«نيوم» تفتح باب القبول للمرحلة الأولى من برنامج الابتعاث الخارجي المنتهي بالتوظيف

البرنامج يهدف إلى استقطاب الكفاءات المميزة من أبناء المنطقة ليكونوا جزءاً من «مشروع نيوم» (الشرق الأوسط)
البرنامج يهدف إلى استقطاب الكفاءات المميزة من أبناء المنطقة ليكونوا جزءاً من «مشروع نيوم» (الشرق الأوسط)
TT

«نيوم» تفتح باب القبول للمرحلة الأولى من برنامج الابتعاث الخارجي المنتهي بالتوظيف

البرنامج يهدف إلى استقطاب الكفاءات المميزة من أبناء المنطقة ليكونوا جزءاً من «مشروع نيوم» (الشرق الأوسط)
البرنامج يهدف إلى استقطاب الكفاءات المميزة من أبناء المنطقة ليكونوا جزءاً من «مشروع نيوم» (الشرق الأوسط)

أعلنت شركة «نيوم» عن فتح باب التسجيل والقبول في المرحلة الأولى من برنامجها الخاص للابتعاث الخارجي المنتهي بالتوظيف، الذي يستهدف أبناء المجتمع المحلي لمنطقة نيوم وضباء وحقل من كلا الجنسين.
ويهدف البرنامج إلى استقطاب الكفاءات المميزة من أبناء المنطقة ليكونوا جزءاً من «مشروع نيوم» المشروع الأكثر طموحاً على مستوى العالم، انطلاقاً من المسؤولية الاجتماعية لشركة نيوم اتجاه المجتمع المحلي.
وسيتم ابتعاث الطلاب والطالبات الذين سيتم اختيارهم للانضمام إلى البرنامج إلى الولايات المتحدة لدراسة التخصصات التالية: السياحة، الضيافة، والآثار والتراث. وتعكس هذه التخصصات احتياجات المشروع في المرحلة الأولى على أن يتم إضافة الكثير من التخصصات في مجالات أخرى متعددة في المراحل القادمة مع تطور احتياجات وسير العمل في المشروع.
ويستمر التسجيل في البرنامج لمدة شهر منذ تاريخ إطلاقه ثم سيتم الإعلان عن الطلبة والطالبات الذين سينضمون إلى البرنامج، كما سيكون بمقدور الراغبين في الانضمام إلى البرنامج ابتداء من اليوم (الثلاثاء) التسجيل عبر الموقع الإلكتروني http:--NEOM.ut.edu.sa، الذي يحتوي على كل التفاصيل والشروط الخاصة للالتحاق بالبرنامج.
يذكر أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، سبق وأعلن في 24 أكتوبر (تشرين الأول) عام 2017 في الرياض خلال النسخة الأولى من مبادرة مستقبل الاستثمار، عن إطلاق مشروع نيوم. وتلا الإعلان مرحلة التخطيط، حيث تم تعيين مجلس استشاري للمشروع ووضع استراتيجيات القطاعات الاقتصادية التي ستشكل مستقبل نيوم الاقتصادي.
وتتمتع منطقة نيوم بخصائص مهمة، أبرزها الموقع الاستراتيجي الذي يتيح لها أن تكون نقطة التقاء تجمع المنطقة العربية، وآسيا، وأفريقيا، وأوروبا وأميركا. وتقع المنطقة شمال غربي المملكة، على مساحة تقدر بنحو 26.500 كم2. وتطل من الشمال والغرب على البحر الأحمر وخليج العقبة بسواحل يتجاوز طولها 450 كم، ويحيط بها من الشرق جبال بارتفاع 2.500م. يضاف إلى ذلك اعتدال درجات الحرارة فيها.
ويتكون اسم المشروع من جزأين؛ الأول يشمل حروف (NEO) التي تعني باللاتينية كلمة «جديد»، والثاني حرف (M) منفصلاً، ويشير بالعربية إلى كلمة «مستقبل»؛ أي أن نيوم كاملة تعني المستقبل الجديد لتكون الوجهة القادمة للحالمين من كل العالم.
وسيعمل مشروع نيوم على جذب الاستثمارات الخاصة والاستثمارات والشراكات الحكومية. كما سيتم دعم نيوم بأكثر من 500 مليار دولار خلال الأعوام القادمة من قبل حكومة المملكة العربية السعودية، وصندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى المستثمرين المحليين والعالميين.



عائلة سعودية تتوارث لقب «القنصل الفخري» على مدار سبعة عقود

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
TT

عائلة سعودية تتوارث لقب «القنصل الفخري» على مدار سبعة عقود

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

في حالة استثنائية تجسد عمق الالتزام والإرث الدبلوماسي، حملت أسرة بن زقر التجارية العريقة في مدينة جدة (غرب السعودية) شرف التمثيل القنصلي الفخري لجمهورية فنلندا عبر 3 أجيال متعاقبة، في مسيرة دبلوماسية وتجارية متواصلة امتدت لأكثر من 7 عقود.

بدأت القصة كما يرويها الحفيد سعيد بن زقر، في أعقاب انتهاء الحرب العالمية الثانية، عندما علم الجد سعيد بن زقر، بوجود جالية مسلمة في فنلندا تعاني من غياب مسجد يجمعهم، وهو ما دفعه إلى اتخاذ قرار بالسفر إلى هناك لبناء مسجد يخدم احتياجاتهم الدينية.

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

لكن الشيخ سعيد واجه بعض التحديات كما يقول الحفيد في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، تتمثل في منع القانون الفنلندي تنفيذ المشروع في ذلك الوقت، وأضاف: «بعد تعثر بناء المسجد، تقدمت الجالية المسلمة هناك بطلب رسمي إلى الحكومة الفنلندية لتعيين الجد سعيد قنصلاً فخرياً يمثلهم، وهو ما تحقق لاحقاً بعد موافقة الحكومة السعودية على ذلك».

وفي وثيقة مؤرخة في السابع من شهر سبتمبر (أيلول) 1950، اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، تظهر موافقة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، على تعيين الشيخ سعيد بن زقر قنصلاً فخرياً لحكومة فنلندا في جدة.

وجاء في الوثيقة: «فلما كان حضرة صاحب الفخامة رئيس جمهورية فنلندا، قد عيّن بتفويض منه السيد سعيد بن زقر قنصلاً فخرياً لحكومة فنلندا في جدة، ولما كنا قد وافقنا على تعيينه بموجب ذلك التفويض، فأننا نبلغكم بإرادتنا هذه أن تتلقوا السيد سعيد بن زقر بالقبول والكرامة وتمكنوه من القيام بأعماله وتخوّلوه الحقوق المعتادة وتمنحوه المميزات المتعلقة بوظيفته».

وثيقة تعيين الجد سعيد بن زقر صادرة في عهد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه (الشرق الأوسط)

وأضاف الحفيد سعيد، القنصل الفخري الحالي لفنلندا: «أعتقد أن جدي كان من أوائل القناصل الفخريين في جدة، حيث استمر في أداء مهامه حتى عام 1984، لينتقل المنصب بعد ذلك إلى والدي، الذي شغله حتى عام 2014، قبل أن يتم تعييني خلفاً له قنصلاً فخرياً».

وفي إجابته عن سؤال حول آلية تعيين القنصل الفخري، وما إذا كانت العملية تُعد إرثاً عائلياً، أوضح بن زقر قائلاً: «عملية التعيين تخضع لإجراءات دقيقة ومتعددة، وغالباً ما تكون معقدة، يبدأ الأمر بمقابلة سفير الدولة المعنية، يعقبها زيارة للدولة نفسها وإجراء عدد من المقابلات، قبل أن تقرر وزارة الخارجية في ذلك البلد منح الموافقة النهائية».

الأب محمد بن زقر عُين قنصلاً فخرياً على مستوى مناطق المملكة باستثناء الرياض مقر السفارة (الشرق الأوسط)

وتابع قائلاً: «منصب القنصل الفخري هو تكليف قبل أن يكون تشريفاً، حيث تلجأ بعض الدول إلى تعيين قناصل فخريين بدلاً من افتتاح قنصلية رسمية، لتجنب الأعباء المالية، وعادةً ما يتحمل القنصل الفخري كل التكاليف المترتبة على أداء مهامه».

ووفقاً للأعراف الدبلوماسية فإن لقب القنصل الفخري، هو شخص من مواطني الدولة الموفد إليها، بحيث تكلفه الدولة الموفِدة التي لا توجد لديها تمثيل دبلوماسي بوظائف قنصلية إضافة إلى عمله الاعتيادي الذي عادة ما يكون متصلاً بالتجارة والاقتصاد.

يسعى الحفيد سعيد بن زقر إلى مواصلة إرث عائلته العريق في تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين السعودية وفنلندا، والارتقاء بها إلى مستويات متقدمة في شتى المجالات. يقول بن زقر: «منذ تعييني في عام 2014، حرصت على تأسيس شركات وإيجاد فرص استثمارية في فنلندا، خصوصاً في مجالات تكنولوجيا الغذاء والوصفات الصناعية، إذ تتميز فنلندا بعقول هندسية من الطراز الأول، وهو ما يفتح آفاقاً واسعة للتعاون والابتكار».

الحفيد سعيد بن زقر القنصل الفخري الحالي لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

ويرى القنصل الفخري لجمهورية فنلندا أن هناك انفتاحاً سعودياً ملحوظاً على دول شمال أوروبا، ومن بينها فنلندا، وأوضح قائلاً: «تتركز الجهود بشكل كبير على شركات التعدين الفنلندية التي تُعد من بين الأكثر تقدماً في العالم، إلى جانب وجود فرص واعدة لم تُستغل بعدُ في مجالات صناعة السيارات، والطائرات، والصناعات الدفاعية».

وفي ختام حديثه، أشار سعيد بن زقر إلى أن القنصل الفخري لا يتمتع بجواز دبلوماسي أو حصانة دبلوماسية، وإنما تُمنح له بطاقة تحمل مسمى «قنصل فخري» صادرة عن وزارة الخارجية، وبيّن أن هذه البطاقة تهدف إلى تسهيل أداء مهامه بما يتوافق مع لوائح وزارة الخارجية والأنظمة المعتمدة للقناصل الفخريين بشكل رسمي.