تزايد المرشحين للرئاسة التونسية بانتظار دخول سياسيي «الوزن الثقيل»

TT

تزايد المرشحين للرئاسة التونسية بانتظار دخول سياسيي «الوزن الثقيل»

أكدت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس تلقيها 19 ملف ترشح لانتخابات الرئاسة، بعد 4 أيام من فتح أبواب الترشح، وتوقعت زيادة وتيرة التقديم خلال الأيام الأربعة المتبقية على غلق باب الترشح.
وقدم ثلاثة مرشحين ملفاتهم إلى هيئة الانتخابات، أمس، وهم لزهر الغزلاني وعمارة بن عباس وخالد القلعي. غير أن الملفات كانت خالية من التزكية القانونية الضرورية ووعدوا باستكمالها قبل نهاية فترة تقديم الترشحات.
يذكر أن القانون الانتخابي في تونس ينص على ضرورة حصول المرشح على 10 تزكيات من نواب البرلمان التونسي أو 40 تزكية من رؤساء البلديات أو 10 آلاف تزكية من الناخبين موزعة على 10 دوائر انتخابية على الأقل.
وينتظر دخول مرشحين من «الوزن الثقيل» على غرار عبد الكريم الزبيدي وزير الدفاع الحالي في حكومة يوسف الشاهد، إذ قدر مناصرون لترشح الزبيدي جمع 300 ألف تزكية لصالحه، وهو ما يجعله يدخل السباق الانتخابي في وضعية مريحة مقارنة بمنافسيه. ومن المنتظر كذلك أن يدخل يوسف الشاهد معترك المنافسات الرئاسية بعد أن دعاه حزب «حركة تحيا تونس» للترشح.
وتوقع المحلل السياسي التونسي جمال العرفاوي أن يتجاوز عدد المترشحين للانتخابات الرئاسية 30 مرشحاً. وأشار إلى أن «كثيرين من المرشحين لم يقدموا ملفات مستكملة الشروط، والبعض استعمل الدعاية الإعلامية التي ترافق إيداع ملف الترشح لغايات اجتماعية لا غير، بحثاً عن الشهرة والأضواء». واعتبر العرفاوي أن «الترشحات الجادة لن تزيد على خمسة أو ستة ترشحات على أقصى تقدير وهي التي سينحصر بينها التنافس في الدور الأول».
ويرى مراقبون أن موقف «حركة النهضة» من الانتخابات الرئاسية سيرجح كفة عدد من المترشحين، ولا تزال قياداتها متأرجحة بين تقديم مرشح من صفوفها لهذا الاستحقاق الانتخابي، أو دعم أحد المترشحين من خارجها.
وتميل الكفة لصالح عبد الفتاح مورو نائب رئيس «النهضة» في حال الاتفاق على مرشح من داخل الحركة، في حين أن تقديم الدعم لأحد المترشحين من خارج الحركة يتطلب توافقات سياسية ستكون مؤثرة على المشهد السياسي المقبل. واعتبر القيادي في «النهضة» عبد الحميد الجلاصي أن «الوزن البرلماني للمترشح للانتخابات الرئاسية قد يحسم الأمر لصالحه».
وكانت قيادات من الحركة أشارت إلى إمكانية ترشيح زعيمها راشد الغنوشي لرئاسة البرلمان التونسي في حال فوزه في الانتخابات البرلمانية التي يشارك فيها من خلال ترؤسه لقائمة «النهضة» في دائرة تونس الأولى الانتخابية.
وفي هذه الحال، تميل الكفة لمصلحة يوسف الشاهد الذي تدعمه كتلة برلمانية لا يقل حجمها عن 44 نائباً، وهو عدد من المنتظر أن يتكرر خلال الانتخابات البرلمانية المقررة في تونس في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ما يعني كذلك أن نتائج الانتخابات الرئاسية المبكرة سيكون لها تأثير قوي على الاستحقاق البرلماني.
أما على المستوى السياسي البحت ولضمان عدم إقصاء «النهضة» من المشهد السياسي إثر الانتخابات المقبلة، فإن الزبيدي يبدو الأقرب لضمان دعم الحركة نتيجة تحفظه الكبير في مهاجمة مختلف الأطراف السياسية ووقوفه على مسافة واحدة تجاه الفرقاء السياسيين، وهو ما يخدم بقوة مصالح «النهضة» في مواصلة المشاركة في الحكم.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.