من السهل توجيه أصابع الاتهام لدفاع مانشستر سيتي في الهزيمة المفاجئة 2 - صفر على أرضه أمام ولفرهامبتون واندرارز لكن مشاكل الفريق ظهرت أعمق من ذلك بكثير، لكن ما يتعرض له حامل اللقب لا يقاس مع حالة الانهيار التي يعاني منها الجار مانشستر يونايتد الذي يبدو أنه قد ودع تماما سنوات الهيمنة والسطوع.
وقد يتفق الجميع على أن قلب الدفاع الأرجنتيني نيكولاس أوتاميندي يواصل ارتكاب الأخطاء لكن أكثر ما يغضب المدرب جوسيب غوارديولا من هذا الأداء الذي جعل فريقه يتأخر بثماني نقاط عن ليفربول المتصدر هو سوء التمرير في خط الوسط وفشل الهجوم في الحسم.
ودافع ولفرهامبتون بذكاء وببسالة ليجبر سيتي على الاعتماد على التمريرات العرضية بدلا من الاختراق من منتصف الملعب وبدا فريق المدرب غوارديولا أقل خطورة بهذه الطريقة. وتلخص الإحصاءات ما جرى في المباراة، حيث استحوذ سيتي على الكرة بنسبة 76 في المائة لكنه سدد مرتين فقط على المرمى طيلة اللقاء. وأشار غوارديولا إلى أن فريقه تأثر بالتوتر أمام ولفرهامبتون الذي حصل على ثلاث فرص مبكرة في غياب دقة التمرير والدفاع الهش.
وقال غوارديولا إنه «يوم سيئ وهذا يحدث أحيانا، بدأنا اللقاء بشكل جيد وبعدها تعرضنا لموقفين أثناء بناء الهجمة كان من المستحيل الدفاع فيهما وهذا أصابنا بالتوتر. سيطرنا بشكل أفضل في الشوط الثاني ولكن عند الهجوم والتقدم فقدنا كرات في مواقع صعبة وكان المنافس حاسما». وأضاف «قبل ذلك سددنا في إطار المرمى لكن طريقة لعبنا لم تكن جيدة، لم يكن يوما جيدا ولم نلعب بشكل جيد».
وأكد مدرب برشلونة السابق، الذي قاد سيتي للفوز بالدوري الممتاز في الموسمين الماضيين، أن ثقته في فريقه لم تهتز رغم التعرض للخسارة الثانية في أربع مباريات وقال: «أعرف هؤلاء اللاعبين جيدا ولا يزال بإمكانهم المضي قدما.
المباراة سيئة مع كل التقدير للمنافس. لم نكن في مستوانا والمباراة السابقة كانت أفضل. المسافة بعيدة وليفربول لم يهدر أي نقطة. حان وقت التعويض. النتائج ستحدد الوضع لكننا في شهر أكتوبر (تشرين الأول) وما زال الطريق طويلا».
وأقر الألماني إيلكاي غندوغان لاعب وسط سيتي بأن فريقه كان دون المستوى. وقال: «نشعر بالإحباط والحزن وخيبة الأمل. يجب أن نتقبل ما حدث، من المؤلم التعرض لهذا الآن خاصة قبل فترة التوقف الدولي التي تستغرق أسبوعين، لكن يجب أن نتحسن في الفترة المقبلة«.
في المقابل لم يكن حال الجار يونايتد أفضل وواصل مسلسل الخسائر والنتائج المتراجعة بالهزيمة أمام نيوكاسل. واعترف النرويجي أولي غونار سولسكاير مدرب مانشستر يونايتد بأن فريقه أصبح يواجه مهمة صعبة للغاية في إنهاء الموسم ضمن المراكز الستة الأولى.
وزاد هدف ماثيو لونغستاف في الشوط الثاني من معاناة يونايتد الذي سيدخل فترة التوقف الدولي وهو يحتل المركز 12 بفارق 15 نقطة خلف ليفربول المتصدر. واستحوذ يونايتد على الكرة لفترات طويلة في المباراة لكنه كان بلا أنياب أمام المرمى ونادرا ما وصل مهاجم إنجلترا ماركوس راشفورد للمرمى طيلة اللقاء. وبدا يونايتد بلا حلول في غياب أنطوني مارسيال وبول بوغبا وجيسي لينغارد أمام دفاع استقبل خمسة أهداف الأسبوع الماضي أمام ليستر سيتي. وبينما أشار سولسكاير إلى الغيابات، فإنه قال أيضا إنه لا توجد حلول سريعة لمعاناة يونايتد والتي تعود للمراحل الأخيرة من الموسم الماضي.
وقال سولسكاير عند سؤاله عن الجدول الزمني الواقعي لعودة النادي إلى سابق عهده: «سيستغرق الأمر وقتا طويلا». وأضاف «لا يمكنني وضع إطار زمني لكننا سنصل إلى هناك في نهاية المطاف. أمامنا مهمة صعبة للغاية في إنهاء الموسم ضمن الستة الأوائل ناهيك عن المربع الذهبي». وتابع: «نحن بحاجة لاستعادة الثقة. إذا سار المرء في الأيام المشمسة فقط لن يصل أبدا إلى وجهته. الأمر محبط، لكننا نعرف أين نريد أن نكون». وقال سولسكاير إنه سيحاول «تقييم» المباريات الثماني الأولى للفريق في الدوري، التي حصد يونايتد خلالها تسع نقاط فقط في أسوأ بداية للفريق في الدوري منذ موسم 1989 - 1990 خلال فترة التوقف الدولي. ومضى المدرب النرويجي قائلا: «نشعر بخيبة أمل بالطبع. بذل اللاعبون قصارى جهدهم. لكننا لا نصنع ما يكفي من الفرص للفوز بمباراة في كرة القدم».
وقال الحارس ديفيد دي خيا إن هذه الفترة هي الأسوأ في النادي منذ انضمامه عام 2011. وردا على سؤال عما ينقص يونايتد، قال الحارس الإسباني: «كل شيء. هناك الكثير من الأشياء يجب تحسينها. علينا مواصلة المحاولة والقتال والتطور كل يوم. إنها لحظة صعبة علينا جميعا».
وستكون مباراة يونايتد التالية في الدوري على أرضه ضد ليفربول الذي يمتلك سجلا مثاليا بعد ثماني مباريات ويتصدر الترتيب بفارق ثماني نقاط عن أقرب ملاحقيه.
وقال سولسكاير إنها «مباراة مثالية بالنسبة لنا. التوقف الدولي أيضا جاء في توقيت مثالي لأن أذهاننا بحاجة لبعض الصفاء».
وحمل غاري نيفيل مدافع مانشستر يونايتد السابق مجلس الإدارة مسؤولية ما يعانيه الفريق حاليا وقال: «سولسكاير يحتاج إلى الوقت والمال لإعادة يونايتد للطريق الصحيح». وشهد هذا الموسم أسوأ بداية ليونايتد في الدوري الممتاز لكرة القدم في 30 عاما ليتراجع الفريق، الذي هيمن يوما على كرة القدم الإنجليزية، إلى المركز 12 في الترتيب متقدما بنقطتين فقط على منطقة الهبوط.
وسولسكاير رابع مدرب دائم يتولى المسؤولية بعد اعتزال السير أليكس فيرغسون عام 2013، حيث تباينت حظوظ بطل إنجلترا 20 مرة تحت قيادة المدربين ديفيد مويز ولويس فان غال وجوزيه مورينيو رغم الإنفاق بسخاء على التعاقد مع لاعبين. وأوضح نيفيل «يعاني يونايتد بسبب قرارات مجلس الإدارة السيئة. الإدارة مسؤولة عن كل ذلك. من التعاقدات دون المستوى إلى سوء اختيار المدربين. لو قام مجلس الإدارة بتغيير اتجاهه كل عامين واستثمر 250 مليون جنيه إسترليني (308 ملايين دولار) مع كل مدرب فإنك ستواجه مشاكل كبيرة».
ويحاول سولسكاير، الذي غادره أليكسيس سانشيز وروميلو لوكاكو قبل انطلاق الموسم، إعادة بناء الفريق مع التركيز بشكل كبير على الشباب، ودعا نيفيل مجلس الإدارة للصبر على زميله السابق في الفريق.
وتعاقد النادي مع قلب الدفاع هاري مغواير والظهير الأيمن آرون فان - بيساكا والجناح دانييل جيمس قبل أن ينطلق الموسم لكن نيفيل قال إن الفريق يحتاج إلى التعاقد مع «خمسة أو ستة لاعبين بارزين آخرين». وأضاف: «يحتاج سولسكاير... إلى إنفاق نفس الأموال التي أنفقها مدربون سابقون. لو تعاقد يونايتد مع لاعبين جيدين في ثلاث أو أربع فترات انتقال مقبلة فإنه سيحقق شيئا. ولو فعل عكس ذلك فإنه سيدفع الثمن في النهاية».
وتابع: «لا يوجد حل سريع ويجب التعامل مع الأمور بشكل منهجي. أتمنى، نظرا للنتائج السيئة، ألا يبتعدوا عن المسار الذي اتخذوه بتطوير أداء اللاعبين الشبان لكنهم في حاجة أيضا إلى بعض الجودة والخبرة في التشكيلة».
وكان كل من يونايتد وتشيلسي قد أعلن قبل انطلاق الموسم أنه سيكون فرصة سانحة للاعتماد على اللاعبين الشبان. وكان لكل من سولسكاير وفرنك لامبارد مدرب تشيلسي أسبابه المختلفة في الاعتماد على لاعبي الأكاديمية. فتشيلسي يعاني من حرمانه من التعاقد مع لاعبين جدد، بينما غادر روميلو لوكاكو وأليكسيس سانشيز يونايتد ولم يتم تعويضهما بمهاجمين ليجد الفريق نفسه في موقف مشابه.
والتقى الفريقان في الجولة الافتتاحية للموسم وفاز يونايتد 4 - صفر لكن من وقتها سارت الأمور بشكل مختلف، بل اختلف طريق الفريقين تماما. وتقدم تشيلسي للمركز الخامس وجاء آخر انتصار له بنتيجة 4 - 1 على سوثهامبتون في مباراة هز فيها الواعدان تامي أبراهام وميسون ماونت الشباك، بينما تراجع يونايتد إلى المركز 12 بالهزيمة 1 - صفر أمام نيوكاسل. وفي الوقت الذي حقق فيه فريق المدرب سولسكاير انتصارين فقط من ثماني مباريات، ظهر النهم على لاعبي تشيلسي الشبان وكذلك تأقلمهم السريع على إيقاع الدوري الممتاز. واستفاد ماونت وأبراهام وفيكايو توموري من الخبرة التي اكتسبوها من اللعب على سبيل الإعارة في الدرجة الثانية.
وعلى النقيض لا يزال شبان يونايتد يجاهدون للتحول من كرة القدم على مستوى الأكاديمية إلى أعلى المستويات. وما يزيد مهمتهم صعوبة تراجع مستوى الفريق إجمالا وغياب اللاعبين أصحاب الخبرة حولهم.
سولسكاير يعترف بصعوبة مهمة يونايتد لإنهاء الموسم ضمن الستة الأوائل
شباب تشيلسي أظهروا تطوراً سريعاً تحت قيادة لامبارد... وغوارديولا يطالب لاعبي سيتي بانتفاضة
سولسكاير يعترف بصعوبة مهمة يونايتد لإنهاء الموسم ضمن الستة الأوائل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة