حجم التفاصيل في خطاب ترمب عن قتل البغدادي

ثلاثة مشاهد مهمة لافتة للنظر برزت في خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب وهو يعلن صباح أمس الأحد قتل أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم «داعش»...
الأول حجم التفاصيل التي قدمها ترمب حول العملية بشكل أكبر بكثير من المعتاد في الإعلان عن عمليات عسكرية وغارات كوماندوز تستهدف إرهابيين، فقد تحدث عن توقيت العملية، والمدة التي استغرقتها، وكيف تابعها ومن كانوا معه في غرفة «الأزمات»، وكيف تم قتل البغدادي ومن معه؛ بمن فيهم زوجاته وأطفاله، وقدم سرداً لدخول القوات إلى النفق، واللحظات الأخيرة في حياة البغدادي، وكيف تم التأكد من هويته. وكرر ترمب كثيراً أن البغدادي «مات جباناً»، وأنه «كان يصرخ ويبكي وينتحب»؛ بل ووصفه بـ«الكلب الجبان».
المشهد الثاني اللافت هو دور الأكراد وروسيا؛ ففي الساعات التي سبقت المؤتمر الصحافي لترمب؛ صرحت «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» التي يقودها الأكراد بأن عملية قتل البغدادي كانت عملية مشتركة بين قوات «قسد» والقوات الأميركية، لكن ترمب صور التعاون على أنه أكبر بقليل من ذلك، وعندما وجّه شكره ذكر روسيا أولاً، ثم سوريا، ثم تركيا والعراق، مشيراً إلى أن «الأكراد قدموا دعماً معيناً لنا»، وقال ترمب: «دور روسيا كان رائعاً، والعراق كان ممتازاً».
وكشف ترمب أيضاً عن أن روسيا كانت على علم بالعملية، فيما لم يكن كبار الديمقراطيين بالكونغرس على علم، وقال ترمب إنه لم يخبر رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي بالعملية، لأنه كان قلقاً بشأن التسريبات «التي قد تفسد العملية»، وهو ما فسره المحللون بأن ترمب يثق في روسيا فيما يخص هذه المعلومات عن العملية، أكثر من الديمقراطيين في الكونغرس، «وهو ما سيكون محل نقاش وجدال خلال الأيام المقبلة».
المشهد الثالث هو أن ترمب حاول التفاخر بما حققته إدارته من ملاحقة للتنظيمات الإرهابية، وبالأخص «داعش»، ولمح مراراً وتكراراً إلى أن لحظة قتل البغدادي كانت أكبر من لحظة قتل أسامة بن لادن. وقال ترمب في إجابته عن أسئلة الصحافيين في المؤتمر الصحافي: «هذه العملية هي الأكبر من نوعها على الإطلاق»، ثم أضاف في وقت لاحق: «قتل أسامة بن لادن كان أمراً كبيراً بسبب الهجمات على مركز التجارة العالمي، لكن قتل هذا الرجل (البغدادي) أمر أكبر، لأنه كان يحاول بناء (دولة وخلافة)». وأشار ترمب إلى أنه حذّر من أسامة بن لادن وخطورة تصريحاته، في كتاب ألّفه قبل وقوع الهجمات، وطالب فيه بالقبض على بن لادن، مشيراً إلى أنه لم يستمع إليه أحد في ذلك الوقت.