كيف ألهمني محمد صلاح لأن أصبح مسلماً؟

لقد تحولت من كره الإسلام إلى اعتناقه... والسبب الرئيسي في ذلك هو مهاجم ليفربول

صلاح يسجد لله شكراً بعد كل هدف يسجله  -  بيرد أكد أن محمد صلاح هو أول مسلم تعلق به
صلاح يسجد لله شكراً بعد كل هدف يسجله - بيرد أكد أن محمد صلاح هو أول مسلم تعلق به
TT

كيف ألهمني محمد صلاح لأن أصبح مسلماً؟

صلاح يسجد لله شكراً بعد كل هدف يسجله  -  بيرد أكد أن محمد صلاح هو أول مسلم تعلق به
صلاح يسجد لله شكراً بعد كل هدف يسجله - بيرد أكد أن محمد صلاح هو أول مسلم تعلق به

كان نجم ليفربول الإنجليزي، محمد صلاح، مصدر إلهام حقيقي بالنسبة لي، فأنا من عشاق نادي نوتينغهام فورست، ولديّ تذكرة موسمية لحضور مباريات الفريق على مدار الموسم، وكان يمكنني أن أظل كما أنا، لكنني أعلنتُ اعتناقي للدين الإسلامي، ويعود الفضل في ذلك إلى محمد صلاح، الذي أود أن أقابله، لمجرد أن أصافحه وأقول له: «شكراً».
لا أعتقد أن زملائي يصدقون أنني قد أصبحت مسلماً، لأن سلوكي لم يتغير عما كان عليه، لكنني أعتقد فقط أن قلبي قد أصبح أفضل من ذي قبل. وأحاول بالفعل أن أغير سلوكياتي وعاداتي في الأيام التي تُقام فيها المباريات، لأنني عادة ما أذهب في هذه الأيام إلى الحانة وأراهن على المباراة، وبعد انتهاء المباراة أعود إلى الحانة مرة أخرى، ثم أدرك أنني خسرت الكثير من المال. في الحقيقة، يكون الأمر صعباً عندما تكون معتاداً على مثل هذه الثقافة، وهي جزء من كرة القدم بالنسبة لكثير من الناس.
إنني أشعر بالحرج عندما أقول هذا، لكن آرائي عن الإسلام كانت تتمثل في أن هذا الدين وهذه الثقافة وهؤلاء الناس يتسمون بالرجعية والتخلف، وأنهم لم يندمجوا مع العالم ويريدون أن يسيطروا على كل شيء. كنتُ دائماً ما أنظر إلى المسلمين على أنهم يمثلون مشكلة كبيرة، وكنت أكره المسلمين. وعندما كنتُ في المرحلة السادسة من دراستي، كانت هذه هي الفترة التي كنت أعتقد خلالها أنني بحاجة إلى شخص أعلق عليه فشلي وإخفاقاتي. ولسوء الحظ، حمّلتُ المسلمين النصيب الأكبر من هذه الإخفاقات، وسرعان ما بدأتُ أتابع الصفحات التابعة لوسائل الإعلام اليمينية المتطرفة، التي بدأت ترسل لي نماذج طويلة من معلومات تهاجم الإسلام، وأشياء من هذا القبيل.
ورغم أنه كانت لديّ هذه الأفكار الرهيبة عن الإسلام، فإنني لم أقلها أبداً لأي مسلم. وفي هذه المرحلة من حياتي، لم أكن أعرف أي مسلم على الإطلاق، لكن تخصصي في دراسات الشرق الأوسط بجامعة ليدز غير كل شيء. لقد كان يتعين علينا أن نقدم أطروحة، وكنت أريد أن أفعل شيئاً مختلفاً بعض الشيء. وأتذكر أن معلمي قال لي: «ماذا عن أغنية محمد صلاح؟»، لقد كنت على دراية بهذه الأغنية التي يغنيها جمهور ليفربول للنجم المصري، ورأيت أنها رائعة، لكنني لم أفكر فيها بهذه الطريقة.
ووصلت أخيراً إلى موضوع الأطروحة، الذي يتلخص في السؤال التالي: «محمد صلاح هدية من الله. هل أداء محمد صلاح يفتح الباب أمام مقاومة (الإسلاموبيا) في وسائل الإعلام والأوساط السياسية؟»، وتقول كلمات الأغنية التي يغنيها جمهور ليفربول لصلاح في أجزاء منها: «إذا سجل عدداً آخر من الأهداف فسوف أعتنق الدين الإسلامي»، وقد دخلت هذه الكلمات إلى قلبي مباشرة.
لقد كنت طالباً عادياً أبيض البشرة ذهب إلى مدينة مختلفة، ويواجه كثير من الصعوبات ويعيش حياة الطلاب. وكانت دراستي الجامعية هي أول شيء جعلني أتعرف على الدين الإسلامي للمرة الأولى بطريقة أكاديمية. لقد منحتني الجامعة الفرصة للقاء الكثير من الطلاب من دول عربية مختلفة. لقد كنتُ أعتقد أنهم أشرار، لكنهم كانوا ألطف أشخاص قابلتهم في حياتي. وبالتالي، تغيرت المفاهيم التي كانت لدي حول الدول العربية تماماً.
وكان محمد صلاح هو أول مسلم أتعلق به، وكنتُ معجباً بالطريقة التي يعيش بها حياته والطريقة التي يتحدث بها إلى الناس. وقد رأيته عندما وقف لالتقاط صورة مع مشجع ليفربول الذي أصيب بكسر في أنفه وهو يطارده. أعرف أن بعض لاعبي كرة القدم الآخرين سيفعلون ذلك أيضاً، لكنك تتوقع ذلك الآن من صلاح. وفي الجامعة، قابلت طلاباً مصريين، وعندما علموا أن أطروحتي عن «محمد صلاح... هدية من الله»، وهي أغنية أخرى يغنيها جمهور ليفربول لصلاح، بدأوا يتحدثون معي لساعات حول مدى روعته، وعن الأشياء التي فعلها من أجل بلده. لقد علمت أن مليون مصري قد أبطلوا أصواتهم في الانتخابات وصوتوا لصالحه، ليكون رئيساً للبلاد، العام الماضي.
لقد أخبرني أحد المصريين الذين تحدثت إليهم أن صلاح يعكس الصورة التي يجب أن يكون عليها المسلم؛ فهو يتبع تعاليم الدين الإسلامي بشكل صحيح. إنه يعتقد أن صلاح يجعل الناس يحبون المسلمين مرة أخرى. وقد لاقى هذا صدى كبيراً في نفسي في حقيقة الأمر. فعندما يسجل صلاح هدفاً أعتقد أنه يسجل من أجل الدين الذي يؤمن به. وعندما فاز بدوري أبطال أوروبا قلت لصديقي إن هذا يُعدّ انتصاراً للإسلام. كما أن صلاح يسجد لله شكراً بعد كل هدف يسجله، وبالتالي يُظهر للعالم إحدى الشعائر الإسلامية المهمة. كم عدد الأشخاص الذي يشاهدون الدوري الإنجليزي الممتاز كل أسبوع؟ بالطبع الملايين على مستوى العالم.
لقد أظهر لي صلاح أنه يمكنك أن تكون شخصاً طبيعياً ومسلماً في الوقت نفسه، إن جاز هذا التعبير. إنه لاعب رائع ويحظى بالاحترام من قبل مجتمع كرة القدم، بغض النظر عن سياسته أو دينه - وهذا هو ما يمكن أن تفعله كرة القدم من وجهة نظري. وعندما يقرأ الناس القرآن الكريم أو يقرأون عن الإسلام، فإنهم يرون شيئاً مختلفاً لا يتم تصويره دائماً في وسائل الإعلام. لقد اعتنقت الدين الإسلامي حديثاً وما زلتُ أتعلم، وأدرك أن الأمر صعب، فهو تغيير هائل في نمط الحياة.
لكن ماذا أقول لنفسي عندما كانت شخصيتي وطريقة تفكيري مختلفتين قبل اعتناق الإسلام؟ سوف أصفعه، لكي أكون صادقاً، وأقول له: «كيف تجرؤ على التفكير بهذا الشكل عن أناس متنوعين للغاية. يتعين عليك أن تبدأ في التحدث مع الناس. ويتعين عليك أن تبدأ في طرح الأسئلة».
إننا نعيش في مجتمع متعدد الثقافات ومتعدد الأديان ومتعدد الجنسيات.
وخلال الموسم الماضي، كان مشجعو تشيلسي يغنون «صلاح مُفجر». هذه هي المرة الأولى التي استخدم فيها وسائل التواصل الاجتماعي بشكل صحيح. والآن، أقول للأطفال المسلمين: «لا تخافوا من الذهاب إلى إحدى مباريات كرة القدم». أعتقد أن هذه مسألة يجب أن ننظر إليها من كلا الجانبين. لقد كنت خائفاً من أن يتم الفصل بيني وبين زملائي، لكنني لا أريد أن أخسر زملائي، لأنني أنظر إليهم على أنهم إخوة لي. والآن أصبح خُمس سكان العالم إخوة وأخوات لي.
يجب على المجتمع أن يؤمن بالتنوع وبالتعددية، وأن يلعب كرة القدم، ويذهب لمشاهدة مباريات كرة القدم. والآن، فالأمر متروك لنا لندرك أننا نعيش معاً في هذا العالم، وأفضل مَن يعكس هذا الأمر هو محمد صلاح.


مقالات ذات صلة

البوندسليغا: لايبزيغ يهزم فرنكفورت ويحرمه من الوصافة

رياضة عالمية لايبزيغ هزم ضيفه آينتراخت فرنكفورت (إ.ب.أ)

البوندسليغا: لايبزيغ يهزم فرنكفورت ويحرمه من الوصافة

فاز لايبزيغ على ضيفه آينتراخت فرنكفورت 1-2، الأحد، ضمن منافسات الجولة 14 من الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا).

«الشرق الأوسط» (لايبزيغ)
رياضة عربية الأهلي يواصل دعم صفوفه استعداداً لمونديال الأندية (النادي الأهلي)

الأهلي المصري يستعير حمدي فتحي خلال مونديال الأندية

أعلن الأهلي بطل مصر وأفريقيا الأحد استعارة لاعب الوسط حمدي فتحي من الوكرة القطري، للمشاركة في كأس العالم للأندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية لاعبو سيلتيك يحتفلون بلقب كأس الرابطة الاسكوتلندية (رويترز)

سيلتيك يهزم رينجرز ويتوج بكأس الرابطة الاسكوتلندية

فاز سيلتيك بلقب كأس رابطة الأندية الاسكوتلندية لكرة القدم بعدما تفوق 5 - 4 على رينجرز بركلات الترجيح.

«الشرق الأوسط» (غلاسغو)
رياضة عالمية نيس اكتفى بالتعادل مع مونبيلييه (أ.ف.ب)

الدوري الفرنسي: نيس يسقط في فخ التعادل أمام مونبلييه

سقط نيس في فخ مضيفه مونبلييه، متذيل الترتيب، وتعادل معه 2-2، الأحد، في المرحلة الخامسة عشرة من الدوري الفرنسي لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (مونبيلييه)
رياضة عربية الزمالك هزم المصري بهدف زيزو وانفرد بالصدارة (نادي الزمالك)

«الكونفدرالية الأفريقية»: الزمالك للصدارة بهدف زيزو

انفرد الزمالك بصدارة المجموعة الرابعة ببطولة كأس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكونفدرالية) وذلك عقب فوزه على ضيفه المصري البورسعيدي 1 - صفر.

«الشرق الأوسط» (الإسكندرية)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».