تقرير أميركي يحذر من عودة «داعش»

صورة التقطت في فبراير الماضي لعناصر من تنظيم «داعش» بعد القبض عليهم من قبل «قوات سوريا الديمقراطية» في الباغوز (أ.ف.ب)
صورة التقطت في فبراير الماضي لعناصر من تنظيم «داعش» بعد القبض عليهم من قبل «قوات سوريا الديمقراطية» في الباغوز (أ.ف.ب)
TT

تقرير أميركي يحذر من عودة «داعش»

صورة التقطت في فبراير الماضي لعناصر من تنظيم «داعش» بعد القبض عليهم من قبل «قوات سوريا الديمقراطية» في الباغوز (أ.ف.ب)
صورة التقطت في فبراير الماضي لعناصر من تنظيم «داعش» بعد القبض عليهم من قبل «قوات سوريا الديمقراطية» في الباغوز (أ.ف.ب)

حذر تقرير أميركي من عودة تنظيم «داعش» مجدداً بشكل أشد خطورة في سوريا والعراق، رغم خسارته معظم الأراضي التي كان يسيطر عليها هناك.
وجاء في تقرير أعده «معهد دراسة الحرب» أن التنظيم لا يزال يقود نحو 30 ألف مسلح في العراق وسوريا، أي ما يكفي للسيطرة على الفلوجة والموصل ومدن أخرى في العراق وكذلك شرق سوريا في ثلاث سنوات فقط.
أشار التقرير إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أخطأ بإعلانه القضاء على التنظيم وسحب القوات الأميركية من الأراضي السورية، مطالباً في الوقت ذاته واشنطن بأخذ كل الاحتياطات الأمنية والاستعداد لهذه العودة، موضحاً أن التباطؤ في مكافحة «داعش» أعطى الكثير من الوقت للمجموعة للتخطيط والإعداد للمرحلة التالية من الحرب. ورأى أن تنظيم «داعش» لا يزال يحتفظ بشبكة تمويل عالمية تدعم عودته مجدداً، خاصة مع قدرة عناصر التنظيم على إعادة بناء قدراته الإعلامية وإمداده بالأسلحة والعتاد لتجهيز عدد من الإرهابيين الجدد.
وأوضح التقرير أن التنظيم تخلص بشكل منهجي من قادة القرى والمدنيين الذين تعاونوا مع قوات مناهضة لـ«داعش» في العراق، ويهدف إلى إضعاف المقاومة وإذكاء عدم ثقة السكان بحكومة العراق، كما يقوم بفرض الضرائب على السكان المحليين، وتشريد المدنيين والسعي للسيطرة على جيوب صغيرة وعرة التضاريس في العراق.
ويسعى «داعش» إلى إعادة السيطرة الإقليمية في العراق وسوريا. ومن المحتمل أن تنجح تلك الخطة، إذا انسحبت الولايات المتحدة. ويتيح الوجود العسكري الأميركي شرق سوريا تنفيذ عمليات استخباراتية وجوية حيوية لا يمكن استبدالها إذا انسحبت أميركا، وذلك وفقاً للتقرير.
كما أنه يمنع تركيا من التقدم شمال شرقي سوريا، الأمر الذي سيؤدي على الأقل إلى سحب قوات الدفاع الذاتي عناصرها من وادي نهر الفرات الأوسط للدفاع ضد تركيا في الشمال، مما يخلق مساحة أكبر يمكن أن يعود «داعش» من خلالها إلى الظهور.
ويرى التقرير أن وجود قوات سوريا الديمقراطية في شرق سوريا ضروري، لمنع «داعش» من استخدام سوريا قاعدة لتغذية حملتها في العراق.
ونجاح «داعش» المقبل قد يكون أكثر تدميراً من حملته السابقة في عام 2014. بحسب التقرير.
وأعلن التنظيم المتطرف في 31 مايو (أيار) 2019. بدء حملة عالمية جديدة تسمى «معركة الاستنزاف»، كما بدأ إعادة بناء قدراته الرئيسية أواخر العام الماضي، مما سيفضي إلى موجات جديدة من العمليات الإرهابية في أوروبا والعالم.
ويحذر التقرير من تكرار خطأ واشنطن بتقليل الاهتمام بالجهد الذي يبذله «داعش» للعودة مجدداً، وأنه يجب على الولايات المتحدة أن تتخذ خطوات فورية للحد من عودة «داعش» إلى العراق وسوريا، بما في ذلك وقف سحب قواتها المستمر من سوريا.
وينصح التقرير بزيادة الدعم الأميركي لقوات سوريا الديمقراطية، بالإضافة إلى إعطاء الأولوية لتوسيع نطاق عمليات المساعدات الإنسانية وتوسيع نطاقها للمساعدة في الحد من جاذبية «داعش»، خاصة بين السكان القاصرين المصابين بصدمات كبيرة والذين يعيشون في مخيمات النازحين في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وأشار التقرير إلى معارضة أنقرة لزيادة الدعم الأميركي لقوات سوريا الديمقراطية التي يشكل الاكراد معظمهما والتي تعتبرها تركيا «إرهابية».


مقالات ذات صلة

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.