الولايات المتحدة تخشى وصول أسلحة كيماوية متبقية لدى دمشق إلى «داعش»

البعثة ستكمل عملها رغم انتهاء المهلة وسفينة أميركية تفرغ بقايا غاز الخردل السوري في ألمانيا

الولايات المتحدة تخشى وصول أسلحة كيماوية متبقية لدى دمشق إلى «داعش»
TT

الولايات المتحدة تخشى وصول أسلحة كيماوية متبقية لدى دمشق إلى «داعش»

الولايات المتحدة تخشى وصول أسلحة كيماوية متبقية لدى دمشق إلى «داعش»

أعربت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء إمكانية أن يكون النظام السوري أغفل الإعلان عن أسلحة كيماوية قد تقع بين أيدي متطرفين، مثل «داعش»، كما أعلنت سفيرتها لدى الأمم المتحدة سامنتا باور، أمس، مشيرة إلى أن بعثة مراقبة نزع السلاح الكيماوي في سوريا ستكمل عملها، رغم أنه يفترض أن تنتهي في نهاية الشهر الحالي.
وأشارت إلى أن «الولايات المتحدة تبدي قلقها حيال كل الأخطاء المحتملة، وكذلك حيال إمكانية أن تكون هناك عمليات حذف حقيقية في لائحة الترسانة الكيميائية السورية التي نقلتها دمشق إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية». وكانت واشنطن قد أعلنت قبل نحو أسبوعين، أن كل الأسلحة الكيماوية السورية دُمّرت على متن سفينة أميركية في البحر المتوسط، تنفيذا لقرار أصدره مجلس الأمن الدولي في 27 سبتمبر (أيلول) 2013.
في غضون ذلك، بدأ تفريغ سفينة شحن على متنها بقايا غاز الخردل السوري منذ صباح أمس الجمعة، في مدينة بريمن الألمانية.
وكانت السفينة الأميركية «كاب راي» وصلت إلى ميناء بريمن الخميس، وعلى متنها نحو 400 طن من بقايا غاز الخردل الناشئ من تدمير هذا النوع من الغازات السامة في أعالي البحار. وقامت الشركة المشغلة للميناء «بي إل جي لوجستيكس غروب» بإغلاق الميناء حول السفينة كإجراء وقائي.
ومن المقرر نقل بقايا غاز الخردل على متن شاحنات إلى مدينة مونستر الألمانية، حيث مقر إحدى الشركات المتخصصة في التخلص من هذا النوع من المواد الكيميائية السامة بشكل نهائي.
وفي الإطار نفسه، قالت سيجريد كاج رئيسة البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية التي تشرف على تدمير الأسلحة الكيماوية السورية إنه «منذ أن قدمت حكومة الرئيس بشار الأسد إعلانها الأصلي في أواخر العام الماضي، قامت دمشق بإجراء 4 تعديلات».
وفي إشارة ضمنية إلى «داعش» الذي استولى على مناطق شاسعة في سوريا والعراق، أضافت أن «مجموعات متطرفة ترهب كل الذين على اتصال بها في سوريا والعراق، وأن مخزونات السلاح هذه إذا بقي شيء منها، قد تقع بين أيديها». ولهذين السببين، فإن «مجلس الأمن يريد الاستمرار في متابعة هذا الملف عن كثب»، كما قالت باور. وهكذا طلبت واشنطن أن تواصل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة تقديم نشرة شهرية إلى المجلس، حتى ولو أن مهمة البعثة المشتركة التي أنشأتها المؤسستان لإنجاز عملية نزع الأسلحة الكيميائية في سوريا، بقيادة سيغريد كاغ، تنتهي رسميا في الـ30 من شهر سبتمبر (أيلول) الحالي.
وقالت باور، التي ترأس مجلس الأمن لشهر سبتمبر (أيلول)، للصحافيين، بعدما قدمت كاج تقريرها إلى المجلس: «الولايات المتحدة قلقة بشأن جميع التناقضات المحتملة، وأيضا احتمال وجود فجوات حقيقية في الإعلان» وأضافت: «بالتأكيد إذا كانت هناك أسلحة كيماوية باقية في سوريا، فسيكون هناك خطر بأن تسقط تلك الأسلحة في أيدي (داعش)، ويمكننا فقط أن نتخيل ما الذي ستفعله مثل تلك الجماعة إذا أصبح في حيازتها مثل هذا السلاح». وقالت كاج إن 100% من أسوأ الأسلحة الكيماوية السورية المعلنة جرى تدميرها، في حين جرى التخلص من 96% من إجمالي المخزونات.
وأضافت: «عندما ينتهي عمل البعثة المشتركة، فإن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية ستواصل الإشراف على العملية بدعم من الأمم المتحدة».
وقالت كاج إن 12 منشأة إنتاج (7 حظائر و5 أنفاق) لم تُدمَّر حتى الآن، وقد يستغرق ذلك 6 أشهر.
ودمرت الحكومة السورية عمليا كل الأسلحة الكيميائية التي جرى إحصاؤها مسبقا في إعلان قُدم إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ونقلت سوريا ما مجموعه 1300 طن من العناصر الكيماوية إلى خارج أراضيها، وقد جرى إتلافها لاحقا في البحر.
وفي 21 أغسطس (آب) 2013، أسفر هجوم بغاز السارين على الغوطة الشرقية ومعضمية الشام، وهما معقلان لمقاتلي المعارضة في شرق وجنوب غربي العاصمة السورية، عن مقتل المئات. وأحدثت صور جثث الأطفال جراء هذا الهجوم صدمة في كل أنحاء العالم، وتبادلت القوات النظامية ومقاتلو المعارضة الاتهامات بشن الهجوم.
وتحدثت الولايات المتحدة عن مقتل 1429 شخصا على الأقل، موجهة أصابع الاتهام إلى دمشق. وفي اللحظة الأخيرة، جرى تجنب ضربة عسكرية أميركية على مواقع للنظام بفضل اتفاق مع روسيا الداعمة لنظام الرئيس بشار الأسد حول تدمير الترسانة الكيميائية السورية. وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، عدّ أن الإجراءات الدولية اقتصرت حتى الآن على مصادرة سلاح الجريمة وإطلاق يد المجرم في استخدام أي وسيلة أخرى للقتل، بدءا من السكاكين والسيوف، وصولا إلى البراميل المتفجرة والصواريخ الباليستية، مطالبا بتدمير جميع منشآت تصنيع الأسلحة الكيميائية. وفي تقرير أعده الائتلاف في الذكرى السنوية الأولى لاستخدام الكيماوي، وثق فيه استخدام النظام السلاح المحرم دوليا 33 مرة ضد الشعب السوري الأعزل، مستهدفا 25 منطقة، وكان أعنف هذه الاستخدامات في الغوطة الشرقية بتاريخ 21 أغسطس (آب) 2013، مخلفا عددا كبيرا من القتلى وصل إلى 1507 قتلى. وأشار الائتلاف إلى تقارير أفادت بقيام النظام باستخدام مواد سامة كغاز الكلور في 15 موقعا متفرقا خلال هجماته على المناطق الخارجة عن سيطرته، مستهدفا الحاضنة الاجتماعية للثورة.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».