التزام أميركي بعودة الشرعية في اليمن ومواصلة مكافحة الإرهاب

TT

التزام أميركي بعودة الشرعية في اليمن ومواصلة مكافحة الإرهاب

أكدت الولايات المتحدة واليمن التزامهما بعودة مؤسسات الدولة الشرعية في أرجاء البلاد كافة عبر دعم عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة وفقاً للمرجعيات الثلاث، ومواصلة مكافحة الإرهاب ومنع عبور الإرهابيين عبر الأراضي اليمنية.
وأوضح رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك أن العلاقات اليمنية - الأميركية، ومنذ قيام الجمهورية اليمنية، تعد علاقات شراكة وتحالف في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية ومكافحة الإرهاب والتطرف، مشيداً بمواقف الولايات المتحدة الدائمة إلى جانب وحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه ودعم الاستقرار والازدهار في اليمن والمنطقة.
وأشار عبد الملك خلال حفل أقامه السفير الأميركي المعين حديثاً في اليمن كريستوفر هينزيل في الرياض، بأن مواقف الولايات المتحدة حاضرة في وجدان الحكومة والشعب اليمني على الدوام، وقال: «يسعدني أن أرى سفيراً بقدراتكم وخبراتكم الدبلوماسية لقيادة الدبلوماسية الأميركية في اليمن، وهذا سيضيف الكثير لعلاقاتنا وصداقاتنا، وأؤكد لكم أن الحكومة اليمنية ستستمر في التعاون الخلاق لإنجاح مهامكم وتحقيق المصالح المشتركة للبلدين وتيسير أعمالكم». وتابع: «منذ 2011، دعمت الولايات المتحدة الأميركية ملية انتقال السلطة سواء على المستوى الثنائي أو عبر المجتمع الدولي لبناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة، ومنذ الانقلاب الحوثي كان موقفها وما زال مشرفاً مسانداً للشرعية بقيادة الرئيس (عبد ربه منصور) هادي، وإننا نعوّل كثيراً على الدور الأميركي في استعادة مؤسسات الدولة وإنهاء الانقلاب وبناء دولة يمنية حديثة تقوم على قيم الديمقراطية والعدالة».
وتحدث رئيس الوزراء اليمني عن الدور الأميركي القوي في التصدي للدور الإيراني الخبيث لنشر الفوضى في المنطقة والعالم عبر أدواتها من الميليشيات الطائفية المنفلتة مثل «حزب الله» في لبنان وجماعة الحوثي في اليمن، لافتاً إلى دعم اليمن لموقف الولايات المتحدة في هذا الاتجاه.
من جانبه، تعهد السفير هينزيل بأن يكون من ضمن أولوياته نجاح جهود إرساء السلام والاستقرار وتعبيد الطريق نحو مستقبل أفضل لكل اليمنيين، وقال في كلمة له: «اطلعت على فرص التعاون الكبيرة في المجالات التجارية والاقتصادية والثقافية بين اليمنيين والأميركيين، كما شاهدت قدرة اليمن التنموية في كل المجالات وكذا مرونة شعبه وشهامته التي تعتبر أعظم قوة لأي بلد». وأضاف أن «الولايات المتحدة تدعم اليوم جهود اليمنيين إلى السلام، وأننا نعمل جنباً إلى جنب مع الحكومة اليمنية والمجتمع الدولي وندعم الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص في السعي لتحقيق مصالحة سياسية لإنهاء الصراع».
وفي الشأن الإنساني، بيّن هينزيل أن بلاده كانت أحد أكبر المانحين في تقديم المساعدات في اليمن، حيث قدّمت مساعدات بقيمة 721 مليون دولار حتى أكتوبر (تشرين الأول) 2017. وتابع أن «هذا التمويل يستفيد منه نحو 10 ملايين شخص، وهو مخصص لدعم الغذاء والمواد الطبية والمياه الصالحة للشرب وتوفير المواد الطبية لمكافحة انتشار الأمراض، كما يوفر وجبات غذائية خفيفة لـ450 ألف طالب وطالبة في كل يوم دراسي، ولتعزيز جهود المساعدات الإنسانية نمول برامج في التعليم والحوكمة والصحة».
وأشار السفير هينزيل إلى أن بلاده ساعدت كذلك فرق إزالة الألغام لتمكين الأمم المتحدة من الوصول لصوامع البحر الأحمر في الحديدة لتوزيع القمح، «كما دربت الولايات المتحدة منسوبي خفر السواحل اليمنية لتعزيز قدرات اليمن على مكافحة الجريمة في أعالي البحار... وأن حكوماتنا تتعاون لتنفيذ تقنية الكومبيوتر التي تستخدم في الحدود لمنع الإرهابيين من السفر عبر الأراضي اليمنية ذات السيادة».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.