قياديون في «الأصالة والمعاصرة» المغربي يرفضون قرار إنهاء مهامهم

بن شماش: ارتكبنا أخطاء وسنتجاوز الأزمة

TT

قياديون في «الأصالة والمعاصرة» المغربي يرفضون قرار إنهاء مهامهم

في مؤشر جديد على استمرار وتفاقم أزمته الداخلية، أعلن الأمناء والمنسقون الجهويون لحزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض أمس رفضهم قرار حكيم بن شماش الأمين العام للحزب القاضي بإنهاء مهامهم، وعدوا القرار باطلا بحكم القانون.
وعبّر الأمناء الجهويون للحزب عن استهجانهم لهذا القرار، وأعلنوا في بيان أنّهم سيستمرون في أداء مهامهم وفق قوانين وأنظمة الحزب، مشيرين إلى أن الحيثيات التي استند عليها الأمين العام في قراره غير مبنية على أي أساس قانوني، نظرا لأن القانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب لا يتضمّنان أي مقتضى يسمح له باتخاذ قرار بإنهاء مهام المنسقين الجهويين.
في غضون ذلك، أقرّ بن شماش أنه ارتكب أخطاء وصلت إلى درجة الخطايا، وأعلن أنه سينشر التسجيل الكامل لاجتماع اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام الرابع للحزب في موقعه الرسمي فور انتهاء اللجنة الوطنية للأخلاقيات من عملها، وهو الاجتماع الذي تفجر فيه الخلاف بين بن شماش والمناوئين له، الأمر الذي دفعه إلى التخلص من معارضيه الذين قادوا التمرد ضده. وسحب بن شماش تفويض رئاسة المكتب الفيدرالي للحزب من محمد الحموتي، وجرد خمسة أعضاء من عضوية المكتب. وطرد أحمد اخشيشن من المكتب السياسي، وأنهى مهام الأمناء المنسقين الجهويين للحزب.
ولإثبات بطلان قرار إنهاء مهامهم، أوضح الأمناء الجهويون أن المجلس الوطني للحزب صاحب الاختصاص في تعديل مقتضيات النظام الداخلي للحزب، قد صادق في الشوط الثاني من الدورة 22 على كل التعديلات التي اقترحتها اللجنة المعنية باقتراح التعديلات، حيث شملت المادة 69 بالتعديل: «يمارس المنسقون الجهويون المعنيون بناء على مقرر المجلس الوطني في دورته العشرين، مهام الأمناء الجهويين إلى غاية عقد المؤتمرات الجهوية».: وبذلك، يكون الأمين العام قد بنى قراره على مادة من القانون الداخلي تم نسخها وهي بالتالي ملغاة بقوة القانون».
وقال الأمناء الجهويون أيضا إن بن شماش طيلة فترة ولايته وإلى غاية إصداره لهذا القرار، كان يقوم بمراسلتهم ودعوتهم إلى اجتماعات المكتب الفيدرالي، بصفتهم منسقين جهويين للحزب، فضلا عن أن المجلس الوطني للحزب في دورته الأخيرة، صادق على عضويتهم في اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع، بصفتهم منسقين جهويين. و«لا يحق للأمين العام بأي حال من الأحوال إلغاء مقررات المجلس الوطني»، كما «لا يقبل المنطق السليم بأن تظل الأمانات الجهوية شاغرة، وهي مؤسسات رئيسية في الهيكلة التنظيمية لحزبنا». وتبقى المؤتمرات الجهوية السبيل الديمقراطي الوحيد لتغيير المسؤولين الجهويين للحزب، حسب البيان ذاته.
من جهته، وعد بن شماش في لقاء حزبي مع منتخبي ومسؤولي الحزب بأقاليم تطوان، شفشاون، المضيق - الفنيدق، ووزان، عُقد مساء أول من أمس بأنه سيبذل جهده «من أجل المضي في أحسن الظروف إلى المؤتمر الوطني للحزب لتسليم الأمانة العامة إلى من يخشون ثقل الأمانة وحجم المسؤولية»، كما وعد بالاستعداد بما يليق لمختلف الاستحقاقات والتحديات المقبلة.
وأثنى بن شماش على مناعة الفريق النيابي وحصانته وصلابته تجاه كل الأحداث التي يمر بها الحزب. وأضاف: «ارتكبنا أخطاء، ولم تكن لدينا الفرصة لتقييمها، أخطاء وصلت إلى درجة الخطايا أحيانا، ولا يمكن أن نستمر هكذا دون أن تكون لدنيا الشجاعة حتى نصلح أنفسنا ونتوجه بفخر إلى المغاربة لنعترف بخطئنا وخطيئتنا».
ودعا بن شماش أعضاء الحزب إلى «العمل والتحرر من السلبية والمشاهدة عن بعد، فاليوم دقت ساعة العمل مع القانون والشرعية، ومن سيحمل المشعل المقبل للحزب سيتم الاتفاق عليه من طرف المناضلات والمناضلين»، مؤكدا أن حزبه «قادم وسيتجاوز الأزمة الراهنة، وما نعيشه اليوم هو بمثابة وقود عمل لنعود إلى السكة الصحيحة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.