الجزائر: سجن رجل أعمال بارز بتهم فساد... وأنباء عن اعتقال نجل سلال

وسط دعوات كثيفة للتظاهر غداً بمناسبة عيد الاستقلال

TT

الجزائر: سجن رجل أعمال بارز بتهم فساد... وأنباء عن اعتقال نجل سلال

بينما أمرت أمس محكمة بالعاصمة الجزائرية بإيداع رجل أعمال كبير، مقرب من رئيسي الوزراء سابقا أحمد أويحيى وعبد المالك سلال المسجونين أيضا بتهم فساد، تعالت أمس أصوات من «الأسرة الثورية» للمطالبة بإطلاق سراح الرمز التاريخي الرائد لخضر بورقعة، الذي تم سجنه بتهمة «إضعاف معنويات الجيش».
ووجهت النيابة تهم فساد لأحمد معزوز، مالك شركة للصناعات الغذائية، إثر تحقيقات أجرتها الشرطة القضائية التابعة للدرك، تتعلق بتمويل مصنع لتركيب سيارات يابانية الصنع. وأثبت التحقيق أن معزوز حصل على امتيازات وقروض من مصارف حكومية لتمويل المشروع، بتدخل من سلال أوّلا (2012 - 2017)، ثم أويحيى بعد ذلك (2017 - 2019).
وقالت مصادر قضائية ذات صلة بملف التحقيق في الفساد لـ«الشرق الأوسط» إن تحريات الدرك شملت مشروعات يديرها أفراد من عائلتي سلال وحداد، فيما أكد ناشطون بالحراك أمس أن الدرك اعتقل نجل سلال لعلاقته بمعزوز.
وتم سجن 6 من كبار رجال الأعمال في البلاد وعدد من أفراد عائلاتهم، بناء على تهم يشتركون فيها جميعا، وكلهم كانوا مقربين من الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، وشقيقه السعيد المسجون، ورئيسي الوزراء السابقين. وغالبيتهم كانوا سندا ماليا بارزا في الحملات الانتخابية لبوتفليقة، وقد نالوا بالمقابل مشروعات وصفقات كانت سببا في امتلاكهم ثروات ضخمة، مكنتهم من تحويل عائدات كبيرة إلى الخارج.
يشار إلى أن القضاء تحرك في قضايا الفساد بعد توجيهات صريحة من قائد الجيش الجنرال قايد صالح، الذي سمى ملفات بعينها، وطالب من القضاة معالجتها «في أقرب وقت»، وأكد في أحدث تصريحاته بأن «الرئيس المستقبلي لن يكون رحيما بالفاسدين». وهو التصريح الذي أثار جدلا حول «تحكم صالح في الرئيس المرتقب».
من جهة أخرى، طالب العقيد يوسف الخطيب، أحد أبرز رجال ثورة التحرير، بالإفراج عن لخضر بورقعة، الذي قاد معارك بـ«الولاية الرابعة» (وسط) تحت إشرافه.
وردا على حملة شنها التلفزيون الحكومي ضد بورقعة للتشكيك في «ماضيه الثوري»، إلى درجة أنه قال إنه كان عضوا في الجيش الاستعماري، قال الخطيب في بيان: «لقد التحق بورقعة سنة 1956 بالثورة بعد مغادرته التجنيد الإجباري بنواحي المدية (جنوب العاصمة)، وكان من الأفواج الأولى التي نشرت الثورة في منطقة المدية وضواحيها، وترقى في عدة مسؤوليات كمسؤول الكتيبة الزوبيرية المعروفة نظرا لتكوينه العسكري، والتي قامت بعدة عمليات بطولية ضد الجيش الفرنسي».
وأضاف الخطيب مدافعا عن بورقعة «بعدما أصبح مسؤولا للناحية الرابعة بالمنطقة الثانية للولاية الرابعة بين سنتي 1959 - 1960 تمت ترقيته نقيبا بالمنطقة الثانية للولاية الرابعة، ثم عضوا بمجلس الولاية الرابعة التاريخية برتبة رائد، تحت قيادة العقيد يوسف خطيب المدعو سي حسان، رئيس مؤسسة ذاكرة الولاية الرابعة».
ودعا الخطيب (88 سنة) القضاء إلى «الرفق به نظرا لظروفه الصحية وكبر سنه وجهاده». علما بأن بورقعة يوجد بالسجن منذ 5 أيام بسبب تصريحات عدت «مسيئة» بحق الجيش وقيادته. وحول موضوع بورقعة وسجن الكثير من الناشطين، ذكر المحامي والناشط السياسي مقران آيت العربي أن «السلطة عاجزة عن حلّ أزمة السلطة، وبهدف تحويل الأنظار عن القضايا الجوهرية التي تهم كل الجزائريين، عادت إلى هوايتها المفضلة المتمثلة في إيقاف وحبس عشرات الأشخاص بسبب آرائهم السياسية». مشيرا في هذا السياق إلى حبس الحاج غرمول (ناشط) بسبب رفع لافتة كتب عليها «لا للعهدة الخامسة»، وحبس لويزة حنون (مرشحة رئاسية 2014) بسبب مواقف حزبها. كما سجن عشرات الأشخاص بسبب رفع الراية الأمازيغية أو حيازتها. وأخيرا تم حبس رائد جيش التحرير الوطني المجاهد لخضر بورقعة بسبب تصريحات سياسية. وقال بهذا الخصوص: «إذا كان للسلطة حقيقة رغبة في حل الأزمة المتعددة الأبعاد، وخاصة أزمة الحقوق والحريات، فما عليها إلا الاستماع لصوت الحكمة، والاستجابة لمطالب الثورة السلمية. وبصفتي محامي الموقوفين سجناء الرأي، من لويزة حنون إلى لخضر بورقعة، مرورا بحاملي الراية الأمازيغية، وجميع سجناء الرأي منذ عشرات السنين، أطلب من السلطة بمناسبة عيد الاستقلال والشباب 5 يوليو (تموز) الإفراج عن جميع معتقلي الرأي، إذ هو شرط أساسي لفتح المجال لبناء الجزائر الجديدة... جزائر الحريات والحقوق والعدالة الاجتماعية والمساواة، بعد تفكيك هذا النظام بالوسائل السلمية».
في هذا السياق، دعت شخصيات جزائرية أمس المواطنين للمشاركة بكثافة في مظاهرات غد الجمعة العشرين ضد النظام، والذي يصادف الاحتفال بالذكرى الـ57 لاستقلال الجزائر، إضافة إلى صدور دعوات مماثلة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وجاء في نداء مسجل في شريط مصور، تم بثه على الإنترنت «ندعو كافة فئات الشعب الجزائري للخروج جماعيا وبكثافة يوم عيد الاستقلال، المصادف للجمعة العشرين من الحراك لنجعل من 5 يوليو تجسيدا لتحرير الإنسان بعد تحرير الأرض من الاحتلال الفرنسي في 1962».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.