خادم الحرمين: الاعتداءات على السعودية لم تؤثر على التنمية وحياة المواطنين والمقيمين

أكد أن سياسة المملكة النفطية تهدف إلى استقرار أسواقه وتخدم المنتجين والمستهلكين

خادم الحرمين الشريفين يلقي كلمته خلال افتتاح أعمال السنة الرابعة من الدورة السابعة لمجلس الشورى السعودي (واس)
خادم الحرمين الشريفين يلقي كلمته خلال افتتاح أعمال السنة الرابعة من الدورة السابعة لمجلس الشورى السعودي (واس)
TT

خادم الحرمين: الاعتداءات على السعودية لم تؤثر على التنمية وحياة المواطنين والمقيمين

خادم الحرمين الشريفين يلقي كلمته خلال افتتاح أعمال السنة الرابعة من الدورة السابعة لمجلس الشورى السعودي (واس)
خادم الحرمين الشريفين يلقي كلمته خلال افتتاح أعمال السنة الرابعة من الدورة السابعة لمجلس الشورى السعودي (واس)

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أن «ما تعرضت له السعودية من اعتداءات بـ(286) صاروخاً باليستياً و(289) طائرة من دون طيار، بشكل لم تشهد له مثيلاً أي دولة أخرى، لم يؤثر على مسيرة المملكة التنموية ولا على حياة مواطنيها والمقيمين فيها، مشيداً بمنسوبي قطاعات المملكة العسكرية والأمنية، الذين يسهرون على أمن هذا الوطن وبما يقومون به في الذود عنه، ونفخر بشهداء الواجب - رحمهم الله - والمصابين الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية من أجل العقيدة والوطن، ونؤكد أن أسرهم ستظل دوماً موضع رعايتنا واهتمامنا».
وأضاف خادم الحرمين «لقد أظهرت الاعتداءات التخريبية على منشآتنا النفطية في بقيق وخريص، التي استخدمت فيها الأسلحة الإيرانية، مستوى الإحباط الذي وصل إليه النظام الإيراني، مما جعل العالم يتوحد في مواجهة هذا العدوان الإجرامي، ولقد نجحنا بتوفيق من الله ثم بسواعد أبنائنا في استعادة الطاقة الإنتاجية بهذه المنشآت خلال وقت قياسي أثبت للعالم قدرة المملكة على تلبية الطلب عند حدوث أي نقص في الإمدادات ودورها الرائد في ضمان أمن واستقرار إمدادات الطاقة العالمية».
وفيما يخص اليمن، قال الملك سلمان: «أثمرت ولله الحمد جهود المملكة بتوقيع اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي نأمل أن يفتح الباب أمام تفاهمات أوسع للوصول إلى حل سياسي للأزمة وفقاً للمرجعيات الثلاث ويتيح للشعب اليمني العزيز استشراف مستقبل يسود فيه الأمن والاستقرار والتنمية».
ولفت خادم الحرمين إلى أنه «يحق لنا أن نفخر بنجاح بلادنا في القضاء على مظاهر التطرف بعد أن تم مواجهة وحصار الفكر المتطرف بكل الوسائل ليعود الاعتدال والوسطية سمة تميز المجتمع السعودي».
كما أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أن السياسة النفطية للسعودية تستهدف استقرار أسواق النفط العالمية وتخدم المنتجين والمستهلكين على السواء، وتهدف كذلك إلى تحقيق أمن وموثوقية إمدادات النفط، وجدد تأكيده على أن أسلحة إيرانية استخدمت في الهجمات على منشآت «أرامكو».
وأشار خادم الحرمين الشريفين، إلى أن السعودية تسير في طريقها لتحقيق المزيد من الإنجازات من خلال «رؤية 2030» بجميع محاورها فيما يتعلق بالاقتصاد، قائلاً إن «ما تحقق من إنجازات تنموية ضخمة في العقود الماضية جعلت من بلادنا مصدر فخر وعز لنا جميعا، وحرصنا على المضي قدماً في المشاريع التنموية وخلق مجالات اقتصادية جديدة».
ولفت الملك سلمان، إلى أن السعودية عازمة على تحقيق أهدافها بتنويع قاعدة الاقتصاد لبناء مكتسبات وطنية جديدة سيكون المواطن فيها الهدف والرافد، قائلا: «قطعنا خطوات كبيرة في تطوير القدرات البشرية وتهيئة شباب الوطن ذكوراً وإناثاً لسوق العمل».
وفيما يتعلق بالمرأة، قال خادم الحرمين، إن «المملكة ستواصل جهودها في تمكين المرأة ورفع نسبة مشاركتها، كما تواصل بذل الجهود لإيجاد فرص عمل للمواطنين والمواطنات وخفض معدل البطالة».
جاء ذلك، خلال افتتاح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، اليوم (الأربعاء)، أعمال السنة الرابعة من الدورة السابعة لمجلس الشورى السعودي، بحضور الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.
وجاء في كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود الخطاب الملكي السنوي فيما يلي نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل في كتابه الكريم (وأمرهم شورى بينهم)، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
الإخوة والأخوات أعضاء مجلس الشورى، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يسرنا افتتاح أعمال السنة الرابعة من الدورة السابعة لمجلس الشورى سائلين المولى عز وجل أن يجعل أعمالنا دوما خالصة لوجهه الكريم، وأن يوفقنا في خدمة ديننا الحنيف وشعبنا العزيز.
وإننا لنحمد الله على ما تحقق من إنجازات تنموية ضخمة في العقود الماضية، والمملكة بعون الله مستمرة في طريقها لتحقيق المزيد من الإنجازات عبر رؤية ولتحقيق ذلك قامت المملكة ببذل جهود كبيرة في تسهيل ممارسة الأعمال، وقد تم تصنيف المملكة هذا العام من قبل البنك الدولي كأكثر الدول تقدماً والأولى إصلاحاً من بين (190) دولة في العالم، مما يعكس تصميم دولتكم بكامل سلطاتها ومؤسساتها على المضي قدما في تنفيذ برامجها الإصلاحية، لرفع تنافسية المملكة للوصول بها إلى مصاف الدول العشر الأكثر تحفيزاً للأعمال في العالم، وهي ماضية بعون الله ثم بعزم مواطنيها ومواطناتها الذين هم فخرنا وأغلى ثرواتنا إلى تحقيق طموحات لا حدود لها.
أيها الإخوة والأخوات
إن إعلان المملكة عن طرح جزء من أسهم أرامكو السعودية للاكتتاب العام سيتيح للمستثمرين المساهمة في هذه الشركة الرائدة على مستوى العالم، وسيحدث نقلة نوعية في تعزيز حجم السوق المالية السعودية لتكون في مصاف الأسواق العالمية، وسيعزز من الشفافية ومنظومة الحوكمة في الشركة بما يتماشى مع المعايير الدولية، وستوجه عائدات البيع الناتجة عن الطرح لصندوق الاستثمارات العامة لاستهداف قطاعات استثمارية واعدة داخل المملكة وخارجها، ويأتي فتح قطاع السياحة وبدء العمل في إصدار التأشيرة السياحية تحقيقاً لأهداف رؤية المملكة، كأحد محفزات النمو الاقتصادي لجذب وتنويع الاستثمارات في هذا القطاع الواعد الذي يوفر فرصاً وظيفية كبيرة، وجسراً ثقافياً للتواصل مع العالم ليشاركنا تراثنا الغني ومعالمنا الحضارية، ونشيد هنا بتعامل شعبنا السعودي الكريم مع الوافدين من السياح والمقيمين الذي يستند إلى مبادئنا وتقاليدنا الراسخة التي تعد نهجاً تتوارثه الأجيال.
أيها المجلس الموقر
لقد أثبتت دولتنا في كل الظروف على مدار الثلاثمائة عام الماضية أنها قادرة على تجاوز كافة التحديات بعزم وإصرار والخروج منها منتصرة دائماً بحمد الله وفضله.
أيها الإخوة والأخوات
إن رئاسة المملكة لمجموعة العشرين بدءاً من الشهر القادم دليل على الدور المهم للمملكة في الاقتصاد العالمي، ونأمل أن يسهم البرنامج الطموح الذي وجهنا بإعداده خلال تولي المملكة رئاسة المجموعة في تعزيز مسيرتها بما يخدم مصالح كافة الدول والشعوب.
وفي الختام، يحق لنا ونحن ننظر إلى المسيرة الخيرة لوطننا أن نفخر بما تحقق له - ولله الحمد - من منجزات نباهي بها بين الأوطان، تمت بعزم شبابنا وشاباتنا، وهم يمضون في طريقهم إلى المستقبل بكل ثقة، مسلحين بعقيدتهم الإسلامية السمحاء، وشيمهم العربية الأصيلة، والعلوم والمعارف التي نهلوا منها لمواصلة مسيرة البناء والازدهار.
وفي الخطاب الموزع عليكم عرض مفصل للسياسة الداخلية والخارجية للمملكة.
نشكر لمجلس الشورى جهوده وعمله المستمر، راجين من الله أن يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه، إنه سميع مجيب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من جهته، ألقى رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد آل الشيخ، كلمة رحب فيها بخادم الحرمين الشريفين، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، قائلاً: «أرحب بكم في مستهل عام جديد من دورة مجلس الشورى السابعة ضمن مسيرة المجلس التي ابتدأت من عهد تأسيس البلاد على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - حين جعل منهج الشورى إحدى الدعائم التي يقوم عليها بنيان هذه الدولة المباركة، وما زالت هذه المسيرة متألقة في سماء الوطن، يواكبها تطوير وتحديث ينبثقان من توجيهات القيادة الحكيمة وعنايتها؛ من أجل تحقيق آمال المواطنين وتطلعاتهم».
وأضاف، شرّف الله هذه البلاد المباركة بكونها قبلة للمسلمين ومهوى أفئدتهم، وشهد الجميع لقادة البلاد منذ تأسيسها إلى اليوم، بقيامهم بأداء واجب خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة على أكمل وجه، وقيامهم أيضاً بما ييسر للحجاج والمعتمرين والزائرين مقاصدهم بكل راحة وأمن واطمئنان، وإن برنامج «ضيوف الرحمن» الذي هو أحد برامج «رؤية المملكة (2030)» الطموحة، لخيرُ شاهد على حرص المملكة بقيادة مقامكم الكريم على هذا النهج المبارك تجاه الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وقاصديها؛ والعمل بكل جد لتوفير السبل والوسائل الكفيلة بنجاح مواسم الحج والعمرة.
وتابع: «تشهد المملكة في عهدكم الزاهر قفزة نوعية في مختلف المجالات ومن أهمها مجال التنمية الذي حظي بقدر وافر من المشاريع والخدمات؛ وإن برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجيستية سيحقق للمملكة - بإذن الله - ريادة في جميع هذه المجالات، وسيوفر كثيراً من الوظائف المرموقة للكوادر الوطنية، وتعد مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك) التي تفضل بوضع حجر أساسها الأمير محمد بن سلمان، أحد المشاريع المستقبلية الكبيرة الرامية للنهوض بالاقتصاد الوطني، وتعزيز مكانة المملكة، بصفتها مركزاً إقليمياً وعالمياً للطاقة».
واستطرد رئيس مجلس الشورى قائلاً: وتمتد عنايتكم - حفظكم الله - بالوطن إلى جوانب أخرى، فها هو المجال التراثي والتاريخي يحظى بنصيب وافر من اهتمامكم ورعايتكم، ومن شواهد العناية مشروع تطوير حي الطريف التاريخي الذي سيجعل هذا الحي التاريخي أحد أهم المراكز الثقافية والتراثية العالمية، ومشروع «رؤية العلا» الذي يهدف إلى تطوير منطقة العلاء ويحتضن الكثير من المواقع الأثرية القديمة؛ لتتحول إلى وجهة تراثية عالمية، مع الإبقاء على طابعها التراثي والطبيعي.
وأضاف، في جانب آخر من هذه الاهتمامات الشاملة، جاء توجيهكم الكريم بتحويل «هيئة تطوير مدينة الرياض» إلى هيئة ملكية باسم «الهيئة الملكية لمدينة الرياض» أنموذجاً حياً من نماذج العناية بتطوير المدن.
وقال رئيس مجلس الشورى، تتبوأ المملكة مكانة كبيرة على المستوى الدولي أسهمت في تعزيز دورها وتنامي حضورها السياسي وتجلت مشاركة المملكة في النشاط والحراك الدولي في صور شتى، منها المشاركة في أعمال قمتي قادة مجموعة العشرين اللتين عقدتا في الأرجنتين واليابان، ورأس وفد المملكة فيها الأمير محمد بن سلمان.
ومضى يقول: «وقد جسدت هاتان المشاركتان الدور الفعال والمؤثر للمملكة في منظومة الاقتصاد العالمي، وبادرت المملكة خلال شهر رمضان الماضي إلى استضافة ثلاث قمم في مكة المكرمة بواقع قمتين طارئتين هما القمة الخليجية والقمة العربية، والقمة العادية لمنظمة التعاون الإسلامي، التي أكدت على سعي المملكة الدؤوب إلى وحدة الصف والتنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، خاصة بعد تصرفات النظام الإيراني العدوانية الرامية إلى إثارة القلاقل والفتن؛ كما أن عقد هذه القمم الثلاث جاء ليترجم رسالة المملكة الرامية إلى اجتماع كلمة المسلمين، وتوحيد صفهم، وتقف المملكة دوماً إلى جانب الأشقاء؛ للتخفيف عنهم حال الأزمات والكوارث، ومن ذلك وقوفها إلى جانب الشعب السوداني من خلال تقديم حزم المساعدات؛ للإسهام في رفع المعاناة عنه لتجاوز ظروفه وتحقيق الاستقرار في ربوعه، وباركت المملكة الاتفاق التاريخي الذي توصلت إليه الأطراف السودانية الرامي إلى تحقيق مصلحة السودان الشقيق والمحافظة على أمنه واستقراره، وتحقيق تطلعات الشعب السوداني».
وتابع رئيس مجلس الشورى: «وفي اليمن الشقيق تواصل المملكة قيادة التحالف العربي من أجل أن تستعيد الشرعية اليمنية سلطتها ودورها، ومن أجل بسط الأمن والاستقرار في ربوع اليمن، ودحر الميليشيات الحوثية الانقلابية، مع دعوة الإخوة اليمنيين إلى التحلي بروح الأخوة ونبذ الفرقة والانقسام، إلى جانب توجيهاتكم المستمرة بتقديم الدعم الإغاثي والإنساني للشعب اليمني الشقيق وانتشاله من الوضع الذي تسببت فيه الميليشيات الانقلابية بخرقها المبادرات الإنسانية وعرقلتها الجهود المبذولة لمعالجة الوضع هناك».
واستطرد قائلاً، جاء التوقيع على وثيقة اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي بجهود من مقامكم الكريم وسمو ولي العهد الأمين كخطوة مهمة في سبيل جمع الكلمة بين الأشقاء في اليمن، وليؤكد مساعي المملكة في تحقيق الأمن والاستقرار لهذا البلد الشقيق.
وأردف، ولطالما أكدت المملكة على موقفها حيال قضية العرب والمسلمين الأولى، وطالبت بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وأعلنت رفضها وإدانتها كل محاولات التهديد بفرض سياسات من شأنها انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة، ودعت إلى السلام من خلال تفعيل المبادرة العربية.
وأكد الشيخ الدكتور عبد الله آل الشيخ أن مجلس الشورى يستمر في أداء مهامه الوطنية المنوطة به في تقديم الرأي والمشورة، مواكباً تطلعات القيادة الرشيدة؛ لتحقيق طموحات المواطنين، مبيناً أن جدول أعمال المجلس خلال العام المنصرم كان حافلاً بدراسة الكثير من الأنظمة واللوائح والمعاهدات والاتفاقيات ومذكرات التفاهم، ومناقشة التقارير المرفوعة من الوزارات والأجهزة الحكومية، حيث درس (ستين) موضوعاً تتعلق بالأنظمة واللوائح، (ومائة وسبع عشرة) اتفاقية معاهدة ومذكرة تفاهم، وناقش (خمسة وثمانين) تقريراً للوزارات والأجهزة الحكومية، وتواصلت اجتماعات لجان المجلس المتخصصة بالمسؤولين المعنيين في الوزارات والجهات المختلفة؛ لاستقصاء جوانب الموضوعات محل الدراسة ولإثراء مناقشات المجلس وقراراته.
وأفاد، بأن المجلس يولي العرائض الواردة اهتماماً كبيراً؛ إذ تشكل هذه العرائض رافداً من روافد التواصل بين المجلس والمواطنين، ونافذة للاطلاع على مقترحاتهم والوقوف على احتياجاتهم، إلى جانب مواكبة المجلس للتقنية من خلال تخصيص منصات رسمية للمجلس في وسائل التواصل الاجتماعي والتفاعل مع ما يطرح فيها من أفكار.
وأضاف، يواصل مجلس الشورى جهوده عبر الدبلوماسية البرلمانية، من خلال عضويته في الكثير من الاتحادات البرلمانية الإقليمية والعالمية، حيث يسهم بشكل فعال في المؤتمرات والمنتديات البرلمانية من خلال الزيارات المتبادلة، وزيارات لجان الصداقة في التعريف بالمنجزات الحضارية والتنموية للمملكة والتصدي لكل محاولات التشويه، والنيل من سمعة هذه البلاد ومكانتها وجهودها.


مقالات ذات صلة

ولي العهد يهنئ خادم الحرمين بفوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034

الخليج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان (واس) play-circle 01:22

ولي العهد يهنئ خادم الحرمين بفوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034

هنأ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بمناسبة فوز السعودية رسمياً باستضافة بطولة كأس العالم 2034.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج المركز قدّم 465 جلسة علاجية استفاد منها 67 مريضاً منذ بدء أعماله (واس)

السعودية تفتتح مركزاً للعلاج الطبيعي بمخيم الزعتري

افتتحت السعودية، عبر ذراعها الإنسانية «مركز الملك سلمان للإغاثة»، أول مركز علاج طبيعي داخل مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن.

«الشرق الأوسط» (عمّان)
الخليج الملك سلمان بن عبد العزيز (الشرق الأوسط)

خادم الحرمين يتلقى رسالة خطية من رئيس غينيا الاستوائية

تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، رسالة خطية، من تيودورو أوبيانج نجيما مباسوغو، رئيس غينيا الاستوائية، تتصل بالعلاقات الثنائية بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (الشرق الأوسط)

السعودية: أمر ملكي بتحويل مستشفى «التخصصي للعيون» إلى مؤسسة مستقلة

صدر في السعودية أمر ملكي يقضي بالموافقة على النظام الأساس لمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون ومركز الأبحاث، وتحويله إلى مؤسسة مستقلة ذات طبيعة خاصة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاح مشروع «قطار الرياض» ومشاهدة فيلم تعريفي عن المشروع (واس)

الملك سلمان... رؤية ممتدة لـ16 عاماً تتحقق مع افتتاح قطار الرياض

في وثيقة تاريخية يعود عمرها إلى عام 2009، قدم الملك سلمان بن عبد العزيز، عندما كان رئيساً للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، رؤية شاملة لتطوير نظام النقل العام.

غازي الحارثي (الرياض)

السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
TT

السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)

أكدت الرياض ولندن، الخميس، ضرورة خفض التصعيد الإقليمي، والالتزام بالمعايير الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، وذلك في بيان مشترك عقب زيارة كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني للسعودية هذا الأسبوع، التي جاءت انطلاقاً من أواصر علاقتهما المميزة.

وذكر البيان أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وستارمر أكدا خلال جلسة مباحثات رسمية على أهمية الدور الذي يقوم به مجلس الشراكة الاستراتيجية في تعزيز التعاون بين البلدين، واستعرضا التقدم الكبير المحرز في تطوير العلاقات الثنائية وتنويعها.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية بينهما، والتزامهما برفع حجم التجارة البينية إلى 37.5 مليار دولار بحلول عام 2030، وزيادة الاستثمار في صناعات الغد، بما يحقق النمو المستدام. كما اتفقا على برنامج طموح للتعاون يهدف لتعزيز الازدهار المتبادل، والأمن المشترك، ومعالجة التحديات العالمية.

وأشادا بنمو الاستثمارات المتبادلة، ونوّها بالاستثمارات السعودية الكبيرة في المملكة المتحدة خلال عام 2024، ومنها لصندوق الاستثمارات العامة، مثل «سيلفريدجز» و«مطار هيثرو»، والاستثمار الإضافي في نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم، ما يعزز العلاقات المتنامية بين شمال شرقي إنجلترا والسعودية.

ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء البريطاني خلال جلسة مباحثات رسمية في الرياض (واس)

وبينما تعدّ المملكة المتحدة من أكبر المستثمرين الأجانب في السعودية، نوّه الجانبان بإعلان الهيئة البريطانية لتمويل الصادرات عن خططها لزيادة حجم تعرضها السوقي إلى 6 مليارات دولار أميركي، وذلك في ضوء نجاح التمويل (المتوافق مع الشريعة الإسلامية) بقيمة تبلغ نحو 700 مليون دولار للاستثمار بمشروع القدية (غرب الرياض).

وأعربا عن تطلعهما إلى تطوير شراكات استراتيجية طويلة الأمد تخدم المصالح المتبادلة، والمساهمة في النمو الاقتصادي المستدام. ورحّبا بالتقدم الكبير المحرز بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة.

وأشادا بالتعاون القائم بين البلدين في قطاع الطاقة، وأكدا أهمية تعزيزه بمجالات الكهرباء، والطاقة المتجددة، والهيدروجين النظيف وتطبيقاته، والتكنولوجيا النظيفة، وابتكارات الطاقة والاستدامة. واتفقا على العمل المشترك لإنشاء تحالف الهيدروجين النظيف بين جامعاتهما بقيادة جامعتي «الملك فهد للبترول والمعادن»، و«نيوكاسل».

وأكدا أهمية تعزيز موثوقية سلاسل التوريد العالمية، وتحديداً مع إطلاق السعودية مبادرة لتأمين الإمدادات، وخاصة بمجالات الطاقة المتجددة، وإنتاج الهيدروجين، والمعادن الخضراء، والبتروكيماويات المتخصصة، وإعادة تدوير النفايات، والمركبات الكهربائية.

جانب من جلسة المباحثات بين الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر (واس)

كما رحّبا بإطلاق السعودية 5 مناطق اقتصادية خاصة تستهدف الصناعات والقطاعات الاستراتيجية، وتوفر للشركات البريطانية فرصة الاستفادة من مزايا وحوافز على جميع مستويات سلاسل التوريد.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في قطاع الخدمات المالية، ومجال تطوير قطاعات التعدين المستدامة، وتنويع إمدادات المعادن النادرة المستخدمة في التقنيات النظيفة. وأعربت بريطانيا عن دعمها وعزمها المشاركة على مستوى رفيع في «منتدى مستقبل المعادن السعودي» خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2025.

كما أكدا على مركزية الاتفاقية الأممية الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفاقية باريس، ونوّها بنتائج مؤتمر الأطراف «كوب 29»، وأهمية العمل لتحقيق نتيجة طموحة ومتوازنة في «كوب 30» عام 2025. ورحّبت بريطانيا بطموحات الرياض وقيادتها عبر مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، ورئاستها لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «كوب 16».

وأعربت بريطانيا أيضاً عن دعمها جهود السعودية في مجالات البيئة والتغير المناخي من خلال تنفيذ نهج الاقتصاد الدائري للكربون الذي أطلقته الرياض، وأقرّه قادة مجموعة العشرين، مؤكدة دعمها القوي لـ«رؤية 2030»، والتزامها بالفرص التي تتيحها في إطار الشراكة بين البلدين.

ولي العهد السعودي يصافح رئيس الوزراء البريطاني لدى وصوله إلى قصر اليمامة (واس)

ورحّب البلدان بتزايد عدد الزوار بينهما، وعبّرا عن تطلعهما إلى زيادة هذه الأعداد بشكل أكبر خاصة في ظل زيادة الربط الجوي بينهما، وتسهيل متطلبات الحصول على التأشيرة من الجانبين.

واتفقا على أهمية تعزيز التعاون في مختلف القطاعات الثقافية، بما في ذلك من خلال إطلاق برنامج تنفيذي جديد لتعزيز مشاركة بريطانيا في تطوير محافظة العُلا (شمال غربي السعودية)، كما رحّبا بالاتفاق على إطلاق شراكة بين الهيئة الملكية للعلا والمجلس الثقافي البريطاني تزامناً مع احتفال الأخير بمرور 90 عاماً على تأسيسه.

وأشادا بنتائج تعاونهما الاستراتيجي في مجالات التعليم والتعليم العالي والتدريب. ورحّبا بالخطط الاستراتيجية لزيادة عدد المدارس البريطانية في السعودية إلى 10 مدارس بحلول عام 2030، وافتتاح فروع للجامعات البريطانية في السعودية، كما عبّرا عن التزامهما بمواصلة التباحث حول زيادة التعاون في مجالات الاحتياجات التعليمية الخاصة، والتدريب التقني والمهني.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال الرعاية الصحية، ومواجهة تحديات الصحة العالمية. ونوّها بالمناقشات الجارية بين الجامعات البريطانية والشركاء السعوديين المحتملين لإنشاء كلية لتدريب الممرضين بالسعودية. كما اتفقا على أهمية الاستفادة من فرصهما لزيادة التعاون بمجالات السلامة الغذائية، والمنتجات الزراعية.

ولي العهد السعودي يستقبل رئيس الوزراء البريطاني (واس)

واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في الأنشطة والبرامج الرياضية، وأشادا بالمشروع المشترك بين الجامعات السعودية والبريطانية لدعم تطوير القيادات النسائية المستقبلية بمجال الرياضة، والشراكة المتنامية بمجال الرياضات الإلكترونية.

وأشادا بمستوى تعاونهما بمجال الدفاع والأمن على مرّ العقود الماضية، وأكدا التزامهما بشراكة دفاعية استراتيجية طموحة ومستقبلية، بما يسهم في تطويرها لتركز على الصناعة وتطوير القدرات، وزيادة التشغيل البيني، والتعاون بشأن التهديدات المشتركة بما يسهم في تحقيق الأمن والازدهار في البلدين.

واتفقا على توسيع التعاون في مجالات النشاط السيبراني والكهرومغناطيسي، والأسلحة المتقدمة، والقوات البرية، والطائرات العمودية، والطائرات المقاتلة. كذلك تعزيزه أمنياً حيال الموضوعات المشتركة، بما فيها مكافحة الإرهاب والتطرف.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال العمل الإنساني والإغاثي، وشدّدا على ضرورة مواصلة التعاون في المحافل والمنظمات الدولية لمعالجة التحديات الاقتصادية العالمية، والتزامهما بتوحيد الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وعقد حوار استراتيجي سعودي - بريطاني سنوياً بشأن المساعدات والتنمية الدولية، واتفقا على التمويل المشترك لمشاريع في هذا الإطار بقيمة 100 مليون دولار.

الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر قبيل جلسة المباحثات في قصر اليمامة (واس)

وحول تطورات غزة، أكد الجانبان ضرورة إنهاء الصراع، وإطلاق سراح الرهائن فوراً وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، مشددين على الحاجة الملحة لقيام إسرائيل بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني، وتمكين المنظمات الدولية والإنسانية من القيام بعملها.

وبحثا كيفية العمل بينهما لتنفيذ حلّ الدولتين بما يحقق إحلال السلام الدائم للفلسطينيين والإسرائيليين. وأعربت بريطانيا عن تطلعها إلى انعقاد المؤتمر الدولي الرفيع المستوى بشأن الحل السلمي، الذي سترأسه السعودية وفرنسا في يونيو (حزيران) 2025.

وفي الشأن السوري، رحّب الجانبان بأي خطوات إيجابية لضمان سلامة الشعب السوري، ووقف إراقة الدماء، والمحافظة على مؤسسات الدولة ومقدراتها. وطالبا المجتمع الدولي بالوقوف بجانب الشعب، ومساعدته في تجاوز معاناته المستمرة منذ سنوات طويلة، مؤكدين أنه حان الوقت ليحظى بمستقبل مشرق يسوده الأمن والاستقرار والازدهار.

وفيما يخص لبنان، أكدا أهمية المحافظة على اتفاق وقف إطلاق النار، والتوصل لتسوية سياسية وفقاً للقرار 1701. كما اتفقا على ضرورة تجاوزه لأزمته السياسية، وانتخاب رئيس قادر على القيام بالإصلاحات الاقتصادية اللازمة.

ولي العهد السعودي يصافح الوفد المرافق لرئيس الوزراء البريطاني (واس)

وبشأن اليمن، أكد الجانبان دعمهما الكامل لمجلس القيادة الرئاسي، وأهمية دعم الجهود الأممية والإقليمية للتوصل لحلٍ سياسيٍ شاملٍ للأزمة اليمنية، وضمان أمن البحر الأحمر لتحقيق استقرار الاقتصاد العالمي.

وحول الأوضاع السودانية، أكدا أهمية البناء على «إعلان جدة» بشأن الالتزام بحماية المدنيين في السودان عبر مواصلة الحوار لتحقيق وقف كامل لإطلاق النار، وحل الأزمة، ورفع المعاناة عن شعبه، والمحافظة على وحدة البلاد، وسيادتها، ومؤسساتها الوطنية.

ورحّب الجانبان باستمرار التواصل بين البلدين بشأن الحرب في أوكرانيا، مؤكدين أهمية بذل كل الجهود الممكنة لتحقيق السلام العادل والمستدام الذي يحترم السيادة والسلامة الإقليمية بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة.

جانب من مراسم الاستقبال الرسمية لرئيس الوزراء البريطاني في قصر اليمامة بالرياض (واس)