واشنطن لا تتوقع اتفاقاً كبيراً مع بكين في محادثات الأسبوع المقبل

الاقتصاد الأميركي لا يحقق هدف ترمب لنمو 3 % في 2018

الولايات المتحدة تتوقع أن تقبل الصين على شراء منتجات زراعية أميركية كبادرة حسن نية (أ.ف.ب)
الولايات المتحدة تتوقع أن تقبل الصين على شراء منتجات زراعية أميركية كبادرة حسن نية (أ.ف.ب)
TT

واشنطن لا تتوقع اتفاقاً كبيراً مع بكين في محادثات الأسبوع المقبل

الولايات المتحدة تتوقع أن تقبل الصين على شراء منتجات زراعية أميركية كبادرة حسن نية (أ.ف.ب)
الولايات المتحدة تتوقع أن تقبل الصين على شراء منتجات زراعية أميركية كبادرة حسن نية (أ.ف.ب)

قال لاري كودلو المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، إنه لا يتوقع إبرام اتفاق كبير في محادثات التجارة مع الصين، الأسبوع المقبل، لكن المفاوضين الأميركيين يأملون في تهيئة المجال لإجراء مزيد من المحادثات المثمرة بشأن تقليص القيود التجارية.
وقال كودلو خلال مقابلة مع «سي إن بي سي»: «سيجتمعون الأسبوع المقبل في شنغهاي. لا أتوقع أي اتفاق كبير. أعتقد، بالحديث مع مفاوضينا، أنهم سيهيئون المجال، وآمل أن نعود إلى النقطة التي توقفت عندها المحادثات في مايو (أيار) الماضي». وأضاف: «نمضي على نحو جيد. لم نبرم اتفاقاً بعد، لكن ما زالت هناك قضايا هيكلية تتعلق بسرقة حقوق الملكية الفكرية والنقل القسري للتكنولوجيا والتشويش السيبري وحواجز الرسوم التجارية وغير التجارية وما إلى ذلك، وبلا ريب آليات التنفيذ».
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تتوقع بقوة أن تقبل الصين على شراء منتجات زراعية أميركية كبادرة حسن نية.
وأعلن البيت الأبيض، يوم الأربعاء، أن وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، والممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر، سيجتمعان مع ليو خه نائب رئيس الحكومة الصينية، لإجراء محادثات في شنغهاي يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين. وسيكون هذا أول اجتماع مباشر للجانبين منذ اتفاق الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ونظيره الصيني شي جينبينغ، على إحياء المحادثات بهدف إنهاء الحرب التجارية المحتدمة منذ عام بين البلدين.
يأتي هذا في الوقت الذي لم يحقق فيه النمو الاقتصادي الأميركي في 2018، الهدف الذي وضعته إدارة الرئيس دونالد ترمب عند 3 في المائة، ما قد يجدد الانتقادات لتخفيضات ضريبية بقيمة 1.5 تريليون دولار طبقها البيت الأبيض.
وقالت وزارة التجارة الأميركية، أمس الجمعة، إن الناتج المحلي الإجمالي زاد 2.9 في المائة العام الماضي، مؤكدة تقديرات نُشرت في مارس (آذار) الماضي. وأظهرت المراجعة السنوية التي أجرتها الوزارة لبيانات الناتج المحلي الإجمالي أن الاقتصاد نما 2.5 في المائة في الاثني عشر شهراً حتى الربع الأخير من 2018، انخفاضاً من الرقم المُعلن في السابق البالغ 3 في المائة.
وسلط الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الضوء على رقم النمو على أساس سنوي كبرهان على أن التخفيضات الضريبية والإنفاق الحكومي الكثيف، اللذين ساهما في تضخم عجز الميزانية الاتحادية، وضعا الاقتصاد على مسار مستدام لنمو قوي.
ويقول البيت الأبيض والجمهوريون إن التخفيضات الضريبية الكبيرة، التي تضمنت خفض ضريبة الشركات إلى 21 في المائة من 35 في المائة، ستفوق مزاياها تكلفتها من خلال نمو اقتصادي قوي. ويهاجم الديمقراطيون التخفيضات الضريبية باعتبارها تفيد الأغنياء الأميركيين على حساب الطبقة المتوسطة.
وكتب ترمب في تغريدة، أمس، أن النمو الاقتصادي في الربع الثاني من العام، الذي تباطأ دون المتوقع، «لم يكن سيئاً بالنظر إلى الحمل الثقيل جداً لمرساة مجلس الاحتياطي الاتحادي الملتفة حول أعناقنا».
وتباطأ النمو الاقتصادي الأميركي بوتيرة تقل عن المتوقع في الربع الثاني من العام الحالي، حيث قلص ارتفاع إنفاق المستهلكين إثر بعض الانخفاض الناتج عن هبوط الصادرات، وتراجع وتيرة تكوين المخزونات، ما قد يساهم في تخفيف مخاوف بشأن متانة الاقتصاد. ومن المرجح ألا يمنع التقرير المتفائل نسبياً الصادر عن وزارة التجارة، مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي)، من خفض أسعار الفائدة يوم الأربعاء المقبل، لأول مرة خلال 10 سنوات، بالنظر إلى المخاطر المتزايدة في التوقعات الاقتصادية، لا سيما نتيجة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وعلى الرغم من القراءة التي تفوق التوقعات للناتج المحلي الإجمالي، فإن الاستثمارات انكمشت لأول مرة منذ مطلع عام 2016. كما تراجع قطاع الإسكان للربع السادس على التوالي.
وكان جيروم باول رئيس الاحتياطي الاتحادي، أشار في وقت سابق من الشهر الحالي إلى أن استثمارات الشركات وقطاع الإسكان من مناطق الضعف في الاقتصاد.
وقالت الحكومة الأميركية، إن الناتج المحلي الإجمالي زاد بوتيرة سنوية 2.1 في المائة في الربع الثاني. ونما الاقتصاد بوتيرة لم تخضع للتعديل نسبتها 3.1 في المائة في الربع الممتد بين يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار). وكان خبراء اقتصاد، استطلعت «رويترز» آراءهم، توقعوا نمو الناتج المحلي الإجمالي 1.8 في المائة في الربع الثاني من العام.وزاد نمو إنفاق المستهلكين، الذي يشكل أكثر من ثلثي النشاط الاقتصادي الأميركي، بنسبة 4.3 في المائة في الربع الثاني من العام، وهي أسرع وتيرة منذ الربع الأخير من عام 2017. ونما إنفاق المستهلكين بنسبة 1.1 في المائة في الربع الأول من العام.



«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه، يوم الأربعاء المقبل، مع احتمال أن يسلط المسؤولون الضوء على كيفية تأثير البيانات الاقتصادية الأخيرة على قراراتهم بشأن أسعار الفائدة في العام المقبل.

وتضع الأسواق المالية في الحسبان احتمالات بنسبة 97 في المائة أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصبح النطاق بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

ومع ذلك، تضاءل مبرر بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة مؤخراً بعد التقارير التي تشير إلى أن التضخم لا يزال مرتفعاً بشكل مستمر مقارنةً بالهدف السنوي لـ«الفيدرالي» البالغ 2 في المائة، في حين أن سوق العمل لا تزال قوية نسبياً. وكان البنك قد خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن أبقاها عند أعلى مستوى في عقدين طوال أكثر من عام، في محاولة للحد من التضخم المرتفع بعد الوباء.

ويؤثر سعر الأموال الفيدرالية بشكل مباشر على أسعار الفائدة المرتبطة ببطاقات الائتمان، وقروض السيارات، وقروض الأعمال. ومن المتوقع أن تكون أسعار الفائدة المرتفعة في الوقت الحالي عقبة أمام النشاط الاقتصادي، من خلال تقليص الاقتراض، مما يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد لتخفيف الضغوط التضخمية والحفاظ على الاستقرار المالي.

لكن مهمة بنك الاحتياطي الفيدرالي لا تقتصر فقط على مكافحة التضخم، بل تشمل أيضاً الحد من البطالة الشديدة. وفي وقت سابق من هذا الخريف، أدى تباطؤ سوق العمل إلى زيادة قلق مسؤولي البنك بشأن هذا الجزء من مهمتهم المزدوجة، مما دفعهم إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر. ورغم ذلك، تباطأ التوظيف، فيما تجنب أصحاب العمل تسريح العمال على نطاق واسع.

توقعات الخبراء بتخفيضات أقل في 2025

تدور الأسئلة المفتوحة في اجتماع الأربعاء حول كيفية موازنة بنك الاحتياطي الفيدرالي بين أولويتيه في مكافحة التضخم والحفاظ على سوق العمل، وكذلك ما سيقوله رئيس البنك جيروم باول، عن التوقعات المستقبلية في المؤتمر الصحفي الذي سيعقب الاجتماع. وبينما تبدو التحركات المتعلقة بأسعار الفائدة في الأسبوع المقبل شبه مؤكدة، فإن التخفيضات المستقبلية لا تزال غير واضحة.

وعندما قدم صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي آخر توقعاتهم الاقتصادية في سبتمبر، توقعوا خفض المعدل إلى نطاق يتراوح بين 3.25 في المائة و4.5 في المائة بحلول نهاية عام 2025، أي بتقليص بنسبة نقطة مئوية كاملة عن المستوى المتوقع في نهاية هذا العام.

وتوقع خبراء الاقتصاد في «ويلز فارغو» أن التوقعات الجديدة ستُظهر ثلاثة تخفيضات ربع نقطة فقط في عام 2025 بدلاً من أربعة، في حين توقع خبراء «دويتشه بنك» أن البنك سيُبقي على أسعار الفائدة ثابتة دون خفضها لمدة عام على الأقل. فيما تتوقع شركة «موديز أناليتيكس» خفض أسعار الفائدة مرتين في العام المقبل.

التغيير الرئاسي وتأثير التعريفات الجمركية

يشكّل التغيير في الإدارة الرئاسية تحدياً كبيراً في التنبؤ بمستقبل الاقتصاد، حيث يعتمد مسار التضخم والنمو الاقتصادي بشكل كبير على السياسات الاقتصادية للرئيس المقبل دونالد ترمب، خصوصاً فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية الثقيلة التي تعهَّد بفرضها على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في أول يوم من رئاسته.

وتختلف توقعات خبراء الاقتصاد بشأن شدة تأثير هذه التعريفات، سواء كانت مجرد تكتيك تفاوضي أم ستؤدي إلى تأثيرات اقتصادية كبيرة. ويعتقد عديد من الخبراء أن التضخم قد يرتفع نتيجة لنقل التجار تكلفة التعريفات إلى المستهلكين.

من جهة أخرى، قد تتسبب التعريفات الجمركية في إضعاف الشركات الأميركية والنمو الاقتصادي، مما قد يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة لدعم الشركات والحفاظ على سوق العمل. كما يواجه البنك تحدياً في فصل تأثيرات التعريفات الجمركية عن العوامل الأخرى التي تؤثر في التوظيف والتضخم.

وتزداد هذه القضايا غير المحسومة وتزيد من تعقيد حسابات بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يدفعه إلى اتباع نهج أكثر حذراً بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل. كما أشار مات كوليار من «موديز أناليتيكس» إلى أن التغيرات المحتملة في السياسة التجارية والمحلية تحت إدارة ترمب قد تضيف طبقة إضافية من عدم اليقين، مما يدعم الحاجة إلى نهج الانتظار والترقب من لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية.