عودة عادة «التحجير» تزعج الليبيين

تجيز للشاب طلب زواج ابنة عمه ليلة عقد قرانها

TT

عودة عادة «التحجير» تزعج الليبيين

عبّر كثير من المواطنين بالأوساط الليبيين عن انزعاجهم من عودة عادة اجتماعية تعرف بـ«التحجير»، وتتعلق بالتحكم في زواج الفتيات، ووصفوها بأنها «عادة متخلفة وجريمة ضد المرأة»، بعدما انتشر نبأ الواقعة على مواقع صفحات التواصل الاجتماعي.
و«التحجير» هو أن يأتي شخص ليلة عقد قران ابنة عمه ويطلبها للزواج لنفسه، ويقول «إنها من نصيبه، وليست للغريب»، فينفض الفرح، ويعود العريس من حيث أتى، ويتم «الحجر» على العروس ليتزوجها العريس الجديد، وهي الواقعة التي حدثت مطلع الأسبوع الحالي، في منطقة الأبرق بشرق ليبيا، عندما ألغى شخص عقد قران ابنة عمه بالتقدم فجأة للزواج منها و«تحجيرها لنفسه»، ليتدخل خال العريس ويعرض ابنته عليه ليتزوجها.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا، خلال اليومين الماضيين، بالسخرية والاندهاش مما سموه عودة عادة تتسم بـ«الجهل والتخلف» بعد أن كان نسيها المجتمع، ليتصدر هاشتاغ «التحجير» ترند مواقع التواصل في ليبيا.
وما بين التهويل من هذه الواقعة والتهوين من شأنها، قال المخرج الليبي أسامة رزق: «بعيداً عن السخرية من موضوع التحجير في ليبيا، أرى أن هذه الواقعة عادة متخلفة وأمر خطير وجريمة ضد المرأة».
وأضاف رزق عبر حسابه على «فيسبوك»: «يجب أن نقف جميعاً وقفة حقيقية ضد هذا التصرف الخطير، بالإضافة لزواج القاصرات»، لافتاً إلى أن «المرأة إن كانت ضعيفة وليست قادرة على الحديث، يجب على الرجل أن يحافظ على حقوقها ويصون كرامتها».
جهات حقوقية كثيرة دخلت على خط الأزمة مبكراً، للدفاع عن «حق المرأة الليبية»، وفي حين ذهب رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان عبد المنعم الزايدي، إلى أنه «من يحجر على المرأة ناقص عقل ودين»، لامست قضية فتاة بلدة الأبرق وتراً حساساً يتعلق بميراث النساء في ليبيا، وقال أحمد الزرقاني، عبر حسابه على «توتير» أمس: «بعد قضية التحجير أتمنى التطرق إلى قضية حرمان البنات من الميراث عند بعض العائلات».
ولوحظ أن غالبية الأصوات التي نددت بالواقعة، تنتمي إلى الغرب الليبي، في مقابل من رأى في شرق البلاد، أن استغلال هذه الواقعة «الفردية» يستهدف تشويه (برقة) بنغازي، وقال الإعلامي محمود شمام: «أنا ولدت في بنغازي عام 1947 وغادرتها 1976، وخلال هذه الفترة لم أسمع عن هذه الواقعة... ليس هناك داعٍ لتحويل الاستثناء إلى قاعدة»، و«لاحظت أيضاً أن انتشار قصة (التحجير) بهذا الشكل الوبائي يتزامن مع حملة التشهير الجهوية حول (بدونة) برقة وهمجيتها ووحشيتها».
وتفاعلت مرام الطاهر، إحدى الفتيات الليبيات، عبر حسابها على «تويتر»: «ما يقدروش (لا يستطيعون) يحجروني... تخصصي تطفيش العرسان غير المرغوب فيهم».
وكتب متفاعل آخر: «في 2019 وما زالوا يعطون لأنفسهم الحق بأنهم يأخذون المرأة في يوم عرسها، ويسمون الأمر (تحجيراً) معتبرينها (دابة) مش بشر، ويتفاخروا بالأمر».
وتفاعلت قنوات ليبية كثيرة مع الخبر، واعتبرته، «عادة سيئة» تهدد حقوق الفتيات، وقالت فضائية «218»، إنه «إلى الآن لا يزال هناك بعض المواطنين في ليبيا لم يتخلوا عن هذه العادة».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.