تركيا توقف 16 شخصاً على خلفية تفجير ريحانلي

TT

تركيا توقف 16 شخصاً على خلفية تفجير ريحانلي

اعتقلت الشرطة التركية 16 مشتبهاً في إطار التحقيقات المتعلقة بحادث تفجير سيارة بقضاء ريحانلي التابعة لولاية هطاي جنوبي تركيا، وقع يوم الجمعة الماضي، وأدى إلى مقتل 3 سوريين. وقالت مصادر أمنية إن الشرطة بحثت على خلفية التفجير عن جميع روابط الأشخاص الذين كانوا داخل السيارة، واكتشفت مجموعة من الاتصالات، مشيرةً إلى أن الشرطة نفّذت عملية على بعض الأماكن في ريحانلي وإسكندرون وهطاي، في ولاية هطاي، بناءً على قرار قضائي للقبض على المشتبهين.
وأضافت أن فرق الشرطة تمكنت من القبض على 16 مشتبهاً، ونقلتهم إلى مديرية الأمن في الولاية للتحقيق. وقُتل 3 سوريين جراء تفجير في سيارة بقضاء ريحانلي قالت ولاية هطاي إنه نَجَمَ عن قنبلة مصنّعة يدوياً في حادث يرجَّح أن له علاقة بالإرهاب.
وقالت مصادر أمنية تركية إن الحادث وقع في شارع «محمد عاكف أرصوي» على بُعد نحو 750 متراً من مبنى قائمقام البلدة. ولفتت إلى توجه العديد من سيارات الإسعاف والشرطة إلى موقع الانفجار.
وقال والي هطاي، رحمي دوغان، إنه لم يتم تحديد سبب الانفجار حتى الآن، مشيراً إلى أنه كان هناك 3 أشخاص يحملون الجنسية السورية على متن السيارة حيث قُتل اثنان، فيما لفظ الثالث أنفاسه بعد وصوله إلى المستشفى.
ولاحقاً ذكرت ولاية هطاي، في بيان، أن الانفجار نجَم عن قنبلة مصنّعة يدوياً كانت في السيارة، موضحة أنه يتم التحقيق في صلات الأشخاص الثلاثة الذين كانوا في السيارة، وتعمل جميع الوحدات المعنية على الكشف عن ملابسات الانفجار.
من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إن 3 سوريين قُتلوا جراء انفجار السيارة في ريحانلي، وإنه «من الواضح أن هناك قنبلة داخل السيارة، ونتيجة انفجارها قُتل 3 سوريين وفق المعلومات التي زوّدني بها وزير الداخلية».
وأشار إلى أن السلطات المعنية تجري التدقيقات اللازمة في السيارة للكشف عن ملابسات الحادثة، بعد أن تم تحديد هويات القتلى.
وسبق أن شهدت مدينة ريحانلى في 11 مايو (أيار) 2013 انفجار سيارتين ملغومتين، أدى إلى مقتل 53 شخصاً وإصابة 130 آخرين. وفي ذلك الوقت اتهمت السلطات التركية جماعة موالية لرئيس النظام السوري بشار الأسد بتنفيذ الانفجار المزدوج. لكنّ دمشق نفت أي دور لها.
وفي مايو الماضي أمرت محكمة تركية بالسجن المؤبد، بلا عفو عن أي جزء من العقوبة، للتركي يوسف نازك (34 عاماً)، بتهمة تقويض وحدة الدولة، وأصدرت ضده 53 حكماً مماثلاً بواقع حكم عن كل قتيل في التفجيرين. كما أمرت بعقوبة السجن 5306 سنوات و6 أشهر بحقه عن جرائم أخرى مختلفة شملت الشروع في قتل 130 شخصاً والانتماء إلى منظمة إرهابية مسلحة والاحتفاظ بمتفجرات غير مصرّح بحيازتها بقصد استخدامها في نشاطات منظمة إرهابية. وقال مسؤول أمني تركي في سبتمبر (أيلول) الماضي، إن أفراد وكالة المخابرات التركية اعتقلوا نازك في محافظة اللاذقية، وأنه اعترف بالعمل لصالح مخابرات الأسد. وصدرت بالفعل أحكام بالسجن على 22 آخرين خلال العام الماضي لصلتهم بالتفجير المزدوج في ريحانلي التي يقيم بها آلاف اللاجئين السوريين.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».