاً حتى اليوم لسديم رأس الحصان، أحد أكثر الأجسام الكونية شهرة، وفق ما أعلنت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) (الاثنين).

وتُظهر هذه الصور الجزء العلوي من «عرف» الحصان، وتكشف للمرة الأولى الهياكل الأصغر التي تشكل حافة السديم، وهو سحابة عملاقة من الغاز والغبار.

ويبدو السديم الذي يقع في كوكبة أوريون القريبة شبيهاً بشكل رأس حصان وعنقه.

صور لسديم رأس الحصان الشهير كما أظهرها تليسكوب «جيمس ويب» (ناسا - أ.ب)

ويشكّل التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» الذي يتمركز على مسافة 1.5 مليون كيلومتر من الأرض ويعمل بالأشعة تحت الحمراء تحفة تكنولوجية وهندسية، ويستطيع الكشف عن تفاصيل لا يمكن رؤيتها بواسطة التلسكوبات الأخرى.

وأوضح بيان «ناسا» أن الصور ونتائج الرصد التي أُعلنت (الاثنين) أتاحت لعلماء الفلك معطيات أفضل عن كيفية إصدار سحب الغبار هذا الضوء وحجبها إياه، وعن «الشكل المتعدد الأبعاد» للسديم.

ونشرت النتائج في مجلة «أسترونومي أند استروفيزيكس» العلمية، كما نشرتها ناسا عبر موقع «إكس».

وأبهر سديم رأس الحصان عشاق الفضاء منذ اكتشافه في أواخر القرن التاسع عشر.

وتبددت سحب الغاز التي كانت تحيط به، لكن بنيته بقيت حاضرة وظاهرة، لأنه مكون من مادة أكثر سمكاً.

ويتوقع العلماء أن يتفكك هو الآخر في غضون نحو خمسة ملايين سنة.


مطعم في الأردن للنساء فقط

للنساء فقط (وكالة أنباء العالم العربي)
للنساء فقط (وكالة أنباء العالم العربي)
TT

مطعم في الأردن للنساء فقط

للنساء فقط (وكالة أنباء العالم العربي)
للنساء فقط (وكالة أنباء العالم العربي)

في ركن هادئ داخل مطعم بشمال العاصمة الأردنية، استقرت الطالبة العمانية سها، ليس لتناول الطعام فحسب، وإنما لمراجعة دروسها أيضاً، فهي تتردّد على هذا المطعم باستمرار بعدما وجدت فيه ضالتها المنشودة، لأنه لا يفتح أبوابه إلا للنساء فقط.

تنقل عنها «وكالة أنباء العالم العربي» قولها إنّ توفير مكان للفتيات مكّنها من الدراسة خارج إطار المكتبة والقاعات الجامعية والمنزل، وتحوّل إلى ما يشبه الملاذ الآمن لتناول الطعام بعيداً عن المطاعم المختلطة، التي ترى أنها لا توفر الخصوصية والراحة.

لا تفضّل سها (27 عاماً) ارتياد المقاهي المختلطة حيث تشعر بتقيُّد حرّيتها: «إلى جانب لذّة الطعام والحلويات في هذا المطعم، يمكن للفتاة الجلوس كما تشاء، وتتناول طعامها بحرّية من دون الحرج من نظرات الآخرين».

ولا يختلف الأمر كثيراً بالنسبة إلى أم إياد، الزبونة الدائمة مع بناتها لمطعم «ديليش»، لما يوفره من راحة وحرّية للنساء وأطفالهن. وقالت: «تستطيع السيدة هنا تناول وجبتها بأريحية واصطحاب أطفالها الرضَّع، على عكس المطاعم المختلطة التي لا تشعر فيها الأم براحة كبيرة».

وأضافت: «ضحكة طبيعية بصوت مرتفع، أو حركة عفوية غير مقصودة، قد تضع المرأة في موقف محرج، مما يجعل من فكرة المطاعم المخصَّصة للنساء فقط أمراً جيداً».

توق إلى الخصوصية (وكالة أنباء العالم العربي)

وعن الفكرة، قالت تسنيم صاحبة المطعم، إنها لاحظت رغبة لدى الفتيات خصوصاً الطالبات، في وجود مكان مخصَّص لهن، فاختارت شارع الجامعة الأردنية المكتظّ بالطالبات المغتربات لتنفيذ مشروعها لتوظّف طاقم عمل من النساء بالكامل.

ورأت أنّ الإقبال على المكان «لافت»، خصوصاً أنه يوفّر للطالبات والأمهات وقتاً خاصاً «بعيداً عن المقاهي المكتظّة وروائح الدخان والنرجيلة».

لكن بعيداً عن خصوصية المكان ومساحة الحرّية التي يمنحها للإناث، ثمة مَن يرى العكس، إذ أشارت آية العشرينية إلى أنّ متعة الخروج من المنزل تتمثّل في الوجود بين الناس والتعارف، لذلك تفضّل المطاعم المختلطة.

وقالت إنّ الباحثات عن الهدوء والخصوصية يمكن أن يجدن ذلك في المنزل، ويتناولن الطعام بعيداً عن الآخرين، أما قرار الخروج من البيت فيعني «الرغبة في الاندماج وليس الانعزال في أماكن مغلقة».