نواب «مؤتمر صنعاء» يؤيدون «التجميد» وسط تحذيرات حوثية مبطنة

TT
20

نواب «مؤتمر صنعاء» يؤيدون «التجميد» وسط تحذيرات حوثية مبطنة

استمر قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الخاضعون للميليشيات الحوثية، في صنعاء، في تصعيدهم، أمس، ضد الجماعة، على خلفية قيام الأخيرة بإطلاق سراح 5 متهمين بتفجير مسجد دار الرئاسة في 2011، في صفقة تبادل مع أطراف تابعة للحكومة الشرعية.
وفي حين أكد نواب الحزب الخاضعون للجماعة في صنعاء مقاطعتهم للجلسات التي تعقد بشكل غير قانوني، إلى جانب تأييدهم قرار تجميد شراكتهم في المؤسسات الحوثية، وجه قادة في الجماعة تحذيرات مبطنة لقيادات الحزب، باعتبار أن قرار التجميد يعني استهدافاً للمؤسسات، وتهديداً لوحدة الصف مع «المؤتمر».
جاء ذلك في وقت حاول فيه قادة حوثيون آخرون التبرير لعملية إطلاق المتهمين الخمسة باعتبارها خطأ غير مقصود، وبأن المسؤولين عنها سيتم التحقيق معهم، في مسعى كما يبدو لامتصاص غضب قيادات الحزب، وإعادتهم مجدداً إلى الشراكة الصورية مع الجماعة الانقلابية.
في غضون ذلك، سخر ناشطون وقيادات في حزب «المؤتمر الشعبي» من محاولة التبرير الحوثية، حيث أكدوا في تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي، أن قراراً بهذا الحجم لا يمكن أن يصدر إلا عن رأس الجماعة وزعيمها عبد الملك الحوثي.
كانت الجماعة الحوثية أطلقت المتهمين الخمسة بتفجير دار الرئاسة في 2011 منتصف ليل الخميس الماضي، إلى جانب خمسة معتقلين آخرين مقابل إطلاق 14 أسيراً من سلالة زعيم الجماعة كانوا محتجزين لدى قوات تابعة للحكومة الشرعية في محافظة الجوف.
وعلى الرغم من مرور نحو 9 سنوات على بقاء المعتقلين الخمسة في السجن، دون استكمال محاكمتهم، أو تبرئة ساحاتهم، إلا أن قيادات في «المؤتمر» عدوا ذلك تواطأ بين الحوثيين وحزب «التجمع اليمني للإصلاح»، لإبرام صفقة التبادل، على حساب ضحايا التفجير الذي قتل فيه 14 شخصاً على الأقل، وأصيب نحو 200 آخرين، بينهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح وكبار رجال دولته، قبل أن يترك الحكم لاحقاً.
وأوضح القيادي البارز في الحزب ووزير الخارجية الأسبق أبو بكر القربي، في تغريدة تابعتها «الشرق الأوسط» على «تويتر»، أن قرار قيادات الحزب في صنعاء تجميد الشراكة في المؤسسات الحوثية «لم يكن رد فعل، وإنما موقف ينطلق من ثبات الموقف على تحقيق العدالة، والحرص على وضوح الموقف، ورفض إعطاء الجريمة مبرراً إنسانياً»، على حد تعبيره.
وقال القربي: «موقف المؤتمر كان دائماً تقديمهم للعدالة (في إشارة للمتهمين المفرج عنهم) من قبل سلطات ما بعد تخلي (المؤتمر) عن السلطة، التي تجاهلت مطالبة الحزب بمحاكمتهم».
كان قيادات الحزب في صنعاء قرروا الأحد تجميد شراكتهم الصورية مع الحوثيين في مختلف المؤسسات الانقلابية، احتجاجاً على قرار الجماعة مبادلة المتهمين بأسرى من عناصرها.
وأمس أفادت مصادر الحزب الرسمية بأن الكتلة البرلمانية للمؤتمر عقدت اجتماعاً، وأيدت قرار مقاطعة أعمال السلطات الحوثية، بحضور القيادي ورئيس البرلمان السابق يحيى الراعي وعدد من قيادات الحزب.
وذكرت المصادر أن أعضاء الكتلة البرلمانية الموالين للحزب في صنعاء اتفقوا بعد نقاش مستفيض على قرار المقاطعة والتجميد، واعتبروا «أن إطلاق متهمين في قضية إرهابية جنائية منظورة أمام القضاء يعد مخالفة جسيمة لنصوص الدستور والقوانين النافذة، وتعدياً على عمل سلطات الدولة واستقلاليتها، وأولها استقلالية السلطة القضائية»، على حد تعبيرهم.
وفي رسالة تهديد مبطنة لقيادات الحزب العاملين مع المؤسسات الحوثية الانقلابية (المجلس السياسي الأعلى، حكومة الانقلاب، البرلمان، الشورى)، حذر القيادي البارز في الجماعة محمد علي الحوثي، من تنفيذ قرار المقاطعة والتجميد.
وذكر القيادي الحوثي، القيادات الحزبية لـ«المؤتمر» العاملين مع الجماعة، بأنهم أقسموا اليمين على العمل، وعليهم احترام ذلك، بعيداً عن قرار حزبهم، بالتجميد، واصفاً القرار بأنه «موقف ارتجالي»، كما جاء في تغريدة له على «تويتر».
وضمن مساعي التهدئة مع قيادات «المؤتمر»، زعم القيادي في الجماعة المعين نائباً لوزير خارجيتها حسين العزي، أن «عملية إطلاق السجناء لم تكن نتيجة لقرار أي مكون سياسي بقدر ما كانت نتيجة لمخالفة ارتكبتها جهة رسمية تتبع حكومة يشارك فيها الجميع، وهي لا شك محل استيائنا جميعاً»، في إشارة إلى حكومة الانقلاب.
كما زعم أن رئيس مجلس حكم الانقلاب مهدي المشاط، وجه باتخاذ التدابير اللازمة بشأنها، معتبراً أن محاولة تحويل القضية إلى خلاف بين قيادات «المؤتمر» وجماعته يعد «عملاً بائساً وفاشلاً»، حسب ما جاء في تغريدة له على «تويتر».
من جهته، زعم القيادي البارز في الجماعة عبد الملك العجري عضو وفد الجماعة في المشاورات، أن قيادات جماعته يحاولون في صنعاء متابعة الموضوع مع قيادات «المؤتمر»، لاتخاذ الإجراءات المناسبة لاحتواء الموقف، حسب قوله.
كانت الجماعة الحوثية أوعزت إلى مجلس القضاء الخاضع لها، ليعقد اجتماعاً، الأحد، عقب قرار التجميد من حزب «المؤتمر»، وأوردت مصادرها الرسمية أن الاجتماع «وقف حول واقعة إخراج سجناء في قضية التفجير الواقع في جامع النهدين بدار الرئاسة؛ حيث إن القضية لا تزال منظورة أمام القضاء، ويجب الاستمرار في نظرها، والفصل فيها بصورة مستعجلة، وبجلسات متتالية، وفقاً للقانون». وزعمت المصادر الحوثية أن مجلس قضائها أمر «بسرعة التحقيق مع المتسبب في إخراج المتهمين المذكورين، والرفع بنتائج التحقيق لاتخاذ الإجراءات الرادعة والكفيلة بعدم تكرار ذلك، ومحاسبة من تبين تقصيره وفقاً لما نص عليه قانون السلطة القضائية بشأن المحاسبة والتأديب».


مقالات ذات صلة

ضربات واشنطن تستنزف الحوثيين رغم التكتم على الخسائر

العالم العربي أتباع الحوثيين بجوار لوحة إعلانية تظهر صورة مفبركة لسفينة تحترق وهي ترفع العلم الأميركي (غيتي)

ضربات واشنطن تستنزف الحوثيين رغم التكتم على الخسائر

تواجه الجماعة الحوثية مأزقاً غير مسبوق بعد استهداف الولايات المتحدة الواسع لقدراتها العسكرية وقادتها الميدانيين، وعجزها عن الرد عليها أو إحداث توازن بالمواجهة.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي لقطة جوية لمصور يمني توضح انفضاض مصلين في إب بعد تعيين خطيب حوثي لصلاة العيد (إكس)

اليمنيون يرفضون أداء صلاة العيد تحت وصاية الحوثيين

تسبب فرض الجماعة الحوثية خطباء لصلاة العيد من أتباعها في رفض السكان في مناطق سيطرتها أداء الصلاة تحت وصايتها، وانتقل الآلاف منهم لأدائها في مناطق سيطرة الحكومة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي المسافرون عبر مطار صنعاء يواجهون إجراءات حوثية مشددة (غيتي)

الحوثيون يصادرون إلكترونيات المسافرين عبر مطار صنعاء

لجأت الجماعة الحوثية لاحتجاز الأجهزة الإلكترونية للإعلاميين والناشطين المسافرين عبر مطار صنعاء لإجبارهم على العودة، في الوقت نفسه الذي تشدد رقابتها عليهم

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أشخاص يتجمعون على أنقاض منزل تعرض لغارة أميركية في صعدة باليمن (رويترز)

الحوثيون يعلنون مقتل 4 في قصف أميركي شرق صنعاء

أعلنت جماعة الحوثي، في وقت مبكر اليوم الخميس، سقوط أربعة قتلى وجرحى جراء قصف أميركي على محافظة صنعاء.

«الشرق الأوسط» (عدن)
الولايات المتحدة​ النائب الأميركي راجا كريشنامورثي يشير إلى رسائل نصية لوزير الدفاع بيت هيغسيث خلال جلسة استماع سنوية لتقييم التهديدات العالمية في مبنى مكتب لونغورث هاوس بعد تسريب «محادثات سيغنال» (أ.ف.ب)

روبيو: واقعة «سيغنال» خطأ فادح لكن لم يهدد حياة جنودنا

أكّد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، اليوم (الأربعاء)، أن المعلومات الواردة عبر محادثة «سيغنال» بشأن الهجمات على اليمن لم تكن سرية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

​تقرير دولي: صعدة تتصدّر محافظات اليمن في العنف ضد المدنيين

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)
مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)
TT
20

​تقرير دولي: صعدة تتصدّر محافظات اليمن في العنف ضد المدنيين

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)
مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

إلى ما قبل الضربات الجوية الأميركية الجديدة على مواقع ومخابئ جماعة الحوثيين في شمال اليمن، سجلت محافظة صعدة أعلى عدد من الضحايا في أوساط المدنيين، رغم انخفاض الخسائر المدنية في جميع أنحاء البلاد في أول شهرين من هذه السنة بنسبة 49 في المائة.

جاء ذلك في تقرير حديث أصدرته مجموعة الحماية العالمية، وهي شبكة من المنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة التي تعمل بمجال الحماية في الأزمات الإنسانية، بما في ذلك النزاعات المسلحة والكوارث.

وقال التقرير إنه على الرغم من عدم الإبلاغ عن أي وفيات بين المدنيين خلال شهر فبراير (شباط) الماضي في المنطقة الجبلية غرب محافظة صعدة، فقد أُبلغ عن إصابة 10 مدنيين، كما أصيب تسعة في مديرية منبّه، وهي بؤرة لأنشطة التهريب عبر الحدود.

وعلى الرغم من الانخفاض العام في أعداد الضحايا المدنيين، فإن ضحايا مخلفات الحرب التي أشعلها انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية في اليمن عام 2014 لم تتغير أعدادها عن أول شهر في هذا العام، إذ كانت مخلفات الحرب القابلة للانفجار، بما في ذلك الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة، مسؤولة عن 14 إصابة بين المدنيين، وهو العدد نفسه الذي تم الإبلاغ عنه في الشهر الذي سبقه.

ألغام الحوثيين لا تزال تتصيد المدنيين (إعلام حكومي)
ألغام الحوثيين لا تزال تتصيد المدنيين (إعلام حكومي)

ووفق التقرير الدولي، شهد عدد الوفيات الناجمة عن حوادث مخلفات الحرب القابلة للانفجار زيادة طفيفة، حيث ارتفع من 4 إلى 5 أشخاص، بينما زادت أيضاً إصابات الأطفال من مخلفات الحرب القابلة للانفجار من 4 إلى 5.

ولأول مرة سجل مشروع رصد آثار الألغام أكبر عدد من الإصابات نتيجة مخلفات الحرب القابلة للانفجار في محافظة لحج (جنوب اليمن) مقارنة بأي محافظة أخرى، حيث تم الإبلاغ عن ست إصابات.

وفي حادثة أخرى، سُجلت إصابة 17 مدنياً من بينهم صبيان يبلغان من العمر 12 و17 عاماً، عندما انفجر لغم أرضي في منطقة القرين بمديرية المسيمير، وهي منطقة خط مواجهة بين الحوثيين والقوات الحكومية في شمال المحافظة.

وطبقاً لبيانات المجموعة الدولية، تم الإبلاغ عن جميع الحوادث المتبقية في مناطق المواجهة النشطة والسابقة، بما في ذلك مناطق جنوب الحديدة التي تسيطر عليها الحكومة بعد طرد الحوثيين منها، حيث قُتل طفلان في واحدة من حوادث الألغام الأرضية المنفصلة، وكذلك في مديرية خب والشعف في الجوف، وفي جبل يام في مديرية نهم شرق صنعاء، وفي مديرية كتاف شرق صعدة.

خسائر الأطفال

وأفاد تقرير مجموعة الحماية بأن الخسائر المدنية في جميع أنحاء اليمن انخفضت خلال أول شهرين من هذا العام، لكن الخسائر بين الأطفال زادت، إذ سجلت انخفاضاً ملحوظاً في الخسائر المدنية المبلغ عنها بنسبة 49 في المائة.

وفي الوقت نفسه، انخفضت الخسائر بين النساء إلى النصف، من تسع إلى أربع. وشهدت جميع أرقام الخسائر انخفاضاً مقارنة بالمتوسطات الشهرية للعام الماضي.

صعدة تعد أكبر مقبرة للمقاتلين الحوثيين في اليمن (إعلام حوثي)
صعدة تعد أكبر مقبرة للمقاتلين الحوثيين في اليمن (إعلام حوثي)

وعلى الرغم من أن عدد القتلى المدنيين المبلغ عنهم من بين هذه الخسائر انخفض، فإنه كان أقل وضوحاً، حيث انخفض بنسبة 24 في المائة، وكان هناك انخفاض طفيف بنسبة 22 في المائة بين الأطفال، على الرغم من أن وفيات الأطفال زادت من واحدة إلى ثلاث وفيات.

ونبّه التقرير إلى أن عمليات إطلاق النار في الأسواق أدت إلى ازدياد أعداد الضحايا المدنيين، حيث كانت نيران الأسلحة الصغيرة مسؤولة عن سقوط عدد أكبر من الضحايا المدنيين مقارنة بأي نوع آخر من العنف المسلح، حيث تم الإبلاغ عن 25 ضحية، وهو ما يمثل ما يقرب من نصف إجمالي الضحايا على مستوى اليمن.

وعلى الرغم من توزيع الحوادث على سبع محافظات يمنية، فإن غالبية الضحايا تم الإبلاغ عنها في محافظة إب الخاضعة لسيطرة الحوثيين وبعدد 9 ضحايا، وفي محافظة تعز التي تتقاسم الحكومة والحوثيون السيطرة عليها 7 ضحايا.

ضحايا من العسكريين والمدنيين

وتم الإبلاغ، بحسب التقرير الدولي، عما مجموعه 72 ضحية من العسكريين في جميع أنحاء اليمن، وكان ما يقرب من ثلثهم مرتبطاً بإطلاق النار في الأسواق التي تتحول بشكل زائد إلى بؤر اشتعال للعنف المسلح المرتبط بالمظالم الاقتصادية.

وذكر التقرير أن عدد الضحايا المدنيين جراء العنف في مناطق المواجهة انخفض، بما في ذلك القصف الجوي وغارات الطائرات من دون طيار، بشكل ملحوظ من 17 شخصاً في أول العام إلى 4 في شهر فبراير الماضي.

مسلحون حوثيون خلال تجمع دعا له زعيمهم في صنعاء حيث العاصمة اليمنية المختطفة (إ.ب.أ)
مسلحون حوثيون خلال تجمع دعا له زعيمهم في صنعاء حيث العاصمة اليمنية المختطفة (إ.ب.أ)

وكانت الحالة الوحيدة للعنف النائي التي أُبلغ عنها والتي أسفرت عن إصابات بين المدنيين في جنوب الحديدة، حين أصيب أربعة مدنيين، بينهم طفل يبلغ من العمر عامين وامرأة، نتيجة قذائف مدفعية أُطلقت من مناطق سيطرة الحوثيين على منطقة بيت عكيش في مديرية حيس.

ووثق التقرير أيضاً بعض التأثير الإضافي على الممتلكات المدنية، حيث تعرضت منازل المدنيين في شمال لحج وجنوب الحديدة ومدينة تعز لنيران مدفعية الحوثيين، مما عرض السكان للخطر، وزاد من خطر النزوح، وقد اتهم الحوثيون بالوقوف وراء هذه الهجمات.