«تحية عسكرية» لتركيا في ملعب تبريز تثير الجدل بإيران

نمو المشاعر القومية في ملاعب كرة القدم الإيرانية

«تحية عسكرية» لتركيا في ملعب تبريز تثير الجدل بإيران
TT

«تحية عسكرية» لتركيا في ملعب تبريز تثير الجدل بإيران

«تحية عسكرية» لتركيا في ملعب تبريز تثير الجدل بإيران

أطلقت السلطات الإيرانية حملة اعتقالات بمدينة تبريز غداة مباراة مثير للجدل بين فريقي استقلال طهران وتراكتور سازي تبريز في الدور الإيراني، على أثر هتافات قومية تركية تشيد بالعمليات العسكرية التركية في شمال شرقي سوريا وبالرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
وفاز فريق العاصمة «استقلال»، الذي يعرف بقمصانه الزرقاء، على تراكتور بنتيجة 4 مقابل 2 في ملعب تبريز الجمعة الماضي ضمن مباريات الجولة التاسعة من الدوري الإيراني الممتاز لكرة القدم.
ورفع المشجعون في تبريز أعلام تركيا وجمهورية أذربيجان، فضلاً عن لافتات كتبت باللغة التركية، ورددوا هتافات ضد الأكراد وضد اللاعب الكردي وقائد فريق استقلال وريا غفوري.
وأثارت العملية التركية في شمال شرقي سوريا سخطاً في الشارع الإيراني، رغم المرونة الرسمية الإيرانية التي اقتصرت على مواقف الإدانة. مقابل ذلك، ردد مئات الآلاف من مشجعي فريق تراكتور هتافات تشيد بالعملية العسكرية التركية والهجوم على المناطق الكردية بشمال شرقي سوريا.
وثأر المشجعون من اللاعب وريا غفوري الذي أعلن مرات عدة عن تنديده بالهجوم التركي ضد الأكراد في سوريا.
وأفادت وكالة «إيسنا» الحكومية، أمس، نقلاً عن المساعد الأمني في وزارة الداخلية الإيرانية، بأن السلطات اعتقلت 7 مشجعين بسبب «التصرف الخارج على أعراف كرة القدم».
وليست الهتافات السياسية جديدة على الملاعب الإيرانية؛ فخلال السنوات الماضية تعرضت الفرق العربية والخليجية إلى هتافات معادية في الملاعب الإيرانية مما أدى إلى نقل المباريات إلى ملاعب محايدة.

تفاعل الإعلام التركي مع أحداث ملاعب تبريز

أشادت وسائل الإعلام التركية بالهتافات في ملعب تبريز والهتاف باسم تركيا والتحية العسكرية أثناء قراءة القرآن قبل بدء المباراة.
وكتبت «وكالة الأناضول» على موقعها الفارسي أن «مشجعي فريق تراكتور تبريز في اللقاء مع استقلال طهران رددوا هتافات: (تركيا... تركيا... تركيا) بحضور 80 ألف مشجع». وأشارت إلى رفع العلم التركي بيد «عدد كبير» من المشجعين في ملعب تبريز.
كما بثت قنوات تلفزيونية مقربة من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لقطات مسجلة من هتافات تشيد بالعملية العسكرية في سوريا.

المحافظون ينتقدون الأحداث

أفادت وكالة «إرنا» الإيرانية الرسمية نقلاً عن نادر قاضي بور، النائب المحافظ عن مدينة أرومية وأحد أبرز النواب الأتراك في إيران، بأنه قدم اعتذاراً من أحداث ملعب تبريز. وقال في هذا الصدد: «نطالب مشجعي فرق كرة القدم، خصوصاً فريق تراكتور، بتجنب الإساءة للقوميات وللفرس وللكرد والجيلك».
وقال قاضي بور أيضاً لموقع البرلمان الإيراني «خانه ملت» إنه يطالب «بملاحقة من يقفون وراء الشعارات العنصرية وغير الأخلاقية والسياسية والمنحرفة» في مباريات فريق تراكتور سازي تبريز؛ الذي تملكه أكبر شركة لصناعة الجرارات في إيران.
من جانب آخر، فإن أحداث المباراة جددت مرة أخرى المخاوف من نمو الشعارات القومية. وقلل النائب المحافظ عن مدينة تبريز أحمد علي رضا بيغي في حوار مع موقع البرلمان من تأثير الهجوم العسكري التركي ضد أكراد سوريا، على وحدة الترك والكرد في إيران، وقال: «ما يتعرض له الأكراد من تهديد وهجوم سببه سوء الإدارة بين زعماء كردستان العراق وفي الجزء الكردي من سوريا».
في السياق نفسه، قالت وكالة «تسنيم» التابعة لجهاز استخبارات «الحرس الثوري» في تقرير تحت عنوان: «التحرك المشبوه في تبريز... تحية عسكرية لتركيا»: «من الطبيعي أن شعارات وخطوات مشجعي تراكتور في مباراة استقلال، ليست جديدة، واتحاد كرة القدم يغض الطرف عنها. وهذا التغاضي أدى إلى كثافة هذه الهتافات والخطوات في هذا اللقاء».
بدورها؛ كتبت صحيفة «جام جم» التابعة لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الرسمية الإيرانية، تقريراً تحت عنوان: «الفضيحة في تبريز... إعجاب في تركيا» ووصفت فيه هتافات المشجعين الأتراك بـ«القومية والعنصرية والانفصالية».
من جانبه، انتقد موقع «رجانيوز» المقرب من «الحرس الثوري» بالقول: «رفع أعلام دول أجنبية في الملاعب والإساءة للقوميات الإيرانية بالاعتماد على شعارات انفصالية». وأضاف أن «الانتهازيين يتجرأون أكثر في ظل تساهل المسؤولين»، متابعاً: «إلى متى يتعرض أمننا القومي لهجمات من الفوضويين؟».
وتأتي الأحداث بعدما حذر موقع «فردا» المحافظ، مشجعي كرة القدم في تبريز من «أنشطة القوميين الترك المتشددين تحت قناع كرة القدم».

جذور المشكلة في الملاعب

تعدّ القومية التركية أكثر قومية عدداً في إيران. ويتراوح عدد الترك بين 30 و35 مليوناً. ويعدّ فريق تراكتور رمزاً للاضطهاد الذي تتعرض له هذه القومية. في البرلمان أعلن الأتراك الأذريون منذ 4 سنوات عن تشكيل أكبر كتلة قومية تضم 100 نائب في عضويتها؛ ما يعادل نحو ثلث نواب البرلمان.
وقبل 3 سنوات وبالتزامن مع تفاقم الأزمة بين إيران ودول الخليج ردد مشجعو تراكتور سازي في مباراة استقلال طهران هتاف: «الخليج العربي» في ملعب آزادي بطهران وتكرر الحدث في مناسبات كروية عدة.
في أغسطس (آب) الماضي رفع مشجعو تراكتور سازي في مباراة فريق بيروزي، أعلاماً لجمهورية أذربيجان ورددوا هتافات تطالب بالانفصال عن إيران. وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، أجريت مباراة جديدة بين فريقي بيروزي وتراكتور سازي وهذه المرة رفع المشجعون علم تركيا في ملعب تبريز.
وقبل سنوات، في 2012، أثارت لافتة في مباراة بين فريق تراكتور وفريق إماراتي كتب عليها: «أذربيجان ليست إيران» سخطاً واسعاً بين الإيرانيين.
ويتهم مشجعو فريقي تراكتور سازي وماشين سازي حكام الدوري الإيراني بمعاداة الأتراك والتدخل لتغيير نتائج المباريات.
وهذه الاتهامات وردت الأربعاء الماضي، أيضاً على لسان مدرب فريق ماشين سازي واللاعب السابق للمنتخب الإيراني رسول خطيبي الذي أعرب عن استيائه من تعرضه وتعرض الفريق لشتائم في مباراة فريق ماشين سازي وبيروزي بملعب آزادي في طهران.
ويتخوف المراقبون من نمو المشاعر القومية في كرة القدم الإيرانية بسبب تكرار الأحداث الأخيرة في ملاعب كرة القدم.



نتنياهو نحو حملة «تطهير» داخل «الليكود»

زعيم حزب «الليكود» بنيامين نتنياهو إلى جانب زوجته سارة يخاطب مؤيديه في مقر الحملة بالقدس خلال انتخابات 2022 (أ.ف.ب)
زعيم حزب «الليكود» بنيامين نتنياهو إلى جانب زوجته سارة يخاطب مؤيديه في مقر الحملة بالقدس خلال انتخابات 2022 (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو نحو حملة «تطهير» داخل «الليكود»

زعيم حزب «الليكود» بنيامين نتنياهو إلى جانب زوجته سارة يخاطب مؤيديه في مقر الحملة بالقدس خلال انتخابات 2022 (أ.ف.ب)
زعيم حزب «الليكود» بنيامين نتنياهو إلى جانب زوجته سارة يخاطب مؤيديه في مقر الحملة بالقدس خلال انتخابات 2022 (أ.ف.ب)

بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التخطيط لحملة «تطهير» ضد المناوئين له داخل حزبه، وسيستهدف هذه المرة مؤسستَي الرقابة والقضاء داخل «الليكود».

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن نتنياهو قرر الاستفادة من الفرصة التي أعقبت الانتخابات لمؤتمر الحزب، واتخاذ خطوة إلى الأمام في المواجهة لإسكات الانتقادات الداخلية.

وأضافت أنه بعد أن قرر الحزب من أعلى القمة وقف التعاون مع مراقب «الليكود» (أمين المظالم)، شاي غليلي، بعد نشره عدة تقارير انتقادية، يخطط نتنياهو للسيطرة على منصب رئيس هذه الهيئة، إلى جانب منصب رئيس هيئة القضاء داخل الحزب التي يقودها ميخائيل كلاينر.

وقالت مصادر داخل الحزب: «إنهما معارضان بشدة لنتنياهو. كان رئيس المحكمة يفعل ما يخطر بباله؛ بل تشاور مع كبار مسؤولي (الليكود) الذين انتقدوا نتنياهو. أما مراقب (الليكود) فقد أجرى تحقيقات ونشر تقارير لم تكن ضمن اختصاصه».

وفي مناقشات مغلقة، ادَّعى مقرَّبون من نتنياهو أن هاتين الهيئتين أظهرتا «استقلالية مفرطة»؛ بل و«مواجهة» تجاه نتنياهو، عبر نشر تقارير التدقيق الداخلي والقرارات القضائية للمحكمة. وقد اتخذ نتنياهو قراره باستبدال مراقب حسابات «الليكود» ورئيس المحكمة، عقب الانتخابات الداخلية لمؤتمر «الليكود» التي عُقدت قبل نحو أسبوعين.

ووفقاً لدستور الحزب، ستُجرى انتخاباتٌ خلال 90 يوماً تقريباً من انتخابات المؤتمر العام للحزب، للمناصب الرئيسية في الحزب: رئيس اللجنة المركزية، ورئيس الأمانة العامة، ورئيس المكتب. وفي إطار العملية الانتخابية، يُمكن لمؤسسات «الليكود» استبدال مراقب حسابات «الليكود»، ورئيس محكمة الحزب.

مسيرة انتخابية لأنصار «الليكود» في سوق بالقدس (أ.ف.ب)

وزعمت مصادر في «الليكود» أن نتنياهو يسعى منذ فترة طويلة لاستبدالهما، رغم أن الهيئتين يُفترض أن تكونا مستقلتين تماماً، وقد نشر مراقب «الليكود» ورئيس المحكمة تقارير أو قرارات تتعارض مع موقف رئيس الحزب؛ بل أحرجته.

ويُعتبر غليلي ناقداً لاذعاً، ولم يتردد في مواجهة نتنياهو وأنصاره في «الليكود»، وقد نشر عدة تقارير انتقد فيها توزيع رواتب مساعدي رئيس الوزراء في «الليكود»، بينما أظهرت محكمة «الليكود» استقلاليتها. وعلى سبيل المثال، أكد كلاينر وجود صعوبة قانونية في إقالة وزير الدفاع السابق يوآف غالانت من «الليكود»، رغم الرأي الذي قدمه المستشار القانوني للحزب والمقرب من نتنياهو، المحامي آفي هاليفي، وأعرب عن دعمه القاطع لإقالة غالانت.

وتناقش المحكمة طلب طرد غالانت من «الليكود» منذ أشهر، ولكنها ترفض حالياً البت في القضية. كما اتخذت المحكمة، قبيل انعقاد مؤتمر «الليكود»، عدة قرارات أضرت بقيادة الحزب.

وقال مصدر في «الليكود»: «لقد قضوا علينا بقراراتهم التي أعقبت مختلف الالتماسات التي قُدمت، وصعَّبوا انعقاد المؤتمر». وأكد أحد مساعدي نتنياهو أن رئيس الوزراء يعمل على استبدال الاثنين، وعلَّل ذلك بقوله: «نحن في (الليكود) نطالب بالحوكمة. ولا يُعقل ألا يكون هذا حتى في حزبنا».


نتنياهو يرى أن المرحلة الثانية اقتربت في غزة... ويرهنها بـ «إنهاء حكم حماس»

TT

نتنياهو يرى أن المرحلة الثانية اقتربت في غزة... ويرهنها بـ «إنهاء حكم حماس»

نتنياهو يتحدث إلى وسائل الإعلام خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار الألماني فريدريك ميرتس في القدس يوم الأحد (رويترز)
نتنياهو يتحدث إلى وسائل الإعلام خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار الألماني فريدريك ميرتس في القدس يوم الأحد (رويترز)

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستنتقل قريباً إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار في قطاع غزة، لكنه رهن ذلك بإنهاء حكم حركة «حماس» ونزع سلاحها، وواصفاً المرحلة بأنها «أكثر صعوبة».

وأضاف نتنياهو في مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني فريدريك ميرتس في إسرائيل، الأحد، «انتهينا من الجزء الأول؛ كما تعلمون، المرحلة الأولى. نحن على وشك الانتهاء. بعد عودة جثمان آخر رهينة، الرقيب ران غفيلي، تجب إعادته إلى هنا. نتوقع الانتقال قريباً إلى المرحلة الثانية، وهي أصعب، أو على الأقل بنفس صعوبة الأولى. لم يكن أحد يتوقع أن يضغط ترمب على (حماس) لإطلاق سراح الرهائن، لكننا نجحنا. والآن المرحلة الثانية، من أجل نزع سلاح (حماس) ونزع سلاح غزة. وهناك مرحلة ثالثة، وهي نزع التطرف من غزة».

وبحسب تقارير سابقة يُفترض أن يُعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، انتقال عملية السلام في غزة إلى مرحلتها الثانية، قبل أعياد الميلاد.

وتشمل المرحلة الثانية من الاتفاق انسحاباً إسرائيلياً إضافياً من أجزاء من غزة، ونشر قوة دولية للاستقرار، وبدء العمل بهيكل الحكم الجديد الذي يتضمن «مجلس السلام» بقيادة ترمب.

ورأى نتنياهو أن «السلام الآن في متناول اليد، بعد الضربات الإسرائيلية ضد المحور الإيراني»، وقال إنه سيناقش هذه المسألة مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي سيلتقيه هذا الشهر كما سيناقش معه «كيفية إنهاء حكم (حماس) في غزة؛ لأن هذا جزء أساسي من ضمان مستقبل مختلف لغزة ومستقبل مختلف لنا».

كما جدد نتنياهو رفضه لفكرة وجود دولة فلسطينية، زاعماً أن «هدف الدولة الفلسطينية هو تدمير الدولة اليهودية الوحيدة».

وقال: «كان لديهم بالفعل دولة في غزة، دولة بحكم الأمر الواقع، واستُخدمت لمحاولة تدمير الدولة اليهودية الوحيدة. نعتقد أن هناك سبيلاً للدفع بسلام أوسع نطاقاً مع الدول العربية، وطريقاً آخر لإرساء سلام عملي مع جيراننا الفلسطينيين، لكننا لن ننشئ على عتبتنا هنا دولةً ملتزمةً بتدميرنا».

ميرتس يكسر العزلة

مثلت زيارة ميرتس كسراً لعزلة أوروبية على نتنياهو وحكومته على خلفية الحرب في غزة، وتجاهله لتفاهمات ومطالب فردية وجماعية بإدخال المساعدات إلى القطاع ووقف الحرب التي دمرت القطاع الفلسطيني، فضلاً عن صدور مذكرة بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق، يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة.

سيدة فلسطينية في مخيم الشاطئ بغزة تحمل طفلها يزن أبو فول الذي يعاني من سوء تغذية حاد في يوليو الماضي (إ.ب.أ)

وقال ميرتس الذي أثار استياء السلطات الإسرائيلية بقراره في أغسطس (آب) الماضي، فرض حظر جزئي على صادرات الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل رداً على تكثيفها قصف غزة، «إن الوقوف إلى جانب هذا البلد (إسرائيل) يشكل جزءاً من جوهر سياسة جمهورية ألمانيا الاتحادية الثابت والأساسي، وسوف يظل كذلك». وأضاف ميرتس، الذي رفع هذا الحظر في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بعد وقف هش لإطلاق النار: «شكلت تصرفات الجيش الإسرائيلي في غزة بعض المعضلات بالنسبة لنا (...)، وقمنا بالرد عليها». ومع ذلك، فقد استبعد ميرتس توافر شروط اعتراف ألمانيا بدولة فلسطينية في «المستقبل المنظور». ورأى أن «المهم الآن هو تنفيذ خطة السلام خطوة خطوة».

وقال المستشار الألماني، إن توجيه دعوة إلى نتنياهو لزيارة ألمانيا «ليس مطروحاً في الوقت الحالي»، مضيفاً: «لا يوجد في الوقت الحالي داعٍ للحديث عن ذلك. إذا سمح الوقت، فقد أوجه دعوة كهذه في الوقت المناسب، لكن هذا ليس موضوعاً مطروحاً بالنسبة لكل منا في الوقت الحاضر».

لقاء سري مع بلير

في غضون ذلك، كشفت وسائل إعلام عبرية عن لقاء سري، عُقد قبل أسبوع تقريباً، وجمع نتنياهو، برئيس وزراء بريطانيا السابق، توني بلير، لبحث ترتيبات اليوم التالي في غزة.

وقالت مصادر إسرائيلية لهيئة البث الرسمية «كان» إن بلير يعمل على «مبادرة تسمح بتولي السلطة الفلسطينية إدارة مناطق محددة في قطاع غزة؛ على أن يبدأ ذلك أولاً بشكل تجريبي، ويمكن أن يتحول إلى دائم في حال حقق نجاحاً».

وبحسب «كان» فإن «الجهات الأمنية في إسرائيل ناقشت المقترح، ولم يتم رفض المبادرة المطروحة بشكل قاطع»، لكن ديوان رئيس الوزراء امتنع عن التعليق بشأن هذا الموضوع.

وأكدت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عقد الاجتماع، وقال مصدر مطلع للصحيفة إن بلير يعمل بشكل وثيق مع المبعوث الأميركي جاريد كوشنر (صهر ومستشار ترمب) لتعزيز تشكيل هيئة انتقالية فلسطينية من المفترض أن تدير القطاع بدلاً من «حماس».

لكن المصدر نفى بشدة ما أوردته قناة «كان» حول عرض بلير خلال الاجتماع خطة لعودة السلطة الفلسطينية إلى غزة تدريجياً.

وجاء لقاء بلير بنتنياهو في كل الأحوال، بعد لقائه في رام الله حسين الشيخ نائب الرئيس الفلسطيني، في نهاية الشهر الماضي.

الشيخ وفريقه يلتقي بلير وفريقه في رام الله نوفمبر الماضي (موقع الشيخ على إكس)

وقال مصدر فلسطيني مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن «الشيخ أبلغ بلير بأن السلطة لن تتنازل عن الحكم في قطاع غزة لأي جهة أو مسمى أو قوة». وأضاف أن الرسالة نفسها وصلت إلى الجانب الأميركي».

وشرح المصدر وجهة نظر رام الله بالقول: «من سيضبط الأمن في الشارع؟... من سيتعامل مع المواطنين أو يعتقل المخالفين للقانون، وينظم شؤون الحياة؟... لا يمكن لجهة أجنبية أن تقوم بذلك، ولن يسمح بالتعامل مع الفلسطينيين إلا من خلال فلسطيني».

وترى السلطة أن إدارة الشؤون الفلسطينية هي وظيفة اللجنة الإدارية والشرطة الفلسطينية التي ستحكم غزة، بينما يتولى «مجلس السلام»، والهيئة التنفيذية التي تحته تسوية قضايا أخرى متعلقة بضمان تطبيق الاتفاق بما يشمل انسحاب إسرائيل من القطاع، ودفع عملية إعادة الإعمار.

ووفقاً للمسؤولين الأميركيين، سيكون «مجلس السلام» بقيادة ترمب، والذي سيضم نحو 10 قادة من دول عربية وغربية، على قمة هيكل الحكم الجديد في غزة، وسيأتي تحته مجلس تنفيذي دولي يضم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، ومستشاري ترمب جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، إضافة إلى مسؤولين كبار من الدول الممثلة في «مجلس السلام».

أما الحكومة الفلسطينية في القطاع، فستكون «حكومة تكنوقراط» تعمل تحت المجلس التنفيذي، وستضم بين 12 و15 فلسطينياً ممن لديهم خبرة إدارية وتجارية وغير منتمين إلى الفصائل الفلسطينية.

وترى السلطة أن القوات الدولية «يجب أن تكون مهمتها مهمة الفصل بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، وتقديم الحماية للشعب الفلسطيني».

وبحسب المصدر «لم يتم الاتفاق على ذلك حتى الآن، وتوجد عقبات من جهة إسرائيل، ولم يرد بلير بشكل واضح أو حاسم»، مشيراً إلى أن «بلير يفترض أن يعود إلى المنطقة في وقت قريب جداً، من أجل مزيد من المشاورات».


«الحرس الثوري»: حرب الـ12 يوماً كانت «تكنولوجية»

سحب الدخان تتصاعد من موقع قصفه الطيران الإسرائيلي في طهران (رويترز)
سحب الدخان تتصاعد من موقع قصفه الطيران الإسرائيلي في طهران (رويترز)
TT

«الحرس الثوري»: حرب الـ12 يوماً كانت «تكنولوجية»

سحب الدخان تتصاعد من موقع قصفه الطيران الإسرائيلي في طهران (رويترز)
سحب الدخان تتصاعد من موقع قصفه الطيران الإسرائيلي في طهران (رويترز)

أكد القائد العام لـ«الحرس الثوري» الإيراني، اللواء محمد باكبور، أن حرب الـ12 يوماً مع إسرائيل وأميركا في يونيو (حزيران) الماضي، كانت «حرباً تكنولوجية»، وقال: «يعلم العدو يقيناً أنه إذا أراد، لا سمح الله، اتخاذ إجراء ضد الجمهورية الإسلامية، فسيواجه رداً أشد وأكثر قسوة من الفترة السابقة».

وأضاف أنه عندما بدأت إسرائيل والولايات المتحدة الحرب «شعرتا بناءً على التنسيق المُسبق بينهما أنها ستتحول إلى حرب مشتركة في الأيام الأولى. أي أن الكيان سيقصف مراكز الصواريخ والقيادة لدينا، ومن ناحية أخرى، ستبدأ العناصر الإرهابية والانفصالية عملياتها المسلحة على الحدود وتُحدث فوضى عارمة في الداخل».

القائد العام لـ«الحرس الثوري» الإيراني اللواء محمد باكبور (وكالة مهر)

وأعلن أنه «بعد ساعات قليلة» على الهجوم الصاروخي الإيراني على القاعدة الأميركية في الدوحة، «قال الأميركيون إنه إذا لم تضربوا، فلن نضرب مرة أخرى... أخيراً، ساد جو أن الهدف الذي رسموه للحرب، والتخطيط الذي وضعوه، لا يمكن تحقيقه، وأخطأوا خطأً فادحاً في تقديراتهم، ظنوا أنه باستشهاد عدد من قادتنا العسكريين وضرب قواعدنا ومراكزنا، سيخرج الجميع إلى الشوارع وستحدث أعمال شغب».

وأعلن اللواء باكبور أن هذه الحرب «كانت حرباً للتكنولوجيا والتقنية... كنا بالتأكيد بعيدين كل البعد عن خصمنا في هذا الصدد، لأنه لم يكن النظام الصهيوني وحده هو من واجهنا، بل كان الأميركيون والأوروبيون والعديد من الدول الأخرى أيضاً، وقاتلنا بتكنولوجيا العالم. رأينا في مجالات الاستخبارات أن الذكاء الاصطناعي كان قضية أساسية لنا وللطرف الآخر، وقد استُخدم في مجالات مختلفة، بما في ذلك الرصد وتحديد الأهداف».