مصر: البرلمان يوافق نهائياً على «الموازنة» وسط توصيات بمواجهة البطالة

الحكومة تستهدف نسبة نمو 6 في المائة

TT

مصر: البرلمان يوافق نهائياً على «الموازنة» وسط توصيات بمواجهة البطالة

أقر مجلس النواب (البرلمان) المصري، أمس، الموازنة العامة للبلاد للعام المالي الجديد (2019 - 2020)، الذي يبدأ مطلع الشهر المقبل، وفيما استهدفت الحكومة تخفيض معدل العجز عند 7.2 في المائة، وتحقيق نسبة نمو 6 في المائة، أوصت اللجان البرلمانية المختلفة التي ناقشت بنود الموازنة، بتعزيز برامج الاستثمار في «المحافظات الأكثر احتياجاً، خصوصاً في الصعيد (جنوب البلاد)، ومراعاة الفجوات التنموية القائمة، مثل معدلات الفقر والبطالة والأمية».
وفي الموازنة السابقة، كانت مصر تستهدف عجز ميزانية يقدر بـ8.4 في المائة، ونمو الاقتصاد عند 5.6 في المائة.
وأحال رئيس مجلس النواب «مناقشات النواب والتوصيات والملاحظات الواردة في تقرير لجنة الخطة والموازنة بشأن مشاريع الموازنة إلى الحكومة، لاتخاذ اللازم بشأنها».
وتخطط الحكومة المصرية بحسب موازنة العام الجديد، لخفض معدلات البطالة إلى نحو 9.1 في المائة، بتوسيع الطاقة الاستيعابية للسوق في حدود من 800 إلى 900 ألف فرصة عمل سنوياً.
وفي شأن التعليم، أبدت لجنة «الشؤون الاقتصادية» في البرلمان، إشادة بعزم الحكومة «تحقيق معدل زيادة قدره 24 في المائة في قطاع التعليم قبل الجامعي لإنشاء 10 آلاف فصل، وكذلك استكمال منظومة تطوير التعليم من خلال التابلت المدرسي، فضلاً عن تحقيق 58 في المائة زيادة في قطاع التعليم الجامعي والبحث العلمي عبر إضافة 3 جامعات جديدة، وبدء تأسيس 10 جامعات تكنولوجية».
وأشارت اللجنة إلى ضرورة «الالتزام بالتوجه الاستثماري نحو المحافظات الأكثر احتياجاً، خصوصاً في الصعيد، وذلك بتطبيق معادلة تمويلية تستهدف التوسع في الاستثمارات التي تأخذ بعين الاعتبار الفجوات التنموية القائمة، مثل معدلات الفقر والبطالة والأمية»، فضلاً عن الدعوة إلى «الاهتمام بالعنصر البشرى، باعتباره العنصر الحاسم في نجاح وتحقيق جهود التنمية، وأن تتضمن الموازنة نسبة كبيرة من الاستثمارات الحكومية لقطاعات التنمية البشرية والاجتماعية، وكذلك مشروعات الصحة، تليها مشروعات التعليم والتدريب، ثم مشروعات البحث العلمي».
ونوهت اللجنة في توصياتها بالنسبة لقطاع الشؤون الاجتماعية بوزارة التضامن الاجتماعي بزيادة واضحة في الإنفاق بقطاع الشؤون الاجتماعية؛ سواء في برنامج «تكافل وكرامة» أو «معاش الطفل»، لافتة إلى وجود مشكلات في صرف هذه المعاشات للمواطنين من النواحي التقنية أو الفنية أو الإدارية، وأنه بالتالي لا تترجم مدخلات هذه البرامج والمتمثلة في موارد مالية ومادية وبشرية إلى مخرجات ونتائج تتلاءم مع حجم الإنفاق والوقت والمجهود المبذول فيها.
وتطرقت لجان البرلمان إلى المشكلات الإدارية والمالية المتعلقة المتراكمة في القطاع الحكومة، وشددت على «ضرورة العمل في أسرع وقت على فض التشابكات الخاصة بمديونيات الجهات الحكومية مع بعضها، أو التي بينها وبين بنك الاستثمار القومي، وذلك تحت رعاية وبمشاركة وزارة المالية، ما ينعكس بدوره على الشكل العام للموازنة العامة للدولة ككل، ويحد من حجم هذه المديونيات وتضخمها بالفوائد المتراكمة سنة بعد أخرى، وبالتالي تقليص العجز في الموازنة. وأن تلتزم جميع الجهات والهيئات والمصالح في الجهاز الإداري للدولة وجميع الهيئات الاقتصادية بالعمل على ترشيد الإنفاق قدر المستطاع».
وطالبت لجنة «القوى العاملة» بالبرلمان، بـ«إعادة النظر في أحكام قوانين العمل، خصوصاً المواد المتعلقة بتنظيم تشغيل المرأة والأطفال، وتنفيذ الأحكام الصادرة بإعادة بعض الشركات والمصانع إلى ملكية الدولة بما يحقق استقرارها ودوام تشغيلها والحفاظ على حقوق العمالة فيها».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.