يفنيغ دايفس لبنانية تحول الكيك إلى لوحات حُلوة

من العمل التلفزيوني إلى اسم لامع في عالم تصميم الحلوى

من قوالب الحلوى التي تحمل تصميم يفنيغ
من قوالب الحلوى التي تحمل تصميم يفنيغ
TT

يفنيغ دايفس لبنانية تحول الكيك إلى لوحات حُلوة

من قوالب الحلوى التي تحمل تصميم يفنيغ
من قوالب الحلوى التي تحمل تصميم يفنيغ

حسابها UniquecakebyEvnig على تطبيق إنستغرام يجذب آلاف المهتمين بتصميم الحلوى، متابعوها من الذواقة وأهم فنادق لندن مثل: فور سيزونز، كلاريدجز، ريتز، ذا سافوي وغيرها الكثير من أصحاب الخمس نجوم، الصور التي تنشر على هذا الحساب تجعلك تتساءل عما إذا كانت هذه الحلوى صالحة للأكل، لأن جمالها غير عادي وتصميماتها غير مسبوقة.
وقصتي مع يفنيغ صاحبة هذا الحساب بدأت بعد أن رأت صوراً لي على حسابي الشخصي على إنستغرام أتناول الطعام في أحد مطاعم بيروت الأرمنية، لأكتشف بعدها أن يفنيغ لبنانية من أصول أرمنية انتقلت للعيش خارج لندن بعد زواجها من شاب إنجليزي منذ نحو الـ12 عاماً.
سررت جداً بعدما عرفت أن هذا الكم الهائل من الإبداع مصدره أنامل عربية، وتم بعد ذلك لقاؤنا الأول. فيفنيغ هي باختصار سيدة راقية ومتواضعة ولا أعتقد أنها تدرك مدى إبداعها ومهارتها رغم حصولها على أرقى الجوائز في مجال تصميم الكيك والحلوى.
وفي حوار غير رسمي أخبرتني يفنيغ عن البداية التي لا تشبه النهاية على الإطلاق، فعندما كانت تعيش في بيروت كانت تعمل في إحدى محطات التلفزيون اللبنانية في قسم الإنتاج، وهي حاصلة أيضاً على شهادة رسمية في إدارة الموارد البشرية، ولكنها تقول إن القلم والورقة والرسم كانت دائما على مكتبها، وكان حلمها أن تصبح مصممة فساتين أعراس ولكن تصميم تورتة الأعراس لم يكن يخطر على بالها إلى أن انتقلت للعيش في بريطانيا وأنجبت طفلين ووجدت نفسها في المطبخ تقوم بتحضير الكيك، وانغمست في عالم تزيين الكيك الذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتها اليومية، واليوم أصبح اسم يفنيغ دايفس الألمع في مجال تصميم الكيك، وتتعامل مع أهم فنادق المدينة، وتقوم بتصميم الكيك لأكبر الأعراس وأهم المناسبات في الأوساط الأرستقراطية.
وعن مقارنتها ما بين عملها السابق وما آلت إليه اليوم، تقول يفنيغ إنها تشتاق في بعض الأحيان للعمل مع فريق كبير وتشتاق أيضا للعمل في المكتب لأن عملها كمصممة كيك يفرض عليها العمل وحيدة ويتعين عليها التركيز والعزلة وتشرح هذا الشعور بالقول: «أغطس في بحر الإبداع وأشعر بالرغبة بعدم العودة إلى الواقع».
وعن مراحل تصميم الكيك تقول يفنيغ إنها تجلس مع العروس والعريس وتتحدث معهما عن تفاصيل الزفاف، عن الألوان، والفكرة والنمط ومكان الزفاف، الصالة، قماش فستان العرس وأخيرا مذاق العروسين وتفضيلها لنوعية الحلوى التي يفضلانها.
عندما تتكلم يفنيغ عن تصميم الكيك، ترسم البهجة على ملامحها وتتكلم عن شغفها المتوسطي وهذا يعود إلى حبها للبنان الذي نشأت فيه وعشقت مطبخه وتربت على لغته الرنانة، كل هذه العناصر جعلت منها فنانة في عملها الذي تطبق فيه العادات الشرقية.
بدأت يفنيغ عملها رسمياً عام 2013 بعد أن قامت بإعداد وتصميم كيك عيد ميلاد ابنها الأول عام 2009 ومنذ ذلك الحين وعششت فكرة تصميم الحلوى في خاطرها، فهي تصف هذه المهنة التي كانت في البداية مجرد هواية بمثابة «فيروس جميل» يتسلل إلى الشخص ويبقى معه إلى الأبد.
تنظر إلى إعداد الكيك بطريقة مختلفة عن المتوفر في الأسواق، فهي تتعامل مع الحلوى وكأنها منحوتات، وهذا الأمر كان جليا خلال عرضها الأخير الذي أقامته في فندق «كورينثيا» بوسط لندن، فاستطاعت يفنيغ خلق عالم خرافي من البهجة في تلك الصالة الراقية، فحولتها إلى ما يشبه الأساطير وحكايات الأميرات، فافتتحت العرض بفتيات رائعات الجمال يرتدين فساتين تتعدى روعة تلك التي تجدها في قصص سندريلا وغيرها من الشخصيات الخيالية، وكانت التورتات التي صممتها من ركائز ديكور المكان، فتارة ترى قالب حلوى معلقا على أرضية من الزجاج تتدلى منها قطع الكريستال، وتارة تشاهد قالب حلوى يكلله تاج ملكي، وتارة تشاهد قالبا آخر مصنوعا من الذهب (24 قيراط)، وقوالب حلوى أخرى تزينها الورود ثلاثية الأبعاد قامت يفنيغ بصنعها يدويا.
وقسمت المعرض إلى قوالب من الحلوى أطلقت على كل منها اسما مختلفا فتصدر كيك «إليزابيث» القاعة واستوحت اسمه من الملكة إليزابيث الثانية وآخر باسم ألكسندرا بنمط عصري بثماني طبقات، وتورتة باسم أنوشيغ كورينثيا، وهذه التسمية أخذت من اللغة الأرمنية وتعني «حلو وحلاوة»، هذا إضافة إلى قوالب حلوى أخرى بأسماء مختلفة وأشكال رائعة صفتها المشتركة التفاصيل الدقيقة في التنفيذ الذي تعتمد فيه يفنيغ على العمل اليدوي والإبداع في تحويل الحلوى من جماد إلى حقيقة فتشعر وكأن الحلوى المزينة بالزهور لا ينقصها إلا أن تكون حقيقية، ولكن وبدلا من انبعاث عطر الورد تنبعث منها رائحة الحلوى والسكر الشهية.
كل قوالب الحلوى كانت للعرض فقط لتعطي فكرة عن الابتكارات التي يمكن ليفنيغ القيام بها، ولكن الأهم في العرض كانت طاولة مليئة بالحلوى والفواكه المغطسة بالشوكولاته وأنواع وأشكال من الكيك والحلوى والماكاورن تهافت عليها الحضور لتذوق الحلوى الفعلية التي تقوم بها يفنيغ، وبالفعل لن تبخل يفنيغ بالمذاق لأنه كان رائعا تماما مثل الشكل. هناك مشكلة في بعض الأحيان عندما يكون شكل الكيك جميلا ولكن المذاق ليس بالمستوى نفسه، وهنا تقول يفنيغ إنها تسعى دائما إلى إعداد قالب حلوى حقيقي من حيث المذاق ومن بعدها يأتي دور التزيين والتصميم والشكل، فالمذاق برأيها يجب أن يكون على المستوى نفسه.
«يونيك كيك باي يفنيغ» Unique Cake by Yevinig شركة معتمدة اليوم في أوساط الأعراس الراقية، وتعمل يفنيغ إلى جانب أسماء كبرى في مجال تنظيم الأعراس مثل أماندا شيرلوك وليستر غيثينغ وغيرهم من الأسماء اللامعة في لندن. وتقوم بتأمين الحلوى لجميع المناسبات الخاصة.


مقالات ذات صلة

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

صحتك 6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

د. عبير مبارك (الرياض)
مذاقات توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات إم غريل متخصص بالمشاوي (الشرق الاوسط)

دليلك إلى أفضل المطاعم الحلال في كاليفورنيا

تتمتع كاليفورنيا بمشهد ثقافي غني ومتنوع، ويتميز مطبخها بكونه خليطاً فريداً من تقاليد عالمية ومكونات محلية طازجة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
مذاقات صندوق من الكعك والكعك المحلى من إنتاج شركة «غريغز سويت تريتس» في نيوكاسل أبون تاين - بريطانيا (رويترز)

حلويات خطيرة لا يطلبها طهاة المعجنات أبداً في المطاعم

في بعض المطاعم والمقاهي، توجد بعض الخيارات الاحتياطية التي تجعل طهاة المعجنات حذرين من إنفاق أموالهم عليها؛ لأنها على الأرجح خيار مخيب للآمال.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
مذاقات «الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

إيمان مبروك (القاهرة)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».