بريطانيا تحرّك بحريتها لحماية سفنها في مضيق هرمز

وزيرة الدفاع الألمانية لا تستبعد المشاركة في قوة أوروبية... وباريس منفتحة على التنسيق وتقاسم المعلومات

السفينة الحربية «يو إس إس بوكسر» التي قالت إنها أسقطت «درون» إيرانية أثناء مرافقتها السفينة اللوجيستية «تيباكنوي» لدى مرورها من مضيق هرمز إلى الخليج العربي أول من أمس (رويترز)
السفينة الحربية «يو إس إس بوكسر» التي قالت إنها أسقطت «درون» إيرانية أثناء مرافقتها السفينة اللوجيستية «تيباكنوي» لدى مرورها من مضيق هرمز إلى الخليج العربي أول من أمس (رويترز)
TT

بريطانيا تحرّك بحريتها لحماية سفنها في مضيق هرمز

السفينة الحربية «يو إس إس بوكسر» التي قالت إنها أسقطت «درون» إيرانية أثناء مرافقتها السفينة اللوجيستية «تيباكنوي» لدى مرورها من مضيق هرمز إلى الخليج العربي أول من أمس (رويترز)
السفينة الحربية «يو إس إس بوكسر» التي قالت إنها أسقطت «درون» إيرانية أثناء مرافقتها السفينة اللوجيستية «تيباكنوي» لدى مرورها من مضيق هرمز إلى الخليج العربي أول من أمس (رويترز)

أمرت الحكومة البريطانية، أمس، البحرية الملكية بمرافقة السفن التي ترفع علم البلاد عبر مضيق هرمز بهدف الدفاع عن حرية الملاحة وسط أزمة بين لندن وطهران في ظل تباين أوروبي حول تشكيل قوة أمنية بقيادة فرنسية - بريطانية.
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية: «تم تكليف البحرية الملكية بمرافقة السفن التي ترفع علم بريطانيا عبر مضيق هرمز، سواء كانت فرادى أو في مجموعات، بشرط الحصول على إخطار قبل عبورها بوقت كافٍ»، وأضاف في بيان: «حرية الملاحة مسألة حاسمة بالنسبة لنظام التجارة العالمي واقتصاد العالم، وسنبذل كل ما بوسعنا للدفاع عنها» وفق ما نقلت «رويترز».
وتصاعدت التوترات بين إيران وبريطانيا منذ احتجاز طهران ناقلة ترفع علم بريطانيا في المضيق. وهذا التحرك جاء بعد توقيف القوات البريطانية ناقلة نفط إيرانية قرب جبل طارق قالت بريطانيا إنها كانت متجهة إلى سوريا بالمخالفة للعقوبات المفروضة من الاتحاد الأوروبي.
وجاء قرار الحكومة البريطانية بعد أيام من قولها إنها لا تملك الموارد العسكرية الكافية لمرافقة السفن في مياه المنطقة. وفي وقت سابق لذلك، نصحت الحكومة السفن البريطانية بعدم المرور عبر مضيق هرمز وإخطار البحرية مسبقاً إذا كانت تنوي المرور.
وقالت بريطانيا انها تعمل على تشكيل مهمة حماية بحرية بقيادة أوروبية لضمان سلامة الإبحار عبر مضيق هرمز بعد احتجاز إيران الناقلة الذي وصفته لندن بأنه عمل من قبيل «قرصنة الدولة». وفي المقابل، قال مسؤولون في الحكومة الإيرانية إن إيران تعهدت بتأمين المضيق، وإنها لن تسمح بأي اضطراب في الملاحة هناك.
وقال السفير الإيراني في لندن، حميد بعيدي نجاد، إن بلاده أبلغت «المنظمة البحرية الدولية» بـ«الجرائم» التي تزعم طهران ارتكابها من جانب الناقلة التي ترفع العلم البريطاني.
وقال بعيدي نجاد على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أمس، إن التقرير المقدم إلى المنظمة البحرية الدولية يقول إن «ستينا إمبيرو» كانت تسير في الاتجاه الخاطئ في طريق الشحن المزدحم بمضيق هرمز، واصطدمت بسفينة صيد إيرانية وأوقفت نظام تحديد المواقع الجغرافية العالمي (جي. بي. إس) الخاص بها. وتباينت روايات المسؤولين الإيرانيين على مدى الأسبوع الماضي حول دوافع احتجاز الناقلة. وقال 3 دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء الماضي، إن فرنسا وإيطاليا والدنمارك دعمت الفكرة، لكن ألمانيا قالت إنه من المبكر مناقشة كيفية مشاركة برلين فيها.
ولم تستبعد وزيرة الدفاع الألمانية الجديدة أنيجرت كرامب كارنباور، أمس من حيث المبدأ مشاركة عسكرية في مهمة حماية أوروبية للسفن التجارية في مضيق هرمز. ولكنها أكدت أمس لدى زيارة لها إلى قيادة العمليات الخاصة بالجيش في منطقة جلتوف بالقرب من مدينة بوتسدام شرق ألمانيا أنه حتى الآن ليس هناك أي طلب لمشاركة ولا صورة ملموسة بشأن تشكيل مثل هذه العملية؛ بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وقالت كرامب كارنباور، التي ترأس أيضاً حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل «المسيحي الديمقراطي»: «أي طلب نحصل عليه يجب الرد عليه - إذا جاز التعبير - انطلاقاً من الوضع الملموس وبالنظر إلى جميع النقاط».
وأضافت: «لا يمكننا التحدث بشأن ذلك إلا عندما نعلم ما هو مخطط له بالتحديد»، مؤكدة أنه لهذا السبب يتعلق الأمر حالياً «بصفة خاصة بالنواحي الدبلوماسية وليس بخدمات عسكرية ملموسة».
وانبثقت فكرة تشكيل قوة بقيادة أوروبية في مياه الخليج من اجتماع ترأسته رئيسة الوزراء البريطانية السابقة تيريزا ماي هذا الأسبوع. واقترحت بريطانيا أن يشترك الشركاء الأوروبيون في تشكيل «قوة حماية بحرية» لضمان مرور السفن التجارية بسلام في مياه الخليج. ولكن مثل هذه القوة يمكن أن تكشف عن اعتماد بريطانيا المستمر على حلفائها في الاتحاد الأوروبي في الوقت الذي يسعى فيه جونسون إلى إخراج البلاد من الاتحاد الأوروبي بأي طريقة في 31 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
في شأن متصل، قالت وزيرة الجيوش الفرنسية فرنسواز بارلي، في مقابلة معها نشرت أمس في صحيفة «ليست ريبوبليكان» الإقليمية الفرنسية، إن باريس ولندن وبرلين تنوي «تنسيق» جهودها و«تقاسم المعلومات» في منطقة الخليج لتعزيز الأمن البحري، ولكن من دون نشر قوات عسكرية إضافية. وأضافت: «نعمل على تنظيم أنفسنا نحن الأوروبيين، والشيء الوحيد الأكيد أن هناك هدفاً وحيداً لتحركنا هو خفض التوترات الحالية والدفاع عن مصالحنا».
إلى ذلك، قال قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي إن قواته تجاهلت إنذاراً من 5 سفن حربية بريطانية وأميركية أثناء القيام باحتجاز ناقلة النفط التي ترفع علم بريطانيا في مضيق هرمز. وتابع أنه «على الأعداء التراجع (الابتعاد) إذا لم يعترفوا بالمطالب الإيرانية»، وفقاً لصحيفة «جوان» المنبر الإعلامي الناطقة باسم «الحرس الثوري».
وتوجه سلامي أمس جنوباً إلى الأحواز لتفقد وحدات «الحرس الثوري» في المحافظة النفطية المطلة على الخليج والمجاورة للعراق.
في غضون ذلك، قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن رئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون أمام اختبار؛ إذ عليه أن يختار بين المشاركة في تشكيل قوة تقودها أوروبا لمرافقة الناقلات في مياه الخليج، وبين الانضمام إلى تحالف تسعى الولايات المتحدة إلى تشكيله.
وبحسب الوكالة، فإن أي الخيار سيضع جونسون أمام أجندة معقدة تتضمن الخروج من الاتحاد الأوروبي وإبرام اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة. ويمكن كذلك أن يعني هذا الخيار استمرار أو نهاية الجهود الأوروبية للإبقاء على الاتفاق النووي الهادف إلى خفض تطلعات إيران النووية والذي انسحبت منه واشنطن العام الماضي.
ويرى عدد من المحللين الأميركيين أن هذه لحظة حاسمة بالنسبة لمصير السياسة الأوروبية تجاه إيران ككل. وكتبت صحيفة «وول ستريت جورنال» في افتتاحية عدد أمس الخميس، أنه «يمكن أن يعلن جونسون وبكل بساطة أن بريطانيا ستنضم إلى حملة ممارسة أقصى الضغوط (على إيران) ويدعو إلى التوصل إلى اتفاق جديد معها». وأضافت: «وبالتالي؛ فمن المرجح ألا يبقى أمام باقي دول أوروبا من خيار سوى الانضمام إلى الشريكين بريطانيا والولايات المتحدة لتشكيل جبهة موحدة في نهاية المطاف».
وأحد الخيارين أمام جونسون هو إشراك بريطانيا في تحالف تقوده الولايات المتحدة طرحته إدارة دونالد ترمب في اجتماع حلف شمال الأطلسي الشهر الماضي. وفي حال اختار جونسون التحالف الأميركي، فيمكن أن يعزز ذلك فرص لندن في إحياء الجهود المتوقفة للتوصل إلى اتفاق تجارة مع الولايات المتحدة لفترة ما بعد «بريكست». ولكن ذلك يمكن أن يخلق خطراً على السفن العسكرية البريطانية؛ إذ يمكن أن تصبح مضطرة إلى الالتزام بقواعد الاشتباك الأميركية والتي تتحفظ عليها لندن حالياً.
ولا يخفي محللون إيرانيون مخاوفهم إزاء انسحاب بريطانيا من الاتفاق النووي، إذا ما قرر جونسون خروج بريطانيا من الاتحاد دون اتفاق، مما يجعل توثيق العلاقات مع الولايات المتحدة أحد الاحتمالات القوية لتقليل خسائر الاقتصاد البريطاني.
وأشاد كل من جونسون وترمب بالصداقة بينهما خلال المنافسة على زعامة حزب المحافظين البريطاني وبالتالي رئاسة الوزراء.
ورحب ترمب باختيار جونسون، ووصفه بأنه «ترمب بريطانيا»، وذكر مصدر مقرب من جونسون لصحيفة «ديلي ميل» أن الوقت حان «لإعادة هيكلة» العلاقات الأميركية - البريطانية. ولكن ذلك قد يقضي على الجهود البريطانية لإنقاذ ما تبقى من اتفاق 2015 مع إيران والذي انسحب منه ترمب العام الماضي.
وتنظر طهران بحذر إلى السياسات التي تنتهجها الحكومة البريطانية في زمن جونسون. وقد يكون الاجتماع المرتقب الأحد المقبل الذي من شأنه أن يشهد مفاوضات صريحة بين إيران وأوروبا، أولى المحطات لجس نبض مواقف حكومة جونسون من إيران. ونشرت صحيفة «رسالة» الإيرانية المحافظة رسماً كاريكاتورياً أول من أمس الأربعاء يصور جونسون على أنه خادم بريطاني يربت ترمب على رأسه في المكتب البيضاوي، أما صحيفة «سازندغي» الإصلاحية فعنونت: «ترمب البريطاني».
ولم يدل جونسون في الأسبوع الأول من احتجاز الناقلة البريطانية بأي تصريح بشأن استيلاء جنود إيرانيين يرتدون الأقنعة على الناقلة «ستينا إمبيرو» في مضيق هرمز المؤدي إلى مياه الخليج. ولكن يتوقع أن يفعل ذلك الآن.
بعد لحظات من إعلان تعيينه الأربعاء، صرح وزير الخارجية الجديد دومينيك راب بأن هذه القضية «حساسة جداً بالتأكيد» وسيتم اطلاعه بالكامل على تفاصيلها.
ولكن حتى لو قرر جونسون المضي قدماً في الجهود الأوروبية لتأمين مضيق هرمز الذي يعدّ من أكثر الممرات المائية ازدحاماً بناقلات النفط، فلا يزال يتعين عليه التنسيق مع القوات الأميركية الموجودة في المنطقة المحيطة بإيران.
وقال إيان بوند، مدير السياسة الخارجية في «مركز الإصلاح الأوروبي»، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن جونسون ربما يكسب ود ترمب من خلال مرافقة القوات البحرية الأوروبية للسفن في مياه الخليج. وزاد: «نظراً لأن ترمب يشتكي دائماً من قلة مساهمة الأوروبيين في الدفاع عن أنفسهم، فيجب أن يفكر في أن اتخاذ الأوروبيين خطوات بهذا الشأن هو أمر جيد». وأضاف: «ولكن من الصعب معرفة ما إذا كان هذا سيكون رد فعل ترمب».
ورجح بوند قيام جونسون بضم عدد من الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مثل النرويج في «التحالف الدولي». ورأى أن ذلك سيكون تطبيقاً عملياً لما قالته تيريزا ماي وهو: «سنخرج من الاتحاد الأوروبي وليس من (أوروبا+)».
إلا إن الباحثة في «تشام هاوس»، سانام فاكيل، نصحت زعيم بريطانيا الجديد بـ«تجنب إغراء التحالف بشكل تام مع واشنطن فيما يتعلق بإيران». وكتبت: «بدلاً من دمج السفن والأزمة النووية، يمكن للمفاوضات الثنائية بين المملكة المتحدة وإيران بشأن الناقلات أن توفر للجانبين نتيجة لحفظ ماء الوجه». وأضافت: «يمكن أن تجعل بريطانيا من نفسها جسراً بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وفي الوقت ذاته تعزز مكانتها بعد (بريكست)».



تركيا: تجاذب حول قانون أوجلان للسلام والاعتراف بـ«المشكلة الكردية»

سحب حزب «العمال الكردستاني» في 26 أكتوبر الماضي 25 من مقاتليه من الأراضي التركية إلى شمال العراق بإطار عملية السلام مع تركيا (رويترز)
سحب حزب «العمال الكردستاني» في 26 أكتوبر الماضي 25 من مقاتليه من الأراضي التركية إلى شمال العراق بإطار عملية السلام مع تركيا (رويترز)
TT

تركيا: تجاذب حول قانون أوجلان للسلام والاعتراف بـ«المشكلة الكردية»

سحب حزب «العمال الكردستاني» في 26 أكتوبر الماضي 25 من مقاتليه من الأراضي التركية إلى شمال العراق بإطار عملية السلام مع تركيا (رويترز)
سحب حزب «العمال الكردستاني» في 26 أكتوبر الماضي 25 من مقاتليه من الأراضي التركية إلى شمال العراق بإطار عملية السلام مع تركيا (رويترز)

جدّد حزب كردي في تركيا تمسكه بوضع لوائح قانونية ضمن «قانون السلام» بوصف ذلك ضرورة لإنجاح عملية «السلام والمجتمع الديمقراطي» التي تمر عبر حل حزب «العمال الكردستاني»، ونزع أسلحته.

جاء ذلك بينما يستمر الجدل حول تقارير قدمتها الأحزاب إلى البرلمان على ضوء المناقشات حول متطلبات العملية، التي تطلق عليها الحكومة «عملية تركيا خالية من الإرهاب».

وفي ظل هذه الأجواء، رفضت الرئاسة التركية طرح مطالب «مستحيلة» لن تؤدي إلا إلى عرقلة العملية، مؤكدة أن استخدام لغة «تُشيطن» الدولة، التي تُدير عملية الانتقال، أمر غير مقبول إطلاقاً.

لا «صفقة ديمقراطية»

وقال كبير مستشاري الرئيس التركي للشؤون القانونية محمد أوتشوم، عبر حسابه في «إكس» الأحد، إن اللوائح القانونية المزمع وضعها في إطار العملية يجب ألا تتضمن أي بنود تثير دعاوى عدم الدستورية.

وأضاف أوتشوم أن «لجنة التضامن الوطني والأخوة والديمقراطية» التابعة للبرلمان، التي تعمل على اقتراح الأساس القانوني للعملية، وصلت إلى مرحلة إعداد التقرير المتعلق بالقانون الانتقالي، الذي يجب أن يعزز التوافق الاجتماعي، مشدداً على أنه ليس هناك «صفقة ديمقراطية» أو مجال للمساومة على الديمقراطية خلال المرحلة الانتقالية.

أوجلان أطلق نداءه من أجل السلام والمجتمع الديمقراطي بسجن إيمرالي في 27 فبراير الماضي (إ.ب.أ)

وأشار أوتشوم، إلى أن «نداء من أجل السلام والمجتمع الديمقراطي»، الذي أطلقه زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين، عبد الله أوجلان في 27 فبراير (شباط) الماضي، ملزم لجميع الأطراف، وفي سوريا يُعدّ الالتزام التام باتفاقية 10 مارس (آذار)، بشأن اندماج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في الجيش السوري أمراً جوهرياً.

وأضاف: «باختصار، على كل من يُؤمن بضرورة اغتنام هذه الفرصة التاريخية أن يُعارض جميع أشكال التخريب الآيديولوجي والعملي، وأن يُقدّم مقترحات معقولة وواقعية، ويتجاهل المطالب المستحيلة».

بروين بولدان متحدثة خلال مؤتمر صحافي عقب لقاء «وفد إيمرالي» مع مسؤولي حزب «العدالة والتنمية» الحاكم بالبرلمان في 20 ديسمبر (حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب - إكس)

جاء تعليق أوتشوم، غداة تصريحات نائبة حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيد للأكراد، بروين بولدان، عقب لقاء «وفد إيمرالي» المؤلف منها والنائب مدحت سانجار وفائق أوزغور إيرول المحامي في شركة «عصرين» التي تتولى الملف القانوني لأوجلان، مع مسؤولين من حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، السبت، حيث أكدت أن «السلام سيكون مستحيلاً دون وضع قانون السلام».

و«قانون السلام للمرحلة الانتقالية» هو مصطلح أطلقه أوجلان خلال لقاء مع «وفد إيمرالي» في سجنه في 4 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وعدّه أساساً قانونياً لعملية السلام، وتضمن مطالبات بـ«المساواة في المواطنة»، والتخلي عن «الدولة القومية»، وتعزيز الديمقراطية في الإدارة المحلية، أي منح سلطات لا مركزية للبلديات في ولايات تركيا، وهي مطالبات تتعلق بعدد من مواد الدستور التركي.

جدل حزبي

في الوقت نفسه لا تزال تقارير الأحزاب حول «عملية السلام»، المقدمة إلى البرلمان، تفجر نقاشاً واسعاً على الساحة السياسية، بينما تواجه العملية والمفاوضات مع أوجلان انتقادات في الشارع التركي.

وانتقد الرئيس المشارك لحزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، تونجر باكيرهان، تقرير حزب «الحركة القومية»، قائلاً إن التقرير الذي جاء في 120 صفحة لم يعترف بوجود «مشكلة كردية» في تركيا، وجاء منافياً تماماً لنهج رئيس الحزب دولت بهشلي، الذي أطلق المبادرة لحل حزب «العمال الكردستاني» في 22 أكتوبر (تشرين الأول) 2024.

اللجنة البرلمانية لوضع الأساس القانوني لعملية السلام تلقت تقارير الأحزاب وستعمل على إصدار تقرير واحد شامل (البرلمان التركي - إكس)

وأشار إلى أن تقرير حزب «العدالة والتنمية»، لم يأت تماماً كما نريده، لكن على الرغم من أوجه القصور يتضمن التقرير جوانب جديرة بالملاحظة.

وبالنسبة لتقرير حزب «الشعب الجمهوري»، ذكر باكيرهان أن التقرير المؤلف من 53 صفحة لم يذكر «المشكلة الكردية» إلا في صفحتين فقط، وأنه كان من الأفضل أن يقوم الحزب بتحديث تقريره الذي أصدره عام 1989 حول الديمقراطية والمشكلة الكردية.

ورداً على باكيرهان، قال نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب «الشعب الجمهوري»، مراد أمير، الأحد، إن تقريرنا ليس «تقريراً كردياً»، وتقييمه من هذا المنظور غير دقيق.

وذكّر أمير بالهدف الأساسي للجنة البرلمانية المعنية بوضع الأساس القانوني لعملية السلام، قائلاً إن «الغرض من إنشاء اللجنة هو تحديد المشكلات والحلول المتعلقة بالديمقراطية وسيادة القانون والسلم الاجتماعي. وقد أعدّ حزبنا تقريراً في هذا الصدد، يحدد الخطوات العاجلة اللازمة لبناء تركيا أكثر ديمقراطية، ذات سيادة قانون أقوى وسلم اجتماعي راسخ».

وتضمن تقرير حزب «الشعب الجمهوري» 29 مادة بوصفها حزمة للإصلاح الديمقراطي لحل المشكلة الكردية، وتوسيع الحريات، وتعزيز الديمقراطية.

منظور عسكري

في السياق ذاته، أكد وزير الدفاع التركي، يشار غولر، أن العمل من أجل تحقيق هدف «تركيا خالية من الإرهاب» مستمر، قائلاً إن القوات التركية أوصلت «المنظمة الإرهابية» (حزب العمال الكردستاني)، من خلال عملياتها الناجحة، إلى مرحلة إلقاء السلاح، ومن الآن فصاعداً لن يتحقق أي شيء إلا من خلال ما تريده الدولة».

وزير الدفاع التركي يشار غولر خلال لقاء مع ممثلي وسائل الإعلام التركية في 20 ديسمبر (الدفاع التركية)

وأضاف غولر، خلال لقاء السبت، مع ممثلي وسائل الإعلام التركية لاستعراض نتائج أعمال وزارة الدفاع التركية عام 2025: «أود أن أؤكد مجدداً أننا لن نسمح لأي منظمة إرهابية، وعلى رأسها حزب (العمال الكردستاني)، و(وحدات حماية الشعب) في سوريا، بالتجذّر في المنطقة، أو العمل تحت أسماء مختلفة، أو فرض أمر واقع».


بعد إخفاقات 7 أكتوبر... إسرائيل تسمح للآلاف من جنود الاحتياط بالاحتفاظ ببنادق في منازلهم

سيدات فلسطينيات أمام جنود إسرائيليين يعتقلون مواطنين في مخيم نور شمس بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
سيدات فلسطينيات أمام جنود إسرائيليين يعتقلون مواطنين في مخيم نور شمس بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
TT

بعد إخفاقات 7 أكتوبر... إسرائيل تسمح للآلاف من جنود الاحتياط بالاحتفاظ ببنادق في منازلهم

سيدات فلسطينيات أمام جنود إسرائيليين يعتقلون مواطنين في مخيم نور شمس بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
سيدات فلسطينيات أمام جنود إسرائيليين يعتقلون مواطنين في مخيم نور شمس بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

يستعدّ الجيش الإسرائيلي لتسليح نحو 10 آلاف جندي احتياطي من الفرقة 96 ببنادق طويلة تُحفظ في منازلهم على مدار العام، بهدف تقليص أوقات الاستجابة بشكلٍ كبير في حالات الطوارئ المستقبلية، في تحوّل جذريّ في السياسة عقب هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

يأتي هذا الإجراء بعد تأخيراتٍ قاتلة حدثت عقب هجوم 7 أكتوبر، حيث تُرك كثير من التجمعات السكنية المدنية قرب حدود غزة دون حماية لساعات، وفي حالاتٍ كثيرة لم تكن فرق الطوارئ المحلية قادرة على الوصول إلى الأسلحة، حسبما أفاد موقع صحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية.

وقال ضابط رفيع في الفرقة 96 للصحيفة: «نتذكر جيداً سبب استغراق وصول القوات إلى نير عوز ست ساعات. قبل السابع من أكتوبر، لم تكن لدى كثير من فرق الاحتياط أسلحة في منازلهم أو مدنهم، ما أدى إلى كارثة».

وسيحصل جنود الاحتياط - ومعظمهم تتراوح أعمارهم بين 40 و60 عاماً - على بندقية مطورة من طرازي (إم 4) أو (إم 16)، ومخازن ذخيرة، وسترة قتالية، وخوذة. سيتم تخزين المعدات في خزنة كبيرة من صنع الجيش الإسرائيلي، مثبتة داخل منازلهم. سيخضع كل جندي لفحوصات طبية ونفسية وجنائية قبل الموافقة على ذلك.

وتابع الضابط: «في السابع من أكتوبر، كنت نائب قائد في قوات الاحتياط المظلية. وعندما وصلنا إلى قاعدة الطوارئ، وتسلمنا معداتنا، ووصلنا إلى الجنوب، كان الأوان قد فات. الآن نعمل على بناء كتائب قادرة على الاستجابة الفورية، والحفاظ على مواقعها حتى وصول القوات النظامية».

وفي السابق، كان الجيش الإسرائيلي يحظر على غالبية الجنود الاحتفاظ بالأسلحة في منازلهم، خشية تعرّضها للسرقة أو إساءة استخدامها عن طريق الخطأ. لكن بعد 7 أكتوبر، تم التراجع عن هذه السياسة بالنسبة لفئة مختارة من جنود الاحتياط، والذين يُتوقَّع منهم أيضًا إتمام مهمة عملياتية قبل تسلُّم سلاحهم.

حتى الآن، تسلّم مئات من جنود الاحتياط بنادق، وينضم إليهم العشرات شهرياً. الأسلحة المُسلّمة هي بنادق جيش الدفاع الإسرائيلي القياسية، وهي محفوظة في المنازل، وفق الصحيفة.


إيران تعرب عن دعمها لفنزويلا في نزاعها مع الولايات المتحدة

صورة مركبة لوزير الخارجية الفنزويلي إيفان خيل ونظيره الإيراني عباس عراقجي (ا.ف.ب)
صورة مركبة لوزير الخارجية الفنزويلي إيفان خيل ونظيره الإيراني عباس عراقجي (ا.ف.ب)
TT

إيران تعرب عن دعمها لفنزويلا في نزاعها مع الولايات المتحدة

صورة مركبة لوزير الخارجية الفنزويلي إيفان خيل ونظيره الإيراني عباس عراقجي (ا.ف.ب)
صورة مركبة لوزير الخارجية الفنزويلي إيفان خيل ونظيره الإيراني عباس عراقجي (ا.ف.ب)

أعلنت فنزويلا، السبت أن إيران عرضت تعاونها «في جميع المجالات» لمكافحة «القرصنة والإرهاب الدولي» اللذين تمارسهما الولايات المتحدة، وذلك خلال مكالمة هاتفية بين وزيري خارجية البلدين.

وتعد إيران من أبرز حلفاء الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الذي يتهم واشنطن بتدبير مؤامرة للإطاحة به.

ونشرت الولايات المتحدة أسطولاً عسكرياً ضخماً في منطقة الكاريبي زعمت أن هدفه مكافحة تهريب المخدرات.

ومنذ بداية الشهر، احتجزت القوات الأميركية ناقلتين تحملان نفطا فنزويليا في إطار «حصار شامل» أعلنه الرئيس دونالد ترمب.

وقال وزير الخارجية الفنزويلي إيفان خيل في بيان، إن المحادثة مع نظيره الإيراني ركزت على «الأحداث الأخيرة في منطقة الكاريبي، ولا سيما التهديدات وأعمال القرصنة التي تمارسها الولايات المتحدة وسرقة السفن التي تحمل النفط الفنزويلي».

وأكد خلال المحادثة أن «فنزويلا تلقت دليلاً قاطعاً على تضامن حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية الكامل، فضلا عن عرضها التعاون في جميع المجالات لمكافحة القرصنة والإرهاب الدولي اللذين تسعى الولايات المتحدة إلى فرضهما بالقوة».

وسبق لإيران أن قدمت مساعدات لفنزويلا شملت الوقود والغذاء والدواء.

كما أعربت الصين وروسيا، وهما حليفتان أخريان لفنزويلا، عن تضامنهما مع الرئيس مادورو في مواجهة الانتشار العسكري الأميركي.