حفتر يؤكد قدرة قواته على «تحرير» طرابلس في يومين

TT

حفتر يؤكد قدرة قواته على «تحرير» طرابلس في يومين

بينما نفى «الجيش الوطني» الليبي قصف مدنيين، وسط إدانة أممية وأميركية، أعطى المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي، الأولوية لسلامة مواطني العاصمة طرابلس في عملية «تحريرها»، وقال إن قواته قادرة على إتمامها في يومين فقط عن طريق اجتياح كاسح بالأسلحة الثقيلة.
وقال حفتر، في مقابلة مع وكالة «سبوتنيك» الروسية، أمس، «هدفنا تخليص أهلنا في طرابلس من بطش الميليشيات، وليس مجرد الدخول إلى العاصمة بأي ثمن»، معتبراً أن الهدف هو تخليص أهل طرابلس من بطش الميليشيات وليس مجرد الدخول إليها.
وأضاف موضحاً: «بإمكاننا أن ننهي هذه الحرب خلال يوم أو يومين... لكن ذلك سيؤدي إلى دمار المدينة، وخسائر كبيرة في صفوف المدنيين من سكانها، ونحن نضع سلامة المواطنين ومرافق المدينة فوق كل اعتبار، لأن الهدف من هذه العمليات هو تحرير العاصمة، وليس تدميرها». كما أعلن حفتر أنه يجهل مكان سيف الإسلام، النجل الثاني للعقيد الراحل معمر القذافي. لكنه نفى وجود خلافات أو تواصل بينهما، وقال إن لديه الحق في الترشح للانتخابات، إذا توفرت فيه الشروط القانونية، مضيفاً: «الليبيون هم أصحاب القرار في انتخاب الرئيس القادم، ولا شأن لي في ذلك، ومسألة ترشحي للرئاسة من عدمه أمر لا يشغل تفكيري حالياً، ومن حق أي شخص الترشح للانتخابات طالما توفرت فيه الشروط القانونية».
وفي سياق ذلك، رأى المشير حفتر أن «انتهاء العمليات العسكرية لا يعني أن المناخ سيكون مواتياً على الفور لإجراء الانتخابات. هناك استحقاقات عديدة لا بد من إنجازها، تمهيداً لها وللدستور الدائم»، لافتاً إلى أنه «لا يمكن إجراء انتخابات ما لم يتوفر الأمن، وتستقر الأمور، ولا يمكن أن يتحقق الأمن والاستقرار، والسلاح خارج سلطة الدولة، والخلايا الإرهابية النائمة منتشرة في البلاد»، التي أوضح أنها ستكون في حاجة أولاً لضبط أمورها الأمنية والاقتصادية والاجتماعية.
في غضون ذلك، تفقد فائز السراج، رئيس حكومة «الوفاق» في العاصمة طرابلس، مساء أول من أمس، المنزل الذي تعرض للقصف في منطقة الفرناج، وقدم بحسب بيان أصدره مكتبه تعازيه ومواساته لرب الأسرة، الذي فقد الزوجة وثلاثة أطفال، شيعت جنازاتهم أمس، كما اطلع على حجم الأضرار التي لحقت بعدد من المباني القريبة، من بينها منازل ومسجد ومقر وزارة الصحة.
من جهتها، أدانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، التي أعلنت أنها تحت الصدمة بعد الاعتداء على منطقة مأهولة بالمدنيين في طرابلس، الذي راح ضحيته أطفال أبرياء، بأشد العبارات الممكنة، ما وصفته بالاستخفاف الطائش بحياة الأبرياء. ودعت إلى الوقف الفوري لهذه الهجمات العشوائية، مشيرة إلى أن هذا الهجوم السافر «يأتي بعد أيام قليلة من الهجوم على نادي الفروسية في طرابلس، الذي طال أيضاً عدداً من الأطفال».
وأكدت البعثة مجدداً أنها «لن تقف مكتوفة الأيدي أمام جرائم الحرب التي تُرتكب، والأرواح البريئة التي تُزهق كل يوم تقريباً»،
من جانبه، قال السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، إن السفارة الأميركية تشعر بالذهول بسبب الأنباء عن مقتل 3 شقيقات صغيرات خلال قصف جوي في طرابلس من قبل قوات فرضت حصاراً على العاصمة. واعتبر أن «هذه الوفيات المأساوية التي لا معنى لها توحدنا جميعاً في الدعوة إلى وضع حد فوري للقتال، وبدء عملية سياسية تؤدي إلى سلام دائم في ليبيا».
في المقابل، نفت قيادة الجيش الوطني مسؤوليتها عن القصف، واتهمت الميلشيات المسلحة الموالية لحكومة السراج بالتورط فيه، وقالت في بيان للواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسمها، إن «غاراتها الجوية وعملياتها البرية تخضع لحسابات تعبوية دقيقة جداً، وتختار في الأهداف بعناية بالغة».
كما نفت قصفها لأي هدف مدني، معتبرة أن «ما تدعيه العصابات الضالة ما هي إلا أكاذيب وادعاءات لا أساس لها من الصحة»، ورأت «أن فبركة الأخبار الكاذبة والمضللة أصبح اختصاصاً أصيلاً لـ(الإخوان) المفلسين ومن يسير في ركبهم».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».