البرلمان التونسي يفقد أهم كتلة معارضة لتوجهات حكومة الشاهد

بعد قبول استقالة 9 نواب من كتلة «الجبهة الشعبية» اليسارية

إحدى جلسات البرلمان التونسي (غيتي)
إحدى جلسات البرلمان التونسي (غيتي)
TT

البرلمان التونسي يفقد أهم كتلة معارضة لتوجهات حكومة الشاهد

إحدى جلسات البرلمان التونسي (غيتي)
إحدى جلسات البرلمان التونسي (غيتي)

بانقضاء الآجال القانونية المتعلّقة بقبول استقالة تسعة نواب من كتلة «الجبهة الشعبيّة» اليسارية المعارضة، المتكونة من 15 نائباً، يفقد البرلمان التونسي أهم كتلة برلمانية عارضت التوجهات الاقتصادية والاجتماعية لحكومة يوسف الشاهد، وقادت أحزاب المعارضة في معارك متتالية ضد توصيات صندوق النقد الدولي والزيادات المشطة التي أقرتها الحكومة في ميزانية 2019 على مستوى الأسعار.
وحسب مراقبين للتطورات الحاصلة داخل المعارضة، تمر «الجبهة الشعبية» بأسوأ أزمة سياسية لها منذ سنوات، وهي التي ظلت متماسكة إثر الإعلان عن نتائج انتخابات 2014. ولعبت دوراً مهماً في معارضة حكومة الشاهد، ودعت إلى النزول إلى الشارع، وتبنت الاحتجاجات والإضرابات التي أعلنها الاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال) ضد الخيارات المقترحة من قبل الائتلاف الحاكم لحل الملفات الاجتماعية والاقتصادية.
من ناحيتهم، أكد نواب البرلمان المستقيلون من كتلة «الجبهة الشعبية»، في بيان، إثر انقضاء آجال التراجع عن الاستقالة، بعد خمسة أيام من تاريخ إيداع الاستقالة في 28 مايو (أيار)، أن الأسباب التي أجبرتهم على تقديم الاستقالة ما زالت قائمة، ما يعني أن الاستقالة أصبحت نافذة المفعول، وجددوا في المقابل تعهدهم بمواصلة الدفاع عن خيارات «الجبهة الشعبية» المتناقضة مع الائتلاف الحاكم الحالي، والمنحازة للتونسيين.
في السياق ذاته، أكد أحمد الصديق، رئيس كتلة «الجبهة الشعبية» المستقيل، على تفعيل استقالة النواب التسعة من الكتلة البرلمانية، مشيراً إلى أنه بتفعيلها لم يعد هناك وجود لكتلة تسمى «جبهة شعبية» في البرلمان، وأنها أصبحت منحلة، حسب النظام الداخلي المنظم لعمل الكتل البرلمانية في تونس.
ويعود أصل الخلافات داخل «الجبهة الشعبية» إلى التنافس القوي الذي برز بين حمة الهمامي زعيم «الجبهة الشعبية» ورئيس «حزب العمال»، والمنجي الرحوي رئيس «حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد» (الوطد)، إثر إعلان كل منهما نيته الترشح للانتخابات الرئاسية، التي ستقام في تونس في 17 من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
كان المكتب السياسي لحزب «الوطد» قد أعلن عن ترشيح المنجي الرحوي للمنافسة على كرسي الرئاسة، وهو نفسه ما عبر عنه حمة الهمامي، ليتأجج الخلاف بين الطرفين على أشده، حيث تمسك الهمامي بضرورة الرجوع إلى القيادة الجماعية لتحالف «الجبهة الشعبية» لتحديد اسم المرشح للرئاسية، في حين دعا الرحوي إلى إجراء انتخابات داخلية لتحديد من سيخوض غمار تلك الانتخابات، وهو اقتراح رفضه الهمامي بشدة.
وبعد مرور أسبوع على إيداع استقالة أعضاء من كتلة «الجبهة الشعبية» لدى مكتب الضبط في البرلمان التونسي، تواصل الغياب التام لأي رد فعل أو تفاعل إيجابي من شأنه الحفاظ على وحدة هذا التحالف السياسي المعارض، علاوة على تواصل الممارسات التي تهدد وحدة تحالف «الجبهة الشعبية»، رغبة في الانفراد بها، والتخلص من كل رأي مخالف وتواصل احتماء المتحدث باسم «الجبهة الشعبية» (في إشارة إلى حمة الهمامي) بالصمت، ورفضه الاستجابة للدعوات العديدة لعقد المجلس المركزي في أقرب الآجال، على حد تعبير أحد النواب المستقيلين.
يذكر أن تحالف «الجبهة الشعبية» تشكل سنة 2012، وضم إلى صفوفه 11 حزباً سياسياً يسارياً وقومياً تجمعهم معاداة الليبرالية والدفاع عن استحقاقات ثورة 2011، وتمكن خلال انتخابات 2014 من اختراق المشهد السياسي التونسي، والحصول على 15 مقعداً برلمانياً، ليحتل بذلك المرتبة الرابعة غير أنه رفض الانضمام إلى الائتلاف الحاكم بسبب وجود حركة «النهضة» ذات التوجه الإسلامي بين الأحزاب المشكلة للحكومة.
ولعب كل من «حزب العمال» الذي يتزعمه حمة الهمامي، و«حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد» (الوطد)، الذي أسسه شكري بلعيد، الذي تعرض إلى الاغتيال سنة 2013، دوراً مهماً في تشكيل هذا التحالف السياسي اليساري، غير أن الخلافات بين قيادات الحزبين على تزعم الأحزاب اليسارية في تونس ظلت قائمة، وقد ترجمت خلال الآونة الأخيرة في المنافسة بين حمة الهمامي (رئيس حزب العمال) والمنجي الرحوي (رئيس حزب «الوطد») على الترشح إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة، وتمسك كل منهما بأحقية الترشح.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.