ما سر اختفاء القرش الأبيض قبالة سواحل جنوب أفريقيا؟

يرجع الأمر إما لتغييرات بيئية أو إلى زيادة عمليات الصيد

ما سر اختفاء القرش الأبيض قبالة سواحل جنوب أفريقيا؟
TT

ما سر اختفاء القرش الأبيض قبالة سواحل جنوب أفريقيا؟

ما سر اختفاء القرش الأبيض قبالة سواحل جنوب أفريقيا؟

لا يعرف سكان مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا على من يلقون باللوم في اختفاء أسماك القرش الأبيض قبالة سواحلهم... هل يوجهون أصابع الاتهام إلى الحيتان القاتلة التي تتغذى على القروش، أم إلى الصيادين المحليين الذين يبيعون لحومها إلى المطاعم في أستراليا، أم أن الأمر يرجع إلى التغيرات البيئية التدريجية؟
ويقول علماء وعاملون في مجال أنشطة السياحة البحرية إن القرش الأبيض، وهو أكبر سمكة مفترسة في العالم، لم يظهر مطلقا في خليج «فولس» قبالة السواحل الشرقية للمدينة هذا العام. وقد يكون هذا الغياب مؤقتا، إلا أن الظاهرة تثير القلق؛ نظرا لأن هذه السمكة تمثل عنصرا أساسيا لصناعة السياحة في جنوب أفريقيا التي تدر قرابة 2.6 مليار دولار على اقتصاد البلاد, بحسب ما جاء في تقرير لوكالة الأنباء الألمانية.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن جريج أولوفسي، وهو مسؤول في مجال شؤون الشواطئ بكيب تاون القول: «عدم ظهور القرش الأبيض مسألة غير مسبوقة... والتفكير في عدم وجودها هنا بعد الآن أمر مأساوي؛ لأن هذه الأسماك لها مكانة أساسية في رسم هوية كيب تاون».
ودفع اختفاء القرش الأبيض من خليج فولس، الذي كان من قبل يشتهر بمشاهد القروش وهي تتقافز على صفحة مياهه لاقتناص الفقمات البحرية، سلطات المدينة إلى إصدار بيان صحافي في أغسطس (آب) الماضي لتعلن عن اختفاء القروش، وهو ما يعكس قلق مسؤولي الدولة من هذه الظاهرة.
وتدعم أسماك القرش الأبيض، التي يمكن أن يصل وزن الواحدة منها إلى طنين، صناعة الغوص داخل أقفاص لمشاهدة الكائنات البحرية، التي توفر فرص عمل لنحو 750 شخصا من سكان المدينة، بحسب ما ذكرته إحدى شركات السياحة في كيب تاون، وهناك مخاوف من أن يتجه آلاف السائحين المهتمين بمشاهدة القروش البحرية قبالة سواحل كيب تاون إلى أماكن أخرى لإشباع هوايتهم.
وتراجع عدد القروش التي شوهدت العام الماضي إلى خمسين فقط، كما لوحظ أن أجسام الحيتان النافقة التي تجرفها الأمواج إلى الشاطئ لا تحتوي على أي آثار لقضمات القروش، وهي ظاهرة غير معتادة.
وتقول الشركات الثلاث المسؤولة عن أنشطة الغوص داخل أقفاص في خليج فولس، حيث تقوم بإنزال السائحين إلى الأعماق حول جزيرة «سيل» لمشاهدة القروش التي يصل طولها إلى أربعة أمتار ونصف (15 قدما) عن قرب، إنها لم تشاهد قرشا أبيض واحدا هذا العام، كما أن أجهزة الاستشعار لم تسجل وجود أي من القروش المثبتة بها بطاقات متابعة إلكترونية، وعددها 40 سمكة، في الخليج. ولكن من المعروف أن القرش الأبيض من فصائل الأسماك المهاجرة، كما أن وجوده يشيع قبالة سواحل كيب تاون خلال فترة منتصف العام. ويقول علماء الكائنات البحرية إن أنواع الأسماك المختلفة تتحرك تدريجيا شرقا حيث المياه أكثر دفئا.


مقالات ذات صلة

صفقات تجاوزت 12 مليار دولار في مؤتمر «كوب 16»

الاقتصاد جانب من المؤتمر الصحافي الختامي لمؤتمر «كوب 16» بالرياض (الشرق الأوسط)

صفقات تجاوزت 12 مليار دولار في مؤتمر «كوب 16»

يترقب المجتمع البيئي الإعلان عن أهم القرارات الدولية والمبادرات والالتزامات المنبثقة من مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16).

عبير حمدي (الرياض)
يوميات الشرق تكريم الفائزين الثلاثة ضمن مبادرة «حلول شبابية» بالتزامن مع «كوب 16» (واس)

منصّتان وشركة... «حلول شبابية» سعودية مبتكرة لمختلف التحديات البيئية

لم تكن الحلول التي قُدِّمت في مؤتمر «كوب 16» للقضايا البيئية والمناخيّة الملحّة، وقضايا تدهور الأراضي والجفاف، قصراً على الحكومات والجهات الخاصة ذات الصلة.

غازي الحارثي (الرياض)
بيئة الاستفادة من التقنيات الحديثة في تشجير البيئات الجافة واستعادة الأراضي المتدهورة من أهداف المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 00:55

السعودية تستهدف تحويل 60 % من مناطقها إلى «غابات مُنتجة»

يواصل «المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير» استقبال الحضور اللافت من الزوّار خلال نسخته الثانية في العاصمة السعودية الرياض، بتنظيم من المركز الوطني لتنمية…

غازي الحارثي (الرياض)
الاقتصاد الوزير السعودي يتسلم رئاسة السعودية رسمياً لمؤتمر «كوب 16» في الرياض (الشرق الأوسط)

«كوب 16 الرياض» يجمع صناع السياسات لإعادة تأهيل الأراضي ومكافحة التصحر

اجتمع عدد كبير من صنُاع السياسات والمنظمات الدولية والدوائر غير الحكومية وكبرى الجهات المعنية، الاثنين، في الرياض، للبحث عن حلول عاجلة للأزمات البيئية.

آيات نور (الرياض) عبير حمدي (الرياض) زينب علي (الرياض)
الاقتصاد وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية د. أسامة فقيها مع عدد من المتحدثين (الشرق الأوسط) play-circle 01:04

فقيها لـ«الشرق الأوسط»: مساعٍ سعودية لزيادة التزامات الدول بمكافحة تدهور الأراضي

أكد وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية الدكتور أسامة فقيها لـ«الشرق الأوسط» أن المملكة تسعى ليكون مؤتمر «كوب 16» نقطة تحول تاريخية بمسيرة «الاتفاقية».

زينب علي (الرياض)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.