اندماج أحزاب وتيارات تونسية... استعداداً للانتخابات

TT

اندماج أحزاب وتيارات تونسية... استعداداً للانتخابات

وقع محسن مرزوق رئيس حركة «مشروع تونس» المنشقة عن حزب «النداء»، وثيقة تحالف سياسي مع سلمى اللومي رئيسة الحزب «النداء - جناح الحمامات» المناهض لـ«جناح المنستير» الذي يتزعمه حافظ قائد السبسي نجل الرئيس التونسي الحالي، وذلك في خطوة تؤكد على دخول التحالفات السياسية بين الأحزاب التونسية منعطفاً مهماً قبل أشهر قليلة من موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في تونس خلال الثلث الأخير من السنة الحالية.
وينص الاتفاق على الانطلاق في مسار توحيدي يجمع كلا من «حركة نداء تونس - جناح الحمامات» و«حركة مشروع تونس» وينفتح على جميع القوى السياسية من العائلة الوسطية الديمقراطية والشخصيات الوطنية، استعداداً للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة.
وفي هذا الشأن، قالت سلمى اللومي مديرة الديوان الرئاسي المستقيلة، إن هذا التحالف السياسي يقضي باندماج كامل للحزبين وكتلتيهما في البرلمان. وأشارت إلى عقد مؤتمر صحافي يوم غد (الثلاثاء) لتقديم تفاصيل أكثر حول المسار التوحيدي ونص الاتفاقية الرابطة بين الحزبين، وهما حاليا بصدد وضع النقاط الأخيرة للاتفاق، على حد تعبيرها.
وفي هذا السياق وإثر إعلان اندماج الحزبين، من المنتظر أن يصبحا ممثلين بكتلة برلمانية واحدة مكونة من 52 نائباً (37 يمثلون النداء و15 لمشروع تونس).
على صعيد متصل، أكد عصام الشابي رئيس الحزب الجمهوري المعارض، تشكيل تحالف انتخابي جديد يجمع الحزب الجمهوري بـ«حركة تونس إلى الأمام» و«حزب المسار الديمقراطي الاجتماعي» و«حركة الديمقراطيين الاجتماعيين» و«مبادرة قادرون»، إلى جانب عدد من الشخصيات المستقلة.
وقال الشابي إن الأسبوع الحالي سيشهد الإعلان عن كافة تفاصيل هذا التحالف وأهدافه السياسية والانتخابية، علاوة على طريقة تقدمه إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة.
على صعيد آخر، شهدت مدينة بوحجلة من ولاية (محافظة) القيروان (وسط تونس) يوم أمس، حالة من الاحتقان والتوتر رافقتها أحداث شغب، على خلفية وفاة تونسي في العقد السادس داخل أحد المقرات الأمنية. وأمرت النيابة في المحكمة الابتدائية بمنطقة القيروان بفتح محضر بحث لكشف حقيقة وملابسات الوفاة بعد أن تدهورت حالته الصحية داخل مركز للشرطة.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.