«إشاعات» تطال رواتب الموظفين المؤقتين والمدارس الخاصة بمصر

الحكومة أكدت عدم تقسيم شركة «الاتصالات» أو إلغاء «منحة الزواج»

TT

«إشاعات» تطال رواتب الموظفين المؤقتين والمدارس الخاصة بمصر

دخلت «رواتب الموظفين المؤقتين»، و«المدارس الخاصة» على خط الإشاعات في مصر أمس، ما دعا الحكومة المصرية إلى التحرك، ونفي ما سمته مزاعم وادعاءات تتعلق بوقف صرف مستحقات العاملين المؤقتين، ووجود زيادات جديدة في مصروفات المدارس الخاصة.
وكشف «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء» المصري، عن أنه في ضوء ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي، من أنباء عن وقف صرف مستحقات العاملين المؤقتين بالجهاز الإداري للدولة، لعدم توافر المخصصات المالية. قام المركز بالتواصل مع وزارة المالية، والتي أكدت «عدم وقف صرف مستحقات العاملين المؤقتين بأي جهة من الجهات الحكومية»، موضحة أنه «في حالة عجز الموارد الذاتية لأي جهة عن الوفاء بالتزاماتها نحو سداد مرتبات العاملين المؤقتين المسجلين بها، فإن الوزارة تقدم الدعم اللازم، وذلك مراعاة للبعد الاجتماعي للعاملين وأسرهم».
وأوضحت «المالية» أن «الصناديق والحسابات الخاصة في الأصل تحصل إيراداتها وتتحمل أعباء تشغيلها، بما فيها أجور العاملين المسجلين بها، حيث إن متحصلاتها تدخل ضمن الموارد الذاتية للجهات التي تتبعها تلك الصناديق، ولا تؤول إلى الخزانة العامة للدولة؛ إلا النسبة المقررة بالقانون»، مشيرة إلى «حرص الحكومة على توفير مقومات جودة الأداء بالصناديق والحسابات الخاصة، باعتبارها ممولاً للأنشطة العامة مثل خدمات الصحة والنقل والتعليم وغيرها».
بينما نفى «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء» ما تداولته بعض المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي، من أنباء بشأن فرض وزارة التربية والتعليم زيادات جديدة في مصروفات المدارس الخاصة والدولية للعام الدراسي الحالي. وأكدت وزارة التربية أن «المصروفات الحالية كما هي دون أي زيادة»، مشددة على أنه «في حالة مخالفة أي مدرسة قيمة المصاريف المدرسية المحددة، أو النسب والشرائح المحددة الخاصة باشتراك حافلة المدرسة للعام الدراسي الحالي، سيتم وضع المدرسة تحت الإشراف المالي والإداري للوزارة بعد اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة».
وتناشد الحكومة المصرية من وقت لآخر وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية بتحري الدقة والموضوعية في نشر الأخبار، والتواصل مع الجهات المعنية للتأكد، قبل نشر معلومات لا تستند إلى أي حقائق، وتؤدي إلى بلبلة الرأي العام، وإثارة غضب المواطنين، حسب تعبيرها.
ونفى «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء» ما تردد حول إيقاف وزارة التضامن الاجتماعي «منحة الزواج» المستحقة للابنة أو الأخت عند زواجها في قانون التأمينات الاجتماعية والمعاشات الجديد.
وأكدت «التضامن» استمرار صرف «منحة الزواج» المستحقة للفتاة عند زواجها باعتبارها أحد الحقوق المقررة بموجب القانون الجديد، مشددة على أن «قانون التأمينات الجديد يحافظ على جميع الحقوق المكتسبة بموجب القوانين السابقة»، موضحة أنها تقدم «منحة الزواج» عند قطع معاش الابنة أو الأخت بعد زواجها، والتي تساوي المعاش المستحق عن مدة عام كامل، وهذه المنحة لا تستحق إلا لمرة واحدة، ويتم احتسابها على المعاش المستحق بداية من شهر الزواج بحد أدنى 500 جنيه.
في غضون ذلك، نفى «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء» ما تداولته بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي من أنباء بشأن تقسيم الشركة المصرية للاتصالات. وقام المركز بالتواصل مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتي أكدت أنه «لا توجد أي نية لتقسيم الشركة المصرية للاتصالات، وستظل شركة واحدة تعمل كمشغل متكامل لكل خدمات الاتصالات في مصر».
وأشارت «الاتصالات» إلى أن «الشركة استثمرت نحو 3 مليارات دولار؛ لتحسين خدمات الإنترنت منذ عام 2014 وحتى الآن، حيث ساهمت خطط الشركة لتحسين الإنترنت في رفع متوسط سرعة الإنترنت المنزلي في مصر بنسبة 53 في المائة خلال الأشهر الستة الماضية مقارنة بالعام الماضي».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.