بريطانيا: مؤسسات رسمية وغير حكومية تطلق مبادرات توعوية للحجاج

أصدرت تعليمات ونصائح طبية

TT

بريطانيا: مؤسسات رسمية وغير حكومية تطلق مبادرات توعوية للحجاج

أطلقت الكثير من المؤسسات البريطانية الحكومية وغير الحكومية، مبادرات تهدف إلى تقديم الدعم والنصيحة للمسلمين البريطانيين الذين يعتزمون أداء مناسك الحج هذا العام؛ وذلك إدراكاً منها للأهمية التي يوليها المسلمون لهذه الفريضة؛ وحرصها على تقديم الدعم اللازم لهم كونهم جزءاً لا يتجزأ من المجتمع البريطاني، وفقاً لتقرير حكومي صدر أمس.
وأفاد تقرير نشره مركز الإعلام والتواصل الإقليمي التابع للحكومة البريطانية ومقره دبي، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، بأن هذه المؤسسات تشمل هيئة الطيران المدني في بريطانيا، والتي نشرت مجموعة من النصائح المتعلقة بالحماية المالية للحجاج المسافرين، ولا سيما عبر اطلاعهم على نظام الحماية المالية في المملكة المتحدة الذي يحمي معظم السفرات الجوية التي تبيعها شركات السفر العاملة في المملكة المتحدة، والإجراءات التي يجب اتخاذها في حال تم الحجز عبر شركات سفر مقرها خارج بريطانيا.
كما ذكر التقرير، أن شرطة لندن أطلقت من جهتها فيديو يحتوي على خمس خطوات يتعين على الحجاج اتباعها لتجنب وقوعهم ضحايا لجرائم النصب والاحتيال، كالتحقق من مصداقية شركة السفر التي يتعاملون معها وتفادي الدفع نقداً، حيث يصعب تتبع المعاملة المالية التي تم إجراؤها، إضافة إلى الاطلاع على إجراءات الحماية المالية لهيئة الطيران المدني البريطانية، والإبلاغ عن أي جريمة نصب أو احتيال عبر الرقم المخصص لمكافحة الاحتيال.
وأصدرت كل من هيئة الخدمات الصحية البريطانية ومنظمة الصحة العامة لإنجلترا مجموعة من الإرشادات تنصح الحجاج بأخذ اللقاحات اللازمة قبل السفر، وكذلك شرب كميات كافية من المياه، واستخدام واقي الشمس عند أداء مناسك الحج. كما أصدرت مؤسسة مرضى السكري البريطانية مجموعة من النصائح والإرشادات الطبية للحجاج، تشمل كيفية حماية أدوية الأنسولين وطريقة أخذها في الطقس الحار، والحصول على ورقة طبية من أجل التمكن من أخذ الحقن اللازمة على متن الطائرة، والتأكد من توفر النوع نفسه من الأنسولين بالسعودية، بالإضافة إلى فحص الأقدام قبل السفر لتفادي إصابتهم بالمرض عند المشي لفترات طويلة.
وأصدرت وزارة الخارجية البريطانية كذلك مجموعة من المنشورات الرقمية تتضمن نصائح للسفر، بالإضافة إلى خدمات المساعدة القنصلية والمشورة التي يقدمها فريق القنصلية البريطانية في جدة، ولا سيما عبر خط مساعدة هاتفية متوافر على مدار 24 ساعة.
وقالت أليسون كنغ، المتحدثة باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن «مجموعة التدابير والنصائح التي أطلقتها الكثير من المؤسسات البريطانية لفائدة الحجاج البريطانيين، تدل على اندماج المسلمين في المجتمع البريطاني، والأهمية التي نوليها في بريطانيا للتواصل مع مختلف الأديان والثقافات في إطار التنوع والتعدد الديني الثقافي التاريخي الذي تُعرف به المملكة المتحدة».
وأضافت كنغ: «إن مثل هذه المبادرات تسهم بشكل كبير في تعزيز روح التنوع والمساواة التي يتميز بها موسم الحج بشكل خاص، ولا سيما أنه يجمع بين الملايين من البشر باختلاف جنسياتهم وخلفياتهم».
يذكر أن أكثر من 26 ألف بريطاني يؤدون مناسك الحج هذا العام، مقارنة بنحو 24 ألف العام الماضي. ويشمل هذا العدد وفوداً من مؤسسات بريطانية رسمية، كالجيش البريطاني الذي أوفد عشرة حجاج، بالإضافة إلى مجموعة من الدراجين البريطانيين الذين قطعوا مسافة تزيد على ستة آلاف كيلومتر على متن دراجات هوائية، لجمع تبرعات دعماً للشعب السوري.



مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
TT

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، أن إيران والسعودية تعتزمان إرساء السلام وديمومة الهدوء في منطقة متنامية ومستقرّة، مضيفاً أن ذلك يتطلب «استمرار التعاون الثنائي والإقليمي وتعزيزه، مستهدفين تذليل التهديدات الحالية».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته إلى السعودية التي تخلّلها بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خلال لقاء، الاثنين، مع وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، قال روانجي: «الإجراءات الإيرانية - السعودية تتوّج نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف دوليّاً في إطار التنمية والسلام والأمن الإقليمي والدولي»، مشدّداً على استمرار البلدين في تنمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والقنصلية؛ بناءً على الأواصر التاريخية والثقافية ومبدأ حسن الجوار، على حد وصفه.

الجولة الثانية من المشاورات الثلاثية عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

والثلاثاء، رحبت السعودية وإيران «بالدور الإيجابي المستمر لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ (اتفاق بكين)»، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية السعودية، أعقب الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين «تبادلا آراءً مختلفة لانطلاقة جادة وعملية للتعاون المشترك»، ووصف اجتماع اللجنة الثلاثية في الرياض، بأنه «وفَّر فرصة قيّمة» علاقات متواصلة وإيجابية بين إيران والسعودية والصين.

روانجي الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، وعضو فريق التفاوض النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، اعتبر أن أجواء الاجتماعات كانت «ودّية وشفافة»، وزاد أن الدول الثلاث تبادلت الآراء والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأكّدت على استمرار هذه المسيرة «الإيجابية والاستشرافية» وكشف عن لقاءات «بنّاءة وودية» أجراها الوفد الإيراني مع مضيفه السعودي ومع الجانب الصيني، استُعرضت خلالها مواضيع تعزيز التعاون الثنائي، والثلاثي إلى جانب النظر في العلاقات طوال العام الماضي.

الجولة الأولى من الاجتماعات التي عُقدت في بكين العام الماضي (واس)

وجدّد الجانبان، السعودي والإيراني، بُعيد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في الرياض، الخميس، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي؛ التزامهما بتنفيذ «اتفاق بكين» ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وأمنها.

من جانبها، أعلنت الصين استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها السعودية وإيران، نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات.

ولي العهد السعودي والنائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقاء في الرياض الشهر الحالي (واس)

ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية - الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على المستويات والقطاعات كافة، مشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خصوصاً في ظل التوترات والتصعيد الحالي في المنطقة؛ ما يهدد أمن المنطقة والعالم.

كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكّنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ورحّبت الدول الثلاث بعقد الاجتماع الأول للجنة الإعلامية السعودية - الإيرانية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما أعرب البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)، وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية.

ودعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان، وتدين الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه سيادة الأراضي الإيرانية وسلامتها، كما دعت إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان، محذرة من أن استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الأمن البحري.

وفي الملف اليمني، أكدت الدول الثلاث من جديد دعمها الحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكانت أعمال «الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية - الصينية - الإيرانية»، اختتمت أعمالها في العاصمة الصينية بكّين، ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وأكد خلاله المجتمعون على استمرار عقد اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة، وعلى مدى الأشهر الماضية، خطت السعودية وإيران خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وأعادت إيران في 6 يونيو (حزيران) الماضي، فتح أبواب سفارتها في الرياض بعد 7 أعوام على توقف نشاطها، وقال علي رضا بيغدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية (حينها): «نعدّ هذا اليوم مهماً في تاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية، ونثق بأن التعاون سيعود إلى ذروته»، مضيفاً: «بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، سنشهد صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية نحو مزيد من التعاون والتقارب من أجل الوصول إلى الاستقرار والازدهار والتنمية».