التوتر في غزة يسرّع تقرب غانتس من حكومة وحدة

TT

التوتر في غزة يسرّع تقرب غانتس من حكومة وحدة

أجمعت الأحزاب اليهودية، يمينها ووسطها ومعظم قوى اليسار فيها، على تأييد عملية اغتيال القائد في الجهاد الإسلامي، بهاء أبو العطا، إلا أن عدة أصوات انطلقت في الحلبة السياسية الحزبية في إسرائيل تتهم رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بأن هذا الاغتيال كان واحدا من الأسلحة الأخيرة التي بقيت لديه في معركته للحفاظ على كرسيه في رئاسة الحكومة ومنع خصمه رئيس «كحول لفان»، بيني غانتس، من تشكيل حكومة تطيح به.
وكشف وزير الدفاع الأسبق، أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب اليهود الروس «يسرائيل بيتنا»، الذي يعتبر خصما لدودا لنتنياهو، أنه كان قد طرح اقتراحا باغتيال أبو العطا، بشكل رسمي في جلسة الكابينيت (المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن والسياسة في الحكومة الإسرائيلية)، ولكن نتنياهو رفض الاقتراح بكل شدة.
وقال ليبرمان، أمس، إن «أبو العطا اتخذ خطا واضحا من الاستقلالية عن حماس وأبدى إصرارا على تصفية إسرائيل ونفذ بذلك السياسة الإيرانية وكان واثقا من نفسه لدرجة الوقاحة وفي كل مرة امتنعت إسرائيل عن الرد القوي عليه كانت ثقته بنفسه تزيد، لذلك كان لا بد من تصفيته. لكنهم رفضوا. ولا أفهم اليوم لماذا غير نتنياهو رأيه».
إلا أن سياسيين عديدين فهموا وأفصحوا ذلك علنا. فقد أعلن عضو الكنيست عن حزب العمل، عومر بار ليف، أن «توقيت الاغتيال ذو أهداف سياسية حزبية أقل ما فيها هو كسب تأييد شعبي». وقال في حديث إذاعي إن «القاتل أبو العطا مصيره الموت. ولكن، خلال العام ونصف العام الأخير، كان هناك عدد كبير من الفرص من أجل تصفيته وتصفية قياديين آخرين في الجهاد وحماس، لكن الكابينيت امتنع عن القيام بذلك. لماذا غيّر نتنياهو موقفه الآن خاصة، قبل سبعة أيام من انتهاء تفويض عضو الكنيست غانتس بتشكيل حكومة؟ والإجابة واضحة للأسف».
وتكلمت بهذه الروح النائبة ستاف شبير، من «المعسكر الديمقراطي»، التي قالت إن نتنياهو نجح في جر إسرائيل إلى حرب لا جدوى منها سوى خدمة مصالحه الشخصية.
وهاجمت «القائمة المشتركة»، التي تضم الأحزاب العربية الوطنية، قرار اغتيال أبو العطا. واعتبرته جريمة حرب.
وقال رئيسها أيمن عودة، إن نتنياهو يسخر من مؤسسات الحكم والقانون ويدير سياسة هدفها البقاء في الحكم حتى بعد ترك إسرائيل أرضا محروقة. همه الوحيد هو المركز. وللأسف يجر كل العناصر الممكنة. وقال نائب آخر عن المشتركة، دكتور يوسف جبارين، أمس، «نتنياهو بادر لهذا العدوان على قطاع غزة، غير آبه بالتصعيد العسكري الحربي وتبعاته في المنطقة وذلك لاعتبارات سياسية شخصية من أجل إنقاذ مكانته بعد فشله في الانتخابات الأخيرة». وأكّد جبارين أن نتنياهو يسعى من خلال هذا العدوان الجديد إلى صرف الأنظار عن الشبهات الجنائية ضده مع اقتراب القرار بتقديم لوائح الاتهام بحقه، بالإضافة إلى تعزيز فرص إقامة حكومة «وحدة قومية» مع كحول لفان بحيث يبقى في منصب رئيس الحكومة في الفترة القريبة. ودعا جبارين إلى وقف هذا العدوان على غزة وإلى إنهاء الحصار المفروض منذ سنوات على قطاع غزة والعقوبات الجماعية على أهاليها.
لكن بقية النواب والمسؤولين في إسرائيل أعربوا عن تأييدهم للاغتيال. فقال رئيس حزب العمل، عضو الكنيست عمير بيرتس، إنه رغم وجوده في المعارضة يمنح دعمه المطلق لقرار الحكومة والجيش الإسرائيلي باغتيال أبو العطا. وقال رئيس كتلة «كحول لفان»، رئيس الوزراء المكلف، بيني غانتس، إن نتنياهو أبلغه بالعملية قبل وقوعها وإنه أعرب عن تأييده لها. وكتب غانتس في «تويتر» أن «كحول لفان تدعم أي عمل صحيح من أجل أمن إسرائيل وتضع أمن السكان فوق السياسة الحزبية. ومحاربة الإرهاب مستمرة وتستوجب لحظات لاتخاذ قرارات صعبة. والمستوى السياسي (الحكومة الإسرائيلية) والجيش الإسرائيلي، اتخذا قرارا صحيحا الليلة من أجل أمن مواطني إسرائيل وسكان الجنوب. وليعلم أي إرهابي يشكل خطرا على أمننا أنه يواجه الموت».
ودعا الرئيس الإسرائيلي، رؤوبين رفلين، الأطراف، إلى التوقف عن «المناكفات السياسية». وإزاء ذلك، بدا أن هذا الاغتيال أحدث تقاربا بين نتنياهو وغانتس على طريق تشكيل حكومة وحدة. وقد نقل على لسان غانتس أنه أبدى استعدادا للتنازل أمام الليكود والقبول بنتنياهو رئيسا للحكومة في الفترة الأولى من التناوب. وذكرت مصادر سياسية أن أحزاب المتدينين تدخلت وقدمت ضمانات بألا يخدعها نتنياهو ويترك المنصب في حال بدء محاكمته. وقام نتنياهو نفسه، بدعوة كل من رئيس كحول لفان، غانتس، والقيادي في الكتلة، غابي أشكنازي، إلى مكتبه من أجل إطلاعهما على التطورات الأمنية الحالية. واعتبر المراقبون هذه المبادرة دعوة للتقارب بين الطرفين. وأكدوا أن غانتس يريد هذا التقارب، لكن عددا من رفاقه في الحزب لا ينصحونه بذلك. ويؤكدون أن نتنياهو مخادع وسيدير ظهره له في أول مناسبة.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.