روسيا تؤكد «تحصين» إسرائيل قواتها في «المنطقة العازلة» بالجولان

TT

روسيا تؤكد «تحصين» إسرائيل قواتها في «المنطقة العازلة» بالجولان

أفادت وسائل إعلام حكومية روسية بأن إسرائيل عملت خلال اليومين الماضيين على استكمال تعزيز تحصيناتها في المنطقة العازلة قرب خطوط وقف النار في الجولان السوري المحتل.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» أن قوات الفصل الدولية عادت، أمس، لاستئناف نشاطها بشكل كامل في المنطقة، على الرغم من خروقات قامت بها إسرائيل عبر زج دبابات وآليات داخل المنطقة منزوعة السلاح. ووفقاً لمصادر الوكالة، فإن القوات الإسرائيلية توغلت داخل المنطقة التي تنتشر فيها قوات «الأندوف» الدولية على شريط الفصل قرب بلدة جباثا الخشب أقصى ريف القنيطرة الشمالي.
وكانت هذه المنطقة تقع لسنوات تحت سيطرة تنظيم «جبهة النصرة» لكنّ وسائل الإعلام الروسية نقلت تقارير وأشرطة مصورة لتعزيزات دفعتها إسرائيل إلى المنطقة بعد بسط سيطرة الحكومة السورية على محيطها.
وقالت «سبوتنيك» إن القوات الإسرائيلية «أعادت بناء السياج الفاصل وسد المعابر والثغرات التي كانت مفتوحة في السابق لعبور مسلحي المعارضة السورية كما بدأت برفع سواتر ترابية وردم الخنادق في المنطقة».
ونقلت أن قوات «الأندوف» العاملة في القنيطرة والجولان أكملت، أمس، انتشارها كفاصل بين جنود الجيشين السوري والإسرائيلي منعاً للتصادم، بينما وضع الجيش السوري قواته بحالة عالية من الجاهزية واستقدم تعزيزات عسكرية إلى المنطقة لمواجهة أي طارئ.
إلى ذلك، أعلنت الخارجية الروسية، أمس، أن الوضع في سوريا كان محور بحث أساسي خلال محادثات أجراها المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، مع المنسق العام في حزب التيار الوطني الحر بلبنان مارك أنطوان زبال، وأفادت في بيان بأن المبادرة الروسية لعودة اللاجئين السوريين شكّلت العنصر الأساسي للبحث.
على صعيد آخر، أعلنت عضو مجلس الدوما الروسي (البرلمان) ناتاليا بوكلونسكايا، إطلاق برنامج واسع لإعادة تأهيل وعلاج العسكريين السوريين في شبه جزيرة القرم، وأفادت بأنه «في إطار الاتفاقات المبرمة بين شبه جزيرة القرم وسوريا، تمت مناقشة مسألة إعادة تأهيل الجنود السوريين الذين تلقوا أضراراً صحية لا يمكن علاجها. فضلاً عن حالات بين المدنيين أغلبهم أطفال. كما قام الجانب السوري بتسليمنا قائمة مؤلفة من 120 شخصاً، هم الجرحى الذين تلقوا المعالجة في المشفى العسكري السوري». وأوضحت أن هؤلاء سيُنقلون للعلاج في القرم.
إلى ذلك، نقلت وسائل إعلام روسية تفاصيل عن قيام «الإدارة الذاتية» في شمال سوريا بتسليم 148 امرأة وطفلاً أوزبكيين من أفراد عائلات عناصر تنظيم «داعش» لوفد قنصلي من أوزبكستان تمهيداً لترحيلهم إلى بلدهم.
وتضم دفعة العائلات 60 امرأة و88 طفلاً من أصل 311 من المحتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، حسب المتحدث باسم هيئة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية كمال عاكف. وأوضح عاكف أنه «نتيجة العدد الكبير لا تتوفر إمكانية لنقلهم دفعة واحدة... وقد يتم خلال الأيام المقبلة حسب الإمكانيات تسليم العدد الآخر». وحسب عاكف، فإن الدفعة لا تضم مقاتلين في التنظيم، وسيتم نقل العائلات إلى قاعدة حميميم الروسية عبر مطار القامشلي قبل إعادتهم إلى أوزبكستان.
يُذكر أنه في فبراير (شباط) الماضي أعلنت منظمة «سايف ذي تشيلدرن» أن أكثر من 2500 طفل أجنبي من عائلات تنظيم «داعش» يتوزعون على ثلاثة مخيمات للنازحين في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
كانت روسيا قد أعلنت في وقت سابق استعادة مئات من أفراد عوائل مقاتلي التنظيم وغالبيتهم من منطقة القوقاز الروسي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».