تركيا: القبض على 4 عراقيين وحبس 4 أشقاء سوريين من «داعش»

TT

تركيا: القبض على 4 عراقيين وحبس 4 أشقاء سوريين من «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب التركية القبض على 4 عراقيين في ولاية سامسون شمال البلاد لارتباطهم بـ«تنظيم داعش» الإرهابي أمس (الخميس). وقالت مصادر أمنية إن فرق مكافحة الإرهاب بالتعاون مع القوات الخاصة نفذت عمليتين أمنيتين ضد «تنظيم داعش» الإرهابي، في قضائي «أتاكوم» و«إيلك آدم» بولاية سامسون، داهمت خلالهما عددا من المنازل وأوقفت أربعة عراقيين يشتبه في انتمائهم إلى «تنظيم داعش» الإرهابي وأحالتهم إلى النيابة العامة، كما ضبطت مواد رقمية تروج للتنظيم الإرهابي. وأضافت أن المدعي العام في الولاية قرر ترحيل 3 من العناصر التي تم ضبطها إلى خارج البلاد، والإفراج المشروط عن الأخير. في الوقت ذاته، قضت محكمة تركية بحبس 4 أشقاء يحملون الجنسية السورية بعد توقيفهم في ولاية أضنة جنوب البلاد قبل أيام بتهمة الانتماء لـ«تنظيم داعش» والاستعداد لتنفيذ هجوم إرهابي. وكانت قوات مكافحة الإرهاب في أضنة ألقت القبض، الاثنين الماضي، على الأشقاء السوريين الأربعة «مازن» (36 عاماً) و«أحمد» (26 عاماً) و«محمود» (26 عاماً) و«مصلح» (28 عاماً)، في عملية استهدفت عناصر «داعش».
وقالت مصادر أمنية إن «أحمد» و«محمود» هما شقيقان توأم، وتبين خلال التحقيقات أن شقيقهم الخامس «علي»، لقي حتفه في وقت سابق خلال قتاله في صفوف التنظيم الإرهابي. وتم خلال العملية الأمنية مصادرة وثائق كانت بحوزة الموقوفين تتضمن معلومات حول اختيار الزعيم الجديد لـ«داعش» بعد مقتل زعيمه السابق أبو بكر البغدادي في عملية أميركية في محافظة إدلب السورية في 26 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وتواصل السلطات التركية عمليات ترحيل مقاتلي «داعش» الأجانب الموقوفين لديها. وانتهت من ترحيل 15 منهم منذ بدء عمليات الترحيل في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري.
ومنذ بدء هذه العمليات، قامت السلطات التركية بإعادة 10 ألمان ودنماركي وبريطاني وأميركي وهولنديين اثنين، بحسب ما ذكرت مصادر بوزارة الداخلية. وقالت المصادر إنه تم الانتهاء من إجراءات تحديد جنسيات المقاتلين الإرهابيين الأجانب الذين ألقي القبض عليهم في سوريا خلال عملية «نبع السلام» العسكرية التركية في شرق الفرات في أكتوبر الماضي، وتم التوصل إلى نتائج بنسبة 90 في المائة من المقابلات المفصلة مع هؤلاء، وتم إجراء الاتصالات اللازمة مع البلدان المعنية.
وأضافت أن الإجراءات لا تزال جارية بحق 944 من المقاتلين الإرهابيين الأجانب، حيث يتم إبقاؤهم في مراكز الترحيل بقرار من السلطات الإدارية. وكشف وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، في كلمة أمام البرلمان أول من أمس، عن أن أجهزة الأمن تمكنت من إحباط 5 عمليات إرهابية كان «تنظيم داعش» يستعد لتنفيذها في تركيا خلال العامين الماضيين.
وأضاف أنهم منعوا دخول 8 آلاف و922 شخصا إلى تركيا للاشتباه في كونهم إرهابيين أجانب.
ومؤخرا، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن أكثر من 1150 عنصراً من عناصر «داعش» محبوسون في سجون تركيا. كما تحتجز القوات التركية والفصائل الموالية لها في شمال سوريا 287 من عناصر التنظيم الذين فروا أثناء عملية «نبع السلام» العسكرية التركية التي استهدفت المقاتلين الأكراد في شمال شرقي سوريا الشهر الماضي.
وتتهم تركيا الدول الأوروبية بالتباطؤ في استعادة مواطنيها الذين توجهوا للقتال في سوريا والعراق، وأعلنت أنها لن تتراجع عن إعادتهم إليها حتى لو أسقطت هذه الدول جنسياتها عنهم. وأكد وزير الداخلية سليمان صويلو أن بلاده ستنتهي من إعادة غالبية المحتجزين لديها من عناصر «داعش» إلى بلادهم بحلول نهاية العام الجاري، قائلا: «يتوقف عدد المحتجزين الذين سيجري ترحيلهم بحلول نهاية العام على المدة التي ستستغرقها العملية، لكن بالنسبة لأوروبا تحديدا، العملية جارية».


مقالات ذات صلة

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.