البحرين تهدد قطر بإجراءات «معاكسة» لتجنيس مواطنيها

وزير الداخلية وصف استمرار الدوحة في نهجها المعادي بـ«غير الودي» والمهين

الفريق ركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة وزير الداخلية البحريني
الفريق ركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة وزير الداخلية البحريني
TT

البحرين تهدد قطر بإجراءات «معاكسة» لتجنيس مواطنيها

الفريق ركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة وزير الداخلية البحريني
الفريق ركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة وزير الداخلية البحريني

أعلن الفريق ركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة وزير الداخلية البحريني أن بلاده قد تضطر إلى اتخاذ إجراءات معاكسة ضد قطر، نتيجة استمرار الدوحة في إغراء المواطنين البحريين بالحصول على الجنسية القطرية والتخلي عن جنسيتهم البحرينية الأصلية. ووصف الشيخ راشد استمرار قطر في هذا التوجه بـ«غير الودي» والمهين.
ويمثل تصريح وزير الداخلية البحريني النداء الثالث الذي دعت الموجه دولة قطر لوقف استهداف تجنيس المواطنين البحرينيين، خلال أقل من شهرين، حيث وجهت المنامة دعوتين سابقتين للدوحة على لسان وكيل وزارة الداخلية لشؤون الجنسية والجوازات والإقامة قطر في السابع من أغسطس (آب) الماضي وفي 15 من سبتمبر (أيلول) الحالي، لوقف «المشروع القطري» لاستهداف مواطني مملكة البحرين.
يشار إلى أن تجنيس دولة قطر لمواطني مملكة البحرين كان أحد ملفات خلافها مع كل من السعودية والبحرين والإمارات، بحسب مسؤولين بحرينيين، فيما أشار مصدر بحريني مطلع إلى أن عدد الذين جنستهم قطر حتى الآن يبلغ مئات الأشخاص الذين ينتسبون للعائلات السنية في البحرين.
وتنظر المنامة إلى ظاهرة التجنيس القطرية بأنها استهداف لأمنها الوطني، حيث تستهدف الدوحة عائلات ينتمي أفرادها للمؤسسة العسكرية والأمنية والتي كان لها الدور في حفظ أمن البحرين في الاضطرابات الأمنية التي شهدتها في عام 2011.
وصرح وزير الداخلية أمس بأن هناك استياء عاما من التصرفات التي أقدمت عليها دولة قطر بإغراء المواطنين البحرينيين بالجنسية القطرية، والطلب منهم التخلي عن جنسيتهم الأصلية، والتي يفتخر بها أبناء البحرين جميعاً. وقال وزير الداخلية إن «مثل هذا السلوك يتنافى مع روح الأخوة التي كنا نأمل أن تسود بين الأشقاء، وتتعارض مع روح التعاون للاتحاد الخليجي الذي كنا نتطلع إليه»، وقال الشيخ راشد آل خليفة: «البحرين ما زالت تدعو إلى الأخذ بالمواطنة الخليجية، وعاملت جميع الأخوة من دول مجلس التعاون وفق هذا المبدأ، انطلاقاً من أننا أهل، ويجمعنا نسب واحد وتربطنا أواصر العقيدة واللغة والتاريخ المشترك ونعمل سوياً وفق منظومة مجلس التعاون ومظلة الجامعة العربية».
وأضاف وزير الداخلية أن «ما يدعو للأسف أن تقود الإجراءات غير القانونية التي اتخذتها دولة قطر إلى توقيف أحد أبناء العائلات البحرينية، ونحن نعلم أن أهله وأمثالهم من الذين أخلصوا للبحرين ولهم تاريخ مشرف وسمعة طيبة لا ينتهي بهم الأمر إلى مخالفة القانون والتوقيف وغيره من الإجراءات». وقال إن استمرار قطر في تعاملها «غير الودي» والمهين وممارسة التحريض على ترك الجنسية البحرينية سوف يضطر البحرين إلى «اتخاذ إجراءات معاكسة ما كان المسؤولين في مملكة البحرين يتطلعون إلى اللجوء إليها، وعليه ندعو دولة قطر إلى وقف تلك الإجراءات غير المبررة».
بدوره اعتبر الشيخ خالد آل خليفة رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني في مجلس الشورى البحريني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «أعداد المواطنين البحرينيين الذين جنستهم دولة قطر محدودة لكن الأهم هو عملية الاستهداف والإغراء والتحريض لترك الجنسية البحرينية الذي تمارسه قطر»، وقال إن قطر تعمل على هدم البنية السياسية التحتية لمملكة البحرين باستهدافها الواضح والمكشوف للعائلات السنية العربية.
يشار إلى أن قانون الجنسية يتيح لوزير الداخلية الملاحقة القانونية لمن اكتسب جنسية أخرى، فيما يتيح قانون الجنسية البحريني لمواطني مملكة البحرين اكتساب جنسية دولة خليجية أخرى بعد الحصول على إذن مسبق من وزارة الداخلية البحرينية، بينما يمنع القانون اكتساب العسكري لأية جنسية أخرى قبل مرور خمس سنوات على تقاعده أو فصله من المؤسسة العسكرية.
وتجنيس البحرينيين هي من المسائل الخلافية بين قطر من جهة والسعودية والبحرين والإمارات من جهة أخرى، علما أن الدول الثلاث سحبت في مارس (آذار) سفراءها من الدوحة في خطوة غير مسبوقة. ونقلت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية مساء الأحد عن وكيل وزارة الداخلية لشؤون الجنسية والجوازات والإقامة قوله إن «دولة قطر ما زالت مستمرة في عملية تجنيس البحرينيين ولم تلتزم بإيقاف ذلك وفقا لما تعهدت به سابقا».
وأوضح المسؤول أن «اكتساب جنسية دولة أخرى يستوجب الحصول على الموافقة المسبقة من وزير الداخلية». وتأتي تصريحات المسؤول في سياق الإعلان عن توقيف شخص يدعى صلاح محمد الجلاهمة بسبب «اكتسابه الجنسية القطرية وتنازله عن جنسيته البحرينية بطريقة مخالفة للقانون».
وقد أُخلي سبيل الجلاهمة «بعد تقديمه لاعتذار مكتوب عما صدر منه وتعهده بتصحيح أوضاعه القانونية بموجب قانون الجنسية البحريني»، بحسب الوكالة.
وتتهم السعودية والإمارات والبحرين قطر بانتهاج سياسات معادية لها، لا سيما من خلال دعم جماعة الإخوان المسلمين. ومن بين المسائل الخلافية قيام الدوحة بتجنيس بحرينيين. وتتهم الدوحة بالقيام بتجنيس بحرينيين ينتمون إلى أسر وقبائل سنية لها امتدادات خارج البحرين.
وأكدت الدول الخليجية الثلاث أن قرار سحب السفراء من قطر سببه عدم التزامها باتفاق خليجي ينص - بحسب مصادر متطابقة - على عدة مسائل من بينها مسألة وقف التجنيس، بما في ذلك وقف تجنيس معارضين خليجيين.
وأعلنت الدول الخليجية في أغسطس الماضي تنحية خلافاتها الداخلية جانبا لمواجهة المخاطر الإقليمية معا، لا سيما صعود تنظيم «داعش»، دون اتخاذ قرار بإعادة السفراء. وفي الأيام الأخيرة، أكد أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين أن قياديين في الجماعة يغادرون الدوحة تلبية - على ما يبدو - لمطلب خليجي أساسي من أجل تسوية الأزمة مع قطر.



سوليفان إلى السعودية ويتبعه بلينكن

مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
TT

سوليفان إلى السعودية ويتبعه بلينكن

مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)
مستشار الأمن القومي جيك سوليفان (أ.ب)

نقلت وكالة «بلومبرغ» الأميركية للأنباء، أمس (الخميس)، عن مسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان سيزور المملكة العربية السعودية في نهاية الأسبوع المقبل، على أن يتبعه وزير الخارجية أنتوني بلينكن، في مؤشر إلى سعي واشنطن لتوثيق العلاقات أكثر بالرياض.
وأوضحت الوكالة أن سوليفان يسعى إلى الاجتماع مع نظرائه في كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة والهند في المملكة الأسبوع المقبل. وتوقع مسؤول أميركي أن يستقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المسؤول الأميركي الرفيع خلال هذه الزيارة. وأضافت «بلومبرغ» أن بلينكن يعتزم زيارة المملكة في يونيو (حزيران) المقبل لحضور اجتماع للتحالف الدولي لهزيمة «داعش» الإرهابي.
ولم يشأ مجلس الأمن القومي أو وزارة الخارجية الأميركية التعليق على الخبر.
وسيكون اجتماع سوليفان الأول من نوعه بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والهند.
وقال أحد الأشخاص إن الموضوعات الرئيسية ستكون تنويع سلاسل التوريد والاستثمارات في مشروعات البنية التحتية الاستراتيجية، بما في ذلك الموانئ والسكك الحديد والمعادن.
وأوضحت «بلومبرغ» أن الرحلات المتتالية التي قام بها مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى تسلط الضوء على أن الإدارة مصممة على توطيد العلاقات بين واشنطن والرياض أخيراً.
وكان سوليفان اتصل بولي العهد الأمير محمد بن سلمان في 11 أبريل (نيسان)، مشيداً بالتقدم المحرز لإنهاء الحرب في اليمن و«الجهود غير العادية» للسعودية هناك، وفقاً لبيان أصدره البيت الأبيض.
وتعمل الولايات المتحدة بشكل وثيق مع المملكة العربية السعودية في السودان. وشكر بايدن للمملكة دورها «الحاسم لإنجاح» عملية إخراج موظفي الحكومة الأميركية من الخرطوم.


اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
TT

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.
وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة». وقال: «نرى زوال الكيان الصهيوني قريباً جداً، الذي تظهر آثار أفوله».
وزار رئيسي، مساء الأربعاء، مقام السيدة زينب، في ريف دمشق، وألقى خطاباً في صحن المقام، في حفل شعبي ورسمي حاشد، وذلك بعد أن التقى مجموعة من أُسر قتلى الميليشيات الشيعية من دول سوريا ولبنان وأفغانستان وإيران وغيرها.
وسلطت مصادر النظام السوري الضوء على البُعد الاقتصادي للزيارة، إذ دعت صحيفة «تشرين» الرسمية، في افتتاحية، أمس، إلى «معاينة المشهد من جديد»، واصفة زيارة رئيسي لدمشق بـ«الحدث». وأفادت بأن معطياتها المكثفة «تلخّصُ الرؤية المتكاملة للتوجّه نحو خلق موازين قوّة تفرضُ نفسَها، وأن سوريا ثمَّ العراق فإيران، هي المرتكزُ المتينُ لتكتّل إقليمي يكمّل البعد الأشمل للقطب الجديد الصّاعد بهويته الاقتصاديّة، القائمة على توافقات سياسيّة في نهج السلام والوئام، من حيث إن التكتلات الاقتصادية الإقليمية ستكون هي الخيار الاستراتيجي الحقيقي»، لافتة إلى أن الواقعية، اليوم «تُملي التسليمَ بأن الاقتصادَ يقود السياسة».
وعدّت «تشرين»، الناطقة باسم النظام في دمشق، اجتماعات اللجنة العليا السورية العراقيّة في دمشق، التي انعقدت قبل يومين، واجتماعات اللجنة السورية الإيرانية «بدايات مطمئنة لولادة إقليم اقتصادي متماسكٍ متكاملٍ مترابطٍ بشرايين دفّاقة للحياة الاقتصاديّة».


بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
TT

بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)

تكشفت، أمس، بوادر أزمة دبلوماسية جديدة بين باريس وروما على خلفية قضية الهجرة. وأعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني إلغاء زيارة كانت مقررة إلى باريس، بعدما وصف تصريحات وزير الداخلية الفرنسي بأنها «غير مقبولة» لاعتباره أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «عاجزة عن حل مشاكل الهجرة» في بلادها.
وقارن جيرالد دارمانان، في تصريحات لإذاعة «آر إم سي»، بين ميلوني وزعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن، قائلاً إن «ميلوني تشبه لوبن. يتمّ انتخابها على أساس قولها إنّها ستحقّق إنجازات، لكن ما نراه أنّ (الهجرة) لا تتوقف، بل تزداد».
من جانب آخر، حمّل دارمانان الطرف الإيطالي مسؤولية الصعوبات التي تواجهها بلاده التي تشهد ازدياد أعداد المهاجرين، ومنهم القاصرون الذين يجتازون الحدود، ويعبرون إلى جنوب فرنسا.
وكان رد فعل روما على تلك التصريحات سريعاً، مع إلغاء وزير الخارجية الإيطالي الاجتماع الذي كان مقرراً مساء أمس في باريس مع نظيرته كاترين كولونا. وكتب تاجاني على «تويتر»: «لن أذهب إلى باريس للمشاركة في الاجتماع الذي كان مقرراً مع الوزيرة كولونا»، مشيراً إلى أن «إهانات وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحق الحكومة وإيطاليا غير مقبولة».
وفي محاولة لوقف التصعيد، أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية توضيحاً قالت فيه إنها «تأمل» أن يُحدَّد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية الإيطالي.