أندي كارول يواجه مستقبلاً غامضاً بعد انتهاء عقده مع وستهام

المهاجم العملاق بات دون نادٍ ويأمل العودة إلى نيوكاسل الذي شهد انطلاقته

أندي كارول يسجل برأسه في مرمى السويد هدفاً كان ينتظر أن يكون انطلاقته مع منتخب إنجلترا  -  كارول يترك وستهام بحثاً عن نادٍ جديد (غيتي)
أندي كارول يسجل برأسه في مرمى السويد هدفاً كان ينتظر أن يكون انطلاقته مع منتخب إنجلترا - كارول يترك وستهام بحثاً عن نادٍ جديد (غيتي)
TT

أندي كارول يواجه مستقبلاً غامضاً بعد انتهاء عقده مع وستهام

أندي كارول يسجل برأسه في مرمى السويد هدفاً كان ينتظر أن يكون انطلاقته مع منتخب إنجلترا  -  كارول يترك وستهام بحثاً عن نادٍ جديد (غيتي)
أندي كارول يسجل برأسه في مرمى السويد هدفاً كان ينتظر أن يكون انطلاقته مع منتخب إنجلترا - كارول يترك وستهام بحثاً عن نادٍ جديد (غيتي)

قبل ثلاث سنوات من الآن، تعرض مهاجم نادي وستهام يونايتد الإنجليزي، أندي كارول، لمحاولة سرقة تحت تهديد السلاح، عندما حاول سائق دراجة نارية سرقة ساعته. وقال كارول إن سائقي دراجتين ناريتين طارداه في طريق عودته من التدريب إلى منزله، مشيراً إلى أن أحد السائقين توقف إلى جانبه عند إشارة المرور وطلب ساعته ثم تبعه أحدهما عندما انطلق بسيارته ووجه أحدهما مسدسه نحوه.
وأثناء هروبه صدم كارول «عشر سيارات على الأقل، ووجه نداءً إلى خدمات الطوارئ أثناء فراره يقول فيه (أنا لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز)» وبدلاً من التوجه مباشرة إلى أقرب مركز للشرطة، عاد كارول إلى ملعب التدريب بنادي وستهام يونايتد!.
إذا نظرنا الآن إلى ما حدث في تلك الليلة، فقد نشعر بأن هذا المشهد يجسد المسيرة الكروية للاعب في صورة واحدة، حيث إن مسيرة كارول مليئة بالاصطدامات والشعور بالغضب والهروب. ويمكن القول بأن كارول يمتلك مجموعة من المواهب التي «تعود إلى عصر ما قبل الصناعة في الوقت الذي دخل فيه العالم عصر التكنولوجيا والرقمنة»، إن جاز التعبير، كما عانى اللاعب من إصابات خطيرة ومتكررة، وأصبح الآن مثل «قطعة السلاح الصدئة» بعد انتهاء الحرب الباردة، بعد أن وصلت مسيرته مع نادي وستهام يونايتد إلى نهايتها بعد سبع سنوات.
والآن، أصبح كارول من بين عدد كبير من الأسماء اللامعة التي انتهت عقودها مع أنديتها ولم تنتقل إلى أي فريق جديد. وأصبحت فترة الانتقالات الصيفية الحالية بمثابة فرصة لنجوم الخط الهجومي للمنتخب الإنجليزي في عصر روي هودجسون - أندي كارول ودانيل ستوريدغ وداني ويلبيك - لكي يبحثوا عن أندية يلعبون لها.
وانتقل أندي كارول إلى ليفربول عام 2011 ليصبح أغلى لاعب إنجليزي في التاريخ آنذاك. لكن خلال السبع سنوات الأخيرة لم يسجل كارول إلا 33 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز. لكن خلال تلك الفترة، كان كارول مؤثراً بشكل غريب، رغم أن مسيرته الكروية لا تسير بشكل طبيعي من خطوة إلى أخرى، لكنها تتمحور في الأساس حول سلسلة من المشاهد المتفرقة والرائعة.
ومن بين هذه المشاهد الرائعة بالطبع ذلك الهدف الذي أحرزه بقميص المنتخب الإنجليزي في مرمى السويد في بطولة كأس الأمم الأوروبية عام 2012. والذي جاء من مهارة فائقة عندما ارتقى كارول للكرة العرضية الرائعة من ستيفن جيرارد وحول الكرة برأسه في شباك السويد. وفي ذلك الوقت، بدا الأمر وكأن هذا الهدف سيكون بمثابة انطلاقة هائلة للنجم البالغ من العمر 23 عاماً آنذاك.
لكن كارول لعب آخر مباراة له مع المنتخب الإنجليزي بعد هذه المباراة بثلاثة أشهر فقط. وفي هذه الأثناء، كانت أهدافه في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال السنتين ونصف الأخيرتين قد جاءت في مرمى وست بروميتش ألبيون وستوك سيتي وهال سيتي، وحتى الأهداف التي كان يسجلها مع وستهام يونايتد كانت بمثابة مؤشر على الهبوط الوشيك للفريق!.
لقد غاب كارول عن الملاعب فترات طويلة للغاية بسبب الإصابة، لكن الشيء المؤكد الآن هو أن كرة القدم قد تغيرت كثيراً من حوله. لقد لعب كارول للمرة الأولى مع نيوكاسل يونايتد في عام 2006. عندما كانت كرة القدم الإنجليزية لا تزال تعتمد على الكرات الطويلة وليس نقل الكرة عبر خطوط منتظمة. ومع ذلك، كان كارول قادراً على ربط خطوط الفريق بلمساته الجيدة وضغطه على دفاعات الفرق المنافسة، لكنه بعد ذلك أصبح يعتمد في المقام الأول والأخير على الكرات الهوائية وضربات الرأس.
وهناك مشهد آخر في تلك المشاهد المتفرقة لكارول، وهو الذي يجسد آخر لحظاته العظيمة عندما أحرز ثلاثة أهداف في غضون ثماني دقائق في مرمى آرسنال عام 2016. وفي الأيام التالية لتلك المباراة، كانت هناك مطالبات بأن ينضم كارول بشكل مفاجئ إلى صفوف المنتخب الإنجليزي المشارك في نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2016. لكن حتى في ذلك الوقت، بدا الأمر وكأن مسيرة كارول الكروية تقترب من نهايتها، لأنه اعتباراً من هذا الموسم لم يقدم كارول أي شيء يذكر داخل منطقة جزاء الفرق المنافسة، ربما باستثناء التدخلات العنيفة على المدافعين بأن يضع يده على كتف هذا اللاعب أو يضرب هذا اللاعب أثناء الالتحامات الهوائية، وهي الأمور التي لن تمر مرور الكرام بعد الآن في ظل تطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد (الفار).
لقد خرج كارول من حسابات وستهام بعد إعلان الأخير تعاقده مع الفرنسي سيباستيان ألير مهاجم إينتراخت فرانكفورت في صفقة قياسية الأسبوع الماضي.
وانضم المهاجم البالغ عمره 25 عاماً بعقد لمدة خمس سنوات مع بند يتيح التمديد لعام آخر ليصبح رابع لاعب ينضم للنادي اللندني هذا الصيف.
ولم يعلن وستهام قيمة صفقة ألير لكن تقارير إعلامية أشارت إلى أنها تصل لنحو 45 مليون جنيه إسترليني (56 مليون دولار، وهو الأمر الذي جعل النادي اللندني يصرف النظر عن تمديد عقد كارول.
وسبق للمهاجم ألير اللعب في منتخب فرنسا تحت 21 عاما وبدأ مسيرته في أوكسير قبل الانتقال إلى أوتريخت الهولندي في 2015.
والتحق ألير بفريق فرانكفورت منذ عامين وسجل 20 هدفا في 41 مباراة في كل المسابقات الموسم الماضي.
وكان مانويل بليغريني مدرب وستهام يبحث منذ فترة عن مهاجم قادر على تسجيل الأهداف بعد السماح للنمساوي ماركو أرناؤفيتش بالانتقال إلى شنغهاي سيبغ الصيني في وقت سابق من الشهر الجاري.
والآن، وبعد انتهاء عقده مع وستهام يونايتد، أصبح كارول من دون أي فريق يلعب له، وهو شيء مؤسف للغاية، خاصة أن المهاجم العملاق يعشق كرة القدم، وهو الأمر الذي دفعه للانتقال من فريق إلى آخر من أجل المشاركة بصفة دائمة. ورغم أنه لا يوجد تعاطف كبير مع كارول، فإنه يجب الإشارة إلى أنه كان ضحية في كثير من الأحيان، لأنه خلال السنوات الأولى له في عالم كرة القدم كان يتم التعامل مع اللاعبين على أنهم نوع من أنواع «التجارب الاجتماعية» التي تتعرض لضغوط واختبارات قوية للغاية والتي من شأنها أن تؤثر على اللاعبين سلبياً في نهاية المطاف.
ولا يزال كارول في الثلاثين من عمره، وهو ما يعطي بعض الأمل في أن يقدم اللاعب المزيد خلال الفترة المقبلة. ويأمل اللاعب في أن يعود مرة أخرى إلى صفوف نيوكاسل يونايتد، الذي كان يشجعه منذ صغره والذي لم يكن يرغب مطلقاً في الرحيل عنه.
لكن قد لا تتحقق هذه الأمنية أيضاً، لأن عودة اللاعبين إلى أنديتهم القديمة بعد سنوات من اللعب مع أندية أخرى لا تكلل بالنجاح في كثير من الأحيان. لكن يبدو أن كارول يختلف دائماً عن الآخرين، وربما يرسم لنا مشهداً آخر من المشاهد الكبيرة في مسيرته الكروية خلال الفترة المقبلة.


مقالات ذات صلة

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي (رويترز)

ماريسكا: تشيلسي لا ينافس على «البريميرليغ»

قال ماريسكا إنه ولاعبي تشيلسي لا يشعرون بأنهم دخلوا في إطار المنافسة على لقب «البريميرليغ» بعد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد (إ.ب.أ)

أموريم: يونايتد بكامل جاهزيته لمواجهة سيتي

ربما يستعين روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد بالمدافع المخضرم جوني إيفانز، عندما يسافر الفريق عبر المدينة لمواجهة مانشستر سيتي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير (إ.ب.أ)

بوستيكوغلو: توتنهام بحاجة للاعبين ملتزمين

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إنه لا يخشى انتقاد لاعبيه قبل مواجهة ساوثهامبتون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أنطونيو كونتي مدرب نابولي (أ.ب)

كونتي: علينا مواصلة العمل

قال أنطونيو كونتي مدرب نابولي إنه يريد من الفريق رد الفعل نفسه الذي يقدمه عند الفوز.

«الشرق الأوسط» (نابولي)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».