عادل الجبير: الجميع يريد تجنب الحرب إلا إيران

الإمارات تدين الاعتداء على ناقلات النفط في خليج عمان

TT

عادل الجبير: الجميع يريد تجنب الحرب إلا إيران

أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودية عادل الجبير ضلوع إيران في الهجمات على ناقلتي النفط موضحا أن «الجميع في المنطقة يريد تفادي الحرب والنزاع العسكري باستثناء إيران».
وقال الجبير في حوار مع شبكة سي إن إن مساء الأحد حول احتمالات تشوب صراع عسكري بين أميركيا وإيران «أعتقد أن الجميع في المنطقة يحاول تفادي الحرب والصراع العسكري باستثناء إيران» موضحا «نحن نحاول استخدام الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية لدفع إيران إلى القيام بالأمر الصحيح والتوضيح لإيران أن سلوكها غير مقبول».
وأشار الجبير أن تقييمات السعودية حول الهجمات على ناقلتي النفط قبالة خليج عمان تتطابق مع تقييمات الولايات المتحدة وما أعلنه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.
وقال الجبير «ليس لدينا أي سبب للاختلاف (مع مايك بومبيو) نحن نتفق معه وإيران لديها تاريخ في القيام بمثل هذه التصرفات ورأيناهم قاموا بالهجوم على أربع ناقلات نفط مؤخرا ورأيناهم يطلقون الصواريخ ضد المملكة العربية السعودية من خلال الحوثيين في اليمن ورأينا الهجوم على خط أنابيب النفط ومحطة الضخ في السعودية ورأيناهم يقومون بتزويد الحوثيين بصواريخ باليستية أطلقوا منها 225 صاروخا على مدن سعودية».
وأشار الجبير إلى خطورة امتلاك إيران لأسلحة نووية وقال «أوضحنا بصورة جلية أن امتلاك إيران لأسلحة نووية أمر غير مقبول وخطر على المنطقة وعلى العالم بأسره والمملكة العربية السعودية ستقوم بكل ما يمكنها لحماية مصالحها».
ونوه الجبير «هناك أمران لا نساوم عليهما، إيماننا الإسلامي وأمننا وسنقوم بكل ما يلزم لحماية دولتنا وشعبنا». وقال «قلنا مرارا بأننا سنفعل كل ما يلزم لحماية دولتنا، إذا حاز الإيرانيون قدرات نووية فلا يجب عدم التفكير بأن دولا أخرى ستسعى للحصول على هذه القدرات بما فيها المملكة العربية السعودية».
‏من جهته، قال الدكتور أنور قرقاش وزير دولة للشؤون الخارجية في الإمارات، أمس، إن الاعتداء على ناقلات النفط في خليج عمان واستهداف مطار أبها في المملكة العربية السعودية الشقيقة تطور مقلق وتصعيد خطير ويستدعي تحرك المجتمع الدولي لضمان صون الأمن والاستقرار الإقليمي.
وقال قرقاش في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» في تعليق على حادثة ناقلات النفط في خليج عمان واستهداف مطار أبها: «الحكمة ضرورية والمسؤولية جماعية للحيلولة دون المزيد من التوتر».
وأضاف وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس الجمعة، إن مصداقية وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف «تتضاءل».
وقال قرقاش: «تزداد إشارة وزير الخارجية الإيراني ظريف إلى الفريق باء هزلية، وتتضاءل مصداقيته يوما بعد يوم». وأضاف: «العلاقات العامة ليست بديلا حقيقيا للسياسات البناءة. وقف تصعيد الموقف الحالي يتطلب أفعالا تتسم بالحكمة وليس كلمات جوفاء».
ويستخدم ظريف تعبير «الفريق باء»، للإشارة إلى مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، وغيره في الإدارة الأميركية ممن يشاركونه نفس الموقف تجاه إيران.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».