ترمب يعلن نهاية البغدادي: قُتل وهو يبكي... وفجّر نفسه بحزام ناسف مع أطفاله الثلاثة

8 مروحيات شاركت في العملية والروس فتحوا المجال الجوي... وقسد تعلن استهداف متحدث التنظيم أبو الحسن المهاجر

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونائبه مايك بنس ووزير الدفاع مارك إسبر مع أعضاء من فريق الأمن القومي يتابعون في البيت الأبيض اقتحام قوات العمليات الخاصة للمنزل الذي يختبئ فيه البغدادي (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونائبه مايك بنس ووزير الدفاع مارك إسبر مع أعضاء من فريق الأمن القومي يتابعون في البيت الأبيض اقتحام قوات العمليات الخاصة للمنزل الذي يختبئ فيه البغدادي (رويترز)
TT

ترمب يعلن نهاية البغدادي: قُتل وهو يبكي... وفجّر نفسه بحزام ناسف مع أطفاله الثلاثة

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونائبه مايك بنس ووزير الدفاع مارك إسبر مع أعضاء من فريق الأمن القومي يتابعون في البيت الأبيض اقتحام قوات العمليات الخاصة للمنزل الذي يختبئ فيه البغدادي (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونائبه مايك بنس ووزير الدفاع مارك إسبر مع أعضاء من فريق الأمن القومي يتابعون في البيت الأبيض اقتحام قوات العمليات الخاصة للمنزل الذي يختبئ فيه البغدادي (رويترز)

كشف الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن كثير من تفاصيل عملية قتل زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي، خلال خطابه من الغرفة الدبلوماسية بالبيت الأبيض صباح أمس (الأحد). وأكد ترمب مقتل البغدادي في غارة كوماندوز في مدينة بريشا بإدلب شمال غربي سوريا، بعد عدة ساعات تواترت خلالها الأخبار منذ تغريدته في وقت متأخر مساء السبت: «إن أمراً كبيراً حدث».
وشرح ترمب أن البغدادي قتل مع 3 من أطفاله شمال غربي سوريا، وأنه قتل بعد أن فجّر سترته المفخخة. ونوّه ترمب بأن هناك امرأتين قتلتا مع البغدادي كانتا ترتديان حزامين ناسفين. كما أضاف ترمب أن هناك مقاتلين مع البغدادي استسلموا وهم قيد الاعتقال حالياً.
وأضاف ترمب أن النفق الذي فر إليه البغدادي انهار بفعل التفجيرات، حيث فجر البغدادي نفسه مع أطفاله، وقد تم التعرف على جثة البغدادي بعد 15 دقيقة من مقتله، حيث أخذت العينات من جثة البغدادي في موقع العملية بعد إزالة ركام النفق. وأشار ترمب إلى أن مقتل البغدادي، يثبت عزم الولايات المتحدة على ملاحقة الإرهابيين، منوهاً بأن البغدادي كان يحاول إعادة إحياء «داعش» قبل مقتله.
وقال ترمب: «مقتل حمزة بن لادن والبغدادي يؤكد أن ذراع الولايات المتحدة طويلة، وقد أوضحت منذ سنوات أنني أريد رأس البغدادي».
وقال ترمب في خطاب متلفز غير عادي من البيت الأبيض: «الليلة الماضية قدمت الولايات المتحدة زعيم الإرهاب الأول في العالم إلى العدالة». وأضاف: «كنا نبحث عن البغدادي لسنوات، وكان من أولى أولويات إدارتي القضاء عليه، وقد قامت القوات الخاصة الأميركية بغارة جوية شمال غربي سوريا، ونفذت المهمة دون فقدان أو إصابة أي جندي أميركي». وأوضح الرئيس الأميركي أنه تم إبلاغ كل من روسيا وتركيا، قبل القيام بالعملية لكنهم لم يعرفوا طبيعة العملية، وأن الروس فتحوا المجال الجوي ولم يكن في تلك الغارة سوى القوات الأميركية. ووجه ترمب الشكر لكل من روسيا وتركيا وسوريا والعراق، مشيراً إلى أن «الطائرات الأميركية كانت تطير على مستوى منخفض للغاية في مهمة سرية للغاية لم يكن أحد يعرف عنها شيئاً، وتعرضت لإطلاق نار من بعض السكان المحليين وكانت مهمة خطيرة في الدخول والخروج».
وأشار ترمب إلى أن الأكراد أمدوا القوات الأميركية بمعلومات مهمة. وقال: «كنت أبحث عن البغدادي منذ 3 سنوات، وكانت لدينا معلومات استخباراتية منذ شهر، وبدأت العملية منذ أسبوعين، ووصلنا إلى معلومات أنه سيكون في موقع محدد وهو كان يغير مكانه بشكل مستمر، وفي هذه المرة كنا نعرف موقعه، وحينما وصلت القوة دخلت المكان من خلال فتحة بالحائط واستخدمت كلباً بوليسياً من قوة (ك 9) وهو الوحيد الذي أصيب بشكل بالغ».
وأشار الرئيس الأميركي إلى «مقتل عدد من المقاتلين التابعين للبغدادي خلال الغارة واستسلام البعض الآخر، كما تم إخراج 11 طفلاً من أطفال البغدادي، والحصول على كثير من الأوراق والمعلومات من الموقع حول خطط (داعش) ومعلومات حول قادتها، وأسماء مرشحة لخلافته».
وشرح ترمب في إجابته - على مدى ساعة – عن أسئلة الصحافيين، أن 8 مروحيات وعدداً كبيراً من القوات الخاصة، شاركت في العملية التي بدأت في الخامسة مساء أول من أمس (السبت) بتوقيت واشنطن واستمرت ساعتين، وأنه تابع عملية قتل البغدادي في غرفة من البيت الأبيض مع وزير الدفاع مارك إسبر، وقائد الأركان الأميركية مارك كيلي، ونائب الرئيس مايك بنس ومسؤولين آخرين، وكرر ترمب عدة مرات أن البغدادي كان يصرخ وينتحب ويبكي أثناء العملية، ولم يمت بطلاً وإنما مات جباناً، وأنه أمضى حياته في ترهيب الآخرين، وأمضى آخر لحظات حياته في رعب، وحاول الهرب إلى نفق أسفل المبنى مصطحباً معه 3 أطفال، لكنه كان نفقاً مسدوداً، وقام بنسف حزامه الناسف، ما أدى إلى مقتله مع الأطفال الثلاثة. وكرر ترمب وصف البغدادي بالجبان وأنه مات مثل الكلب.
وأوضح ترمب أنه تم التأكد من هوية البغدادي في موقع الغارة، حيث قام تقنيون باختبار الحمض النووي وتم التأكد من أن أشلاء الجثة تعود للبغدادي. وتطرق ترمب إلى مقتل كثير من الأميركيين، مثل جيمس فولي، وروبرت ستالوف، وكيلا ميلي، على يد البغدادي، وحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حياً، وذبح المصريين الأقباط في ليبيا والإيزيديين في العراق وسوريا، مشيراً إلى أن البغدادي كان رجلاً مريضاً وحشياً.
وأكد ترمب أن قراره بخروج القوات الأميركية من سوريا ليست له علاقة بحملة القضاء على البغدادي، وأنه لا يريد إبقاء جنود أميركيين في المنطقة، لكنه سيبقي على بعض القوات في مهمة حماية حقوق النفط وإبعاد «داعش» عن تلك الحقول، وأن تقوم الولايات المتحدة بالتفاوض مع من يسيطر على تلك الحقول للاستفادة من عمليات استخراج النفط من خلال شركات أميركية. وقال ترمب: «لا أريد ترك 2000 أو 3 آلاف جندي أميركي، لكن حماية حقوق النفط أمر مهم ولا يمكن تركه لـ(داعش)، كما أنه يساعد الأكراد ويساعدنا أيضاً ويمكننا أخذ جانب منه».
وقال ترمب إنه لم يخبر قادة الكونغرس عن الغارة العسكرية الأميركية، منتقداً ما تشهده واشنطن من تسريبات، وإن المهمة كانت تقتضي أعلى درجة من السرية للحفاظ على المهمة وأرواح الجنود حتى لا تعرّض حياتهم للخطر. وبعد دقائق من خطاب ترمب، ألقى السيناتور الأميركي ليندسي غراهام كلمة بقاعة برادلي بالبيت الأبيض، مشيراً إلى أن مقتل البغدادي قد غير قواعد اللعب ضد الإرهاب، لكن الأمر لم ينتهِ بعد، وأنه لا بد من ملاحقة كل الجماعات الإرهابية. وقال وزير الدفاع مارك إسبر للصحافيين إن هدف الغارة الأميركية كان إلقاء القبض على البغدادي أو قتله، إذا تعذر القبض عليه، مؤكداً أن مقتل البغدادي شكل ضربة مدمرة لتنظيم داعش، وأن سحب القوات الأميركية من شمال شرقي سوريا لم يعجل بعملية قتل البغدادي.
وأشار مسؤولون بالبنتاغون إلى أن ما بين 50 و70 جندياً من القوات الخاصة و«قوة دلتا» التابعة لقيادة العمليات الخاصة اشتركت في الحملة، إضافة إلى 6 أو 8 طائرات هليكوبتر، حيث انطلقت الحملة من مدينة أربيل العراقية. وأوضحوا أنه لم تكن هناك سوى مناوشات قصيرة وتبادل قصير لإطلاق النار. وأوضحت عدة مصادر أن البغدادي فجر نفسه بحزامه الناسف حينما شعر باقتراب القوات الأميركية، كما ذكرت تقارير إخبارية أن اثنتين من زوجات البغدادي قامتا أيضاً بتفجير سترات ناسفة، وقتلتا في الحال. وأكد البنتاغون مقتل البغدادي بعد التأكد من تحليل الحمض النووي، وإجراء اختبارات بيومترية أكدت هويته. وأشارت تسريبات إلى أن البغدادي وصل إلى الموقع الذي وقعت فيه الغارة قبل 48 ساعة من العملية العسكرية الأميركية. وتعد مدينة إدلب هي المحافظة الوحيدة التي تسيطر عليها القوات المعارضة لرئيس النظام السوري بشار الأسد ويسيطر عليها خليط من الجماعات المعارضة وكانت القوة العسكرية المهيمنة عليها هي جبهة «تحرير الشام» المرتبطة بتنظيم «القاعدة».
إلى ذلك، أشار الجنرال مظلوم عبدي (كوباني) قائد {قوات سوريا الديمقراطية} إلى أن قواته قدمت معلومات استخباراتية للقوات الأميركية. وقال عبر حسابه على «تويتر»: «لمدة 5 أشهر قمنا بعمل استخباراتي على أرض الواقع من خلال عملية مشتركة تستهدف القضاء على الإرهابي أبو بكر البغدادي».
وفي وقت لاحق، أعلن مظلوم قتل المتحدث باسم تنظيم داعش أبو حسن المهاجر، في عملية بشمال سوريا. وكتب على حسابه في «تويتر»، إنه «تم استهداف أبو حسن المهاجر الساعد الأيمن لأبو بكر البغدادي والمتحدث باسم تنظيم داعش في قرية عين البيضة بالقرب من جرابلس»، في ريف حلب الشمالي.


مقالات ذات صلة

بدء محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية

آسيا اللفتنانت جنرال فيض حميد (منصة إكس)

بدء محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية

بدأ الجيش الباكستاني محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية، في خطوة من المحتمل أن تؤدي إلى تفاقم التحديات القانونية ضد رئيس الوزراء السابق المسجون.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
أوروبا أمرت النيابة العامة الفيدرالية بألمانيا باعتقال رجل يشتبه في كونه عضواً بجماعة «حزب الله» اللبنانية بهانوفر حيث يُعتقد أنه يعمل لصالحها داخل ألمانيا (د.ب.أ)

ألمانيا: إيداع سوري مشتبه في تعاطفه مع «داعش» بالحبس الاحتياطي

بعد عملية واسعة النطاق نفذتها الشرطة البافارية الأحد تم إيداع شخص يشتبه في أنه من المتعاطفين مع «تنظيم داعش» قيد الحبس الاحتياطي.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ - شتوتغارت )
آسيا شرطي يراقب أفراداً من الأقلية المسيحية الباكستانية وهم يستعرضون مهاراتهم في الاحتفال بأعياد الميلاد على أحد الطرق في كراتشي بباكستان 8 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

باكستان: مقتل شخصين يحملان متفجرات بانفجار قرب مركز للشرطة

انفجرت عبوة ناسفة كان يحملها مسلحان مشتبه بهما على دراجة نارية في جنوب غربي باكستان، بالقرب من مركز للشرطة، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (كويتا (باكستان))
أفريقيا وزير الدفاع الجديد تعهّد بالقضاء على الإرهاب في وقت قريب (وكالة أنباء بوركينا فاسو)

بوركينا فاسو: حكومة جديدة شعارها «الحرب على الإرهاب»

أعلن العسكريون الذين يحكمون بوركينا فاسو عن حكومة جديدة، مهمتها الأولى «القضاء على الإرهاب»، وأسندوا قيادتها إلى وزير أول شاب كان إلى وقت قريب مجرد صحافي.

الشيخ محمد (نواكشوط)
أوروبا أفراد من جهاز مكافحة الإرهاب في ألمانيا (أرشيفية - متداولة)

توقيف 3 متطرفين في ألمانيا للاشتباه بتخطيطهم لهجوم

أُوقِف 3 شبان يعتقد أنهم متطرفون بعد الاشتباه بتحضيرهم لهجوم في جنوب غربي ألمانيا، وفق ما أفادت به النيابة العامة والشرطة.

«الشرق الأوسط» (برلين)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.