«أفريكوم» تقلل من هجوم «الشباب» على قاعدة عسكرية أميركية في الصومال

أعلنت عن إصابة أحد جنودها في العملية ومقتل «إرهابي» في غارة جوية

مدرعات إيطالية قرب موقع الهجوم الذي شنته حركة «الشباب» (رويترز)
مدرعات إيطالية قرب موقع الهجوم الذي شنته حركة «الشباب» (رويترز)
TT

«أفريكوم» تقلل من هجوم «الشباب» على قاعدة عسكرية أميركية في الصومال

مدرعات إيطالية قرب موقع الهجوم الذي شنته حركة «الشباب» (رويترز)
مدرعات إيطالية قرب موقع الهجوم الذي شنته حركة «الشباب» (رويترز)

في أول رد فعل رسمي لها، تراجعت الولايات المتحدة، التي اتهمتها منظمة «العفو» الدولية بالاستخفاف بمقتل مدنيين في الصومال، عن نفيها إصابة أيٍّ من أفراد القوات الأميركية أو الشريكة بجروح بعد قيام مسلحي حركة الشباب المتطرفة أول من أمس، بهجوم بعبوة ناسفة محمولة على مركبة في مجمع مطار وقاعدة «بلدوجلي» على بعد نحو 100 كيلومتر غربي العاصمة الصومالية مقديشو.
وقال بيان أصدرته، أمس، القيادة الأميركية في أفريقيا «أفريكوم» إنها نفذت أول من أمس، بالتنسيق مع حكومة الصومال غارة جوية استهدفت إرهابياً من حركة «الشباب» بالقرب من بلدة كونو بارو الصومالية، موضحاً أن هذه الغارة الجوية قتلت إرهابياً واحداً بينما لم يسجل قتل أو إصابة مدنيين.
وقال الكولونيل في سلاح الجو الأميركي كريس كارنس، المتحدث باسم القوات الجوية الأميركية: «هذه الغارة توضح أن القوات الأميركية والصومالية ستستمر في اغتنام كل فرصة لمواجهة وتقليل قدرة حركة الشباب على التخطيط لشن هجمات وتنفيذها».
وكشفت «أفريكوم» النقاب عن إصابة أحد الجنود الأميركيين في الهجوم الذي شنته حركة «الشباب» أول من أمس، على قاعدة عسكرية أميركية، مشيرة إلى أنها نفذت غارة واحدة لا غارتين كما سبق أن أعلنت في بيان لها مساء أول من أمس.
وطبقاً للبيان أجرت قوات «أفريكوم» 54 غارة جوية في عام 2019 ضد مقاتلي «داعش» في الصومال وحركة «الشباب» ومواقع القتال والبنية التحتية والمعدات. وكان بيان أصدرته «أفريكوم» قد نقل عن الجنرال ويليام غايلر، مدير عملياتها، قوله إن الهجوم الذي شنته أول من أمس، حركة «الشباب»، «رغم أنه غير فعال، يوضح التهديد المباشر الذي تشكله حركة (الشباب) على الأميركيين وحلفائنا ومصالحنا في المنطقة»، مؤكداً أن «مثل هذه الحوادث لن تضر بالضغوط التي تمارسها هذه الشبكة الإرهابية من قبل الحكومة الصومالية الفيدرالية والشركاء الدوليين». وأوضح البيان أنه رداً على هذا الهجوم ودفاعاً عن النفس، شنت قوات «أفريكوم» غارتين جويتين واستخدمت نيران الأسلحة الصغيرة التي استهدفت إرهابيي «الشباب»، مشيرةً إلى أن القوات الأميركية والقوات الشريكة قتلت عشرة إرهابيين ودمّرت سيارة متورطة في الهجوم، لكنها نفت في المقابل مقتل أو إصابة عسكريين أو مدنيين نتيجة لهذا الهجوم والغارة الجوية. وفي وقت سابق، صرح مسؤولون بالجيش والشرطة في الصومال بأن مسلحين هاجموا قاعدة عسكرية أميركية ورتلاً عسكرياً إيطالياً في شرق البلاد الذي يموج بالاضطرابات. وقالت السفارة الأميركية في بيان، أول من أمس: «أحبطت قوات الأمن هذا الهجوم الذي فشل في نهاية الأمر نتيجة تحليها باليقظة وسرعة الرد مما منع المهاجمين من اختراق الحدود الدفاعية الخارجية للقاعدة». وقال حسين شيخ علي وهو مستشار سابق بالأمن الوطني ومؤسس معهد «هيرال» وهو منظمة بحثية تركز على القضايا الأمنية مقرها مقديشو، إن الهجوم أظهر أن حركة «الشباب» لديها شبكة مخابرات على مستوى جيد ويمكنها شن عمليات معقدة. وأضاف لوكالة «رويترز» أن الهجوم أصاب جزءاً من القاعدة التي تضم قوات خاصة أميركية تشرف على عمليات القوات الصومالية، وقال: «هذا يعني أن لديهم مخابرات عالية المستوى ودرجة من القدرة للاقتراب فحسب من ذلك المكان».
وفي هجوم منفصل، تعرضت قافلة عسكرية إيطالية لهجوم بواسطة لغم أرضي على جانب طريق في مقديشو، مما أسفر عن وقوع انفجار قوي هز أجزاء من العاصمة. ونقلت وكالة «أكي» الإيطالية عن مصادر عسكرية إيطالية أن «مدرعتين من طراز (لينتش) ضمن رتل من ثلاث عجلات إيطالية، تعرضتا لانفجار لدى عودتهما من نشاط تدريبي يقوم به لصالح قوات الأمن الصومالية». في المقابل، اتهمت منظمة العفو الدولية، الولايات المتحدة، أمس، بقتل ثلاثة مدنيين في ضربة جوية في الصومال وبعدم التحقيق في تقارير بأنهم كانوا مزارعين ليست لديهم أي صلة بحركة «الشباب» المتطرفة. وقالت المنظمة إن تحقيقاتها توصلت إلى أن الثلاثة الذين قضوا في ضربة في 18 مارس (آذار) الماضي في جنوب الصومال أبرياء، رغم إعلان القيادة الأميركية الأفريقية (أفريكوم) أنهم كانوا من المتطرفين. غير أن المنظمة تقول في بيانها، إن مدنيين سقطوا بين القتلى، وتضيف أنها وثّقت أكثر من عشر حالات قُتل فيها أبرياء في ضربات جوية أميركية، موضحةً أن «أفريكوم» لم تقدم أي دليل يدعم تقديراتها بأن الثلاثة كانوا من المسلحين.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.