قتلى غالبيتهم مدنيون بتفجير سيارة شمال سوريا

أنقرة تعلن عن زيارة لبوتين بداية العام وتؤكد ضرورة تنفيذ اتفاق سوتشي

سيارة انفجرت في الباب شمال سوريا أمس (أ.ب)
سيارة انفجرت في الباب شمال سوريا أمس (أ.ب)
TT

قتلى غالبيتهم مدنيون بتفجير سيارة شمال سوريا

سيارة انفجرت في الباب شمال سوريا أمس (أ.ب)
سيارة انفجرت في الباب شمال سوريا أمس (أ.ب)

قتل 19 شخصاً على الأقل، غالبيتهم مدنيون، السبت، جراء تفجير سيارة مفخخة في مدينة الباب، شمال سوريا، التي تسيطر عليها فصائل سورية موالية لأنقرة، في وقت اتهم فيه الجيش التركي مقاتلين أكراداً بالمسؤولية عن التفجير.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن «19 شخصاً، بينهم 13 مدنياً على الأقل، قتلوا جراء تفجير السيارة المفخخة عند نقطة تجمع لسيارات الأجرة وحافلات نقل الركاب في مدينة الباب».
وكانت حصيلة أولية قد أفادت بمقتل 14 شخصاً. ونقل المرصد عن ناشطيه في المدينة وجود «جثث تفحمت جراء التفجير»، مرجحاً ارتفاع حصيلة القتلى، مع وجود «أكثر من 33 جريحاً، بعضهم في حالات خطرة».
وكانت المدينة الواقعة على بعد 30 كيلومتراً شمال شرقي مدينة حلب تعد معقل تنظيم داعش في محافظة حلب، قبل أن تشنّ تركيا مع فصائل سورية موالية لها هجوماً واسعاً في المنطقة، تمكنت خلاله من السيطرة على مدن عدة، أبرزها الباب، في فبراير (شباط) 2017.
ولم تتبن أي جهة تنفيذ التفجير السبت. لكن وزارة الدفاع التركية اتهمت، في تغريدة على «تويتر»، المقاتلين الأكراد «الإرهابيين بمواصلة استهداف المدنيين الأبرياء، باستخدام الأساليب ذاتها التي يتبعها (داعش)»، في إشارة إلى التنظيم المتطرف.
وتعدّ تركيا مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية «إرهابيين»، وقد شنّت ضدهم هجوماً واسعاً الشهر الماضي، في شمال شرقي سوريا، تمكنت بموجبه من السيطرة على شريط حدودي بطول 120 كيلومتراً قرب حدودها، ولا تزال تخوض مواجهات مستمرة ضدهم، رغم إعلانها تعليق هجومها، إثر اتفاقين أبرمتهما مع واشنطن وموسكو.
وتشهد المدينة بين الحين والآخر فوضى أمنية وعمليات اغتيال لقياديين في صفوف الفصائل الموالية لأنقرة، وفق المرصد. كما تشكل مسرحاً لتفجيرات بسيارات ودراجات مفخخة تبنى تنظيم داعش تنفيذ عدد منها.
ورغم القضاء قبل أشهر على مناطق التنظيم المتطرف، فإنه لا يزال قادراً على التحرّك من خلال خلايا نائمة، وعبر هجمات يشنها انطلاقاً من انتشاره في البادية السورية المترامية الأطراف.
من جهة اخرى, أعلنت الرئاسة التركية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيقوم بزيارة إلى تركيا خلال النصف الأول من يناير (كانون الثاني) المقبل.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بوتين سيناقش مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان القضايا الثنائية والإقليمية وربما يتم التخطيط في إطار الزيارة لإقامة احتفال بمناسبة استكمال مشروع «السيل التركي» لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر الأراضي التركية.
وأشار كالين إلى أن الدوريات المشتركة مع روسيا في الشمال السوري ستتواصل، قائلا إن «إرهابيي» وحدات حماية الشعب الكردية لم ينسحبوا بعد من القامشلي وعين العرب (كوباني)، وأبلغ إردوغان بوتين بالأمر خلال آخر اتصال هاتفي بينهما.
وذكر أن الجانب الروسي يتحدث عن خروج 34 ألف شخص، لكن مصادر تركيا لم تؤكد ذلك بعد. وأكد ضرورة أن يركز الجانب الروسي أكثر على الأمر من أجل إقامة المنطقة الآمنة من جرابلس وحتى الحدود العراقية بعمق 30 كيلومترا، في إطار اتفاق سوتشي الموقع خلال زيارة إردوغان لروسيا في 22 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
ونبه كالين إلى محاولات مقاتلي الوحدات الكردية الاختباء بين المدنيين أو داخل قوات النظام السوري، مؤكداً أن الاتفاق المبرم في مدينة سوتشي الروسية واضح للغاية.
ولفت إلى أن ثلث سوريا تقريباً كان يخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تقودها الوحدات الكردية، قبل شهرين أو ثلاثة، أما الآن فقد تغيرت الخريطة.
وأضاف كالين، في تصريحات ليل الجمعة - السبت، أن هناك احتمالات لأن تحاول عناصر الوحدات الكردية الانتشار في مناطق معينة أو الحفاظ على مواقعها عبر ملابس مختلفة، لكنهم لن يستطيعوا على الإطلاق استعادة قوتهم السابقة، وتركيا لن تسمح بذلك.
كان بوتين قال أول من أمس إنه على اتصال مكثف مع نظيره التركي، وإن روسيا تقدر القلق التركي حيال عدد من التنظيمات الإرهابية في المنطقة.
وقال كالين إن الجانب التركي سينقل مخاوفه إلى نظيره الروسي حول الوضع في المنطقة، وإذا رأينا بعض الانتهاكات حقاً، فنحن على استعداد للرد عليها.
وسيرت القوات التركية والروسية، أمس (السبت)، الدورية البرية المشتركة السابعة في شمال شرقي سوريا بموجب اتفاق سوتشي.
وذكرت وزارة الدفاع التركية، في بيان، أن قوات البلدين استكملت الدورية السابعة بين مدينتي القامشلي والمالكية التابعتين لمحافظة الحسكة، شمال شرقي سوريا، وفق ما هو مخطط، وبمشاركة 4 مركبات تركية وأخرى روسية، وطائرات مسيرة، على عمق 10 كيلومترات من الحدود السورية التركية وبمسافة 62 كيلومترا، بدعم جوي من قبل مروحيات.
في سياق متصل، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، إن بلاده تلقت ضمانات من تركيا حول توطين مليون سوري في المنطقة الآمنة المراد تشكيلها في الشمال السوري. وأضاف جيفري، في تصريحات عقب انتهاء اجتماعات التحالف الدولي ضد «داعش» بمقر الخارجية الأميركية، أنه سيتم إرسال اللاجئين إلى شمال سوريا، وأن عملية إعادة السوريين، ستكون وفق قواعد المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
وأشار إلى أن تركيا ستكون في حالة تواصل مع الولايات المتحدة، والمفوضية العليا في هذا الشأن، وسيكون من بين هؤلاء اللاجئين 350 ألف كردي جزء منهم كان قد فر من سوريا، ويريدون الآن العودة مجدداً إلى هناك.
وأعلنت تركيا، أنها قامت بترحيل قرابة 50 ألف لاجئ، بينهم أكثر من 6 آلاف سوري من إسطنبول منذ إطلاقها حملة ضد الهجرة غير الشرعية، وإعادتهم إلى ولايات كانوا قد سجلوا فيها.
ونفذت السلطات التركية حملة استمرت من يوليو (تموز) إلى نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضيين ضد المهاجرين غير الشرعيين. وقال مكتب والي إسطنبول، في بيان، إن الشرطة أوقفت بين يوليو وأكتوبر 42888 مهاجرا ورحلتهم إلى الولايات التي سجلوا فيها، من دون أن يحدد جنسياتهم. وأضاف البيان أن 6416 سوريا وضعوا في مراكز استقبال موقتة.
وكان قد أعلن في يوليو أن 547 ألف سوري مسجلون رسميا في إسطنبول، وأنه لن يتم قبول أي طلبات تسجيل جديدة. وأعلنت تركيا، من ناحية أخرى، أن عدد القتلى من الجيش الوطني الذي شكلته من الفصائل السورية الموالية لها خلال عملية «نبع السلام» العسكرية في شمال شرقي سوريا، بلغ 224 قتيلا حتى الآن.
وقالت وزارة الدفاع التركية إن الجيش الوطني يواصل عمليات التمشيط وتفكيك الألغام والعبوات الناسفة وأنشطة بسط الأمن في منطقتي تل أبيض ورأس العين.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.