الأرجنتين تستعد لأسبوع مفتوح على تطورات مقلقة

TT

الأرجنتين تستعد لأسبوع مفتوح على تطورات مقلقة

يستعدّ الأرجنتينيون لأسبوع ينذر بتطورات مقلقة ومفتوحة على كل الاحتمالات، بعد الانتخابات الأولية لرئاسة الجمهورية، المقررة في الخريف المقبل، التي أسفرت عن هزيمة قاسية للرئيس الحالي ماوريسيو ماكري، أدت إلى تراجع سعر العملة الوطنية (البيزو) بنسبة 30 في المائة، وانهيار البورصة، وارتفاع التضخم إلى مستويات قياسية.
المؤشر الأول على هذه التطورات كان استقالة وزير الاقتصاد نيكولاس دوجوفني، الذي قال وهو يعلن استقالته: «ارتكبنا عدة أخطاء لم نتردد في الاعتراف بها، وبذلنا ما بوسعنا لتصويبها». وكان وزير الاقتصاد مكلفاً بالتنسيق بين كل الحقائب الاقتصادية في الحكومة منذ عام 2017، لكن الاقتصاد الأرجنتيني ما زال على كساده، فيما تراوح نسبة التضخم السنوية حول 50 في المائة، وينتظر أن ترتفع أكثر بعد القرار الأخير بخفض سعر البيزو، بينما أصبح الدين العام في موازاة إجمالي الناتج المحلي، وأصبح 35 في المائة من الأرجنتينيين يعيشون دون مستوى الفقر.
وقد دفعت تطورات الأسبوع الماضي بالرئيس الأرجنتيني إلى التخلي عن الركائز الأساسية التي بنى عليها سياسته الاقتصادية حتى الآن، ولجأ إلى استخدام سلاح خصمه، في محاولة يائسة لاستعادة شعبيته قبل شهرين من الانتخابات التي يرجّح أن تعيد الحركة البيرونية إلى الحكم. وأعلن ماكري إلغاء الضريبة المضافة، بنسبة 21 في المائة، على السلع الأساسية في السلة الغذائية، وقرر تجميد أسعار المحروقات، كما أعلن عن مجموعة من التدابير الاجتماعية لمساعدة الموظفين والطبقة المتوسطة التي أدارت له ظهرها في الانتخابات الأخيرة.
ويواجه الرئيس الأرجنتيني ضغوطاً متزايدة لإجراء تعديل حكومي جذري في أسرع وقت، لكنه ما زال مصراً على الفريق الوزاري نفسه، ويواصل حملته الانتخابية للتغلب على خصمه البيروني ألبرتو فرنانديز في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وقال ماكري أمام أنصاره، في مؤتمر حاشد للقياديين في حزبه، إن التطورات التي عقبت الانتخابات الأولية يوم «الاثنين الأسود» الماضي هي «مقدمة لما يمكن أن يحصل، إذا عادت الحركة البيرونية إلى الحكم». وأكد أنه «لا يوجد رئيس افتراضي»، في إشارة إلى فرنانديز الذي تتجه إليه الأنظار، بوصفه الرئيس المقبل للأرجنتين، بعد فوزه في الانتخابات الأولية بفارق 15 في المائة على ماكري.
لكن من هو ألبرتو فرنانديز المرشح الأوفر حظاً لتولي رئاسة الأرجنتين في نهاية السنة الجارية؟
في مطلع هذا العام، كان فرنانديز رئيساً سابقاً لوزراء الرئيس الأسبق نستور كيرشنير، ثم لزوجته كريستينا التي خلفته في الرئاسة، والتي استقال من فريقها بسبب خلافات عميقة معها، وقرر العودة إلى جامعة العاصمة، ليدرّس فيها القانون الجنائي. لكنه فاجأ الجميع، في مايو (أيار) الماضي، عندما أقنعته كريستينا كيرشنير، التي سبق أن اتهمها بالفساد وجنون العظمة، بالترشح لرئاسة الجمهورية معها كنائبة له.
وكانت ردّة فعل الرئيس الحالي على تلك الخطوة التقليل من أهميتها، واتهام فرنانديز بأنه ألعوبة بيد كيرشنير، وترسّخ اليقين في صفوف حزبه بأن الفوز في الانتخابات المقبلة بات مضموناً. لكن بعد الفوز الكاسح الذي حققه فرنانديز في الانتخابات الأولية، أصبح بمثابة الرئيس الافتراضي، قبل شهرين من الموعد النهائي في الخريف المقبل. وفي أقلّ من مائة يوم، تغيرّت حياة الرجل بشكل جذري، وتغيّرت معها الأرجنتين التي منذ عقود لا تخرج من أزمة اقتصادية إلا لتقع في أسوأ منها.
ومنذ نهاية العام الماضي، بدأت كريستينا كيرشنير تبحث في إمكانية عودتها لقيادة الحركة البيرونية، والترشح مجدداً للرئاسة، لكن تبين لها أن غالبية القاعدة ما زالت ترفض هذه العودة، رغم أن ثلث البيرونيين يؤيدونها بشكل مطلق. وفكّرت عندئذ بالانفتاح على فرنانديز الذي تولّى مناصب كثيرة حسّاسة مع 4 من رؤساء الجمهورية السابقين، إلى أن وقع الخصام العميق معها، ثم الانفصال عنها. وبعد أسابيع من المفاوضات المكثّفة، نجحت كيرشنير في إقناع فرنانديز بالترشح سويّة، على أن يكون هو المرشّح للرئاسة.
أوساط الرئيس الحالي «رحّبت» يومها بتلك الخطوة، وقال أحد المقرّبين من ماكري: «لم يكن بوسعهم أن يقعوا في خطأ أسوأ من هذا. ألبرتو فرنانديز لم ينتصر أبداً في أي انتخابات، ولا يُعرف له أي تأييد شعبي؛ إنه مجرّد ألعوبة بيد كريستينا». وكانوا كثيرين أولئك الذين يذهبون إلى هذا الاعتقاد، إلى أن وقعت المفاجأة الكبرى في الانتخابات الأولية، عندما نال فرنانديز 47 في المائة من الأصوات، مقابل 32 في المائة للرئيس الحالي، علماً بأن نسبة 45 في المائة ستكون كافية له في الخريف المقبل للوصول إلى سدّة الرئاسة. تلك المفاجأة كان لها وقع الصاعقة على الأسواق المالية، وأثارت هلع الكثيرين الذين يرون في الحركة البيرونية سمات كثيرة مشتركة مع الحركة التشافيزية في فنزويلا. لكن منذ فوزه في الانتخابات الأولية، يحاول فرنانديز بشتّى الطرق طمأنة الأسواق والمؤسسات، رغم أن مواجهته العنيفة مع الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو تنذر بعواصف دبلوماسية شديدة في العلاقات بين البلدين.



«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.