جزر موريشيوس.. {كاريبي} أفريقيا في قلب المحيط الهندي

غناها الثقافي في الموسيقى والهندسة المعمارية.. والطعام

طبيعة رائعة ووجهة سياحية أروع
طبيعة رائعة ووجهة سياحية أروع
TT

جزر موريشيوس.. {كاريبي} أفريقيا في قلب المحيط الهندي

طبيعة رائعة ووجهة سياحية أروع
طبيعة رائعة ووجهة سياحية أروع

ترددت أكثر من مرة في إلغاء سفري.. لأني لا أحب ركوب الطائرات وخاصة أن رحلتي تستغرق 13 ساعة طيران، ولكن السفر بطيران الإمارات على «إيرباص 380» العملاقة كان قمة في المتعة بما فيها من راحة وخدمات على طول الرحلة أنستني المطبات الهوائية والخوف منها.
انطلقت الرحلة من مطار هيثرو في لندن إلى موريشيوس عبر دبي واستغرقت 13 ساعة ونصف الساعة من التحليق، لتحط بعدها الطائرة في مطار موريشيوس، وبعد الانتهاء من الإجراءات الأمنية البسيطة استقللنا حافلة شقت طريقها عبر وديان وهضاب الجزر الساحرة وحقول قصب السكر الخضراء، استغرقت الرحلة ساعة ونصفا قام خلالها سائق الحافلة بتعريفنا بأهم الأشياء في بلاده قائلا: عدد سكان الجزيرة مليون ونصف المليون نسمة و80 في المائة من سكان الجزيرة هم عبارة عن مزيج من ثقافات مختلفة تنحدر من سلالة من المستوطنين الأوائل من أصول هندية وأفريقية، وفرنسية وصينية. وإن اللغة هي الفرنسية والإنجليزية بالإضافة إلى لغة أخرى هي خليط من الأفريقية والفرنسية.

* لمحة عامة
* نظرا إلى التنوع الغني في موريشيوس، تتميز الجزيرة بغناها الثقافي والحضاري مثل الطعام، والموسيقى، والهندسة المعمارية. ويرجع هذا التنوع الثقافي إلى وقوع الجزيرة تحت سيطرة احتلال الكثير من الدول، إذ سيطرت عليها هولندا في عام 1638، تلتها فرنسا وبريطانيا، حتى استقلال الجزيرة في عام 1968.
ويذكر أن اقتصاد موريشيوس ازدهر تحت الاحتلال الهولندي والفرنسي بسبب جذب الأشخاص الذين كانوا تحت نير العبودية عبر الدول الأفريقية. وأصبحت الكثير من المناطق النائية في الجزيرة مثل جبل «لا مورن» بمثابة ملجأ لهروب الأشخاص الذين عاشوا تحت نير العبودية، واللافت للنظر هنالك شكل لعين بشرية في جبل «لا مورن»، أخبرني أحدهم، أثناء رحلة باليخت لمشاهدة غروب الشمس في المحيط أن الصيادين كانوا يستعينون بها كعلامة تعيدهم إلى الجزيرة بدلا من الضياع في المحيط.
وعلى الرغم من أن تجارة الرقيق ألغيت في عام 1835، فإن البريطانيين أتوا بـ450 ألف عامل من الهند من أجل العمل بالسخرة في صناعة السكر. وما زال الكثير من الأشخاص من سلالة الهنود يعيشون على أرض الجزيرة حتى يومنا الحالي، مما أضفى صبغة آسيوية على الأمة الأفريقية.

* العرب وموريشيوس
* كان البحارة العرب قد زاروا الجزيرة في القرون الوسطى، ولكن الرحالة البرتغالي دون بيدرو ماسكارينهاس كان أول من عرف العالم بها في عام 1505 وقد قام بإطلاق اسم ماسكارينس على مجموعة الجزر المعروفة الآن بموريشيوس، رودريغز وريونيون. وفي عام 1598، رسا أسطول هولندي في غراند بورت مما أدى إلى إقامة أول مستعمرة هولندية على الجزيرة في 1638. وعلى مدى السنين قام الهولنديون بتعريف الجزيرة على قصب السكر، الحيوانات الأليفة والغزلان قبل رحيلهم عنها في 1710، وجاء من بعدهم الفرنسيون في سنة 1715 وأسسوا ميناء بورت لويس - عاصمة البلاد حاليا - وظلت جزيرة موريشيوس قاعدة لهم حتى هزيمة نابليون، فاستولت عليها بريطانيا في سنة 1810م، وأقاموا سلطة تحت قيادة روبرت فاركوهار قامت فيما بعد بغرس تغييرات اجتماعية واقتصادية سريعة في الجزيرة.
وقامت البلاد بعقد انتخابات عامة في 1967، قامت بعدها موريشيوس بإقامة دستور جديد والإعلان عن استقلالها في 12 مارس (آذار) 1968، ثم لحق ذلك الإعلان عن جمهورية موريشيوس في 12 مارس 1992.

* السياحة والاقتصاد
* يعتمد اقتصادها على السياحة وقصب السكر، وأضاف سائق الحافلة أن العملة المحلية هي الروبي وتساوي 30 للدولار و40 لليورو و50 للإسترليني. وعند سؤالي له هل لديكم حيوانات مفترسة وثعابين؟ قال لي ضاحكا: «ليست لدينا حيوانات مفترسة ولا ناس مفترسون الكل يعيش في أمن وسلام».
الديانة الهندوسية تشكل 50 في المائة من السكان، أما المسيحيون فيشكلون 32 في المائة من السكان (73 في المائة منهم من الرومان الكاثوليك) أما المسلمون 17 في المائة ونحو 1 في المائة من الملحدين، والكل يعيش في سلام.

* المناخ
* بفضل موقعها في بقعة دافئة من المحيط الهندي، تتمتع موريشيوس بطقس استوائي. ومن المعروف عن المناطق الشمالية والغربية دفئها وقلة الأمطار فيها. وبشكل عام، فالطقس على الهضبة المركزية أكثر اعتدالا حيث يصل ارتفاع أعلى نقطة فيها إلى 600 متر فوق سطح البحر. الصيف: من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى أبريل (نيسان). تتراوح درجات الحرارة بين 25 إلى 31 درجة مئوية.
قد تحصل الأعاصير بين نوفمبر ومايو (أيار). الشتاء: من مايو إلى أكتوبر (تشرين الأول). تتراوح درجات الحرارة بين 15 إلى 25 درجة مئوية. تبلغ درجة حرارة البحر نحو 27 درجة مئوية خلال الصيف و22 درجة مئوية خلال الشتاء.

* الإقامة
* تشتهر موريشيوس بالكثير من عناوين الإقامة الفارهة والحالمة التي تتماشى مع بيئة الشواطئ، ومن أشهرها منتجع «سانت ريجيس» المطل مباشرة على المحيط ويتمتع بشواطئ رملية ناعمة، تزينها اشجار جوز الهند وخلفه جبل العبيد في منطقة لو مورن، وينظر إلى المنتجع كونه يحتل أفضل عنوان في الجزيرة ويناسب العائلات العربية، لأنه يقدم الإقامة في فيلا واسعة مع خدمة خاصة بحسب حاجات كل عائلة وشخص.
وتقع «فيلا سانت ريجيس» مباشرة على المنطقة الشهيرة عالميا لركوب الأمواج والتزلج الشراعي على الماء، وعلى الشواطئ الطبيعية البيضاء في موقع التراث العالمي لليونيسكو في «لو مورن». تضم «فيلا سانت ريجيس» مدخلها الخاص، وأربع غرف نوم. وعلاوة على ذلك، توفر الفيلا أربعة حمامات سباحة دافئة، بما فيها حمام سباحة غير محدود، ومكان فخم لتناول الطعام وناد صحي.
وتوفر خدمة النادل الشخصي المتميزة من «سانت ريجيس»، التي تعد من المميزات الشهيرة للعلامة، خدمة تلبي تطلعات الضيوف وتقوم بإعداد وتكييف كل إقامة وفقا للأذواق والأشياء المفضلة المحددة. بدءا من إعداد المشروبات والمقبلات في الفيلا إلى إيجاد وسائل الترفيه والكتب والألعاب للأطفال الصغار، فضلا عن فهم الضبط المفضل للأجهزة الإلكترونية في المكتب. وسوف يقوم الطاهي الخاص بإعداد وتقديم أطباق الضيوف المفضلة في مكانهم المفضل، سواء كان ذلك في مكان تناول الطعام أو على الشاطئ أو في الحديقة الخاصة الوارفة.
يبلغ سعر الإقامة في «فيلا سانت ريجيس» 22190 يورو في الليلة الواحدة، وذلك على أساس الإقامة لمدة خمس ليالٍ. وسوف يستمتع الضيوف بإمكانية دخول استراحة «يو لاونج» في مطار موريشيوس عند الوصول والمغادرة، ووسائل انتقال فخمة من وإلى المنتجع، وقضاء يوم على الزورق السريع الخاص بالفندق، وخدمة سيارة فخمة بسائق طوال اليوم لاستكشاف الجزيرة.

* نشاطات
* عندما تذكر موريشيوس لا بد أن تذكر المراكز الصحية والعلاجات، وفي الجزيرة نشاطات كثيرة أخرى ترضي جميع الأذواق مثل ممارسة لعبة التنس، كما يوجد أول نادٍ في العالم لركوب الأمواج والتزلج الشراعي على الماء يطلق عليه اسم «كلوب ميسترال بريستيج».
وفي منتجع يمكن أن تستفيد العائلات من عرض «فاميلي تراديشنز» الذي يقدم أنشطة رائعة وجذابة تحتفي بفن اللعب، مصممة خصيصا للضيوف الصغار وعائلاتهم.
ولمحبي السباحة وبالأخص مع الدلافين يمكنهم ذلك من خلال حجز قارب يأخذك إلى وسط المحيط لتبدأ المغامرات ومشاهدة الشعاب المرجانية والأسماك بمختلف أنواعها وألوانها.

* الأكل
* التأثير الفرنسي واضح في مطبخ موريشيوس، فالمأكولات مستوحاة من المطبخ الفرنسي والموريشي التقليدي والآسيوي، كما أن طريقة تقديم الأطباق هي أشبه بلوحة فنية من وجبات عصرية.
في «منتجع سانت ريجيس» نكهة خاصة، حيث يوفر المنتجع سبعة مطاعم تقدم خيارات متنوعة من الأطباق العالمية في مواقع متميزة وموزعة ضمن أرجائه الداخلية بتصميمات من وحي الشاطئ أو في أماكن مطلة على مناظر المحيط الهندي الرائعة.
كما يقدم المنتجع تجارب فريدة لتناول الطعام من خلال ستة مطاعم راقية، بما فيها «سيمبلي إنديا»، الذي يديره الشيف آتول كوشهار الحائز على نجمتي ميشلان. وكنا على موعد للعشاء معه حيث قدم كري ببهارات محلية خاصة. وهنالك «إنسبيريشن» المطعم الأصغر والأكثر خصوصية على الجزيرة، والذي لا توجد لديه قائمة طعام ويقبل حجزا واحدا فقط كل مساء. للمزيد من المعلومات يمكنكم زيارة: www.stregis.com وwww.mauritius.net

* عنوان جديد تنتظره موريشيوس
* كانت التحضيرات على قدم وساق في «منتجع ويستن ترتل باي أند سبا موريشيوس» عند زيارتنا له في الساحل الشمالي الغربي والمقرر افتتاحه في سبتمبر (أيلول) 2014، الذي يقع على «الشاطئ الرملي الأبيض» لخليج السلاحف على المحيط الهندي.
ومن المقرر افتتاح المنتجع الجديد، الذي تملكه شركة «بلو أوشن بارك ليمتد»، في سبتمبر 2014، وسوف يتمتع بموقع طبيعي بدائي بواجهة شاطئية مطلة على خليج السلاحف التاريخي في مدينة بالاكلافا، المكان السابق لتربية السلاحف البحرية الخضراء في موريشيوس، مما يوفر مشاهد خلابة على أمواج المحيط الهندي. وكانت لنا جولة داخل المنتجع الذي يحتضن الحدائق الاستوائية المورقة وتحيط به حقول قصب السكر والجبال، وتم تصميم غرف الضيوف البالغ عددها 190 غرفة بما فيها 38 جناحا ومجهزة على نحو جميل، لتعانق الجمال الطبيعي للمشاهد الفريدة الخلابة في المنتجع.
ويقع «منتجع ويستن ترتل باي أند سبا موريشيوس» على بعد 15 كيلومترا فقط من مركز الجزيرة قرية غراند بايي، التي تشتهر بمحلات التسوق والمطاعم والنوادي الليلية. ويقع متنزه «مارين نيتشر بارك» على مقربة من المنتجع، ويوفر بديلا ممتازا لأولئك الراغبين في الاستمتاع بالتنزه والتجوال الحر من دون تعجل عبر البيئة والأجواء الطبيعية المحيطة التي تدعو إلى الراحة والاسترخاء.



طابا... ملاذ عشاق الطبيعة بين جبال مصر وبحرها

مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
TT

طابا... ملاذ عشاق الطبيعة بين جبال مصر وبحرها

مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

مكان يجمع بين البحر الصافي وجمال الطبيعة ودفء الشمس والشعور براحة البال، هناك في طابا، أقصى الشرق من شبه جزيرة سيناء، حيث تختبئ المدينة المصرية كواحدة من أكثر الوجهات السياحية سحراً وهدوءاً.

تلك البقعة الساحلية التي تقدم لزوارها تجربة فريدة تجمع بين جمال الطبيعة البكر وهدوء العزلة، ما يجعلها وجهة مثالية للمسافرين الباحثين عن الاسترخاء، حيث تُعرف طابا بكونها المكان الأمثل لمن يبحث عن الانعزال عن صخب الحياة اليومية وقضاء عطلة مميزة وسط الطبيعة الخلابة، كما أن تميز المدينة بأجوائها الدافئة والمشمسة، يجعلها القرار الأمثل لقضاء وقت هادئ وممتع خلال أشهر الشتاء.

تتميز أعماق المياه في طابا بكثافة الشعاب المرجانية والأسماك الملونة (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

تقع طابا على رأس خليج العقبة على شواطئ البحر الأحمر، وتمتاز بأنها من أصغر المدن السياحية المصرية، إذ لا تتعدى مساحتها 508.8 أفدنة، ورغم صغرها، فإنها وجهة تقدم مشهداً بانورامياً يسيطر عليه التناغم بين زرقة مياه البحر الزاهية الممتدة أمام الأعين، والهدوء الذي تفرضه جبال جنوب سيناء.

زيارة قلعة "صلاح الدين" تتيح التعمق في التاريخ (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

ماذا تزور في طابا؟

إذا كانت وجهتك هي طابا، فإن جدول رحلتك سيكون مميزاً، فقط عليك اصطحاب كتابك المفضل ونظارتك الشمسية، وترك نفسك للطبيعة البكر.

تظل التجربة تحت الماء هي العنوان الأبرز في طابا، إذ يزخر خليج العقبة بالشعاب المرجانية والحياة البحرية المتنوعة، مما يجعلها وجهةً مثاليةً للغوص والغطس، تنتقل معهما إلى عالم آخر من الألوان والجمال الفطري.

ويُعد خليج «فيورد باي» (جنوب المدينة) قبلة عالمية لهواة الغوص، يضم هذا الخليج الطبيعي حفرة غطس فريدة، تتميز بكثافة الشعاب المرجانية والأسماك الملونة، مما يجعل الخليج قبلة للغواصين المحترفين، كما الخليج له قيمة استراتيجية وتاريخية نادرة، حيث يتيح للزوار فرصة فريدة لمشاهدة حدود أربع دول هي مصر، السعودية، الأردن، وفلسطين من موقعه المتميز.

جزيرة فرعون تسمح لزائرها بممارسة اليوغا أمام مشهد خلاب وسط الطبيعة (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

لعشاق التاريخ والهدوء، فيمكن لهم زيارة «جزيرة فرعون» قبالة شاطئ المدينة الجنوبي، على بعد 8 كيلومترات منه، ويمكن الوصول إلى هذه الجزيرة الساحرة عبر رحلة بحرية بمركب أو لانش يخترق مياه الخليج الهادئة، حيث يمكن قضاء اليوم في الاسترخاء أو الغطس، والتمتع بمنظر غروب الشمس الذي لا مثيل له.

تحتضن الجزيرة معلماً تاريخياً هو حصن أو «قلعة صلاح الدين»، التي بنيت عام 1171 ميلادية من الحجر الناري الجرانيتي، لحماية مصر من خطر الحملات الصليبية، والتي تم ترميمها مؤخراً، ليُكمل المشهد السياحي الذي تقدمه المدينة ما بين استرخاء في الطبيعة وتعمق في التاريخ، فما يميز زيارة الجزيرة هو جمعها بين عظمة القلعة التاريخية وإمكانية ممارسة رياضات الاستجمام، مثل اليوغا، أمام هذا المنظر الساحر، الذي يمنح الزائر صفاءً ذهنياً وعلاجاً للروح.

لا تكتمل مغامرة طابا دون زيارة «الوادي الملون»، إحدى العجائب الطبيعية في جنوب سيناء، إذ يوفر هذا الوادي متاهة من الصخور الرملية المنحوتة بفعل الطبيعة، واكتسب الوادي الملون اسمه بفضل ظلال الألوان التي تكسو جدرانه بفعل الأملاح المعدنية، والتي تتدرج ألوانها بين الأصفر الدافئ والأحمر القاني والذهبي اللامع، وهو مكان مثالي لرحلات السفاري والمشي، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بجمال الطبيعة الصارخ في حضور عظمة الجيولوجيا.

جمال الطبيعة وعظمة الجيولوجيا يجتمعان في "الوادي الملون" بطابا (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

كذلك، تمنح طابا فرصة لا تُنسى لمحبي المغامرة، فموقعها المميز يجعلها نقطة انطلاق مثالية لرحلات استكشاف الطبيعة البرية والجبلية، إذ يمكن للسائح أن يعيش تجربة استثنائية من المغامرات الصحراوية، أو استكشاف سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية. وبعد أن يقضي الزائر لطابا نهاره أمام البحر والغوص، أو التمتع بجمال الطبيعة، يحل خلال الليل موعد السهرات البدوية، على الرمال وأسفل النجوم ووسط الجو الدافئ. فمع حلول المساء، تدعو طابا زوارها إلى الاستمتاع بسهرات بدوية، تزينها المشاوي والمشروبات، ويتخللها الغناء والاستعراض، ما يعرف الزائر بالتراث التقليدي للبدو المقيميين.

خليج "فيورد باي" في طابا قبلة عالمية لهواة الغوص (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

محمية طابا

لا تقتصر متعة طابا على شواطئها فحسب، إذ تُعد طابا أيضاً محمية طبيعية منذ عام 1998، وبفضل مساحتها التي تغطي حوالي 2800 كيلومتر مربع، تتربع المحمية على الساحل الشمالي الشرقي لخليج العقبة، لتقدم للزائر تجربة فريدة تتجاوز مجرد الاستمتاع بالشاطئ، ما يجعل المحمية من أكثر الأماكن المفضلة لدى السياح بالمدينة.

تتميز محمية طابا بكونها محمية ذات إرث طبيعي ومنطقة لإدارة الموارد الطبيعية، وتشتهر بتكويناتها الجيولوجية الفريدة التي يعود تاريخها إلى 5000 عام، وهي ليست مجرد أرض، بل متحف طبيعي مفتوح يضم مناظر طبيعية خلابة مثل الواحات والأخدود الملون وعيون المياه المنتشرة داخلها، حيث تحتوي على كهوف وممرات جبلية، ووديان أشهرها وادي وتير والزلجة والصوانة نخيل وواحة عين خضرة، بالإضافة إلى أنواع نادرة من الحيوانات و50 نوعاً من الطيور وأكثر من 450 نبات نادر.

الإقامة في طابا

تشتهر مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة، التي تمنح المقيمين فيها تجربة إقامة استثنائية، خصوصاً أن هذه المنتجعات تحتمي بالجبال الشاهقة من حولها، مما يوفر خصوصية للزائرين، مع إطلالات بانورامية خلابة وأجواء هادئة ومريحة. وتوفر هذه المنتجعات مجموعة متميزة من الخدمات، أبرزها حمامات السباحة المتنوعة، بالإضافة إلى بعضها يضم بحيرات الملح العلاجية، التي تضمن تجربة استجمام فريدة.


كيف يكون الفندق «بيئياً» حقاً؟

الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)
الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)
TT

كيف يكون الفندق «بيئياً» حقاً؟

الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)
الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)

افتُتح فندق «ديسا بوتاتو هيد بالي» عام 2010، وتم تطويره في 2016 ليجسد رؤية جديدة لمؤسسه رونالد أكيلي حول الشكل الذي ينبغي أن يكون عليه الفندق. إنه ليس مشروعاً تجارياً مستداماً فحسب، بل يقوم على التجديد، ويحدث أثراً إيجابياً بشكل فعّال. أمام ذلك الفندق هدف طموح، يتمثل في أن يصبح خالياً من الفضلات والمخلفات تماماً، وقد اقترب كثيراً من تحقيق هذا الهدف. يقول أكيلي: «لم نصل إلى نقطة عدم وجود مخلفات، وصدقاً ربما لا نصل أبداً. مع ذلك لقد حققنا تقدماً كبيراً، حيث تحول 99.5 في المائة من مخلفاتنا بعيداً عن مكبّ النفايات». ويأتي هذا الرقم مع وجود أكثر من ألف نزيل يومياً في القرية.

مشروع "سويت بوتيتو" (الشرق الاوسط)

يجب أن تمثل الفضلات والمخلفات دائرة مكتملة. عندما تسمع عبارة «فندق بيئي»، من المرجح أن يكون مصطلح البصمة البيئية هو أول ما يخطر ببالك، والتدوير هو الوقود الذي يشغل محرك فندق «بوتاتو هيد». لقد حظرنا استخدام المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في المكان منذ 2017، ويُمنح كل شيء ضروري فرصة حياة ثانية داخل «معمل المخلفات»، حيث يُعاد إنتاج كل شيء، بدءاً بقواعد الأكواب، وصولاً إلى زجاجات المياه وقطع الأثاث، بل بُنيت بعض مباني الفندق من قوالب الطوب المهملة المستبعدة والمواد البلاستيكية.

الرياضة واليوغا من النشاطات المرغوبة في السفر (الشرق الاوسط)

ويعمل طاهٍ يكرّس جهده للوصول إلى مستوى الخلو من الفضلات تماماً في كل المطاعم لضمان الإبداع والفاعلية. ويشارك فريق العمل بانتظام في دورات تعليمية خاصة بالطهي من دون مخلفات. كذلك يُهدى كل نزيل عند وصوله مجموعة أدوات خاصة بتحقيق هذا الهدف، ويُدعى إلى المشاركة في جولة «متابعة الفضلات» لرؤية عملية التدوير على أرض الواقع.

المشروع الأكثر تأثيراً للفندق هو «مشروع المخلفات المجتمعي»، وهو مركز لتجميع المخلفات والنفايات افتُتح عام 2024 بالتعاون مع جهات تجارية محلية أخرى. ولإدراكنا أن الفصل السليم أمر ضروري، شارك فندق «بوتاتو هيد» خبرته مع الجهات الشريكة لضمان نجاح العمل. ويقول أكيلي: «أكبر إنجاز نفتخر به ليس الحدّ من المخلفات داخل الفندق، بل مشاركة ما تعلمناه خارج جدرانه». وتتم معالجة ما يصل إلى نحو 5 أطنان من المخلفات والنفايات يومياً، وقد وسّع ذلك نطاق تأثير الفندق، وأسّس لمستقبل أكثر نظافة للسكان المحليين، ووفّر وظائف جديدة في إطار هذا العمل. ويُعاد استثمار كل الأرباح، التي تدرّها عملية بيع المنتجات، التي خضعت لعملية إعادة التدوير، في المجتمع. وأوضح قائلاً: «الفكرة هي أن يستمر تحسين وتطوير النموذج بما يساعد الجزيرة، لا نحن فقط، في الاقتراب من تحقيق هدف عدم تشكل أي مخلفات».

الاستدامة مطلوبة في السفر العصري (الشرق الاوسط)

المجتمع مهم

أصبح الإخلاص لمناصرة المجتمع المحلي ضرورياً لتحقيق الاستدامة الشاملة حين يتعلق الأمر بالفنادق. كثيراً ما يتم إغفال وتجاهل الجانب الاجتماعي للاستدامة، لكن مجال الضيافة يتمحور حول الناس، ولا يمكن لفندق أن يصبح موجوداً بشكل مستدام دون أن يضع في الاعتبار كيفية تأثيره على النزلاء والعاملين والسكان المحليين. ويقول أكيلي: «المجتمع يمنح الفندق روحه، ومن دون ذلك سيصبح مجرد مبنى آخر. نحن نرى أنفسنا جزءاً من النظام البيئي، لا جزءاً منفصلاً عنه. ونتعاون مع المبادرات المحلية ونفتح أبوابنا للمشروعات المجتمعية، سواء أكانت برامج توعية بالمخلفات والنفايات أم ورش عمل ثقافية وأماكن إقامة إبداعية. ليس هدفنا هو استضافة النزلاء فحسب، بل تقديم شيء ذي معنى إلى المكان الذي يضمّنا».

وقد وزّع مشروع «سويت بوتاتو»، الذي نفّذه الفندق، أكثر من 38 ألف وجبة على المحتاجين خلال عام 2024، وشارك العاملون في أعمال الزراعة والتوصيل التطوعي وتنظيف الشاطئ. وأوضح أكيلي قائلاً: «يحدث التغيير عندما يدرك الناس الأمور المهمة. لهذا السبب نبدأ بفريق العمل لدينا أولاً. عندما يعيشون ويتنفسون الغرض والغاية، ويشعرون باتصالهم به، يشاركونه بشكل عفوي وتلقائي مع نزلائنا ومجتمعنا». يمنح الفندق سلامة وسعادة فريق العمل به الأولوية. يقول أكيلي: «نريد ضمان تطور كل من يعمل معنا، ليس على المستوى المهني فقط، بل فيما يتعلق بجودة الحياة أيضاً، بما في ذلك الصحة والسعادة والاستقرار المالي».

المنتجات التي تستخدم في الفنادق تخضع لعنصر الاستدامة ايضا (الشرق الاوسط)

الإحساس بالمكان

يمكن أن يصبح تسليط الضوء على الموطن جزءاً قوياً ومؤثراً بوجه خاص من استراتيجية الاستدامة للفنادق، حيث يدعم الأنظمة الاقتصادية المحلية، مع تقديم مذاق فريد للثقافة والتراث إلى النزلاء. ويوضح أكيلي: «الموطن همزة وصل بين ما نفعله وبين المكان الذي نوجد فيه. منذ اللحظة التي يصل فيها النزلاء نريد أن يشعروا بروح بالي من خلال الطعام والناس والحكايات التي تجعل هذا المكان مميزاً. يتعلق الأمر بالاتصال بالوجهة، لا إعادة تكوين شيء يمكن أن يتوفر في أي مكان آخر في العالم».

إن فخر فندق «ديسا بوتاتو هيد» بهويته يتضح ويبرز منذ اللحظة التي يُقدّم فيها إلى النزيل مشروب الـ«جامو»، وهو مشروب عشبي إندونيسي تقليدي، عند تسجيل دخوله إلى الفندق، ويتجلى في كل قرار يتعلق بمشتريات الفندق. تعمل المطابخ عن كثب مع المزارعين المحليين، وتدعم التنوع البيولوجي بالمنطقة من خلال تقديم النباتات الأصيلة قدر الإمكان. ويساعد التعاون والعمل مع الحرفيين بالجزيرة في الحفاظ على المهارات التراثية. على سبيل المثال، بُنيت الأجنحة في الفندق باستخدام قوالب طوب المعبد المضغوطة يدوياً، وهي طريقة بناء تقليدية في بالي. ويقول أكيلي: «نحن لا نشتري المكونات أو المواد الأولية فقط، بل نصنع نظام تدوير يعود بالنفع على الآخر. بهذه الطريقة نكوّن حلقة إيجابية متجددة بدلاً من حلقة سلبية استبعادية».

جناح كاتامانا الذي يراعي الاستدامة (الشرق الاوسط)

يتعلق الأمر بتحقيق التقدم لا المثالية

أهم جزء من تعريف مشروع تجاري مسؤول هو التزامه بالتطوير والتحسين المستمر.

المثالية أمر لا يمكن الوصول إليه. الاستدامة هي ببساطة التقدم خطوة نحو الأمام في المرة الواحدة. ويعدّ التواصل الشفاف عنصراً أساسياً من هذا الأمر، حيث يساعد في توعية العملاء وتحفيز العاملين والحثّ على إحداث تغيير أكبر في مجال العمل. يقول أكيلي: «نحن لا نروي قصصاً للتسويق، بل نحثّهم على إلهام الآخرين ليكونوا جزءاً من هذه الحركة. تبني الشفافية والثقة، والثقة تصنع الفعل».

الإخلاص للرحلة هي أهم ما في الأمر، ولا يقتصر ذلك على المنتجعات الفاخرة أو الوجهات الفريدة. إن أي فندق مستعد دائماً لمواصلة التعلم واتخاذ خطوات ملموسة قابلة للقياس نحو مستقبل أكثر استدامة هو فندق بيئي. ويضيف أكيلي: «سوف نواصل تطوير كل جزء مما نفعله، بدءاً بالمشتريات، ووصولاً إلى تصميم المنتج والعمليات اليومية حتى نظل متجددين ومشاركين في التجديد قدر الإمكان. وسوف نواصل مشاركة ما نتعلمه، وندعو الآخرين إلى الانضمام إلينا في إحداث تغير من أجل التجديد. نحن نختار التقدم لا المثالية. لا يهم الحجم، لكن الأمر المهم حقاً هو بدء إحداث تغييرات».


سافوي في فلورنسا وعلامة «باينيدر» يحتفلان بمتعة الكتابة وتعليم الخط

تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)
تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)
TT

سافوي في فلورنسا وعلامة «باينيدر» يحتفلان بمتعة الكتابة وتعليم الخط

تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)
تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)

تعاون فندق «سافوي»، في فلورنسا، مع علامة القرطاسية التاريخية «باينيدر» للاحتفال بموسم الأعياد القادمة عبر فعالية «Wrapped in Time» أو «مغلف بالزمن»، وتدعو هذه الشراكة الضيوف إلى تبنّي روح السفر البطيء وإعادة اكتشاف الوقت كهدية ثمينة، وتشجيع لحظات التوقّف والتأمل وإعادة التواصل في عالم اليوم السريع الإيقاع.

تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)

استلهم الفندق ديكورات موسم الأعياد من فن الخط، حيث تبرز في الردهة شجرة لافتة مزيّنة بظروف مختومة بالشمع مع لمسات ذهبية وفضية وحمراء، إلى جانب الأختام الأيقونية لـ«باينيدر». يجسّد هذا العرض التزام علامة القرطاسية الفلورنسية بالحرفية والاهتمام بالتفاصيل.

وتعكس الشجرة أيضاً الرؤية المشتركة بين العلامتين الفلورنسيتين، ليس فقط من خلال تصميمها، بل أيضاً عبر تجربة «A Wish for Florence»؛ حيث يكتب الضيوف أمنياتهم ورسائلهم للمدينة على ورق كتابة من «باينيدر». ثم تُوضع الرسائل في صندوق عيد ميلاد خاص ليتم حفظها وإرسالها لاحقاً إلى عمدة فلورنسا.

رسائل مكتوبة بخط اليد (الشرق الأوسط)

ويدعو فندق سافوي ضيوف الأجنحة إلى عيش سحر عيد الميلاد من خلال تجارب باينيدر الخاصة والقرطاسية الفاخرة، بما في ذلك ورش الخط المخصّصة، وأقلام الحبر الفاخرة، وورق الكتابة المميز. في هذه اللحظات الحميمة، حيث يتوقف الزمن، يصنع الضيوف ذكريات مكتوبة بخط اليد ويعيدون اكتشاف متعة الكتابة.

تعاون ما بين أهم شركة قرطاسية وسافوي في فلورنسا فترة الأعياد (الشرق الأوسط)

كما تشمل فعالية «Wrapped in Time» جانباً خيرياً من خلال التعاون مع مستشفى جيميلي للأطفال في روما، حيث اجتمعت فرق باينيدر وفندق سافوي لكتابة رسائل مليئة بالأماني الطيبة للأطفال، تحمل رسائل أمل وخيال ودهشة. ومن خلال هذه اللفتة، يعيدون إحياء السحر الحقيقي لعيد الميلاد، الذي ينبض حين نمنح وقتنا واهتمامنا ورعايتنا للآخرين.