إردوغان: قواتنا لن تغادر سوريا وتجاهلتُ رسالة ترمب

أكد حصوله على وعد من واشنطن بقيادة تركية لـ «المنطقة الآمنة»

TT

إردوغان: قواتنا لن تغادر سوريا وتجاهلتُ رسالة ترمب

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إن القوات التركية لن تغادر شمال سوريا، وإن هدف بلاده هو إقامة منطقة آمنة بعمق 32 كيلومتراً، وامتداد 440 كيلومتراً في شرق الفرات، بعد إعلان المبعوث الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري، تعهد أنقرة بأن تكون المنطقة الآمنة «مؤقتة».
كما نفى حدوث إخلال بهدنة الأيام الخمسة المتفق عليها مع الولايات المتحدة، وطالب الاتحاد الأوروبي بأن تسحب تركيا قواتها من المنطقة.
وذكر إردوغان، في مؤتمر صحافي في إسطنبول أمس (الجمعة)، أنّ المنطقة الآمنة ستمتد على طول الحدود مع سوريا لمسافة 440 كيلومتراً وصولاً إلى الحدود العراقية، وأنه اتفق مع الولايات المتحدة على أن يصل عمق المنطقة الآمنة إلى 32 كيلومتراً، مشيراً إلى أن التشاور سيستمر بين الجانبين.
ولفت إردوغان إلى أنَّه من بنود الاتفاق، الذي تم التوصل إليه أول من أمس في أنقرة مع الجانب الأميركي، بقاء القوات التركية في المنطقة الآمنة، وحصلنا على وعود بأنَّها الفترة المقبلة ستكون بقيادة تركية، وبتنسيق مع الولايات المتحدة.
وأكد أن عملية «نبع السلام» في شمال شرقي سوريا، ستتواصل بحزم أكبر في نهاية مهلة الـ120 ساعة، إذا لم تلتزم الولايات المتحدة بوعودها، مشيراً إلى أن تركيا تخطط لتأمين عودة مليون إلى مليوني لاجئ سوري إلى المنطقة الآمنة.
وكشف عن أنه أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قبل ليلة من إطلاق العملية العسكرية، قائلاً: «أبلغت ترمب هاتفياً بأننا سنطلق العملية قبل ليلة واحدة من إطلاقها». ولفت إلى أن ردود الفعل على عملية «نبع السلام» كانت باهتة، في أول يومين، لأنه لم يكن متوقعاً أن تحرز تركيا نجاحاً، وعندما تبيّن أن تركيا ستستكمل العملية بنجاح تصاعدت ردود الفعل إلى مستوى يتجاوز حدود العقل والمنطق، ورغم ذلك واصلنا العملية بحزم.
وأوضح أن «عملية (نبع السلام) لم تكن حدثاً فورياً، فالإعداد لها بدأ قبل 3 إلى 5 أعوام... وتغيرت مواقف بعض البلدان، في مقدمتها الولايات المتحدة وأوروبا، إثر وصول قواتنا إلى عمق 30 كيلو متراً في منطقة العمليات خلال فترة قصيرة».
وحول الرسالة التي بعث إليه ترمب، مطالباً فيها إياه بألا يكون «متصلباً وأحمق»، قال إردوغان: «لقد نُشرت في وسائل الإعلام رسالة للرئيس ترمب لا تتلاءم مع معايير اللياقة الدبلوماسية والسياسية... بالتأكيد لم ننس هذا الأمر، وتجاهلنا لهذه الرسالة غير صحيح، ولكن من باب الحب والاحترام المتبادل لا ينبغي علينا أن نُبقيها دائماً على الأجندة، ولا نعطي هذا الموضوع أولوية».
كان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، رد أول من أمس في أول تعليق رسمي من تركيا بشأن ما قيل عن إلقاء الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، رسالة نظيره الأميركي في «سلة المهملات»، قائلاً: «بشأن أسلوب رسالة ترمب، فتركيا دولة جدية، وإردوغان لم ولن ينزل إلى مثل هذا المستوى على الإطلاق».
وفي يوم تسلم الرسالة، شنت تركيا هجوماً عبر الحدود ضد «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، وقال ترمب فيها: «دعنا نعقد صفقة جيدة! أنت لا ترغب في أن تكون مسؤولاً عن ذبح آلاف الأشخاص، وأنا لا أرغب في أن أكون مسؤولاً عن تدمير الاقتصاد التركي... ولسوف أفعل... وسيشهد لك التاريخ إنْ أنت أحسنت التصرف في هذا الصدد. ولسوف يصورك كشيطان أبدي إنْ سلكت طريقاً آخر لا تكن متصلباً وأحمق... سأتصل بك لاحقاً».
وعن زيارته لروسيا، قال إردوغان، «سأبحث الثلاثاء في سوتشي مع بوتين الجوانب التي تخص روسيا والنظام فيما يتعلق بالمنطقة الآمنة بسوريا. إشكالية المنطقة الآمنة ستُحل إذا تمكنت واشنطن من الالتزام بوعودها لنا حتى انتهاء مهلة الـ120 ساعة مساء الثلاثاء المقبل»، مشيراً إلى أنه سيصل مع بوتين إلى نتيجة ناجحة حول عملية «نبع السلام»، وأنه يعتبر اللقاء مع بوتين عاملاً آخر في تعليق العملية.
كان الكرملين الروسي طالب تركيا، مساء أول من أمس، على لسان المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف، بالكشف عن تفاصيل الاتفاق التركي - الأميركي الذي نتج عنه وقف العملية العسكرية لخمسة أيام، بهدف انسحاب مقاتلي «قسد» من المنطقة الحدودية.
وعن لجنة صياغة الدستور السورية، قال إردوغان: «آمل أن تكون اللجنة الدستورية التي ستعقد اجتماعها في 30 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي بمدينة جنيف ميلاد مرحلة الحل السياسي في سوريا».
في السياق، قال جيفري إن تركيا تعهدت للولايات المتحدة بأن تكون المنطقة الآمنة التي تم الاتفاق عليها في شمال سوريا مؤقتة، ولن تتسبب بنزوح جماعي للسكان.



أزمة وقود في صنعاء تربك الانقلابيين غداة قصف الحديدة

يمني يبيع وقوداً في الشارع وسط أزمة نفط تواجهها صنعاء ومناطق أخرى في البلاد (إ.ب.أ)
يمني يبيع وقوداً في الشارع وسط أزمة نفط تواجهها صنعاء ومناطق أخرى في البلاد (إ.ب.أ)
TT

أزمة وقود في صنعاء تربك الانقلابيين غداة قصف الحديدة

يمني يبيع وقوداً في الشارع وسط أزمة نفط تواجهها صنعاء ومناطق أخرى في البلاد (إ.ب.أ)
يمني يبيع وقوداً في الشارع وسط أزمة نفط تواجهها صنعاء ومناطق أخرى في البلاد (إ.ب.أ)

أدى التزاحم الكبير لليوم الثاني أمام محطات الوقود في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، وبقية المدن تحت سيطرة جماعة الحوثي عقب القصف الإسرائيلي على خزانات الوقود في ميناء الحديدة، إلى ارتباك موقف قادة الجماعة، ودفعهم إلى التخبط في التعاطي مع الأزمة، التي ستزيد من معاناة اليمنيين المستمرة منذ أكثر من 9 سنوات ماضية.

وأكد سكان في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن معظم مناطق سيطرة جماعة الحوثي لا تزال تشهد لليوم الثاني على التوالي أزمة خانقة في مادتي البنزين والديزل ومادة الغاز المنزلي، وارتفاعاً في أسعار غالبية الخدمات والمواد الغذائية، وسط اتهامات واسعة لقادة الجماعة بالوقوف خلف تصاعد الأزمة.

جانب من أزمة محروقات اندلعت في مناطق سيطرة الحوثيين (إكس)

وترافقت الأزمة كالعادة مع انتعاش كبير وغير مسبوق للسوق السوداء بمختلف المناطق في صنعاء ومدن أخرى؛ إذ شهدت أسعار الوقود وغاز الطهي ارتفاعاً ملحوظاً.

وفي حين اكتفت الجماعة الحوثية عبر شركة النفط الخاضعة لها في صنعاء بإصدار بيان تؤكد فيه أن الوضع التمويني، سواء في محافظة الحديدة أو باقي المحافظات، مستقر تمامًا، ولا يوجد أي مبرر للضغط على محطات الوقود، لا تزال هناك طوابير طويلة أمام محطات الوقود.

ووسط الاتهامات الموجهة للانقلابيين بالوقوف وراء افتعال هذه الأزمة، وإخفاء كميات من الوقود في مخازن سرية تابعة لها، بغية المتاجرة بها في السوق السوداء، تشير المصادر إلى قيام قيادات في الجماعة بفتح عدد محدود من محطات الوقود يملكها تجار موالون لها، لكي تبيع المشتقات للمواطنين بأسعار السوق السوداء.

وفي مقابل ذلك أغلقت الجماعة بقية المحطات، وهي بالمئات، ولم تسمح لها ببيع البنزين لضمان تحكمها في السوق السوداء، واستمرار البيع بأسعار مرتفعة، للحصول على أكبر قدر من الإيرادات التي تذهب لجيوبها ودعم عملياتها العسكرية.

هلع شديد

على صعيد حالة الهلع التي لا تزال تسود الشارع اليمني في صنعاء وبقية المناطق؛ خوفاً من تفاقم أزمة الوقود الحالية وتأثيرها المباشر على كل مناحي الحياة الاقتصادية والمعيشية، في ظل غياب أي تدخلات من قبل قادة الانقلاب، هاجم النائب في البرلمان غير الشرعي بصنعاء، عبده بشر، ما سمّاها «السلطة الفاشلة للمزريين إذا لم تحسب حساب مثل هذه الأمور».

أزمة غاز منزلي في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي (إكس)

وفي تعليق آخر، انتقد الناشط اليمني فهد أمين أبو راس، التعاطي غير المدروس للأجهزة التابعة لجماعة الحوثي مع الأزمة. وقال في منشور له بموقع «فيسبوك»: «بينما نحن نطالب الجهات الأمنية الحوثية بالنزول للمحطات وفتحها أمام المواطنين، يفاجئنا أحد ملاك المحطات، ويقول إن إغلاق محطات البترول والغاز جاء بناءً على توجيهات من الجهات الأمنية».

بدوره، أفاد المغرد اليمني أنس القباطي، بأن طوابير الغاز المنزلي هي الأخرى امتدت أمام محطات تعبئة الغاز، لافتاً إلى أن «صمت شركتي النفط والغاز يزيد من تهافت المواطنين».