نظام «آيباد أو إس» الجديد... يجعل الجهاز بديلاً عن اللاب توب

«الشرق الأوسط» تختبر مزايا النسخة التجريبية له

نظام «آيباد أو إس» الجديد من «آبل»
نظام «آيباد أو إس» الجديد من «آبل»
TT

نظام «آيباد أو إس» الجديد... يجعل الجهاز بديلاً عن اللاب توب

نظام «آيباد أو إس» الجديد من «آبل»
نظام «آيباد أو إس» الجديد من «آبل»

فاجأت شركة «آبل» الجميع خلال مؤتمر آبل للمطورين (WWDC 2019) بإعلانها عن نظام تشغيل جديد خاص بأجهزة الآيباد تحت اسم «آيباد أو اس» (iPadOS)، ليحدث نقلة نوعية لهذا الجهاز ويحوله من مجرد آيفون بشاشة كبيرة إلى جهاز لوحي يغنيك عن استخدام اللاب توب في كثير من الأحيان.
النظام الجديد مبني على الأساس نفسه الذي يستند إليه iOS - لكنه يتمتع بقدرات فريدة وقوية مناسبة للأجهزة ذات الشاشة الأكبر ويشتمل أيضاً على جميع الميزات الجديدة لنظام iOS 13، بما في ذلك تحديثات الأداء ووضع الظلام (Dark Mode) وتطبيق البحث الجديد Find My، بالإضافة إلى تسجيل الدخول باستخدام ميزة Sign - in with Apple وغيرها المزيد. وفي هذا المقال، نتعرف على أبرز مميزات هذا النظام الجديد من خلال استخدامنا النسخة التجريبية منه.
- ملامح النظام
> الشاشة الرئيسية (Home Screen): نظام «آيباد أو إس» يأتي بشاشة رئيسية جديدة، وأهم ميزة فيها إمكانية وضع التطبيقات المصغّرة (Widget) بجانب تطبيقاتك دون الحاجة للسحب لإظهارها كما جرت العادة. والميزة الثانية تقريب المسافات بين أيقونات التطبيقات لتتمكن من إضافة كثير من التطبيقات على شاشة رئيسية واحدة. كما يمكنك أيضاً إضافة مجلدات إلى الشريط السفلي (Dock)، ما يتيح لك الوصول إلى مزيد من التطبيقات بكل سهولة ويسر.
> تعدد المهام (Multi Tasking): أصبح تعدد المهام بعد تحديث «آيباد أو إس» أفضل بكثير مما كان عليه السابق، وأصبح بإمكانك القيام بما هو أكثر من مجرد تشغيل تطبيقين مختلفين في الوقت نفسه، بل ستستطيع حتى تشغيل نسختين من التطبيق نفسه بتقسيم الشاشة إلى نصفين.
هذه الميزة تمكنك أيضاً من إنشاء أكثر من سطح مكتب وبيئة عمل، ما سيكون مفيداً جداً لك في حال كنت تعمل على أكثر من مشروع مختلف أو تريد واجهتين مختلفتين؛ إحداهما للبيت والأخرى للعمل.
وهنا يجب التنويه بأن تعدد المهام لم يرتقِ للمستوى المطلوب بعد، وما زال بعيداً عما نراه في أجهزة الماك (Mac) والويندوز. ففي الواقع أنت تفتح تطبيقاً معيناً ثم تقوم بسحب تطبيق آخر وتعويمه على الشاشة للمكان الذي تريد.
> وضع الظلام (Dark Mode): لطالما انتظر عشاق «آبل» أن يصل إليهم تحديث وضع الظلام لأجهزتهم، خصوصاً أن نظام «أندرويد» مثلاً يوفر هذه التجربة منذ سنوات. وعند تفعيله ستتحول قائمة الإعدادات للون الداكن وتتبعها في ذلك التطبيقات الرئيسية للآيباد مثل تطبيق الملاحظات والصور وغير ذلك. كما يمكن أيضاً تفعيل الوضع الأوتوماتيكي، بحيث تكون السمة الأساسية للجهاز باللون الأبيض في النهار، وما إن يحل الليل تتحول القوائم إلى الوضع الداكن. هذا الوضع من شأنه أن يكون مريحاً للعين، بالإضافة إلى أنه يساعد في تقليل استهلاك طاقة البطارية.
- مزايا وتطبيقات
> ميزة سايدكار (Sidecar): هذه الميزة متوافقة فقط مع أجهزة الماك التي تعمل بنظام «كاتالينا» الأحدث، بحيث تمكنك من استخدام الآيباد شاشة ثانوية للماك. يشترط أيضاً أن يكون كل من الماك والآيباد مشبوكين على شبكة الاتصال نفسها، وأن تقوم بالولوج بحساب Apple ID نفسه في كلا الجهازين.
> التعرف على الأجهزة الخارجية: من أهم التحسينات التي أتى بها نظام التشغيل الجديد خاصية التعرف على الأجهزة التي يتم توصيلها في منفذ الشحن؛ سواء كانت وحدات تخزين (USB Flash Memory) أو فأرة أو حتى الكاميرات. هذه الميزة انتظرها كثير من المستخدمين، خصوصاً المصورين المحترفين الذي صار بإمكانهم توصيل الكاميرات مباشرة على الآيباد، ونسخ الصور، وبداية التحرير مباشرة عن طريق تطبيق الصور الذي تمت إضافة كثير من المزايا التحريرية له.
> تطبيق الملفات (Files App): لم يقتصر الأمر على وجود مجلد «التنزيلات» (Downloads) الجديد فحسب، بل إنه يدعم أيضاً مشاركة المجلدات من خلال iCloud، بحيث يمكنك لأي شخص آخر التعاون (Collaboration) في ملف، وستتم مزامنة جميع التغييرات في الوقت ذاته. وإذا كنت تستخدم خادماً خارجياً (في العمل مثلاً) لتخزين الملفات، فيمكنك الآن الوصول إليه عبر التطبيق.
> تطبيق سفاري (Safari): حصل على تحديث كبير هذه المرة؛ فهو يدعم تصفح المواقع عن طريق وضع سطح المكتب (Desktop Mode)، وهي خطوة في الاتجاه الصحيح من حيث تقديم تجربة تشبه الكومبيوتر. سيكون هناك أيضاً مدير للتحميل (Download Manager)، بحيث يمكنك تنزيل الوسائط والمستندات وجميع أنواع الملفات المختلفة والوصول إليها في مجلد التنزيلات الجديد، وهو ما لم يكن متوفراً في نظام تشغيل iOS على الآيباد من قبل.
> تسجيل الدخول باستخدام ميزة Sign - in with Apple: لتعزيز الخصوصية وفرت «آبل» خدمة جديدة تحت اسم تسجيل الدخول بواسطة «آبل»، بحيث لن نضطر إلى التسجيل في المواقع المختلفة من خلال حساباتنا الشخصية، بل ستوفر لنا الشركة حساباً بريدياً وهمياً يمكن استعماله للولوج إلى هذه المواقع.
وتدّعي «آبل» أن هذه الميزة ستزوّد مستخدميها بحماية أكبر للخصوصية. وتضيف الشركة أنّها لا تسعى إلى تعقّبنا أو بناء ملف شخصي عن نشاطاتنا، إذ إنّ المطوّرين هم فقط من يحقّ لهم طلب اسمنا وبريدنا الإلكتروني. وستفرض «آبل» على المطوّرين الذين يملكون تطبيقاً في متجرها أو يعتمدون على تسجيل دخول من طرف ثالث (كـ«غوغل» و«فيسبوك»)، أن يتيحوا للمستخدمين خيار «تسجيل الدخول بواسطة آبل».
وفي النهاية، نحب أن ننوه بأن التجربة التي قمنا بها كانت النسخة التجريبية «برنامج بيتا» لنظام «آيباد أو إس»، لذا ننصحكم بألّا تحمّلوه على جهازكم الرئيسي، فعادة ما تأتي نسخ «بيتا» بأخطاء برمجية كثيرة، هذا فضلاً عن أن كثيراً من التطبيقات التي تستخدمونها حالياً قد لا تعمل مع هذه النسخة.
ومع ذلك، في حال قرّرتم تجربة الإصدار الجديد على جهاز ثانوي، فكل ما عليكم هو تسجيل جهازكم في موقع beta.apple.com الذي سيزودكم ببرمجية صغيرة تقومون بتثبيتها على جهازكم ليصل إليكم بعدها التحديث في قائمة الإعدادات الرئيسية. وكنصيحة عامة يفضل أن تقوموا بأخذ نسخة احتياطية لجهازكم حتى تتمكّنوا من إرجاعه إلى حالته السابقة في حال حدوث أي خطأ.


مقالات ذات صلة

قرعة المونديال: مجموعات متباينة للمنتخبات العربية

رياضة عالمية قرعة المونديال: مجموعات متباينة للمنتخبات العربية

قرعة المونديال: مجموعات متباينة للمنتخبات العربية

بحضور الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، ورئيسة المكسيك كلوديا شينباوم ورئيس وزراء كندا مارك كارني، سحبت في واشنطن أمس قرعة مونديال 2026 التي ستقام مبارياتها في

سلطان الصبحي (واشنطن)
المشرق العربي حشد كبير في ساحة العاصي بحماة أمس احتفالا بالذكرى السنوية الأولى لسقوط نظام بشار الأسد أمس (إ.ب.أ)

احتفالات بذكرى سقوط الأسد... وأنصاره يخططون لـ«انتفاضتين»

في موازاة احتفالات مستمرة في سوريا بمرور قرابة سنة على إسقاط حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد، تسربت معلومات أمس عن خطط يقف وراءها رئيس سابق للمخابرات السورية

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم متحدثاً في احتفال «تعظيماً للعلماء الشهداء على طريق القدس وأولي البأس» (الوكالة الوطنية للإعلام)

قاسم يؤيد «الدبلوماسية» ويتمسك بسلاح «حزب الله»

رفع الأمين العام لـ«حزب الله»، نعيم قاسم، أمس، سقف خطابه السياسي، مؤكداً أنّ المشاركة برئيس مدني في لجنة وقف إطلاق النار تمثل «إجراءً مخالفاً للتصريحات

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية مركبة عسكرية إسرائيلية تغلق مدخل بلدة طمون جنوب طوباس بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

موازنة إسرائيلية تخدم الاستيطان بالضفة الغربية

​اتفق وزيرا المالية والدفاع في إسرائيل على تقليص ميزانية وزارة الدفاع التي طلبتها الأخيرة في إطار إعداد الموازنة العامة لعام 2026، من 144 مليار شيقل،

«الشرق الأوسط» (غزة)
الولايات المتحدة​ المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)

الولايات المتحدة وأوكرانيا تؤكدان أن أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا

يعقد مفاوضون أوكرانيون ومبعوثو الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوماً ثالثاً من المحادثات في ميامي السبت، مؤكدين أن إحراز أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا.

«الشرق الأوسط» (ميامي)

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».


دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
TT

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة «كاسبرسكي» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، ونُشرت نتائجها خلال معرض «بلاك هات 2025» في الرياض، واقعاً جديداً في بيئات العمل السعودية.

فقد كشف الاستطلاع، الذي حمل عنوان «الأمن السيبراني في أماكن العمل: سلوكيات الموظفين ومعارفهم»، أن نصف الموظفين فقط في المملكة تلقّوا أي نوع من التدريب المتعلق بالتهديدات الرقمية، على الرغم من أن الأخطاء البشرية ما زالت تمثل المدخل الأبرز لمعظم الحوادث السيبرانية.

وتشير هذه النتائج بوضوح إلى اتساع فجوة الوعي الأمني، وحاجة المؤسسات إلى بناء منظومة تدريبية أكثر صرامة وشمولاً لمختلف مستويات الموظفين.

تكتيكات تتجاوز الدفاعات التقنية

تُظهر البيانات أن المهاجمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الأساليب المستهدفة التي تستغل الجانب النفسي للأفراد، وعلى رأسها «الهندسة الاجتماعية».

فعمليات التصيّد الاحتيالي ورسائل الانتحال المصممة بعناية قادرة على خداع الموظفين ودفعهم للإفصاح عن معلومات حساسة أو تنفيذ إجراءات مالية مشبوهة.

وقد أفاد 45.5 في المائة من المشاركين بأنهم تلقوا رسائل احتيالية من جهات تنتحل صفة مؤسساتهم أو شركائهم خلال العام الماضي، فيما تعرّض 16 في المائة منهم لتبعات مباشرة جراء هذه الرسائل.

وتشمل صور المخاطر الأخرى المرتبطة بالعنصر البشري كلمات المرور المخترقة، وتسريب البيانات الحساسة، وعدم تحديث الأنظمة والتطبيقات، واستخدام أجهزة غير مؤمنة أو غير مُشفّرة.

الأخطاء البشرية مثل كلمات المرور الضعيفة وتسريب البيانات وعدم تحديث الأنظمة تشكل أبرز أسباب الاختراقات (شاترستوك)

التدريب... خط الدفاع الأول

ورغم خطورة هذه السلوكيات، يؤكد الاستطلاع أن الحد منها ممكن بدرجة كبيرة عبر برامج تدريب موجهة ومستمرة.

فقد اعترف 14 في المائة من المشاركين بأنهم ارتكبوا أخطاء تقنية نتيجة نقص الوعي الأمني، بينما أشار 62 في المائة من الموظفين غير المتخصصين إلى أن التدريب يعدّ الوسيلة الأكثر فاعلية لتعزيز وعيهم، مقارنة بوسائل أخرى مثل القصص الإرشادية أو التذكير بالمسؤولية القانونية.

ويبرز هذا التوجه أهمية بناء برامج تدريبية متكاملة تشكل جزءاً أساسياً من الدفاع المؤسسي ضد الهجمات.

وعند سؤال الموظفين عن المجالات التدريبية الأكثر أهمية لهم، جاءت حماية البيانات السرية في صدارة الاهتمامات بنسبة 43.5 في المائة، تلتها إدارة الحسابات وكلمات المرور (38 في المائة)، وأمن المواقع الإلكترونية (36.5 في المائة).

كما برزت موضوعات أخرى مثل أمن استخدام الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، وأمن الأجهزة المحمولة، والبريد الإلكتروني، والعمل عن بُعد، وحتى أمن استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واللافت أن ربع المشاركين تقريباً أبدوا رغبتهم في تلقي جميع أنواع التدريب المتاحة، ما يعكس حاجة ملحة إلى تعليم شامل في الأمن السيبراني.

«كاسبرسكي»: المؤسسات بحاجة لنهج متكامل يجمع بين حلول الحماية التقنية وبناء ثقافة أمنية تُحوّل الموظفين إلى خط دفاع فعّال (شاترستوك)

تدريب عملي ومتجدد

توضح النتائج أن الموظفين مستعدون لاكتساب المهارات الأمنية، لكن يُشترط أن تكون البرامج التدريبية ذات طابع عملي وتفاعلي، وأن تُصمَّم بما يتناسب مع أدوار الموظفين ومستوى خبراتهم الرقمية. كما ينبغي تحديث المحتوى بانتظام ليتوافق مع تطور التهديدات.

ويؤدي تبني هذا النهج إلى ترسيخ ممارسات يومية مسؤولة لدى الموظفين، وتحويلهم من نقطة ضعف محتملة إلى عنصر دفاعي فاعل داخل المؤسسة، قادر على اتخاذ قرارات أمنية واعية وصد محاولات الاحتيال قبل تصعيدها.

وفي هذا السياق، يؤكد محمد هاشم، المدير العام لـ«كاسبرسكي» في السعودية والبحرين، أن الأمن السيبراني «مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود أقسام تقنية المعلومات».

ويشير إلى أن بناء مؤسسة قوية يتطلب تمكين جميع الموظفين من الإدارة العليا إلى المتدربين من فهم المخاطر الرقمية والتصرف بوعي عند مواجهتها، وتحويلهم إلى شركاء حقيقيين في حماية البيانات.

تقوية دفاعات المؤسسات

ولتقوية دفاعاتها، تنصح «كاسبرسكي» أن تعتمد المؤسسات نهجاً متكاملاً يجمع بين التكنولوجيا والمهارات البشرية واستخدام حلول مراقبة وحماية متقدمة مثل سلسلة «Kaspersky Next» وتوفير برامج تدريبية مستمرة مثل منصة «كاسبرسكي» للتوعية الأمنية الآلية، إضافة إلى وضع سياسات واضحة تغطي كلمات المرور وتثبيت البرمجيات وتجزئة الشبكات.

وفي الوقت نفسه، يساعد تعزيز ثقافة الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة ومكافأة السلوكيات الأمنية الجيدة في خلق بيئة عمل أكثر يقظة واستعداداً.

يذكر أن هذا الاستطلاع أُجري في عام 2025 بواسطة وكالة «Toluna»، وشمل 2,800 موظف وصاحب عمل في سبع دول، بينها السعودية والإمارات ومصر، ما يقدم صورة إقليمية شاملة حول مستوى الوعي والتحديات المرتبطة بالأمن السيبراني في أماكن العمل.


تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
TT

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك، مؤسس «سبيس إكس»، في سباق الفضاء.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس، بأن ألتمان يدرس شراء أو الشراكة مع مزود خدمات إطلاق صواريخ قائم بتمويل.

وأشار التقرير إلى أن هدف ألتمان هو دعم مراكز البيانات الفضائية لتشغيل الجيل القادم من أنظمة الذكاء الاصطناعي.

كما أفادت الصحيفة بأن ألتمان قد تواصل بالفعل مع شركة «ستوك سبيس»، وهي شركة صواريخ واحدة على الأقل، ومقرها واشنطن، خلال الصيف، واكتسبت المحادثات زخماً في الخريف.

ومن بين المقترحات سلسلة استثمارات بمليارات الدولارات من «أوبن إيه آي»، كان من الممكن أن تمنح الشركة في نهاية المطاف حصة مسيطرة في شركة الصواريخ.

وأشار التقرير إلى أن هذه المحادثات هدأت منذ ذلك الحين، وفقاً لمصادر مقربة من «أوبن إيه آي».

ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، جاء تواصل ألتمان مع شركة الصواريخ في الوقت الذي تواجه فيه شركته تدقيقاً بشأن خططها التوسعية الطموحة.

ودخلت «أوبن إيه آي» بالتزامات جديدة بمليارات الدولارات، على الرغم من عدم توضيحها لكيفية تمويلها عملية التوسعة الكبيرة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن ألتمان حالة من القلق الشديد على مستوى الشركة بعد أن بدأ برنامج «شات جي بي تي» يتراجع أمام روبوت الدردشة «جيميني» من «غوغل»؛ ما دفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل عمليات الإطلاق الأخرى، وطلب من الموظفين تحويل فرقهم للتركيز على تحسين منتجها الرائد.

يرى ألتمان أن اهتمامه بالصواريخ يتماشى مع فكرة أن طلب الذكاء الاصطناعي على الطاقة سيدفع البنية التحتية للحوسبة إلى خارج الأرض.

لطالما كان من دعاة إنشاء مراكز بيانات فضائية لتسخير الطاقة الشمسية في الفضاء مع تجنب الصعوبات البيئية على الأرض.

تشارك كل من ماسك وجيف بيزوس وسوندار بيتشاي، رئيس «غوغل»، الأفكار نفسها.

تُطوّر شركة «ستوك سبيس»، التي أسسها مهندسون سابقون في «بلو أوريجين»، صاروخاً قابلاً لإعادة الاستخدام بالكامل يُسمى «نوفا»، والذي تُشير التقارير إلى أنه يُطابق ما تسعى «سبيس إكس» إلى تحقيقه.

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ف.ب)

وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن الشراكة المقترحة كانت ستُتيح لألتمان فرصةً مُختصرةً لدخول قطاع الإطلاق الفضائي.

تُسلّط محادثات ألتمان الضوء على التنافس المستمر بينه وبين ماسك. فقد شارك الاثنان في تأسيس شركة «أوبن إيه آي» عام 2015، ثم اختلفا حول توجه الشركة، ليغادر ماسك بعد ثلاث سنوات.

ومنذ ذلك الحين، أطلق ماسك شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي، xAI، بينما وسّع ألتمان طموحات «أوبن إيه آي»، ودعم مؤخراً مشاريع تُنافس مشاريع ماسك مباشرةً، بما في ذلك شركة ناشئة تُعنى بالدماغ والحاسوب.

ألمح ألتمان إلى طموحاته في مجال الفضاء في وقت سابق من هذا العام، وقال: «أعتقد أن الكثير من العالم يُغطى بمراكز البيانات بمرور الوقت. ربما نبني كرة دايسون كبيرة حول النظام الشمسي ونقول: مهلاً، ليس من المنطقي وضع هذه على الأرض».

ثم في يونيو (حزيران)، تساءل: «هل ينبغي لي أن أؤسس شركة صواريخ؟»، قبل أن يضيف: «آمل أن تتمكن البشرية في نهاية المطاف من استهلاك قدر أكبر بكثير من الطاقة مما يمكننا توليده على الأرض».