ترمب يلغي ضربة عسكرية لإيران في الدقائق الأخيرة

وجّه رسالة تحذير عبر عُمان وقال إنه لا يريد حرباً... و«الحرس الثوري» يعرض حطام الـ«درون»

TT

ترمب يلغي ضربة عسكرية لإيران في الدقائق الأخيرة

أكد الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أمس (الجمعة)، أنه ألغى ليلة الخميس ضربات عسكرية ضد مواقع إيرانية، رداً على إسقاط «الحرس الثوري» الإيراني طائرة «درون» أميركية في مضيق هرمز. وفيما برر ترمب وقفه الضربة برغبته في تفادي سقوط قتلى إيرانيين مدنيين، قالت مصادر أميركية إن معلومات الاستخبارات أكدت أن القيادة الإيرانية لم تكن راضية عن تصرف القائد العسكري الذي أمر بإسقاط الطائرة الأميركية، مما يشير إلى تباين داخل النظام الإيراني بين من يريد التصعيد ومن يريد التهدئة.
وأفيد أمس بأن الولايات المتحدة طلبت عقد اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي بعد غد (الاثنين)، لبحث التطورات الأخيرة المتصلة بإيران في الخليج. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر دبلوماسية أن واشنطن طلبت إجراء مباحثات بين الدول الـ15 الأعضاء في المجلس حول «آخر التطورات المتصلة بإيران، والحوادث الأخيرة التي تعرضت لها ناقلات نفط». وقال مصدر إن الاجتماع سيعقد بعد ظهر الاثنين.
في المقابل، تضاربت الأنباء حول تلقي طهران رسالة تحذير أميركية عبر الوسيط العماني، وفق ما نقلته «رويترز» عن مسؤولين إيرانيين، وهو أمر نفاه المجلس الأعلى للأمن القومي. وفيما سلّمت وزارة الخارجية الإيرانية مذكرة احتجاج إلى سويسرا، ممثلة المصالح الأميركية، عرض «الحرس الثوري» في إحدى قواعده في طهران قطعاً لما قال إنها «حطام الدرون» الأميركية. وأشار قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس»، أمير علي حاجي زاده، إلى «تجنب» قواته إسقاط طائرة أميركية أخرى مأهولة لحظة استهداف «الدرون».
ولجأ ترمب، أمس، إلى «تويتر» للرد على تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» حول خطته للرد على إيران، التي تضمنت توجيه ضربات لمواقع عسكرية. ومن دون أن يذكر اسم الصحيفة، أكد الرئيس الأميركي ضمناً ما أوردته الصحيفة، إذ قال إنه ألغى ضربات كان من المفترض أن تستهدف 3 مواقع قبل «10 دقائق» من موعد شنها، موضحاً أن القادة العسكريين أبلغوه بأنها ستؤدي إلى مقتل «150 شخصاً»، فقرر أن ذلك سيكون رداً مفرطاً على إسقاط طائرة مسيرة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه ليس في عجلة من أمره لضرب إيران.
وقال ترمب، في تغريداته: «قاموا بإسقاط طائرة مسيرة تطير فوق المياه الإقليمية، لقد كنا مسلحين ومستعدين لضربة انتقامية الليلة الماضية ضد 3 أماكن مختلفة عندما طلبت ذلك، وعندما سألت عن عدد الذين سيموتون، كانت الإجابة من الجنرال: 150 شخصاً. 10 دقائق قبل بدء الضربة قمت بوقفها لأنها ليست متناسبة مع إسقاط الطائرة المسيرة». وأضاف: «أنا لست في عجلة، فالجيش الأميركي تمت إعادة بنائه، وهو جديد ومستعد للمضي قدماً، وهو أفضل جيش في العالم. العقوبات تضر إيران، والمزيد منها تم فرضه الليلة الماضية. إيران لن تحصل مطلقاً على أسلحة نووية ضد أميركا، ولا ضد العالم».
وألقى ترمب باللوم على الرئيس باراك أوباما، قائلاً إنه قام بصفقة يائسة مروعة مع إيران، وأعطاها 150 مليار دولار، إضافة إلى 1.8 مليار دولار من الأموال السائلة، مضيفاً أن إيران بدل توجيه الشكر، قالت: «الموت لأميركا». وتابع: «أنا أنهيت الاتفاق (النووي) الذي لم يتم تقديمه إلى الكونغرس، وقمت بفرض عقوبات قوية، وهم (أي الإيرانيين) اليوم أكثر ضعفاً مما كانوا في بداية ولايتي، حينما كانوا يتسببون في مشكلات كثيرة في منطقة الشرق الأوسط؛ الآن هم في موقف سيء».
وقال مراسل محطة {إن بي سي} مساء أمس إن ترمب أكد استعداده لإجراء محادثات مع المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي أو الرئيس حسن روحاني، مضيفاً أن الرئيس الأميركي يشدد على أن تكون مسألة الصواريخ الباليستية الإيرانية ضمن أي اتفاق مع طهران.
وكان ترمب قد التقى قادة الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي مساء الخميس لأكثر من ساعتين. وشدد عدد كبير من قادة الحزبين على ضرورة الحصول على إذن مسبق من الكونغرس قبل توجيه أي ضربة عسكرية ضد إيران. وفي الوقت نفسه، نشر «البنتاغون» صوراً وإحداثيات تؤكد أن الطائرة الأميركية المسيرة التي أسقطتها إيران كانت في المياه الدولية.
وجاءت تغريدات ترمب بعد ساعات من نشر صحيفة «نيويورك تايمز» أن الرئيس الأميركي وافق على شن ضربات جوية على إيران، رداً على إسقاط «الدرون»، لكنه ألغى الهجمات في اللحظة الأخيرة. ونقلت عن مسؤولين كبار في الإدارة شاركوا في المناقشات أو اطلعوا عليها أن الولايات المتحدة كانت تخطط لضرب «مجموعة من الأهداف الإيرانية، مثل بطاريات الرادار والصواريخ»، مساء الخميس، لكن الخطة توقفت فجأة في مراحلها الأولى. وأضافت أنه كان من المقرر تنفيذ الضربات قبيل فجر الجمعة لتقليل الخطر على العسكريين أو على المدنيين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير بالإدارة قوله إن الطائرات كانت تحلّق، والسفن كانت في مواقعها، لكن لم تنطلق أي صواريخ عندما صدر لها أمر بالمغادرة. وأوضحت أن قرار الرجوع المفاجئ أوقف ما كان سيصبح ثالث عمل عسكري لترمب ضد أهداف في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أنه ضرب مرتين أهدافاً في سوريا في 2017 و2018.
ومن غير الواضح ما إذا كان قرار شن هجمات على إيران ما زال قائماً، حسبما ذكرت الصحيفة التي قالت إنه من غير المعروف هل ألغيت الضربات بسبب رجوع ترمب عن رأيه أم نتيجة قلق الإدارة من أمور تتعلق باللوجيستيات أو الاستراتيجية، حسبما أوردت «رويترز». لكن جنرالاً أميركياً متقاعداً قال لقناة «فوكس» إن معلومات الاستخبارات الأميركية أكدت أن القيادة العليا في إيران لم تكن راضية عن تصرف القائد العسكري الميداني الذي أمر بإسقاط الطائرة، مضيفاً أن ذلك يؤكد «حدس» الرئيس ترمب الذي قال إنه يعتقد أن إسقاط الطائرة كان عملاً فردياً.
وحوّلت بعض شركات الطيران الدولية مسارات رحلاتها لتفادي المجال الجوي الذي تسيطر عليه إيران فوق مضيق هرمز وخليج عُمان، بعد أن أصدرت إدارة الطيران الاتحادية الأميركية أمراً طارئاً يحظر على شركات الطيران الأميركية التحليق فوق المنطقة حتى إشعار آخر. وقالت شركات طيران عالمية إنها ستغير مسارات رحلاتها لتفادي المجال الجوي الذي تسيطر عليه إيران. وقالت شركات طيران الإمارات والخطوط الجوية الماليزية وكانتاس الأسترالية وسنغافورة إيرلاينز ولوفتهانزا الألمانية والخطوط الجوية البريطانية و«كيه إل إم» الهولندية، إنها ستعيد تحويل مسار طائراتها لتفادي المنطقة.
وجاء إسقاط الطائرة بعد أسبوع من تفاقم التوترات، إثر هجوم بالألغام على ناقلات نفط، مما أدى إلى تبادل اتهامات بين طهران وواشنطن حول المسؤولية عن الهجوم. وقالت كل من ألمانيا وبريطانيا، الموقعتين على الاتفاق النووي، إن أدلة «شبه مؤكدة» تشير إلى دور إيراني في مهاجمة الناقلات.
وفي طهران، عرض التلفزيون الرسمي الإيراني أمس أجزاء عثرت عليها زوارق «الحرس الثوري» في المياه الإيرانية، مما قال إنها من طائرة درون استطلاعية من طراز «غلوبال هوك»، قالت طهران إنها كانت في «مهمة تجسس فوق أراضيها». وقال قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري»، أمير علي حاجي زادة، أمس، إن «الحطام كان يطوف، وجمعناه من على سطح مياهنا الإقليمية»، مضيفاً أن قواته كان بإمكانها إسقاط طائرة أميركية على متنها 35 شخصاً رافقت الطائرة المسيرة التي تم إسقاطها أول من أمس.
وادعى القيادي في «الحرس الثوري» أن «هذه الطائرة انتهكت حدودنا الجوية أيضاً، وكان بإمكاننا استهدافها، لكن لم نفعل هذا الأمر لأن هدفنا من إسقاط الطائرة المسيرة الأميركية كان توجيه تحذير للقوات الإرهابية الأميركية». وأضاف أن مقر الدفاع الجوي وجه 4 تحذيرات للطائرة المسيرة التي دخلت أجواء إيران.
وفي غضون ذلك، كشف مسؤولان إيرانيان، لوكالة «رويترز»، أن طهران تلقت رسالة من ترمب عبر سلطنة عمان للتحذير من هجوم أميركي وشيك على إيران، وللقول للإيرانيين في الوقت ذاته إنه يعارض الحرب، ويريد إجراء محادثات بشأن عدد من القضايا. لكن طهران نفت صحة تقرير الوكالة، على لسان المتحدث باسم «المجلس الأعلى للأمن القومي»، كيوان خسروي الذي قال إن «الولايات المتحدة لم تبعث بأي رسالة لإيران عبر عمان»، بحسب ما نقله عنه التلفزيون الحكومي.
وسبق أن تولت سلطنة عمان، التي لديها علاقات جيدة مع طهران كما مع واشنطن، وساطات بين الطرفين العدوين. وكانت مسقط على قائمة عواصم مرشحة للوساطة بين الجانبين منذ بداية الشهر الماضي.
ونقلت «رويترز» عن مسؤول إيراني لم تذكر اسمه أن «ترمب قال في رسالته إنه ضد أي حرب مع إيران، ويريد إجراء محادثات مع طهران بشأن عدد من القضايا»، لافتاً إلى أن ترمب «حدد فترة زمنية قصيرة للحصول على ردنا، لكن رد إيران الفوري هو أن القرار بيد المرشد علي خامنئي في هذه المسألة». وقال مسؤول إيراني آخر للوكالة إن الإيرانيين أوضحوا أن «المرشد يعارض أي محادثات، لكن الرسالة ستنقل إليه ليتخذ القرار... ومع ذلك، أبلغنا المسؤول العماني بأن أي هجوم على إيران ستكون له عواقب إقليمية ودولية».
وفي الأثناء، ذكرت وكالة «فارس»، التابعة لـ«الحرس الثوري»، أمس، أن إيران أبلغت الولايات المتحدة، عبر السفير السويسري، بأن واشنطن ستكون مسؤولة عن عواقب أي عمل عسكري ضد إيران. أما وكالة «إرنا»، التي تخضع للحكومة، فقالت في تقرير إن وزارة الخارجية، التي استدعت السفير، أبلغته أن إيران لا تريد حرباً مع الولايات المتحدة. وقال مدير إدارة الأميركتين في الخارجية الإيرانية، محسن بهاروند، إنه «إذا اتخذ الطرف الذي يواجهنا خطوات استفزازية بلا تفكير، فإنه سيتلقى رداً بالمثل لا يمكن التنبؤ بعواقبه، وستتكبد جميع الأطراف الخسائر والأضرار المترتبة عليه».
وتمثل سويسرا المصالح الأميركية في إيران بسبب قطع العلاقات الدبلوماسية عقب سيطرة متشددين على مقر السفارة الأميركية في 1979.



ما الذي ستجنيه إسرائيل من الاعتراف بـ«أرض الصومال»؟

نتنياهو خلال توقيع الاعتراف... ويهاتف رئيس أرض الصومال (الحكومة الإسرائيلية)
نتنياهو خلال توقيع الاعتراف... ويهاتف رئيس أرض الصومال (الحكومة الإسرائيلية)
TT

ما الذي ستجنيه إسرائيل من الاعتراف بـ«أرض الصومال»؟

نتنياهو خلال توقيع الاعتراف... ويهاتف رئيس أرض الصومال (الحكومة الإسرائيلية)
نتنياهو خلال توقيع الاعتراف... ويهاتف رئيس أرض الصومال (الحكومة الإسرائيلية)

سلطت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية الضوء على إعلان إسرائيل اعترافها، الجمعة، بإقليم «أرض الصومال»، وقالت الصحيفة إن البعض قد يرى في ذلك بداية عهد جديد من التنافس الدولي في القرن الأفريقي، لكن القضية الحقيقية تكمن في أن الأمر قد يبدو أقرب إلى رقعة شطرنج استراتيجية مما هو عليه في الواقع.

ولفتت إلى أن إقليم «أرض الصومال» يقع في القرن الأفريقي، ويجاور دولاً مثل إثيوبيا وجيبوتي، ويثير هذا الاعتراف تساؤلات أكثر بشأن ما يحيط به عبر خليج عدن والبحر الأحمر، حيث يفصل بينهما مضيق باب المندب، الذي يُعدّ نقطة عبور اقتصادية حيوية للملاحة المتجهة من البحر الأبيض المتوسط ​​إلى المحيط الهندي، وبالتالي يُنظر إليه بوصفه منطقةً تجاريةً بالغة الأهمية عالمياً، بالإضافة إلى وجود قوات بحرية متعددة.

ومع ذلك، تعاني العديد من دول هذه المنطقة من الضعف أو الصراعات الداخلية، فالسودان غارق في حرب أهلية منذ سنوات، أما دولة الصومال فقد تفككت إلى حد كبير في أوائل التسعينات، مما استدعى تدخلاً دولياً بلغ ذروته في معركة قُتل فيها جنود أميركيون، وتعاني إريتريا منذ زمن طويل من الفقر والصراعات الداخلية، كما شهدت إثيوبيا صراعات داخلية.

شاب يحمل علم «أرض الصومال» أمام النصب التذكاري لـ«حرب هرجيسا» (أ.ف.ب)

وذكرت الصحيفة أن منطقة القرن الأفريقي أشبه برقعة شطرنج استراتيجية، وصحيح أن وجود قوات بحرية أو أصول عسكرية في هذه المنطقة يبدو مهماً، إلا أن هجمات الحوثيين على السفن أظهرت أنه يمكن تهديد الملاحة البحرية باستخدام طائرات مسيَّرة وصواريخ بسيطة ورخيصة نسبياً، وكذلك اعتاد القراصنة الصوماليون على اختطاف القوارب باستخدام زوارق صغيرة وبنادق كلاشينكوف.

وأضافت أن منطقة القرن الأفريقي تفتقر إلى الموارد الطبيعية، ولذلك فإن العديد من دولها ضعيفة، لذا، قد يكون الاعتراف الإسرائيلي بإقليم «أرض الصومال» أقل من مجموع مصالح دول المنطقة على مستوى الاستراتيجية الكبرى، وصحيح أن للعديد من الدول مصالح فيها، إلا أن هذه المصالح لم تُترجم حتى الآن إلا إلى مشاركة محدودة، وهناك أولويات أخرى أهم، ومعظم الدول تدرك ذلك.


تركيا: مسيرة ضد المفاوضات مع أوجلان في إطار «عملية السلام»

مظاهرة في ديار بكر للمطالبة بالإفراج عن زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان (رويترز)
مظاهرة في ديار بكر للمطالبة بالإفراج عن زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان (رويترز)
TT

تركيا: مسيرة ضد المفاوضات مع أوجلان في إطار «عملية السلام»

مظاهرة في ديار بكر للمطالبة بالإفراج عن زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان (رويترز)
مظاهرة في ديار بكر للمطالبة بالإفراج عن زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان (رويترز)

فيما انتقد قيادي في حزب «العمال الكردستاني» خطوات الحكومة والبرلمان والأحزاب في تركيا بشأن «عملية السلام» وحل المشكلة الكردية، خرجت مسيرة حاشدة إلى ضريح مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك في أنقرة، رفضاً للمفاوضات مع زعيم الحزب السجين عبد الله أوجلان.

وتجمّع الآلاف من ممثلي الأحزاب والأكاديميين والصحافيين والعمال والشباب وممثلي الجمعيات العمالية ومختلف شرائح المجتمع التركي أمام ضريح أتاتورك (أنيتكابر)؛ للتعبير عن رفضهم للعملية التي تطلق عليها الحكومة «عملية تركيا خالية من الإرهاب» ويسميها الجانب الكردي «عملية السلام والمجتمع الديمقراطي».

رفض الحوار مع أوجلان

أكد المشاركون في المسيرة رفضهم المفاوضات مع أوجلان؛ كونه زعيم «منظمة إرهابية»، في إشارة إلى حزب «العمال الكردستاني»، ولـ«تورط البرلمان، الذي أسسه أتاتورك، في هذه العملية وإرسال وفد للقاء أوجلان في سجن إيمرالي».

وردّد المشاركون في المسيرة، التي انطلقت من ميدان «تان دوغان» إلى ضريح أتاتورك، هتافات من مقولاته، مثل: «كم أنا سعيد لكوني تركياً»، و«الاستقلال أو الموت».

بالتوازي، تقدمت مجموعة من المحامين بطلب إلى ولاية ديار بكر، كبرى المدن ذات الغالبية الكردية في جنوب شرقي تركيا، ووزارة الداخلية، ورئاسة الجمهورية، لحظر مسيرة تعتزم منصة «المجتمع الديمقراطي» تنظيمها في المدينة في 4 يناير (كانون الثاني) المقبل، للمطالبة بإطلاق سراح أوجلان، الذي أمضى 26 عاماً في السجن من محكوميته بالسجن المؤبد المشدد.

ولفت المحامون، في بيان مشترك، السبت، إلى أنه على الرغم من وجود أوجلان في السجن، فإن «نفوذه على المنظمة الإرهابية (حزب العمال الكردستاني) لا يزال قائماً»، وأن «أي اجتماع يُعقد تحت قيادته يُعدّ (دعاية لمنظمة إرهابية) و(تمجيداً للجريمة والمجرمين)»، وأن التجمع المزمع يُشكّل «خطراً واضحاً ومباشراً على النظام العام والأمن». وذكروا أنهم إلى جانب طلب الحظر، قدّموا شكوى جنائية لدى مكتب المدعي العام في ديار بكر ضد منظمي التجمع.

انتقادات كردية

في غضون ذلك، انتقد القيادي في «العمال الكردستاني» عضو المجلس التنفيذي لاتحاد مجتمعات كردستان، مصطفى كاراصو، الحكومة التركية والبرلمان والأحزاب السياسية، قائلاً إن الخطوات التي اتخذوها حتى الآن بشأن عملية السلام ودعوة «القائد آبو» (أوجلان) لحل الحزب ونزع أسلحته وتحقيق السلام والمجتمع الديمقراطي، «لا يمكن وصفها بالإيجابية».

وقال كاراصو، في تصريحات لوسائل إعلام كردية نقلت في تركيا، السبت، إنه «إذا كانت هذه العملية بهذه الأهمية، وإذا كان عمر الجمهورية التركية هو 100 عام، وإذا كان من المقرر حلّ مسألةٍ تتعلق بـ50 عاماً، أي نصف تاريخها، وإذا كان الهدف هو ضمان الأخوة التركية - الكردية، فإن الاعتراف بـ(الزعيم آبو) بوصفه شريكاً في المفاوضات أمر ضروري».

وأضاف: «يجب تهيئة الظروف التي تُمكنه من لعب دور فعّال في هذه العملية، حيث يستطيع العيش والعمل بحرية، هذه مسألة قانونية، منصوص عليها في دستورهم، تتعلق بـ(الحق في الأمل)». وعدّ كاراصو أن السياسة والأحزاب التركية تواجه «اختباراً تاريخياً»، وأن عدم معالجة مشاكل تركيا الجوهرية لا يعني سوى خداع هذه الأحزاب والسياسيين للمجتمع التركي.

وانتقد كاراصو عدم إعداد اللوائح القانونية التي تضمن الإفراج عن السجناء الذين أمضوا 30 سنة في السجن، حتى الآن، رغم إعلان حزب «العمال الكردستاني» حل نفسه وإلقاء أسلحته.

أحد اجتماعات لجنة البرلمان التركي لوضع الأساس القانوني لحل «العمال الكردستاني» (البرلمان التركي - إكس)

وأشار إلى أن البرلمان شكّل لجنة لوضع الأساس القانوني للعملية، عقدت الكثير من الاجتماعات، لكن لم يتم اتخاذ أي إجراء حتى الآن، مضيفاً: «لقد أصبح البرلمان، إلى حدٍّ ما، مجرد إجراء شكلي، تُترك القضايا الجوهرية لغيره؛ كالاقتصاد والتعليم، وحتى هذه القضايا لها حدودها».


الرئيس الإيراني: نحن في حالة «حرب شاملة» مع أميركا وإسرائيل وأوروبا

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (رويترز)
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (رويترز)
TT

الرئيس الإيراني: نحن في حالة «حرب شاملة» مع أميركا وإسرائيل وأوروبا

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (رويترز)
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (رويترز)

قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم (السبت)، إن بلاده في حالة «حرب شاملة» مع أميركا وإسرائيل وأوروبا، مشيراً إلى أن هذه البلدان لا تريد لإيران النهوض.

ونقل التلفزيون «الرسمي» الإيراني عن بزشكيان أن إسرائيل اعتقدت أن عدوانها على إيران سيؤدي إلى انهيار النظام، لكن ذلك لم يحدث، مؤكداً قدرة بلاده على تجاوز الضغوط والعقوبات.

وأفاد الرئيس الإيراني أن الجيش أكثر قوة الآن عما كان عليه قبل الحرب مع إسرائيل، وتعهد بتلقين إسرائيل والولايات المتحدة درساً «أشد قسوة» إذا تكررت الاعتداءات الإسرائيلية والأميركية.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال، يوم الاثنين الماضي، إن أي تحرك من جانب إيران سيُقابل برد عنيف، مؤكداً أن إسرائيل لا تسعى إلى مواجهة مع إيران، مشيراً إلى أن إسرائيل تتابع مناورات إيرانية.

وشنّت إسرائيل هجوماً على إيران في يونيو (حزيران) الماضي، وقتلت عدداً من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين في الساعات الأولى من الحرب التي استمرت 12 يوماً، وتدخلت الولايات المتحدة في نهايتها عندما قصفت أهم المنشآت النووية الإيرانية بقنابل خارقة للتحصينات.