ماورر: علاقتنا بالسعودية قوية والتحولات فيها تعزز وتيرة فتح الفرص الجديدة

الرئيس السويسري أشاد في حديث إلى «الشرق الأوسط» عشية زيارته للرياض بخطط الإصلاح و«رؤية 2030» وشدد على أهمية خفض التوتر في المنطقة

الرئيس السويسري أولي ماورر
الرئيس السويسري أولي ماورر
TT

ماورر: علاقتنا بالسعودية قوية والتحولات فيها تعزز وتيرة فتح الفرص الجديدة

الرئيس السويسري أولي ماورر
الرئيس السويسري أولي ماورر

يقوم الرئيس السويسري أولي ماورر في اليومين المقبلين بجولة في منطقة الخليج تشمل السعودية والإمارات يتوقع أن تتركز المحادثات خلالها على الأجواء السائدة في المنطقة بعد الهجمات التي استهدفت منشآت «أرامكو» السعودية والانتهاكات الإيرانية لقواعد الملاحة الدولية في مضيق هرمز ومحيطه، علاوة على استكشاف فرص توسيع التبادل التجاري وفرص الاستثمار. ويرافق الرئيس السويسري الذي يتولى أيضاً حقيبة المال في الاتحاد السويسري، وفد رفيع المستوى من كبريات المؤسسات المالية.
وترتدي الزيارة أهمية استثنائية استناداً إلى موقع سويسرا المعروف في السياسة الدولية، خصوصاً أنها تتابع عن قرب مجريات الأوضاع في منطقة الخليج. ومعروف أن سويسرا تتولى منذ وقت طويل رعاية مصالح الولايات المتحدة في إيران، وهي حصلت أخيراً على تفويض برعاية مصالح كل من المملكة العربية السعودية وإيران لدى الطرف الآخر. ويساعد التفويض الجديد سويسرا على الذهاب أبعد في مناقشة المشكلات العالقة بين الرياض وطهران، خصوصاً في ضوء تشديد الرئيس ماورر على أهمية خفض التوتر في المنطقة واحترام القوانين والأعراف الدولية في معالجة مشكلاتها.
كما تأتي زيارة ماورر إلى السعودية عشية انعقاد مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» الذي تحوّل نقطة جذب إقليمية ودولية ويتوقع أن يشهد لدى افتتاحه في التاسع والعشرين من الشهر الحالي مشاركة رفيعة من كبريات المؤسسات المالية والاستثمارية في العالم، إضافة إلى الحضور السياسي.
وعشية الزيارة، أبدى ماورر ارتياحه للعلاقات القوية التي تربط بلاده بالسعودية. وقال: «ترحب سويسرا أيضاً بمسيرة الإصلاحات الجارية حالياً في السعودية وهي على استعداد لاستكشاف فرص التعاون في مجالات جديدة»، لافتاً إلى الانعكاسات الإيجابية المتوقعة بعد افتتاح السعودية برنامج التأشيرة السياحية. وأضاف: «علاوة على ذلك وفي سياق رؤية 2030، تسعى سويسرا إلى استكشاف مجالات أخرى للتعاون، مثل تبادل أفضل الممارسات في مجال إقراض وتمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة من خلال البنوك».
وبالنسبة إلى الوضع القائم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أكد الرئيس السويسري أن بلاده ترى أن تحقيق سلام عادل ودائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين «لن يتحقق إلا من خلال مفاوضات تقوم على أساس حل الدولتين وعلى مبادرة السلام العربية لعام 2002».
وهنا نص أجوبة الرئيس السويسري عن أسئلة خطية وجهتها إليه «الشرق الأوسط»:

> ستزورون السعودية قريباً، ما توقعاتكم من هذه الزيارة؟
- سأقضي أياماً عدة في منطقة الخليج برفقة وفد من القطاع المالي السويسري. وتعدّ السعودية والإمارات أكبر شريكين اقتصاديين في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. وتأتي زيارتي إلى السعودية متابعة لزيارة قمت بها إلى المملكة في فبراير (شباط) 2018، تم خلالها الاتفاق على عقد مناقشات منتظمة حول الأمور المالية التي تهم البلدين بغرض الانخراط معاً في حوار مالي متواصل.
يضاف إلى ذلك عدد من المجالات الأخرى التي نرى فيها إمكانات لتوثيق التعاون بين بلدينا. نحن لا نسعى إلى تعزيز علاقاتنا الاقتصادية فحسب، بل نريد كذلك العمل معاً بشكل أوثق في مجالات العلوم والبحوث والتطوير. وسأنتهز فرصة زيارتي كي أشرح لزملائي السعوديين الإمكانات المتوافرة على هذه الأصعدة.
وأخيراً، أود انتهاز فرصة الزيارة أيضاً كي أعرض مساعي سويسرا الحميدة في سبيل العمل على خفض التوترات الحالية في منطقة الخليج.
> كيف تصفون علاقاتكم مع السعودية؟ وكيف تنظرون إلى الإصلاحات في المملكة؟
- يتمتع البلدان بعلاقات قوية؛ إذ إن سويسرا ترحّب منذ سنوات عدة بالضيوف من المملكة العربية السعودية، خصوصاً في منطقة بحيرة جنيف. منذ إقامة العلاقات الثنائية بيننا في عام 1956، شهد تعاوننا كثيراً من التكثيف والتنوع. إلى جانب تنامي مستويات التجارة المتبادلة، نعمل معاً على تحقيق كثير من المصالح المشتركة الأخرى.
اسمحوا لي بإعطاء بعض الأمثلة: على مستوى العلاقات متعددة الأطراف، تلتزم سويسرا والسعودية بمساعي إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. كما انضمت سويسرا إلى المملكة في جهود الحفاظ على الموارد الطبيعية من خلال تقديم الدعم إلى مشروع مبتكر لحماية الشعاب المرجانية في البحر الأحمر.
كما ترحب سويسرا أيضاً بمسيرة الإصلاحات الجارية حالياً في السعودية، وهي على استعداد لاستكشاف فرص التعاون في مجالات جديدة. أحد الأمثلة على ذلك؛ مشروع السياحة الصديقة للبيئة على ساحل البحر الأحمر، حيث يمكننا تقديم الخبرات التي تتمتع بها مؤسسات السياحة ومعاهد إدارة الفنادق السويسرية.
علاوة على ذلك، وبفضل افتتاح برنامج التأشيرة السياحية مؤخراً، ربما سنرى تنامي أعداد الزوار السويسريين إلى المملكة قريباً.
> كيف تقيّمون مستوى التبادل التجاري والمشاورات السياسية؟
- يجمع سويسرا والسعودية تاريخ طويل من العلاقات الثنائية القوية، وكذلك الأمر في مجال التبادل التجاري. ظلت الصادرات السويسرية إلى المملكة مستقرة نسبياً خلال عام 2018، حيث بلغت قيمتها 1.9 مليار فرنك سويسري. كما سجّلت وارداتنا من المملكة في العام نفسه نمواً كبيراً ووصلت إلى 833.5 مليون فرنك سويسري.
المملكة سوق مهمة لصادرات سويسرا من البضائع، وكذلك في قطاع الخدمات. تحظى المؤسسات المالية السويسرية، على سبيل المثال، بحضور قوي في الأسواق السعودية.
أما على المستوى السياسي، فتعقد سويسرا والمملكة مشاورات منتظمة على جميع المستويات، ما يتيح لنا مناقشة القضايا المشتركة وبحثها في العمق، والعمل كذلك على استكشاف آفاق جديدة للتعاون بيننا.
> تشهد المملكة تحولاً كبيراً في إطار «رؤية 2030»، هل أنتم مهتمون بالفرص الاستثمارية التي تفتحها هذه التحولات؟
- أشيد بخطط الإصلاح الجاري تنفيذها في السعودية بموجب «رؤية 2030» التي من المتوقع أن تحقق التنوع الاقتصادي في المملكة وتقلّص اعتمادها على النفط. هدف المملكة المتمثل في تعزيز ريادة الأعمال في قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتشجيع تنمية القطاع الخاص، يمثل خطوات بالغة الأهمية نحو تحقيق نمو اقتصادي أكثر استدامة.
واسمحوا لي في هذا الصدد التأكيد على أهمية دمج المرأة ضمن القوى العاملة في سوق العمل، إذ تعدّ مشاركتها عنصراً أساسياً من عناصر التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة في المملكة.
وتتمتع الشركات السويسرية اليوم بحضور قوي في السوق السعودية. ويشهد كل شهر تقريباً قيام شركة سويسرية أو أكثر بتأسيس علاقات تجارية جديدة مع المملكة.
وبما أن نظام سويسرا الاقتصادي ليبرالي إلى حد بعيد، فإن دور الدولة يقتصر على تهيئة الظروف الهيكلية الملائمة. القرار بشأن فرص الاستثمار الجديدة يظل في أيدي مستثمري القطاع الخاص يتخذونه في ضوء اعتباراتهم ومصالحهم.
> تتميز سويسرا باقتصاد ديناميكي للغاية، ما السر في ذلك؟
- لا يمكن تفسير ذلك على أساس عامل واحد منفرد، بل عليك أن تنظر إليه كمنظومة. فكل تحسين ندخله على الأوضاع الهيكلية يضيف عنصراً جديداً نستكمل به الصورة الشاملة. ومع ذلك، يمكننا القول إن بعض العناصر تفوق غيرها في الأهمية. وفي رأيي، يتمثل النظام المزدوج للتعليم المهني والتخصصي أحد أهم العناصر الرئيسية. ذلك أن ازدواج المسارين العملي والنظري لا ينجح فحسب في إعداد الشباب لسوق العمل، بل يوفر أيضاً تعليماً رفيع المستوى في مؤسسات التعليم العالي.
وهناك جوانب أخرى مهمة تتمثل في الحوكمة الموثوقة والبنية الأساسية عالية الجودة والنظام القانوني والسياسي المستقر. يضاف إلى ذلك أن المنظومة الضريبية في سويسرا تشجع على تحقيق النمو، ما يؤدي بدوره إلى ارتفاع معدلات فرص العمل.
ومع ذلك، لا تزال أمامنا تحديات كثيرة في المستقبل، حيث ستواجه سويسرا تغيرات ديموغرافية كبيرة في السنوات المقبلة، ما سيطرح أمامنا تحدياً مهماً لاستدامة نظام معاشات التقاعد في الدولة.
> وأين ترون فرص التعاون الممكنة مع السعودية؟
- بالنسبة إلى إمكانات التعاون، فإن التعاون قائم بالفعل في كثير من القطاعات. كما أن هناك بيننا حوارات نشطة على المستوى السياسي والاقتصادي ومعالم المجالات التي نتعاون فيها تحددها كذلك الشركات السويسرية الكثيرة العاملة في المملكة.
وما تشهده المملكة حالياً من تطورات وانفتاح يعزز وتيرة فتح الفرص الجديدة. وقد تم بالفعل اعتماد بعض الترتيبات في هذا المجال، ومنها مثلاً الاتفاقات بين معاهد التدريب المهني السويسرية في قطاع الضيافة ونظيراتها في المملكة. ويعدّ قطاع الضيافة من القطاعات الواعدة في الاقتصاد السعودي ويمكن للخبرات السويسرية أن تقدم فيه قيمة مضافة كبيرة.
> أنتم تشغلون أيضاً منصب وزير مالية سويسرا إلى جانب دوركم رئيساً للاتحاد السويسري، أين ترون فرص التعاون الثنائي في المجال المالي؟
- نرى أن هناك إمكانات متنوعة لتعزيز التعاون في القطاع المالي بما يحقق مصلحة البلدين. يمكن تصور قيام الشراكات بين الشركات السويسرية والسعودية، خصوصاً في المجالات التي تستطيع فيها سويسرا ومركزها المالي تقديم خبرات معينة.
وينطبق ذلك مثلاً في مجال إدارة الأصول ومجال الاستثمارات المستدامة. والطلب المتزايد على الأصول المستدامة والبنية الأساسية المستدامة، خصوصاً من دول الشرق الأوسط، من شأنه أن يوفر الفرص لتعميق التعاون بين البلدين. يضاف إلى ذلك أن تمويل الاستثمارات في البنية الأساسية عالية الجودة بالاستفادة من الابتكارات التكنولوجية، التي تحقق التنمية المستدامة، يخدم مصالح بلدينا معاً.
علاوة على ذلك، وفي سياق «رؤية 2030»، تسعى سويسرا إلى استكشاف مجالات أخرى للتعاون؛ مثل تبادل أفضل الممارسات في مجال إقراض وتمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة من خلال البنوك.
> تأتي زيارتكم للمملكة العربية السعودية بعد الهجوم على منشآت «أرامكو»، وهو هجوم يشتبه في أن إيران تقف وراءه. ما موقفكم من هذا الموضوع؟
- تشعر سويسرا بالقلق البالغ إزاء التوترات المتزايدة في منطقة الخليج. ونحن نرى وجوب تفادي أي تصعيد إضافي، لأن نشوب نزاع عنيف جديد في المنطقة سيؤدي إلى عواقب وخيمة على جميع شعوب المنطقة وخارجها. وقد أعلنّا فوراً إدانتنا للهجمات الأخيرة على «أرامكو»، ونرحب بالتحقيق الشامل الجاري حالياً في هذا الشأن.
> لقد أثارت الأنشطة الإيرانية الأخيرة مشكلة سلامة الملاحة في مضيق هرمز، وهو ما أدى بدوره إلى صدور ردة فعل من الولايات المتحدة الأميركية. ما رأيكم في هذا الصدد؟
- تدعو سويسرا جميع الأطراف إلى احترام المعاهدات الدولية، مثل اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، التي تنص على قواعد واضحة لتنظيم مرور السفن التجارية في مضيق هرمز.
> هل تخطط سويسرا لأداء دور في تخفيف التوترات في منطقة الخليج؟
- تمسكت سويسرا طويلاً بالتزامها تجاه تعزيز الأمن والتعايش السلمي في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج، وقدمنا بشكل متكرر مساعينا الحميدة لجميع الأطراف المعنية. ونحن مستعدون دائماً لتيسير الاتصال بين الأطراف، هذا ليس أمراً جديداً علينا، وسنواصل أداء هذا الدور في ظل الظروف الراهنة.
علاوة على ذلك، وبالإضافة إلى تفويضنا برعاية مصالح الولايات المتحدة في إيران على مدى سنوات كثيرة، فإننا حصلنا مؤخراً على التفويض برعاية مصالح المملكة العربية السعودية لدى إيران والعكس.
> كان لسويسرا في السابق دور في المساعي الرامية إلى تسوية النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي. كيف ترون عملية السلام حالياً؟
- لقد مر أكثر من 25 عاماً على توقيع اتفاقيات أوسلو، والقضايا الرئيسية بين الطرفين لا تزال دون حل، ومنها قضايا الحدود والقدس واللاجئين الفلسطينيين والمستوطنات. والأوضاع على الأرض تهدد فرص حل الدولتين، خصوصاً توسع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، والحصار المستمر على قطاع غزة، وتواصل أعمال العنف.
إن المشاكل الاقتصادية والإنسانية المترتبة على الاحتلال الإسرائيلي، والانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وارتفاع مستويات البطالة في صفوف الشباب، تمثل جميعها تحديات إضافية تقوِّض فرص قيام دولة فلسطينية قادرة على البقاء. وسويسرا ترى أن تحقيق سلام عادل ودائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين لن يتحقق إلا من خلال مفاوضات تقوم على أساس حل الدولتين، وعلى مبادرة السلام العربية لعام 2002.
وسويسرا تشارك في برامج المساعدات الإنسانية والتعاون وتعزيز السلام في الشرق الأوسط وتشجع على تبني الأساليب المبتكرة لمعالجة قضايا النزاع الأساسية، لا سيما من خلال دعم الجهود الرامية إلى معالجة مخلفات الماضي وتعزيز التفاهم المتبادل بين الإسرائيليين والفلسطينيين. كما تبذل سويسرا جهودها الحثيثة لضمان احترام جميع الأطراف للقانون الدولي. علاوة على ذلك، أدت سويسرا دوراً نشطاً في المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية، وتقوم عبر القنوات الدبلوماسية بمساعدة الجهود التي تقودها مصر من أجل استعادة دور السلطة الفلسطينية في قطاع غزة.
وأخيراً، تعدّ وكالة «أونروا» شريكاً متعدد الأطراف مهماً لسويسرا، ودورها ضروري لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وستواصل سويسرا العمل مع «أونروا» والجهات المانحة الأخرى لتعزيز جهود الإصلاح لكي تمتلك «أونروا» القدرات اللازمة للارتقاء بفاعلية وكفاءة خدماتها.
> سويسرا هي الدولة الوديعة لاتفاقيات جنيف التي يشهد العام الحالي مرور الذكرى السبعين لإعلانها، ما دور سويسرا في هذا الصدد؟
- لدي قناعة راسخة بأن القيم تضع بين أيدينا البوصلة التي نسترشد بها من أجل تحديد مسارنا وسط تعقيدات عالم اليوم وصون كل ما يستحق حمايتنا. واتفاقيات جنيف، التي اعتمدت قبل 70 عاماً، هي بوصلة من هذا النوع، فالغرض من القانون الإنساني الدولي هو الحفاظ على كرامة الناس في البلدان التي ترزح تحت وطأة الحروب، حيث ينبغي أن نتمكن من علاج الجرحى والمرضى، وأن يذهب الأطفال إلى المدارس، وأن يتم النأي بالمدنيين عن الأعمال القتالية. ومع ذلك، لا يزال العالم يشهد انتهاكات القانون الإنساني الدولي وبشكل منتظم.
وسويسرا هي الدولة الوديعة لاتفاقيات جنيف، والانخراط في الجهود الإنسانية يعدّ من المكونات الأساسية لسياستنا الخارجية، كما أننا نلتزم التزاماً ثابتاً بتعزيز وتشجيع احترام القانون الدولي الإنساني.
وفي مناسبة هذه الذكرى السنوية، نناشد جميع الدول أن تطبق التدابير الكفيلة بتحسين احترام القانون الدولي الإنساني. ومن هذا المنطلق ستكون الأوضاع في اليمن في عداد القضايا المدرجة على جدول أعمال المقابلات مع مسؤولين رفيعي المستوى في الإمارات والسعودية.
> لديكم علاقة خاصة مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، كيف ترى دور أميركا دولياً وفي الخليج؟
- العلاقات الثنائية القوية مع الولايات المتحدة الأميركية هي أمر مهم بالنسبة لسويسرا، وهذه علاقات لها جذور تاريخية قوية. ومنذ سنوات طويلة ترتبط الدولتين بقيم مشتركة كثيرة، مثل الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وسيادة القانون. وإذا أضفنا تلك القيم إلى مصالحنا وأولوياتنا، فإنها تعطينا الأساس الذي ننطلق منه في تعاوننا مع حكومة الولايات المتحدة.
خلال الاجتماع مع الرئيس دونالد ترمب في شهر مايو (أيار) الماضي، ناقشنا عدداً من القضايا، ومنها سبل الاستفادة من مساعي سويسرا الحميدة من أجل فتح قنوات دبلوماسية في مناطق النزاع.
> يدور الجدل حول الهجرة إلى أوروبا، ونتيجة لذلك أصبحنا نشهد تنامياً للحركات اليمينية المناهضة للاجئين. هل لديكم مخاوف بشأن مفهوم التعايش في سويسرا، على وجه التحديد، وفي أوروبا بشكل عام؟
- عندما يصعب التحكم في حركة تدفق اللاجئين، مثلما كانت الحال في عام 2015، تصبح هذه المخاوف أمراً مفهوماً. أما عندما نغدو قادرين على ضبط حركة الهجرة، فإن أهمية هذه المشكلة تتضاءل. سويسرا تسعى إلى تحقيق هدف واضح: من اللازم توفير الحماية للأشخاص الذين يحتاجونها؛ أما الأشخاص الذين لا يحتاجون إلى الحماية فتجب عليهم مغادرة سويسرا في أقرب فرصة. ونحن نتوقع من جميع مناطق العالم المزدهرة أن تتضامن وتسهم في حل مشكلة اللاجئين العالمية.
نسبة الرعايا الأجانب تصل إلى نحو ربع إجمالي سكان سويسرا، ونعيش حياتنا اليومية معاً من دون أي صعوبات في الغالبية العظمى من الحالات. والاندماج هو مفتاح الحفاظ على التعايش السلمي بين الشعب السويسري والمقيمين الأجانب في بلدنا، وهذا ما يتحقق عندما يتقبل كل شخص يعيش في سويسرا القيم المنصوص عليها في الدستور الاتحادي، ويُظهر الاحترام لغيره من المقيمين في البلد. ويمكننا القول إن الاندماج ينجح عندما يتمتع جميع السكان بفرص متكافئة، بغض النظر عن أصولهم.



وزير المالية السعودي: أزمات العالم تؤثر على اقتصاده


مديرة صندوق النقد الدولي والجدعان خلال مؤتمرهما الصحافي المشترك في واشنطن (أ.ف.ب)
مديرة صندوق النقد الدولي والجدعان خلال مؤتمرهما الصحافي المشترك في واشنطن (أ.ف.ب)
TT

وزير المالية السعودي: أزمات العالم تؤثر على اقتصاده


مديرة صندوق النقد الدولي والجدعان خلال مؤتمرهما الصحافي المشترك في واشنطن (أ.ف.ب)
مديرة صندوق النقد الدولي والجدعان خلال مؤتمرهما الصحافي المشترك في واشنطن (أ.ف.ب)

قال وزير المالية السعودي محمد الجدعان، رئيس اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية التابعة لصندوق النقد الدولي، إن الحرب في أوكرانيا والأزمة في غزة وعرقلة الشحن في البحر الأحمر لها تداعيات على الاقتصاد العالمي.

كلام الجدعان جاء في خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن، بعد انتهاء الاجتماع الـ49 للجنة التي يترأسها وزير المالية السعودي لمدة 3 سنوات.

وأفاد الجدعان بأنه «بينما يدرك أعضاء اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية أنها ليست المنتدى لحل القضايا الجيوسياسية والأمنية، وستتم مناقشة هذه القضايا في محافل أخرى، فإن أعضاء اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية أقروا بأن هذه المواقف لها تأثيرات كبيرة على الاقتصاد العالمي»، مشدداً على أن العصر الحالي «لا ينبغي أن يكون عصر الحروب والصراعات».

ولفت إلى أن «آفاق الاقتصاد العالمي تتحسن وهو أمر إيجابي للغاية، ولكن لا تزال هناك تحديات عديدة وعلينا أن نكون يقظين ومستعدين لمواجهتها». وأوضح أن الهبوط الناعم للاقتصاد العالمي يبدو أنه يقترب، حيث أثبت النشاط الاقتصادي أنه أكثر مرونة مما كان متوقعاً في أجزاء كثيرة من العالم، على الرغم من أنه لا يزال متبايناً بين البلدان.


«الاتحاد للطيران» الإماراتية: الرحلات عادت إلى طبيعتها

طائرة «بوينغ 737 ماكس» تحمل شعار «فلاي دبي» متوقفة في منشأة إنتاج «بوينغ» في رينتون بواشنطن - 11 مارس 2019 (رويترز)
طائرة «بوينغ 737 ماكس» تحمل شعار «فلاي دبي» متوقفة في منشأة إنتاج «بوينغ» في رينتون بواشنطن - 11 مارس 2019 (رويترز)
TT

«الاتحاد للطيران» الإماراتية: الرحلات عادت إلى طبيعتها

طائرة «بوينغ 737 ماكس» تحمل شعار «فلاي دبي» متوقفة في منشأة إنتاج «بوينغ» في رينتون بواشنطن - 11 مارس 2019 (رويترز)
طائرة «بوينغ 737 ماكس» تحمل شعار «فلاي دبي» متوقفة في منشأة إنتاج «بوينغ» في رينتون بواشنطن - 11 مارس 2019 (رويترز)

قالت «الاتحاد للطيران»، ومقرها أبوظبي، لوكالة الأنباء الرسمية، اليوم (الجمعة)، إن عمليات الرحلات عادت إلى طبيعتها بعد الظروف الجوية القاسية التي شهدتها الإمارات في الأيام القليلة الماضية.

ودخلت دبي على خط الأزمة متأثرة بهطول غزير للأمطار، بعد أن سبقتها سلطنة عمان، ما أدى إلى فيضانات وسيول، ودفع إلى العمل والدراسة من بُعد، في حين ارتفعت حصيلة القتلى من جراء السيول في سلطنة عمان إلى 18 شخصاً، معظمهم أطفال.

وشهدت السلطنة والإمارات موجة من الطقس السيئ الناجم عن سحب ركامية رعدية على سواحل الخليج العربي تحركت من الغرب إلى الشرق منذ يوم السبت الماضي، مما تسبّب في هطول أمطار غزيرة.

ودعا المركز الوطني للأرصاد في الإمارات قبل أيام «إلى توخي الحيطة والحذر أثناء قيادة المركبات، والابتعاد عن مناطق جريان الأودية وتجمعات المياه»، وسجلت بعض المناطق الداخلية في البلاد ذات المناخ الصحراوي أكثر من 80 ملم من الأمطار، لتقترب من المعدل السنوي البالغ نحو 100 ملم.


السعودية تعرب عن أسفها لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة

السعودية تعرب عن أسفها لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
TT

السعودية تعرب عن أسفها لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة

السعودية تعرب عن أسفها لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة

أعربت وزارة الخارجية السعودية، عن أسف المملكة لفشل مجلس الأمن الدولي في اعتماد مشروع قرار بقبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة.

وأكدت الوزارة، أن «إعاقة قبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة يسهم في تكريس تعنّت الاحتلال الإسرائيلي واستمرار انتهاكاته لقواعد القانون الدولي دون رادع، ولن يقرّب من السلام المنشود».

وجددت الخارجية السعودية مطالبة المملكة باضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته تجاه «وقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيّين في قطاع غزة، ودعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة».


عبد الله بن زايد يبحث مع وزير الخارجية الإيراني تطورات المنطقة

الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي
الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي
TT

عبد الله بن زايد يبحث مع وزير الخارجية الإيراني تطورات المنطقة

الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي
الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي

بحث الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي، في اتصال هاتفي مع حسين أمير عبداللهيان وزير خارجية إيران، التطورات الخطيرة الراهنة في المنطقة وتداعياتها على الأمن والسلم الإقليمي والدولي.

وأكد وزير الخارجية الإماراتي أهمية التحلي بأقصى درجات ضبط النفس والعمل من أجل منع اتساع دائرة التوتر في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن تغليب الدبلوماسية والحوار هو السبيل لحلّ الخلافات وضمان أمن المنطقة وسلامة شعوبها.

كما أكد الشيخ عبد الله بن زايد أن السلام والازدهار والتنمية هو ما يجب أن تحظى به وتستحقه دول المنطقة.

كما بحث الطرفان العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين الجارين والمنطقة.


خادم الحرمين يتلقى رسالة من ملك البحرين

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس) - العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى (بنا)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس) - العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى (بنا)
TT

خادم الحرمين يتلقى رسالة من ملك البحرين

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس) - العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى (بنا)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس) - العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى (بنا)

تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، رسالة خطية، من العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، تتصل بالعلاقات الثنائية بين البلدين.

تسلم الرسالة نيابة عن الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية، الدكتور عبد الرحمن الرسي وكيل الوزارة للشؤون الدولية المتعددة، لدى استقباله في الرياض، الخميس، الشيخ علي بن عبد الرحمن آل خليفة السفير البحريني لدى السعودية.

وكيل وزارة الخارجية السعودية للشؤون الدولية المتعددة يتسلم الرسالة من السفير البحريني (واس)

واستعرض الجانبان خلال الاستقبال العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة، وناقشا الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.


وزير الخارجية السعودي يبحث تطورات غزة مع نظيريه الإسباني والبلجيكية

الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي (واس)
الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي (واس)
TT

وزير الخارجية السعودي يبحث تطورات غزة مع نظيريه الإسباني والبلجيكية

الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي (واس)
الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي (واس)

ناقش الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، خلال اتصالين هاتفيين، الخميس، مع نظيريه الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، والبلجيكية حاجة لحبيب، مستجدات المنطقة، وفي مقدمتها التطورات بقطاع غزة ومحيطها والجهود المبذولة بشأنها.

من جانب آخر، استقبل الأمير فيصل بن فرحان، في الرياض، فيليب إيفانوفيتش وزير خارجية الجبل الأسود، واستعرض معه سبل تعزيز وتطوير التعاون بين البلدين بمختلف المجالات، كما ناقشا المستجدات الإقليمية والدولية.

وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان يستقبل فيليب إيفانوفيتش وزير خارجية الجبل الأسود (واس)


السعودية وباكستان لتعزيز العلاقات الأمنية والدفاعية

جانب من وصول مساعد وزير الدفاع السعودي إلى باكستان (وزارة الدفاع الباكستانية)
جانب من وصول مساعد وزير الدفاع السعودي إلى باكستان (وزارة الدفاع الباكستانية)
TT

السعودية وباكستان لتعزيز العلاقات الأمنية والدفاعية

جانب من وصول مساعد وزير الدفاع السعودي إلى باكستان (وزارة الدفاع الباكستانية)
جانب من وصول مساعد وزير الدفاع السعودي إلى باكستان (وزارة الدفاع الباكستانية)

قالت وزارة الدفاع الباكستانية، الأربعاء، في بيان، إن مساعد وزير الدفاع السعودي، طلال العتيبي، وصل إلى باكستان، في زيارة تستغرق يومين؛ لوضع اللمسات النهائية على المشاريع الثنائية المتعلقة بالدفاع.

تأتي زيارة العتيبي في أعقاب زيارة بدأت الاثنين، واستمرت يومين، لوفد سعودي رفيع المستوى إلى العاصمة الباكستانية إسلام آباد، برئاسة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية، ومشاركة وزراء من القطاعات الرئيسية؛ بما في ذلك الاستثمار، والمياه والزراعة، والبيئة، والصناعة، والموارد المعدنية، والطاقة، وقطاعات أخرى، التقى خلالها الوفد كبار المسؤولين الباكستانيين.

وقال السفير السعودي في باكستان، نواف المالكي، لـ«الشرق الأوسط»، إن هذه الزيارة تأتي «امتداداً للعلاقات الدائمة مع دولة باكستان الشقيقة وهي تأكيد لعمق العلاقات بين البلدين وتطورها بشكل مستمر، ولتعزيز التعاون الاقتصادي، وزيادة التبادل التجاري، ودعم المستثمرين من البلدين لتوسيع أعمالهم التجارية في كل القطاعات».

وتابع أن زيارة وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، والوفد المرافق له، «جاءت لاستعراض سبل تعزيز علاقات التعاون المتينة في عدد من المجالات، بالإضافة إلى مناقشة تكثيف التعاون الأمني والاستراتيجي بين البلدين، بما يسهم في الأمن والسلم الدوليين».

استقبل ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الشهر الماضي قائد الجيش الباكستاني (واس)

وزادت وتيرة المشاورات الدفاعية بين السعودية وباكستان مؤخّراً، وتُعد زيارة مساعد وزير الدفاع السعودي إلى باكستان، والمباحثات المنتظر عقدها بين الجانبين، هي المباحثات الرابعة من نوعها خلال أقل من شهر، حيث استقبل ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، في 20 مارس (آذار) الماضي، قائد الجيش الباكستاني، الفريق أول عاصم منير، خلال زيارة الأخير للسعودية، قبل أن يبدأ الأمير خالد بن سلمان، وزير الدفاع السعودي، زيارةً رسميّة إلى باكستان في 23 من الشهر نفسه.

وخلال تلك الزيارة، أجرى وزير الدفاع السعودي مباحثات مع المسؤولين الباكستانيين، ومنهم قائد الجيش الباكستاني، واستعرض الجانبان «العلاقات الأخوية الراسخة والشراكة الاستراتيجية الدفاعية وفرص تطويرها»، كما منح الرئيس الباكستاني وسام «نيشان باكستان» للضيف السعودي؛ في إشارة للعلاقات التاريخية بين البلدين.

الوفد السعودي التقى الثلاثاء الفريق أول عاصم منير رئيس أركان الجيش الباكستاني (واس)

وجاء ثالث المباحثات، خلال أقل من شهر، في زيارة الوفد السعودي رفيع المستوى إلى باكستان، حيث التقى الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، الثلاثاء، الفريق أول عاصم منير رئيس أركان الجيش الباكستاني في إسلام آباد، وناقشا التعاون الأمني والاستراتيجي بين البلدين، كما استعرض الجانبان سبل تعزيز علاقات التعاون المتينة في عدد من المجالات، بالإضافة إلى مناقشة تكثيف التعاون الأمني والاستراتيجي بين البلدين، بما يسهم في الأمن والسلم الدوليين، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية «واس».

وتتمتع السعودية وباكستان بعلاقات عسكرية وثيقة على أكثر من صعيد، كما نفذ الجانبان بانتظام مشاريع دفاعية مشتركة، وأجريا سويّاً مناورات دفاعية وتدريبات عسكرية مشتركة، ووفقاً لوسائل إعلام باكستانية، فمن المتوقع أن يجد المجال الأمني والدفاعي نصيبه من الزخم، خلال المرحلة الجارية التي تشهد فيها العلاقات بين الجانبين ازدهاراً في كل مجالات التعاون.


الخليج يحصُر أضرار أعنف منخفض جوّي منذ نصف قرن ويعوِّض المتضرّرين

فرق البحث تكثّف عملياتها للبحث عن مفقودين (اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة)
فرق البحث تكثّف عملياتها للبحث عن مفقودين (اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة)
TT

الخليج يحصُر أضرار أعنف منخفض جوّي منذ نصف قرن ويعوِّض المتضرّرين

فرق البحث تكثّف عملياتها للبحث عن مفقودين (اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة)
فرق البحث تكثّف عملياتها للبحث عن مفقودين (اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة)

أسدلت دول خليجية عدّة الستار على منخفض «المطير» الجوّي الذي شكّل حدثاً استثنائياً في تاريخ المنطقة المناخي، إذ لم تشهد مثيلاً له منذ نحو نصف قرن، وخلَّف خسائر وأضراراً بشرية ومادّية كبيرة خلال اليومين الماضيين.

وبينما أعلنت كلٌّ من سلطنة عُمان، والإمارات، والبحرين، انحسار الظروف المناخية، وانتهاء المنخفض الجوّي، بدأت هذه الدول بفتح الطرق ومسح الأضرار في البنى التحتية والمنشآت العامة والخاصة، وتقديم الدعم اللازم إلى جميع المتضرّرين.

تُواصل دول خليجية مسح الأضرار وتعويض المتضرّرين (وكالة الأنباء العمانية)

وأعلنت «اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة» في عُمان، الخميس، إنهاء تفعيل المركز الوطني لإدارة الحالات الطارئة، والقطاعات، واللجان الفرعية بالمحافظات التي تعرّضت لـ«منخفض المطير»، مشيرةً إلى مواصلة فرق الإنقاذ البحث عن مفقودين بعدما بلغ عدد الضحايا 19 شخصاً، معظمهم من الطلاب.

ومسحت اللجان المشكَّلة في المحافظات أضراراً لحقت بالبنية التحتية والمنشآت العامة والخاصة، فيما تُواصل بلدية محافظة جنوب الباطنة مساعيها لفتح الطرق في جميع الولايات، إلى جانب إزالة مخلّفات الأمطار والأتربة والأشجار، وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها.

تسبَّب المنخفض في سقوط ضحايا (وكالة الأنباء العمانية)

وسجّلت الحالة الجوّية الممطرة في عُمان، والتي صحبتها سيولٌ وعواصف رعدية، أضراراً جسيمة في الممتلكات العامة والخاصة، إذ تراوحت كميات الأمطار بين 302 ملم سجّلتها ولاية محضة، وهي أعلى كمية رُصدت خلال هذ المنخفض، تلتها ولاية ينقل بـ243 ملم، ومن ثَم ولاية لوى بـ240 ملم. كذلك سجّلت ولاية شناص 236 ملم، وولاية إبراء 206 ملم.

دراسة سعودية لرصد «التغيُّر المناخي»

في هذا السياق، أعلن المركز الإقليمي للتغيُّر المناخي في السعودية البدء بدراسة مناخية شاملة للمنخفض الجوّي الذي أثّر في دول مجلس التعاون الخليجي، ومسبّباته، ومعدّلات الأمطار المتطرّفة الناجمة عنه. وأوضح، في بيان، أنه «سيدرس أيضاً دور التغيُّر المناخي، بالتنسيق مع الدول المتأثّرة».

ويتعامل المركز التابع للمركز الوطني السعودي للأرصاد مع التحدّيات المتنامية التي تُواجهها شبه الجزيرة العربية على مستوى التغيُّر المناخي، ويسهم في تطوير المعلومات لتوفير دراسات مناخية على الأصعدة الوطنية والإقليمية والعالمية.

وأوضح المتحدّث الرسمي باسمه حسين القحطاني لـ«الشرق الأوسط» أنّ الأمطار الأخيرة التي شهدتها مدن سعودية وخليجية عدّة، أعلى من المعدّلات المعتادة، مما يتطلّب مزيداً من البحوث لدراسة هذه الحالة، مشيراً إلى إعلان المركز رَصْد عدد من المؤشرات التي ترجِّح تغيّرات مناخية واضحة في المنطقة.

مناخ «أكثر حدّة» في السنوات المقبلة

وأكد القحطاني أنّ مؤشّرات «التغيُّر المناخي» بدت واضحة في مدن سعودية عدّة مثل النماص (الجنوب) التي شهدت هذا العام تساقط البَرَد بكميات أعلى من المعتاد، إضافةً إلى مدن أخرى شهدت الحالة عينها في العام الماضي، مثل الطائف، وبريدة، وخميس مشيط؛ مشيراً إلى إعلان المركز مؤخراً اقتراب منطقة جازان (الجنوب) من المناخ الاستوائي جراء تسجيلها أمطاراً مستمرّة طوال العام، و«هذه الحالة لم تُرصَد من قبل في المنطقة، مما يشير الى تأثير التغيُّر المناخي عليها»، وفق قوله.

كذلك أكد أنّ جميع الدراسات المناخية التي قدّمها المركز الوطني للأرصاد تشير إلى أنّ السعودية ستشهد ظواهر مناخية أكثر حدّة في السنوات المقبلة.

تحذيرات مستمرّة من الفيضانات

في سياق متّصل، نشر علماء في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، العام الماضي، تقريراً عن المناخ المستقبلي، قدّم تحليلاً شاملاً لتغيُّر المناخ وتبعاته على شبه الجزيرة العربية.

وأشار التقرير إلى أنه من الممكن أن يؤدّي التغيُّر المناخي إلى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة شدّة حالات الجفاف وتواترها، بحيث تؤثّر في الإنتاجَيْن الزراعي والغذائي، ولكن يُتوقَّع أيضاً أن تؤدّي إلى زيادة الفيضانات المفاجِئة مثل تلك التي شهدتها المنطقة هذا الأسبوع.

وعزا العلماء أسباب حدوث الفيضانات أيضاً إلى ارتفاع منسوب مياه البحر التي تُشكّل تهديداً للمدن بأسرها، وليست الساحلية فحسب. وعلى سبيل المثال، كانت الرياض من بين المدن المتضرّرة من الفيضانات الأخيرة، حيث شهدت أكثر من 10 منها خلال الأعوام الثلاثين الماضية.

إلى ذلك، توقّعت النماذج الواردة في التقرير زيادة الحدّ الأقصى السنوي لهطول الأمطار بنسبة 33 في المائة قبل نهاية القرن، في ظلّ سيناريو ارتفاع انبعاثات الغازات الدفيئة.

كما أشار التقرير إلى أنّ البنية التحتية في مناطق عدّة حول العالم غير مستعدّة لمثل هذه الظروف المناخية الشديدة، كما هي الحال في شبه الجزيرة العربية؛ وستكون لذلك تبعات كبيرة ليس على مستوى الخسائر البشرية فحسب، بل أيضاً على الصعيد الاقتصادي؛ من تعطُّل الطرق والخدمات، وإلغاء الرحلات الجوية وغيرهما.

وقال د.هيلكي بيك، الأستاذ المساعد في «كاوست»، والمؤلّف المُشارك في هذا التقرير، في بيان نشرته الجامعة: «تعاني منطقة الخليج العربي، على نحو متكرّر، هطول أمطار غزيرة لمدّة قصيرة، مما يؤدّي عادةً إلى تشكُّل فيضانات مفاجِئة تجري بسرعة عبر الأودية في اتجاه البحر أو المحيط»، مضيفاً أنّ التوسُّع العمراني بقيادة النمو السكاني المُتسارع في هذه المنطقة أدّى إلى تغيير مسارات تدفُّق المياه الطبيعية، مما يعوق أحياناً مرور مياه الفيضانات بكفاءة، ومن ثَم يتسبّب في خسائر في الأرواح، وأضرار في البنية التحتية والممتلكات، وإغراق أنظمة الصرف الصحي واحتمال تفشّي الأمراض.

الإمارات... توجيه بتقديم الدعم

بدورها، أعلنت الإمارات انحسار الظروف المناخية التي صاحبت «منخفض المطير»، وأحصت الأضرار التي سبّبها في البنية التحتية. فوجَّه رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد، بدراسة حالة البنية التحتية في مختلف المناطق، وحَصْر الأضرار جراء الأمطار الغزيرة القياسية التي تُعد الأعلى منذ بدء تسجيل البيانات المناخية في عام 1949.

ووجَّه أيضاً بتقديم الدعم اللازم إلى جميع الأُسر المتضرّرة، ونقلها إلى مواقع آمنة بالتعاون مع الجهات المحلّية.

العمليات مستمرّة للبحث عن مفقودين (اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة)

كانت البلاد قد شهدت إغلاق طرق رئيسية بسبب تجمّعات المياه، بالإضافة إلى تسرُّب واسع في عدد من المباني التجارية والسكنية. وتزامناً، سعت جميع الجهات الحكومية إلى المعالجة الفورية لتلك الأضرار، مع توجّهات للعمل على تفادي حدوثها مستقبلاً.

في السياق عينه، أعلنت مطارات دبي إعادة فتح إجراءات السفر للمسافرين المغادرين من المبنى رقم 3 للرحلات التابعة لكلٍّ من شركتَي «طيران الإمارات» و«فلاي دبي».

سجّلت عُمان أرقاماً قياسية في حجم الأمطار (وكالة الأنباء العمانية)

وكانت وزارة الداخلية الإماراتية قد أعلنت انتهاء المنخفض الذي تأثّرت به مختلف مناطق البلاد، بعد انحسار الأمطار وتحسُّن الأحوال الجوّية تدريجياً.

وشهدت الإمارات هطول أكبر كميات أمطار في تاريخها الحديث خلال الأيام الماضية منذ بدء تسجيل البيانات المناخية عام 1949، بينما أكد المركز الوطني للأرصاد أنّ الكميات القياسية للأمطار خلال يومَي الاثنين والثلاثاء الماضيين تُعدّ حدثاً استثنائياً في التاريخ المناخي للبلاد.

البحرين... تحرُّك فوري

وفي البحرين، دعا ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد، وزارات شؤون البلديات، والزراعة، والأشغال، إلى حصر الأضرار الناتجة عن تجمع مياه الأمطار وتعويض المتضرّرين، وحَصْر المناطق التي شهدت تجمّعاً للأمطار وإخضاعها لبرامج التطوير على صعيد البنية التحتية وشبكات التصريف، وضمان أن تكون بالمعايير والكفاءة اللازمة للاستجابة لمختلف الظروف.

تكثيف الجهود لإزالة الصخور وفتح الطرق في عمان (العمانية)

اليمن... لتكثيف عمل الطوارئ

وفي إطار مواجهة تداعيات المنخفض الجوّي، اطّلع رئيس الوزراء اليمني د.أحمد عوض بن مبارك، من قيادة السلطة المحلّية بمحافظة حضرموت، على تقرير أوّلي حول الأضرار وتأثُّر جميع مديريات المحافظة بها، حيث توفّي مواطن. كذلك شملت الممتلكات والأراضي الزراعية والطرق والكهرباء والمياه.

فرق الإنقاذ العمانية تُواصل فتح الطرق في المناطق المتضرّرة (وكالة الأنباء العمانية)

ودعا بن مبارك إلى تكثيف عمل لجنة الطوارئ بالمحافظة، وفرق الطوارئ والإنقاذ بالمديريات، وغرف العمليات، بما يسهم في حفظ الأرواح والممتلكات، مؤكداً على دعم الحكومة الكامل لجهود السلطة المحلّية في إجراءات الحدّ من الأضرار، وأهمية العمل على تصريف سيول الأمطار، وعودة الخدمات، وإصلاح الطرق.

بدورها، أطلقت هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية، فرع حضرموت، تحذيرات عاجلة للمواطنين في مساكن قريبة من الجبال والشعاب الجبلية في مدينة المكلا، لاحتمال حدوث انهيارات صخرية على مجاري تدفُّق مياه السيول والأمطار.


قطر تجري تقييماً شاملاً لوساطتها بعد «توظيفها لمصالح سياسية»

رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني (متداولة)
رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني (متداولة)
TT

قطر تجري تقييماً شاملاً لوساطتها بعد «توظيفها لمصالح سياسية»

رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني (متداولة)
رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني (متداولة)

قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم (الأربعاء)، إن هناك ما سمّاه توظيفاً للوساطة التي تقوم بها بلاده بين إسرائيل وحركة «حماس»، «لمصالح سياسية ضيقة»، وإن هذا دعا قطر إلى عملية تقييم شامل لدور الوساطة هذا.

وذكر رئيس الوزراء القطري أن مرحلة تقييم الوساطة الحالية تشمل تقييم كيفية انخراط الأطراف فيها «لأن هناك استغلالاً وإساءة مرفوضة»، وفق ما نقلته «وكالة أنباء العالم العربي».

وأضاف: «هناك مزايدات سياسية من بعض السياسيين من أجل حملاتهم الانتخابية من خلال الإساءة لدور قطر».

وبينما أكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني التزام قطر بدورها، فقد قال إن «هناك حدوداً لهذا الدور والقدرة التي نستطيع أن نسهم بها في هذه المفاوضات بشكل بنَّاء».


فيصل بن فرحان وبوريل يبحثان التصعيد في المنطقة

الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)
الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)
TT

فيصل بن فرحان وبوريل يبحثان التصعيد في المنطقة

الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)
الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، الأربعاء، مع جوزيب بوريل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، التصعيد الأخير في المنطقة، وأهمية التنسيق المشترك وبذل الجهود لخفضه.

واستعرض الجانبان خلال اتصال هاتفي تلقاه الأمير فيصل من بوريل، تطورات الأوضاع في قطاع غزة ومحيطها.