غارات نوعية تستهدف مواقع عسكرية و«خبراء» يعملون مع الحوثيين

السعودية تبلغ مجلس الأمن باتخاذها «إجراءات طارئة ورادعة»... وإدانات عربية ودولية متواصلة لهجوم مطار أبها

جانب من عمليات إصلاح العطب الذي أصاب صالة بمطار أبها الإقليمي أمس غداة الهجوم الحوثي (أ.ف.ب)
جانب من عمليات إصلاح العطب الذي أصاب صالة بمطار أبها الإقليمي أمس غداة الهجوم الحوثي (أ.ف.ب)
TT

غارات نوعية تستهدف مواقع عسكرية و«خبراء» يعملون مع الحوثيين

جانب من عمليات إصلاح العطب الذي أصاب صالة بمطار أبها الإقليمي أمس غداة الهجوم الحوثي (أ.ف.ب)
جانب من عمليات إصلاح العطب الذي أصاب صالة بمطار أبها الإقليمي أمس غداة الهجوم الحوثي (أ.ف.ب)

استهدف طيران تحالف دعم الشرعية في اليمن، في غارات نوعية، عدداً من المواقع التابعة للحوثيين في عدد من المحافظات، غداة استهداف مطار أبها الإقليمي جنوب السعودية بمقذوف حوثي، أول من أمس، أصاب 26 شخصاً.
وشن الطيران هجومه على مخازن صواريخ وأسلحة ومعامل، ومواقع يوجد بها خبراء أجانب في تنظيمات إرهابية يعملون مع الحوثي.
فيما اعتبر التحالف بقيادة السعودية أن ميليشيا الحوثي قد تكون على صلة بحادث استهداف ناقلتي النفط، أمس، في خليج عُمان. وقال العقيد تركي المالكي المتحدث باسم التحالف، في تصريح أمس (الخميس)، إن الهجوم على ناقلتي النفط في خليج عُمان «تصعيد كبير»، مضيفاً أنه يمكن ربط الهجوم على السفينتين بآخَر نفّذه الحوثيون على ناقلة نفط في باب المندب العام الماضي.
ودمرت قوات التحالف مواقع للميليشيا في ضاحية الصباحة غرب صنعاء، وموقع الصيانة القريب من حي الحصبة شمال العاصمة، وفق مصادر محلية، كما شن التحالف غارتين على موقع الحفا عند سفح جبل نقل شرق صنعاء، تزامناً مع تحليق مكثف في أجواء صنعاء، وفي ذمار استهدفت مقاتلات التحالف بثلاث غارات مواقع للانقلابيين جنوب المدينة.
وأكدت السعودية أن استمرار عدوان النظام الإيراني والتصعيد المتهور في المنطقة سواء بشكل مباشر أو عبر ميليشياته سيؤدي إلى عواقب وخيمة، وأن وسائل ردع حازمة ستُتخذ ضد كل من يحاول المساس بأمنها ومصالحها.
وقال الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع السعودي، أن بلاده ستردع كل من يحاول المساس بأمنها ومصالحها مع الالتزام بكل القوانين الدولية وقواعدها العرفية، حفاظاً على أمن واستقرار المنطقة.
وأضاف على حسابه الرسمي على «تويتر»: «تستمر ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران في جرائمها الخارجة عن القانون والبعيدة عن الأخلاق والمتسقة مع سلوك داعميها، باستهداف مطار أبها الدولي والتسبب بإصابة مدنيين أبرياء من جنسيات مختلفة، أسأل الله لهم الشفاء العاجل. سنواجه جرائم ميليشيا الحوثي بحزم لا ينثني وصرامة لا تنكسر. استهدافهم لمطار مدني تجاوُز يوضح للعالم فداحة التصعيد الإيراني للإضرار بأمن المنطقة واستقرارها».
ولفت الأمير خالد إلى أن «وسائل الردع الحازمة سوف يتم اتخاذها للتصدي لهذه الميليشيات الإرهابية، وأؤكد أننا سنردع كل من يحاول المساس بأمننا ومصالحنا، مع التزامنا بكل القوانين الدولية وقواعدها العرفية حفاظاً على أمن واستقرار المنطقة». مشيراً إلى أنه «منذ 40 عاماً والنظام الإيراني يعبث في منطقتنا، يصنع الموت وينشر الفوضى والدمار ويرعى الإرهاب ويموّل الإرهابيين ومنهم ميليشيا الحوثي. على المجتمع الدولي وكل الدول الداعية للأمن والسلم الدوليين القيام بواجباتها لوقف هذه الممارسات الخطيرة التي قد تؤدي إلى ما لا يُحمد عقباه».
وتابع: «استمرار عدوان النظام الإيراني والتصعيد المتهور، سواء بشكل مباشر أو من خلال ميليشياته سيؤدي إلى عواقب وخيمة».
وأكدت المملكة العربية السعودية أنها ستتخذ «إجراءات طارئة وآنية لردع الهجمات الإرهابية» التي تشنّها ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، متعهدة «محاسبة» المسؤولين عن الهجوم على مطار أبها الدولي.
وكتب المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله بن يحيى المعلمي، لرئيس مجلس الأمن للشهر الحالي، نظيره الكويتي منصور العتيبي، أنه بناء على تعليمات من الحكومة السعودية يبلغ عن «مقذوف عدواني أطلقته ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، استهدف قاعة الوصول في مطار أبها الدولي بمنطقة عسير في جنوب غربي المملكة العربية السعودية؛ حيث يعبر آلاف المسافرين من جنسيات مختلفة يومياً»، مضيفاً أن «ما مجموعه 26 من المسافرين المدنيين من جنسيات مختلفة جُرحوا بهذا المقذوف، بينهم 3 نساء (يمنية وهندية وسعودية)، وطفلان سعوديان».
وأكد المعلمي أن «ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، تبنت المسؤولية الكاملة، عبر وسائل إعلامها، عن هذا الهجوم الإرهابي، قائلة إنها استخدمت صاروخ كروز»، بينما «تعمل السلطات في المملكة العربية السعودية على تحديد نوع المقذوف المستخدم في هذا الهجوم الإرهابي، الذي يبرهن حصول هذه الميليشيا الإرهابية على سلاح خاص جديد، ومواصلة دعم النظام الإيراني وممارسته للإرهاب العابر للحدود، والانتهاك المتواصل لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما فيها القرارات 2140 و2216 و2231 و2451 و2452». وشدّد على أن المملكة العربية السعودية وتحالف دعم الشرعية في اليمن «سيتخذان إجراءات طارئة وآنية لردع هذه الهجمات الإرهابية غير القابلة للتسامح معها، ولضمان حماية المدنيين والمنشآت المدنية». وأضاف أن «الناشطين الإرهابيين المسؤولين عن التخطيط لهذا الهجوم الإرهابي وتنفيذه سيحاسبون، وفقاً للقانون الإنساني الدولي وأنظمته المرعية». وطلب السفير السعودي من رئيس مجلس الأمن اعتبار هذه الرسالة وثيقة رسمية، مع إرسال نسخة متطابقة منها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وكان المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العقيد تركي المالكي، قد قال إن قيادة القوات المشتركة ستتخذ إجراءات صارمة، عاجلة وآنية، لردع هذه الميليشيا الإرهابية، وبما يكفل حماية الأعيان المدنية والمدنيين، وستتم محاسبة العناصر الإرهابية المسؤولة عن التخطيط والتنفيذ لهذا الهجوم الإرهابي على مطار أبها في السعودية، وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.
ووصف التحالف إعلان الحوثيين المسؤولية عن قصف المطار بأنه «يمثل اعترافاً صريحاً ومسؤولية كاملة باستهداف الأعيان المدنية والمدنيين، والتي تحظى بحماية خاصة بموجب القانون الدولي الإنساني، وهو ما قد يرقى إلى جريمة حرب»، مع تزايد التنديدات الدولية باستهداف مطار أبها، الذي عكس تمادي السلوكيات الحوثية وإيران التي تقف خلفها، في وقت يعتبر مراقبون أن خطوة الإدانات لا تكفي دون اتخاذ إجراءات وقائية من الاعتداءات الإيرانية المتكررة والمهددة للأمن الإقليمي.
وتصاعدت النيران صباح أمس (الخميس)، من أماكن قصف الطيران ذاته الذي شن 6 غارات على معسكر القوات الخاصة في منطقة الصباحة، إضافة إلى غارتين على منطقة الصيانة التي يستخدمها الحوثيون مقراً عسكرياً لوجيستياً.
من جانبه، أفاد محمد آل جابر، السفير السعودي في اليمن، بأن الردع سيكون حازماً ضد الميليشيات الحوثية الإرهابية التي يدعمها النظام الإيراني في اليمن، وقال في سلسلة تغريدات على حسابه في «تويتر»: «سيكون الردع حازماً ضد ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران في اليمن وسنقف بصلابة وعزم لا يلين ضد كل من يمس أمن واستقرار بلادنا الطاهرة ملتزمين بكل القوانين الدولية وقواعدها العرفية».
وأضاف: «يستمر النظام الإيراني في تحدي المجتمع الدولي ويختبر إرادته بتصعيد المواقف ونشر الفوضى والدمار ودعم الإرهاب وتمويله، والسعي لإحباط جهود السلام في اليمن وإفشال اتفاق استوكهولم مما يتوجب اتخاذ موقف دولي حازم ضد هذا النظام وميليشياته الإرهابية، حفاظاً على الأمن والاستقرار في المنطقة».
وقال السفير السعودي في اليمن إن «العمل الإرهابي الذي نفّذته الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران لاستهداف مطار أبها المدني لا تجيزه كل الأعراف والقوانين والأخلاق التي تحترمها كل دول العالم عدا إيران وأتباعها، وهو جريمة إرهابية دنيئة ضد مدنيين أبرياء سعوديين وأشقاء مقيمين من اليمن والهند».
إلى ذلك، تواصلت ردود الفعل العربية والدولية المنددة والمستنكرة الاعتداء الإرهابي الذي تعرض له مطار أبها، إذ أدان الاتحاد الأوروبي الهجوم الإرهابي الذي تعرض له مطار أبها الدولي ووصف، في بيان صادر عنه، الهجمات بـ«الاستفزازية» التي تهدد الأمن الإقليمي وتقوض العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن. وجدد الاتحاد دعمه الكامل لمبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن مارتن غريفيث، وعمله لضمان تنفيذ اتفاق الحديدة وتشجيع المشاورات السياسية.
فيما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء الهجوم الصاروخي على مطار أبها الدولي بمقذوف حوثي معادٍ، حاثّةً جميع الأطراف على منع وقوع مثل هذه الحوادث التي تصعّد الوضع الحالي وتشكل تهديداً خطيراً على الأمن الوطني والإقليمي وتقوض العملية السياسية اليمنية بقيادة الأمم المتحدة.
وأفاد المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، في مؤتمر صحافي، بأن المنظمة الدولية تؤكد بيان مجلس الأمن الأخير الذي دعا جميع الأطراف إلى ضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية الحيوية بما يتوافق مع القانون الإنساني الدولي.
وعبّرت تونس والجزائر والمجلس العسكري الانتقالي السوداني وإندونيسيا وباكستان وأفغانستان عن إدانتها الشديدة للهجوم الإرهابي الذي تعرض له مطار أبها الدولي، وأكدت تضامنها مع السعودية، وضرورة وقف الاعتداءات المتكررة التي تستهدف عدداً من المنشآت الحيوية السعودية، وعدّته خرقاً واضحاً للأعراف والقوانين الدولية، ومساساً بأمن المملكة واستقرارها.
كما أدانت سويسرا العمل الإرهابي الذي استهدف مطار أبها الدولي، وقالت سفارة سويسرا لدى المملكة في تغريدة على حسابها في «تويتر» إن سويسرا تعرب عن قلها إزاء الهجمات الأخيرة التي استهدفت البنية التحتية المدنية في أراضي المملكة العربية السعودية ومن ضمنها استهداف مطار أبها الدولي وما نتج عنه من إصابات لمواطنين ومقيمين. وأوضحت السفارة السويسرية أن بلادها تدين هذه الهجمات وتحث على وقفها فوراً.
في حين أدانت الحكومة الإسبانية الهجوم الإرهابي الذي تبنته ميليشيا الحوثي الإرهابية، وقالت الحكومة الإسبانية في بيان لها إن حكومة إسبانيا تعد الهجوم انتهاكاً صارخاً للسيادة، وتدعو إلى البحث عن حل سياسي للنزاع في اليمن تحت رعاية الأمم المتحدة.
الحكومة البريطانية هي الأخرى أدانت الاعتداء الإرهابي الذي تعرض له مطار أبها الدولي، وأعرب وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني أندرو موريسون، في بيان رسمي، أمس، عن قلق بلاده البالغ إزاء التصرفات الحوثية العدوانية التي استهدفت المدنيين. وشدد أندرو على أن هذه الاعتداءات غير مقبولة نهائياً، مؤكداً ضرورة ممارسة الأطراف لضبط النفس والتزامهم بعملية السلام في اليمن بقيادة الأمم المتحدة.
كما أدانت بلجيكا الهجوم الإرهابي الذي قامت به ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران الذي استهدف مطار أبها الدولي. وأعرب وزير الخارجية البلجيكي ديديه رايندرس في بيان ببروكسل عن تضامنه مع جميع ضحايا الهجوم الإرهابي من قبل الميليشيات الحوثية، داعياً إلى احترام القانون الإنساني الدولي وتنفيذ اتفاق الحديدة تحت رعاية الأمم المتحدة في اليمن.
وأعربت منظمة التعاون الإسلامي عن إدانتها الشديدة لإطلاق ميليشيات الحوثي لمقذوف معادٍ على مطار أبها الدولي. وأكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف العثيمين، أن هذا النهج العدائي والإجرامي لميليشيات الحوثي المدعومة من إيران والاستمرار في إطلاق المقذوفات على المملكة إنما يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المملكة العربية السعودية والمنطقة، ويعد تنفيذاً لمخططات تآمرية ضد المملكة والمواطنين والمقيمين على أراضيها.
وجدد الأمين العام دعم المنظمة وتضامنها التام مع السعودية، قيادةً وحكومةً وشعباً، في كل ما تتخذه من خطوات وإجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها ومواجهة قوى الظلام والإرهاب، مشيراً إلى أن الذين خططوا لهذا العمل الإرهابي ودعموه إنما ينفّذون مخططاً يائساً يسعى إلى الإخلال بالأمن في المملكة، والمنطقة برمتها.
واستنكر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط، الهجوم الإرهابي، وقال: «إن التعرض لسيادة المملكة وأمنها أمر مرفوض ومدان بكل المعايير»، مؤكداً أن استقرار المملكة العربية السعودية هو أمر حيوي للمنطقة العربية بأكملها التي تحتاج في هذه الظروف إلى المزيد من الأمن، معبّراً عن تمنياته بالشفاء العاجل للجرحى.
وأعرب رئيس مجلس الوزراء اللبناني السابق فؤاد السنيورة، عن استنكاره الشديد للاعتداء الإرهابي الذي تعرض له مطار أبها الدولي. وقال السنيورة في تصريحات إعلامية إن هذه الأعمال الإجرامية تُدْخِلُ المنطقة العربية في أتون مدمر لا يمكن لأحد التنبؤ بما قد يحمله ذلك من مخاطر هائلة على المنطقة برمّتها وذلك نتيجة احتدام الصراعات التي تفتعلها وتتسبب بها إيران بإصرارها على الاستمرار في التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة وعدم الالتزام بالقوانين والأعراف الدولية. وأبدى استنكاره للاعتداءات التي حصلت، أمس، واستهدفت ناقلتي نفط في خليج عُمان، محذّراً من النتائج الخطيرة التي يحملها هذا التهديد الفاضح للملاحة الدولية في المنطقة، ما يفتح الأبواب على أكبر وأخطر الأزمات والتوترات في العالم.
كما أدان الاتحاد البرلماني العربي، الهجوم الإرهابي الذي تعرض له مطار أبها الدولي. وقال رئيس الاتحاد المهندس عاطف الطراونة، إن «الاتحاد البرلماني العربي يرفض استخدام العنف واستهداف المدنيين دون تمييز، ما يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والأخلاقي والإنساني، وتصعيداً خطيراً يقوّض جميع الجهود الدولية المبذولة للتوصل إلى حل سياسي».
وحذر في بيان باسم الاتحاد، من تفاقم الخطر الناتج جراء ما تقوم به ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، من أعمال انتقامية تهدد استقرار المملكة، وتسعى لتمرير مشاريع مشبوهة هدفها زعزعة الاستقرار، وتفكيك الروابط العربية الإسلامية.
ودعا البيان الأسرة الدولية ومجلس الأمن الدولي، لاتخاذ موقف حازم وإجراءات رادعة للتصدي لجميع الأعمال الحوثية التخريبية التي تستهدف أراضي المملكة ومنشآتها المدنية الحيوية.
وأعرب الطراونة عن تضامن الاتحاد البرلماني العربي الكامل، ودعمه المطلق للمملكة، في جميع ما تتخذه من إجراءات، وما تبذله من جهود حثيثة على جميع المستويات المحلية والإقليمية والدولية، لحفظ أمنها واستقرارها وأمن وسلامة مواطنيها.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.