افتتاح «قمة العشرين» بالدعوة إلى «الانسجام» في مواجهة «الحمائية»

اللقاءات الثنائية في أوساكا تسرق الأضواء من البرنامج الرسمي... وترمب يغازل بوتين ويخفف اللهجة مع الصين عشية لقائه شي

الرئيسان بوتين وترمب خلال لقاء على هامش قمة أوساكا (إ.ب.أ)
الرئيسان بوتين وترمب خلال لقاء على هامش قمة أوساكا (إ.ب.أ)
TT

افتتاح «قمة العشرين» بالدعوة إلى «الانسجام» في مواجهة «الحمائية»

الرئيسان بوتين وترمب خلال لقاء على هامش قمة أوساكا (إ.ب.أ)
الرئيسان بوتين وترمب خلال لقاء على هامش قمة أوساكا (إ.ب.أ)

سرقت اللقاءات الثنائية بين القادة المشاركين في «قمة العشرين» المنعقدة في أوساكا، أمس، الأضواء من جدول الأعمال الرسمي المخصص لمناقشة ملفات اقتصادية لا تقل تحديات التوافق عليها عن القضايا الاستراتيجية الكبرى بين الحاضرين. وتبادل القادة تصريحات خففت من وطأة التوتر الذي كان سائداً عشية انعقاد القمة مع حصول اختراقات ثنائية بين متخاصمين، لكن الأنظار تتجه اليوم إلـى قمة الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والصيني شي جينبينغ على أمل الوصول إلى هدنة لـ«الحرب التجارية» بين البلدين.

- بوتين - ماي
بين آخر اختراقات الاجتماعات الثنائية في اليوم الأول للقمة، لقاء رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث حضته على «الكف عن أعمال زعزعة الاستقرار التي تهدد المملكة المتحدة وحلفاءها. وخلافاً لذلك، فلن يكون هناك تطبيع للعلاقات الثنائية»، بحسب بيان رسمي بريطاني.
كان ذلك الاجتماع هو الأول بين بوتين وماي منذ تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال في عام 2018 على الأراضي البريطانية. وقال مصدر دبلوماسي لـ«الشرق الأوسط» إن زيارات غير علنية بين البلدين وخصوصاً من الطرف البريطاني مهدت لهذا الاجتماع.
وخلال لقائها مع بوتين، أكدت ماي أن لديها «أدلة دامغة على أن روسيا تقف خلف الاعتداء» على سكريبال (وابنته يوليا). وأعلنت ماي أن لندن «منفتحة على احتمال تغيير في العلاقة، لكن لتحقيق ذلك على الحكومة الروسية أن تختار سبيلاً مختلفاً».
وحرصت لندن على التأكيد في وقت سابق على أن هذا اللقاء لا يشكل تطبيعاً للعلاقات مع روسيا.

- ترمب - بوتين
لم يكن لقاء ترمب مع بوتين مفاجئاً في ضوء اجتماع رؤساء مجالس الأمن القومي في أميركا وإسرائيل وروسيا في القدس الأسبوع الماضي وزيارة وزير الخارجية مايك بومبيو إلى سوتشي ولقاء بوتين الشهر الماضي. لكن اللافت أن الانتقادات التي وجهها ترمب عشية «قمة العشرين» إلى أكثر من جهة لم تشمل روسيا أو بوتين، إضافة إلى ملاحظة الدفء بين الرئيسين الأميركي والروسي.
وقبيل الصورة التقليدية لزعماء «مجموعة العشرين»، صباح أمس، صعد ترمب إلى المنبر وهو يسير إلى جانب بوتين، متبادلاً معه أطراف الحديث ومربتاً على ظهره. وبعد ذلك، ألقى ترمب دعابة على صلة باتهام روسيا بالتدخل الروسي في الانتخابات التي أوصلته للسلطة، فيما تتواصل التحقيقات البرلمانية في الولايات المتحدة حول علاقات حملة الرئيس الانتخابية في عام 2016 مع روسيا. وسئل ترمب عما إذا كان سيطلب من نظيره الروسي عدم التدخل في الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2020 التي ترشح إليها ترمب رسمياً. فاستدار ترمب إلى بوتين وعلى وجهه ابتسامة ساخرة، وقال: «لا تدخّل في الانتخابات أيها الرئيس»، ثم كرر «لا تدخّل»، ملوحاً بسبابته. فابتسم بوتين، وهو يسمع الترجمة.
وخلال لقائه الأخير مع نظيره الروسي في هلسنكي في يوليو (تموز) العام الماضي، تعرض ترمب لانتقادات شديدة في الولايات المتحدة حيث اعتبر أنه اعتمد لهجة تصالحية للغاية.
وإذ نوه ترمب بعلاقاته {الجيدة جداً وإنه شرف كبير لي أن أكون مع الرئيس بوتين»، أعلن مستشار الكرملين أن الرئيس الروسي دعا نظيره الأميركي خلال اللقاء إلى زيارة روسيا في مايو (أيار) 2020 في مناسبة الاحتفالات بالذكرى الخامسة والسبعين للانتصار في الحرب العالمية الثانية.
من جهته، قال بوتين «مضى وقت طويل لم نلتق خلاله»، مشيراً إلى أن إدارتي البلدين «عملتا كثيراً» في هذه الأثناء. وبحسب مصدر دبلوماسي غربي، تبادل ترمب وبوتين الآراء حول العلاقات الثنائية ونتائج اجتماع القدس الغربية، إضافة إلى الملف السوري والمقترح الأميركي لحل الأزمة بما في ذلك «تقليص النفوذ الإيراني» وملف إيران عموماً.

- لقاءان ثلاثيان
وعقد أمس لقاءان ثلاثيان، ضم الأول ترمب ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، وآخر ضم بوتين وشي ومودي. وتناول الأول العلاقات الثلاثية اقتصادياً وعسكرياً ومساعي آبي للتوسط بين أميركا من جهة وكل من الهند والصين من جهة أخرى.
وقال بوتين خلال الاجتماع الثلاثي مع شي ومودي: «العمل معاً يأتي بفوائد واضحة سواء من وجهة نظر تطوير أو تقوية العلاقات مباشرة بين دولنا، ومن حيث مساهمة دولنا في حل المشكلات الدولية والإقليمية الحادة». وأضاف: «موقف روسيا والهند والصين حيال معظم القضايا الدولية متقارب ومتطابق ونعمل معاً من أجل الاستقرار الاستراتيجي».
وتابع بوتين أن روسيا والصين والهند «ملتزمة حماية المبادئ الرئيسية للعلاقات الدولية، بما فيها احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى». وذكر: «تبذل الدول الثلاث جهوداً مشتركة لتعزيز الاستقرار العالمي ومكافحة تهديد الإرهاب والتطرف والجريمة المرتبطة بالمخدرات والجرائم الإلكترونية. وبالتالي فهي تضع الأساس لإنشاء بنية أمنية متساوية في أوروبا».

- انسجام ياباني وهدوء أميركي
ودعا آبي في افتتاح «قمة العشرين» إلى «الانسجام» بحسب العصر الجديد الذي دخلته البلاد بعد تسلم الإمبراطور الجديد أكيهيتو وبدء عهد جديد باسم «الانسجام الجميل». وقال آبي: «أهلاً بكم في أوساكا. آمل في أن نتوصل معاً إلى انسجام جيد في أوساكا».
ووقف آبي محاطاً من جهة بالرئيس الصيني ومن الأخرى بالرئيس الأميركي، طرفي الحرب التجارية المستعرة حالياً، ودعا آبي إلى «إيجاد قواسم مشتركة بدل التركيز على المواجهات».
وربما يكون ترمب قد تلقّف الرسالة. فقد أطلق تصريحات تصالحية وأظهر ودية كبيرة بعد سلسلة هجمات أطلقها مؤخراً. فقد نوه الرئيس الأميركي بـ«المصانع الرائعة» التي بناها صانعو السيارات اليابانيون في الولايات المتحدة، بعدما كان انتقد علناً اعتماد اليابان عسكرياً على الولايات المتحدة. وأعرب ترمب عن رغبته في التوصل إلى «تفاهم» مع الهند التي ينتقد سياستها التجارية. كذلك وصف ترمب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأنها «امرأة رائعة»، وذلك خلال لقاء ثنائي، بعدما كان قد اتّهم ألمانيا بأنها شريك «مقصر» في الإنفاق في حلف شمال الأطلسي.

- ترمب - شي
وقال ترمب أمس إنه يتوقّع عقد لقاء «بناء» مع نظيره الصيني اليوم بعد إعلانه أول من أمس أن «اقتصاد الصين ينهار، ويريدون إبرام اتفاق».
وتهدد واشنطن بفرض رسوم جمركية على كل السلع الصينية التي تستوردها الولايات المتحدة وهو ما سيشكل نقطة لا عودة في نزاع تجاري وتكنولوجي بين العملاقين. وأعلن مسؤول صيني أن «الأحادية والحمائية والمضايقات تتزايد؛ ما يشكل تهديداً خطيراً». ويرى خبراء أن الفرص ضئيلة للتوصل إلى اتفاق خلال قمة العشرين، معتبرين أن أقصى ما يمكن تحقيقه هو هدنة تحول دون فرض واشنطن رسوما جمركية مشددة جديدة وتمنع المزيد من التصعيد. وقال دبلوماسيون غربيون لـ«الشرق الأوسط» إن الطرفين الأميركي والصيني يبحثان مسودة إعلان يتضمن إعلان هدنة لستة أشهر، بحيث يكون ذلك بمثابة برنامج زمني للتوصل إلى اتفاق قبل العودة إلى الحرب التجارية في حال فشل المفاوضات. لكن حتى هذا الاحتمال ليس مضموناً. وكتبت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن بكين تطالب واشنطن مسبقاً بالتخلي عن منع الشركات الأميركية من التعامل مع مجموعة «هواوي» الصينية للاتصالات التي تعتبرها واشنطن خطرا على أمنها القومي. وقال دبلوماسيون: «يجب تذكر أنه لا يمكن التنبؤ بموقف ترمب».
من جهتها، أعلنت بكين أن الحمائية و«أساليب المضايقة» تهدد النظام العالمي. والتقى شي ثلاثة رؤساء أفارقة هم رؤساء مصر عبد الفتاح السيسي وجنوب أفريقيا سيريل رامافوسا والسنغال ماكي سال، على هامش القمة، حيث «أشار جميع القادة في هذا الاجتماع إلى أن النهج الأحادي والحمائية وأساليب المضايقة في تزايد، ما يشكل خطراً كبيراً على العولمة الاقتصادية والنظام الدولي، وتحديات كبرى للبيئة الخارجية للدول النامية».
وتنتهي القمة بعد ظهر اليوم بجلسة ختامية، عقب لقاء بين بوتين وآبي وتوقيع اتفاقات استراتيجية بين اليابان وروسيا.

- إيران وتركيا
وشكل الملف الإيراني أحد المواضيع التي بحثت بين القادة في أوساكا. وقال ترمب إنه «لا داعي للعجلة» بما يتعلق بمسألة حل التوترات بين الولايات المتحدة وإيران التي أثارت مخاوف من نشوب صراع عسكري. وأضاف: «نأمل بأن ينجح الأمر بنهاية المطاف. إذا نجح، فسيكون جيداً، وفي حال العكس، فإنكم ستسمعون بذلك».
وتطرق الرئيس الأميركي الأربعاء إلى إمكان اندلاع حرب مع إيران لا يتوقع «أن تطول كثيراً». لكنه أعرب في تصريحات عن أمله بـ«ألا يحصل ذلك».
إلى ذلك، يلتقي الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على انفراد مع كل من ترمب وبوتين. وهو سيبحث التوتر مع واشنطن بسبب شراء منظومة «إس 400» الروسية وتهديد واشنطن بتجميد التعاون في مشروع طائرات «إف 35». ويتوقع أن تتناول المحادثات المنفردة مع ترمب «المنطقة الأمنية» شمال شرقي سوريا، ومع بوتين مستقبل اتفاق خفض التصعيد في إدلب شمال غربي سوريا.


مقالات ذات صلة

ترمب يستبعد جنوب إفريقيا من «قمة العشرين» في ميامي عام 2026

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

ترمب يستبعد جنوب إفريقيا من «قمة العشرين» في ميامي عام 2026

أعلن دونالد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، أن جنوب إفريقيا لن تكون مدعوّة لحضور قمة مجموعة العشرين المقررة العام المقبل في ميامي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي خلال جلسة اليوم الثاني لقمة قادة «مجموعة العشرين» (واس)

السعودية تؤكد التزامها بالعمل مع «العشرين» لمنظومة اقتصادية أكثر شمولاً وعدالة

أكدت السعودية، الأحد، التزامها بمواصلة العمل مع دول مجموعة العشرين لتعزيز منظومة اقتصادية أكثر شمولاً وعدالة واستدامة، تقوم على التعاون والابتكار وتكافؤ الفرص.

«الشرق الأوسط» (جوهانسبرغ)
أفريقيا جانب من الجلسة الختامية لقمة العشرين في جوهانسبرغ يوم 23 نوفمبر (حساب مجموعة العشرين على منصة إكس)

«قمة العشرين» تختتم أعمالها بتجديد الالتزام بالتعددية

اختتمت قمة مجموعة العشرين أعمالها في جنوب أفريقيا، الأحد، وسط غياب الولايات المتحدة التي ستتولى رئاسة المجموعة بعد جوهانسبرغ.

«الشرق الأوسط» (جوهانسبرغ)
الخليج وزير الخارجية السعودي ونظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الإسباني المستجدات الإقليمية والدولية

التقى الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، الأحد، نظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، وذلك على هامش اجتماع قمة قادة دول «مجموعة العشرين».

«الشرق الأوسط» (جوهانسبرغ)
الولايات المتحدة​ شعار مجموعة العشرين في مقر انعقاد قمة قادة المجموعة في جوهانسبرغ (ا.ف.ب)

واشنطن تتهم جنوب أفريقيا بتقويض المبادئ التأسيسية لمجموعة العشرين

قال البيت الأبيض اليوم السبت إن جنوب أفريقيا ترفض تسهيل الانتقال السلس لرئاستها لمجموعة العشرين لأكبر اقتصادات عالمية إلى الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

منصة «روبلوكس» الأميركية تتعهد بإجراء تغييرات لرفع الحظر الروسي المفروض عليها

صبي يقف لالتقاط صورة وهو يحمل جهاز تحكم ألعاب أمام شاشة تعرض شعار منصة ألعاب الأطفال الأميركية «روبلوكس» (رويترز)
صبي يقف لالتقاط صورة وهو يحمل جهاز تحكم ألعاب أمام شاشة تعرض شعار منصة ألعاب الأطفال الأميركية «روبلوكس» (رويترز)
TT

منصة «روبلوكس» الأميركية تتعهد بإجراء تغييرات لرفع الحظر الروسي المفروض عليها

صبي يقف لالتقاط صورة وهو يحمل جهاز تحكم ألعاب أمام شاشة تعرض شعار منصة ألعاب الأطفال الأميركية «روبلوكس» (رويترز)
صبي يقف لالتقاط صورة وهو يحمل جهاز تحكم ألعاب أمام شاشة تعرض شعار منصة ألعاب الأطفال الأميركية «روبلوكس» (رويترز)

قالت منصة «روبلوكس» الأميركية لألعاب الأطفال، الأربعاء، إنها مستعدة لإجراء تغييرات على بعض خصائصها في روسيا، في الوقت الذي تسعى فيه لإلغاء الحظر الذي فرضته عليها موسكو هذا الشهر.

وأعلنت هيئة مراقبة الاتصالات الروسية (روسكومنادزور) الحظر في الثالث من ديسمبر (كانون الأول) لأسباب تتعلق بسلامة الأطفال، مما أزعج بعض المستخدمين الروس، بل وأثار احتجاجاً نادراً بمدينة تومسك السيبيرية في مطلع الأسبوع.

ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء، الأربعاء، عن روسكومنادزور قولها إن المنصة الأميركية اتصلت بها وعبّرت عن استعدادها للامتثال للقانون الروسي.

وقالت الوكالة نقلاً عن الهيئة الرقابية: «إذا لم يكن هذا مجرد تصريح، وإنما رغبة حقيقية من المنصة في تغيير نهجها لضمان سلامة الأطفال على الإنترنت، فستتعامل معها روسكومنادزور مثلما تتعامل مع أي خدمة أخرى تمتثل للقانون الروسي».

وأكد المتحدث باسم «روبلوكس» لوكالة «رويترز» للأنباء في رسالة بالبريد الإلكتروني، أن المنصة تواصلت مع الهيئة الرقابية.

طالب هندسة تكنولوجية يقوم بتطوير ألعاب ذات طابع حربي لمنصة ألعاب «روبلوكس» في مونتيري بالمكسيك يوم 19 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)

وقال المتحدث إن «روبلوكس» مستعدة «للحد مؤقتاً من خصائص التواصل في روسيا ومراجعة عمليات الإشراف على المحتوى لدينا لاستيفاء المتطلبات القانونية اللازمة لوصول جمهورنا من جديد إلى المنصة».

وأحجم المتحدث عن التعليق على موعد رفع الحظر.

وحظرت دول عدة، منها العراق وتركيا، المنصة بسبب مخاوف من استغلال الأطفال. وتقول المنصة إنها تحترم القوانين الوطنية وتلتزم بشدة بسلامة المستخدمين.

وسيكون أي اتفاق لاستعادة الوصول إلى «روبلوكس» تسوية نادرة لأحد الخلافات طويلة الأمد بين روسيا وشركات التكنولوجيا الأميركية.

وفرضت روسيا رقابة خلال سنوات الحرب مع أوكرانيا، وحجبت أو قيّدت الوصول إلى منصات تواصل اجتماعي، مثل «سناب شات» و«فيسبوك» و«إنستغرام» و«واتساب» و«يوتيوب».

ويقول مسؤولون روس إن هذه الإجراءات ضرورية للدفاع عن البلاد في «حرب معلومات» معقدة تشنها قوى غربية، ولحمايتها مما يصفونه بالثقافة الغربية المنحلة التي تقوّض القيم الروسية التقليدية.


شرطة أستراليا توجه 59 اتهاماً للمشتبه به في هجوم سيدني

أناس يقفون قرب باقات من الزهور الأربعاء تكريماً لضحايا حادثة إطلاق النار في شاطئ بونداي في سيدني (أ.ف.ب)
أناس يقفون قرب باقات من الزهور الأربعاء تكريماً لضحايا حادثة إطلاق النار في شاطئ بونداي في سيدني (أ.ف.ب)
TT

شرطة أستراليا توجه 59 اتهاماً للمشتبه به في هجوم سيدني

أناس يقفون قرب باقات من الزهور الأربعاء تكريماً لضحايا حادثة إطلاق النار في شاطئ بونداي في سيدني (أ.ف.ب)
أناس يقفون قرب باقات من الزهور الأربعاء تكريماً لضحايا حادثة إطلاق النار في شاطئ بونداي في سيدني (أ.ف.ب)

وجّهت الشرطة الأسترالية، الأربعاء، 59 اتهاماً للمشتبه بتنفيذه هجوماً على شاطئ بونداي بمدينة سيدني، وذلك بعد أسوأ عملية إطلاق نار جماعية تشهدها أستراليا منذ عقود.

وقالت شرطة نيو ساوث ويلز إن الشرطة ستتهم في المحكمة نافيد أكرم، ذا الأصول الهندية، الذي يحمل الجنسية الأسترالية، «بالقيام بسلوك تسبب بالقتل وبإصابات خطيرة، وبتعريض حياة أشخاص للخطر من أجل الدفاع عن قضية دينية وإثارة الخوف في المجتمع».

وإلى جانب تهمتي الإرهاب وقتل 15 شخصاً، تشمل الاتهامات 40 تهمة بالإيذاء بنية القتل، فيما يتعلق بسقوط جرحى ووضع عبوة ناسفة قرب مبنى. وأفادت الشرطة، في بيان، بأن المؤشرات الأولية تدل على أن الهجوم هجوم إرهابي مستوحى من تنظيم «داعش»، المدرج على قائمة الإرهاب في أستراليا.

وأقامت أستراليا أول جنازة لضحايا الحادث، وتجمعت حشود كبيرة لتأبين الحاخام إيلي شلانغر، الذي كان بين القتلى حين أطلق ساجد أكرم، الهندي المقيم في أستراليا، وابنه نافيد، النار على جمع من المحتفلين بعيد «حانوكا» اليهودي على الشاطئ الشهير، مساء الأحد.

من جهته، قال رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز، الأربعاء: «قلبي مع المجتمع اليوم وكل يوم». وأضاف، في تصريح لمحطة إذاعية محلية: «لكن اليوم سيكون بالغ الصعوبة مع بدء أولى الجنازات».

وكان قد قال، الثلاثاء، إن المسلحَين كانا مدفوعين بـ«آيديولوجية الكراهية»، مضيفاً أن نافيد أكرم (24 عاماً) لفت انتباه وكالة الاستخبارات الأسترالية عام 2019 «بسبب صلته بآخرين»؛ لكن لم يُعتبر تهديداً وشيكاً وقتها. وأضاف: «لقد حققوا معه، وحققوا مع أفراد أسرته، وحققوا مع محيطين به... ولكنه لم يُعتبر في ذلك الوقت شخصاً مثيراً للاهتمام».

وأطلق ساجد (50 عاماً) وابنه النار على الحشد المتجمع عند الشاطئ لمدة 10 دقائق، قبل أن تفتح الشرطة النار على ساجد وتقتله، في حين أصيب نافيد بالرصاص، ونُقل إلى المستشفى في حالة حرجة.

واتفق قادة أستراليا، الاثنين، على تشديد القوانين التي سمحت للأب بحيازة 6 أسلحة نارية.

ولم تشهد أستراليا حوادث إطلاق نار مماثلة منذ قتل مسلح 35 شخصاً في مدينة بورت آرثر السياحية عام 1996. وأدّت تلك الحادثة إلى حملة، تضمنت برنامجاً لإعادة شراء الأسلحة، وفرض قيود على الأسلحة نصف الآلية. لكن في السنوات الأخيرة، سجّلت أستراليا ارتفاعاً مطرداً في عدد الأسلحة النارية التي يملكها أفراد.

زيارة للفلبين

وتجري الشرطة تحقيقات لمعرفة ما إذا كان الأب وابنه قد التقيا متطرفين خلال زيارة قاما بها للفلبين، قبل أسابيع من الهجوم. وأكّدت إدارة الهجرة في مانيلا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنهما أمضيا معظم شهر نوفمبر (تشرين الثاني) في البلاد، وكانت دافاو وجهتهما النهائية.

ولهذه المنطقة، الواقعة في جزيرة مينداناو الجنوبية، تاريخ طويل من حركات التمرد والتطرف.

عناصر من الشرطة متجمعون الثلاثاء قرب شاطئ بونداي في سيدني الذي شهد واقعة إطلاق نار خلال احتفال اليهود بعيد حانوكا (رويترز)

لكن الفلبين نفت، الأربعاء، استخدام أراضيها لتدريب «إرهابيين». وقالت الناطقة باسم الرئاسة، كلير كاسترو، لدى تلاوتها بياناً صدر عن مجلس الأمن القومي: «لم يُقدَّم أي دليل لدعم المزاعم بأن البلاد استُخدمت لتدريب إرهابيين».

وأضافت: «لا يوجد أي تقرير معتمد أو تأكيد بأن أفراداً تورطوا في حادثة شاطئ بونداي تلقوا أي شكل من أشكال التدريب في الفلبين».

وكان مكتب الهجرة في الفلبين قد ذكر، الثلاثاء، أن المسلحَين المتهمَين بتنفيذ إطلاق النار الجماعي بشاطئ بونداي سافرا إلى الفلبين في أول نوفمبر على متن الرحلة «بي آر 212» التابعة لـ«الخطوط الجوية الفلبينية»، من سيدني إلى مانيلا، ومنها إلى مدينة دافاو.

وغادر الرجل وابنه الفلبين في 28 نوفمبر على الرحلة نفسها من دافاو عبر مانيلا إلى سيدني. ولم تتضح بعد الأنشطة التي قام بها الرجلان في الفلبين، أو ما إذا كانا قد سافرا إلى مكان آخر بعد الهبوط في دافاو.

وفي عام 2017، سيطر مسلحون متأثرون بفكر «داعش» على أجزاء من مدينة ماراوي في جنوب الفلبين، وتمكنوا من الاحتفاظ بها 5 أشهر، رغم عمليات برية وجوية ظل الجيش يشنّها.

وأدّى حصار ماراوي، الذي شكَّل أكبر معركة تشهدها البلاد منذ الحرب العالمية الثانية، إلى نزوح نحو 350 ألف شخص ومقتل أكثر من 1100، معظمهم من المسلحين.

«قوى الشر الإرهابية»

من جانبه، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، إلى حرب دولية ضد «الإرهاب المتطرف»، وقال في حفل استقبال في البيت الأبيض بمناسبة عيد حانوكا: «يجب على كل الدول أن تتّحد ضد قوى الشر الإرهابية الراديكالية، ونحن نفعل ذلك».

واتفق الرئيس الأميركي مع توصيف السلطات الأسترالية للهجوم بأنه «هجوم إرهابي»، كما اتفق مع الوصف الإسرائيلي لما حدث بأنه «مظهر من مظاهر تصاعد معاداة السامية»، وقال: «هذا هجوم إرهابي شنيع معادٍ للسامية»، مشدداً على تكاتف جميع الدول «ضد قوى الشر الإسلامي الراديكالي».

وربط ترمب هجوم الشاطئ الأسترالي بهجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، التي شنّتها حركة «حماس» على بلدات إسرائيلية في غلاف غزة، قائلاً: «رأيت أشرطة تمنيت لو لم أرها»، ومحذراً من تكرار الهجمات الإرهابية.

وقال: «يجب أن تكونوا حذرين جداً، فأمور سيئة يمكن أن تحدث؛ رأيتم ما حدث في أستراليا وما حدث في السابع من أكتوبر».

السوري الذي أنقذ العشرات

أما السوري أحمد الأحمد (44 عاماً)، الذي أصيب بطلقات عدة خلال انتزاعه سلاح أحد المهاجمين، تفادياً لإصابة ومقتل آخرين، فقد توالت التعهدات بمساعدته مادياً.

لقطة من فيديو على حساب رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز على «إكس» تُظهره وهو يلتقي السوري أحمد الأحمد الذي انتزع سلاح أحد المهاجمين خلال هجوم شاطئ بونداي في مستشفى بسيدني (أ.ف.ب)

وجذبت صفحة لجمع الأموال أنشأها أستراليون لم يلتقوا الأحمد قط تبرعات من نحو 40 ألف شخص، حيث تبرعوا بـ2.3 مليون دولار أسترالي (1.5 مليون دولار أميركي)، بحلول مساء الثلاثاء. ومِن بين الداعمين الملياردير مدير صندوق التحوط وليام أكمان، الذي تعهّد بتقديم 99 ألف دولار أسترالي.

وقالت مديرة الإعلام في جمعية «الأستراليون من أجل سوريا»، التي زارت الأحمد في المستشفى في ساعة متأخرة من يوم الاثنين، إنه خضع لجراحة، ومن المقرر إجراء مزيد من العمليات الجراحية.

من جهة أخرى، أُعلن إلغاء احتفالات ليلة رأس السنة التي كانت مقررة على شاطئ بونداي إثر الهجوم الدامي.

وقال منظمو الاحتفالات، في بيان، الأربعاء، إن القرار اتُخذ بالتشاور مع المجلس المحلي.


الصين تعرب عن دعمها لفنزويلا... وتعارض أساليب «الترهيب»

وزير الخارجية الصيني وانغ يي (رويترز - أرشيفية)
وزير الخارجية الصيني وانغ يي (رويترز - أرشيفية)
TT

الصين تعرب عن دعمها لفنزويلا... وتعارض أساليب «الترهيب»

وزير الخارجية الصيني وانغ يي (رويترز - أرشيفية)
وزير الخارجية الصيني وانغ يي (رويترز - أرشيفية)

قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، لنظيره الفنزويلي، الأربعاء، إن الصين تعارض أسلوب «الترهيب بشكل أحادي» وتدعم الدول في حماية سيادتها، في الوقت الذي يكثف فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب الضغط على الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية.

وقال وانغ، في مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الفنزويلي إيفان جيل، إن الصين وفنزويلا شريكان استراتيجيان، وإن الثقة والدعم المتبادلين تقليد في العلاقات الثنائية، حسبما ورد في بيان صادر عن وزارة الخارجية الصينية.

وأضاف: «تعتقد الصين أن المجتمع الدولي يتفهم ويدعم موقف فنزويلا في الدفاع عن حقوقها ومصالحها المشروعة»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.