تصاعد لهجة التحذير من مواجهة نووية محتملة

مسؤول عسكري روسي يتحدث عن آليات الرد على اعتداء صاروخي

صورة وزعتها وزارة الدفاع الروسية في أغسطس الماضي لصاروخ باليستي عابر للقارات أطلق من غواصة نووية خلال تدريبات في القطب الشمالي (إ.ب.أ)
صورة وزعتها وزارة الدفاع الروسية في أغسطس الماضي لصاروخ باليستي عابر للقارات أطلق من غواصة نووية خلال تدريبات في القطب الشمالي (إ.ب.أ)
TT

تصاعد لهجة التحذير من مواجهة نووية محتملة

صورة وزعتها وزارة الدفاع الروسية في أغسطس الماضي لصاروخ باليستي عابر للقارات أطلق من غواصة نووية خلال تدريبات في القطب الشمالي (إ.ب.أ)
صورة وزعتها وزارة الدفاع الروسية في أغسطس الماضي لصاروخ باليستي عابر للقارات أطلق من غواصة نووية خلال تدريبات في القطب الشمالي (إ.ب.أ)

عادت لهجة التحذير من وقوع احتكاكات، أو مواجهة تستخدم فيها أسلحة نووية، إلى البروز مجدداً في موسكو، في تعليقات لمسؤولين عسكريين روس، أو من خلال تغطيات إعلامية تتحدث عن أن هذا الخطر «غدا واقعياً، واحتمال الانزلاق نحو مواجهة يشكل تهديداً قوياً، رغم أن أي طرف لا يريد هذا السيناريو»، وفقاً لتعليقات وسائل إعلام حكومية أخيراً.
وحمل تحذير مسؤول عسكري رفيع المستوى، أمس، بعداً جديداً للنقاشات من خلال قيامه بوضع تصورات لتحديد آلية وسرعة الرد الروسي المحتمل على هجوم محتمل قد تتعرض له منشآت روسية. وأشار فيه إلى أن القيادة الروسية سوف تكون قادرة على إعطاء الأوامر بتوجيه «ضربة جوابية قوية»، في فترة زمنية تصل إلى «بضع عشرات من الدقائق».
وقال أناتولي نيستيرتشوك، رئيس هيئة أركان الجيش الـ15 في القوات الجوية الفضائية الروسية، التي تحمل تسمية «المهام الخاصة»، إن الفترة المتاحة أمام قيادة البلاد لاتخاذ مثل هذا القرار، بعد رصد منظومات الدفاع الصاروخية الروسية صاروخاً باليستياً عابراً للقارات أطلق على البلاد، لن تكون كبيرة جداً، لكنها كافية لاتخاذ قرار حاسم.
وأوضح المسؤول العسكري أن فترة تحليق الصاروخ (المعادي) قد تكون مختلفة، ويتوقف ذلك على مكان إطلاقه، وكيفية تحليقه، لكن حالة كهذه تتطلب على أي حال «إرادة قوية جداً» لاتخاذ قرار بالرد على وجه السرعة. وأوضح أنه «بشكل عام، الوقت كافٍ للغاية، والحديث لا يدور عن دقائق أو بضع عشرات من الدقائق، بل فترة قد تزيد قليلاً عن ذلك».
وجاءت هذه التحذيرات بعد إشارات عدة أطلقتها القيادة الروسية حول استعدادها لرد قوي في حال تعرضت البلاد لهجوم، وحذر الوزير سيرغي لافروف، في وقت سابق، من أن انهيار منظومة الرقابة على التسلح، بسبب سياسات واشنطن «الهادفة إلى تقويض المعاهدات والاتفاقات المتعلقة بالرقابة على انتشار الأسلحة»، يزيد من مخاطر وقوع أخطاء قاتلة، وقال إنه في حال وقع «السيناريو الأسوأ» لن يكون هناك أي فائز في هذه المواجهة.
وشدد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، المسؤول عن ملف الأمن الاستراتيجي في الوزارة، على أن «الوضع في مجال الاستقرار الاستراتيجي العالمي مستمر في التدهور»، محذراً من «وجود خطر جدي لنشوب حرب نووية».
وقال ريابكوف إن «الوضع على هذا الصعيد يتدهور، وللأسف هذه حقيقة لم تعد قابلة للنقاش. وتتزايد المخاطر أيضاً... هناك خطر نشوب حرب نووية، حتى ولو لم يكن لدى أي طرف نية لخوض نزاع نووي».
وأوضح ريابكوف: «نشهد ديناميكيات سلبية خلال العام الأخير بشكل خاص... وتصبح تصرفات زملائنا في الغرب أكثر انفعالية، وفي بعض الأحيان عدوانية للغاية». وأشار ريابكوف إلى أن «الشركاء الغربيين» يعرقلون عمل قنوات الحوار، ويواصلون تقويض هيكل الرقابة على التسلح، موضحاً أن «الولايات المتحدة تواصل تكتيك المماطلة في مسألة تمديد معاهدة الأسلحة الهجومية الاستراتيجية (ستارت)، ولا تبدي استعداداً لبحث المشكلات المتعلقة بها بشكل جوهري». وعبر عن قلق روسيا إزاء الوضع المحيط بمعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، مؤكداً أن موسكو على علم بأن واشنطن تبقي مواقعها للاختبارات النووية في حالة جهوزية استعداداً لاحتمال استئناف التجارب النووية.
وشدد ريابكوف على موقف روسيا القائم على ربط المفاوضات حول تقليص الأسلحة النووية، مع وضع قيود على مجال نشر أنظمة الدفاع الصاروخي، في إشارة إلى انسحاب موسكو وواشنطن من معاهدة تقليص الصواريخ المتوسطة والقصيرة، وبدء واشنطن نشر منظومات «الدرع الصاروخية» في رومانيا وبولندا.
بالإضافة إلى ذلك، أشار ريابكوف إلى «اقتراب الوضع في مجال ضبط التسلح من الخط، الذي يصبح بعده من الضروري أخذ القدرات النووية للدول الأخرى التي تمتلك هذه الأسلحة، في الحسبان بشكل كامل». ولفت ريابكوف إلى أن روسيا لم تجر أي اختبارات للصواريخ متوسطة وقصيرة المدى بعد انهيار معاهدة حظر هذه الصواريخ، في حين قامت الولايات المتحدة باختبار صاروخ «كروز» أرضي. وكان لافتاً أن التحذيرات التي يطلقها المسؤولون الروس تزامنت مع بروز تعليقات في وسائل إعلام حكومية حول هذا الملف، وهو أمر لم يكن في السابق مطروحاً للنقاشات على مستوى وسائل الإعلام. وكانت صحيفة «فوينويه أبوزرينيه» التابعة لوزارة الدفاع نشرت تعليقاً نارياً، في هذا الشأن، رأت فيه أن «العالم يعود إلى خطاب الحرب الباردة. ويجري الحديث بشكل متزايد عن احتمال نشوب صراع مسلح بين روسيا والولايات المتحدة، وبالطبع، فإن احتمال نشوب حرب بين الولايات المتحدة وروسيا ليس واسعاً بسبب توافر عناصر الردع لدى الطرفين، لكن مع ذلك، لا يمكن استبعاد هذا السيناريو نهائياً». وربطت الصحيفة هذه الاحتمالات بأن روسيا أظهرت من خلال العمليات العسكرية في سوريا أنها لا تقوم فقط باستعادة قدراتها الدفاعية، بل وتسعى إلى تعزيز مكانتها في السياسة العالمية. وعلى الرغم من التأكيد على أن سياسات روسيا تبدو «دفاعية ولا تحمل أبعاداً توسعية عبر إرسال الجيوش إلى مناطق مختلفة من العالم، كما تفعل واشنطن»، لكن الصحيفة شددت على القدرات القوية لروسيا لصد أي هجوم محتمل.



«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.