القاهرة تدرب كوادر أفريقية على مكافحة التطرف

TT

القاهرة تدرب كوادر أفريقية على مكافحة التطرف

قالت وزارة الداخلية في مصر أمس، إن «(مركز البحوث بأكاديمية الشرطة) بالقاهرة درب كوادر أمنية من أفريقيا على مكافحة الإرهاب والتطرف، وحراسة الشخصيات، وتأمين المنشآت الهامة»، مؤكدة أن «ذلك يسهم في تحقيق أمن واستقرار شعوب القارة الأفريقية». في حين أشاد الفريق محمد فريد، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية أمس، بما «تحقق من نجاحات في تطهير سيناء من الإرهاب».
ونظم في القاهرة أمس حفلاً لتخريج 72 متدرباً يمثلون 22 دولة أفريقية. وقالت «الداخلية» عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل «فيسبوك»، إن «التدريب في إطار سعي الوزارة الدائم لتدعيم أواصر التعاون مع كافة الأجهزة الأمنية في الدول الأفريقية، وتبادل الخبرات وتوحيد المفاهيم التدريبية، من أجل سلامة وأمن جميع دول القارة، بالتنسيق مع الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية».
وأكدت «الداخلية» حرصها على تطوير البرامج التدريبية للمتدربين من الكوادر الأمنية الأفريقية، بما يكفُل تنمية تلك الكوادر بأسلوب علمي يُسهم في تحقيق أمن واستقرار شعوب القارة.
ووفق بيان «الداخلية»، فإن «المتدربين تلقوا برنامجاً تعليمياً وتدريبياً مواكباً لأحدث المستجدات في مجال الأمن من الناحيتين العملية والنظرية، فضلاً عن البرنامج الثقافي الموازي للبرنامج التدريبي».
وأكد الدارسون «تقديرهم لمصر ووزارة الداخلية عقب تزويدهم بالمعرفة والمهارات والخبرات التدريبية والأمنية باحترافية شديدة، التي سيكون لها الأثر البالغ في تنمية قدراتهم في مجال العمل الأمني». يأتي هذا في وقت، تفقد الفريق محمد فريد، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، أمس، عناصر تأمين المجرى الملاحي لقناة السويس، ونقاط حرس الحدود بنطاق الجيش الثاني الميداني شرق وغرب القناة؛ للاطمئنان على مدى جاهزيتهم لتنفيذ مهامهم، والوقوف على مستوى الكفاءة القتالية للعناصر المشاركة في أعمال التأمين.
وقال العقيد تامر الرفاعي، المتحدث العسكري للقوات المسلحة، أمس، إن «رئيس الأركان ناقش عدداً من الضباط والجنود في أسلوب تنفيذ المهام المختلفة، ومواجهة المواقف الطارئة التي يمكن التعرض لها، والإجراءات المتخذة لتأمين كافة المناطق المحيطة بقطاعات المسؤولية»، مضيفاً: «كما التقى رئيس الأركان عدداً من القادة والضباط وضباط الصف والصناع العسكريين وجنود القوات المسلحة بنطاق الجيش الثاني الميداني، في إطار اللقاءات الدورية للتواصل مع المقاتلين وتوحيد المفاهيم تجاه مختلف الموضوعات التي ترتبط بالقوات المسلحة على كافة المستويات».
وأكد الرفاعي أن «قائد الجيش الثاني الميداني، ألقى كلمة استعرض فيها مشاركة وحدات الجيش الثاني الميداني في تنفيذ الالتزامات التدريبية المخططة، والقضاء على الإرهاب في شبه جزيرة سيناء، مؤكداً جاهزية واستعداد مقاتلي الجيش الثاني الميداني لتنفيذ كافة المهام التي تسند إليهم تحت مختلف الظروف».
من جهته، قال المتحدث العسكري للقوات المسلحة، إن «الفريق محمد فريد بدأ اللقاء بالوقوف حداداً على أرواح شهداء القوات المسلحة والشرطة الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم دفاعاً عن أمن مصر واستقرارها .


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.