أميركا تهدد برسوم انتقامية في حرب العملات

الدولار بالكاد يتزحزح عن موقعه القياسي

وزارة التجارة الأميركية
وزارة التجارة الأميركية
TT

أميركا تهدد برسوم انتقامية في حرب العملات

وزارة التجارة الأميركية
وزارة التجارة الأميركية

قالت وزارة التجارة الأميركية إنها تقترح قانوناً جديداً لفرض رسوم جمركية لمكافحة الدعم على منتجات الدول التي تخفض قيمة عملاتها مقابل الدولار، في تحرك آخر قد يؤدي إلى رفع رسوم مفروضة على منتجات صينية.
وقد يعرّض القانون الجديدة سلعاً من دول أخرى لمخاطر رفع الرسوم الجمركية، بما في ذلك اليابان وكوريا الجنوبية والهند وألمانيا وسويسرا. وجميع تلك الدول، بجانب الصين، مدرجة على «قائمة مراقبة» (تقرير وزارة الخزانة نصف السنوي للعملة)، الذي يرصد التدخلات في سوق العملة، وفوائض ميزان المعاملات الجارية الكبيرة عالمياً وفوائض التجارة الثنائية المرتفعة.
وقالت الوزارة إنه من شأن القانون الذي تقترحه تعديل العملية العادية لفرض رسوم جمركية مضادة، لتتضمن معياراً جديداً لخفض قيمة العملة. ويعتبر مسؤولو إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن اليوان الصيني يجري خفض قيمته مقابل الدولار منذ فترة طويلة، ذلك على الرغم من الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي يقول خبراء في العملات الأجنبية إنها أضرت بقيمة اليوان.
وقال وزير التجارة ويلبور روس، في بيان: «هذا التغيير يحذر المُصدرين الأجانب من أن بإمكان وزارة التجارة التصدي لدعم العملة الذي يضرّ بالصناعات الأميركية». وأضاف: «لن يعود بإمكان الدول الأجنبية استخدام سياسات العملة بما يلحق الضرر بالعاملين والشركات الأميركية». وقال روس إنها خطوة صوب تحقيق الوعد الذي قطعه الرئيس ترمب خلال حملته الانتخابية لمعالجة الممارسات غير العادلة بشأن العملة.
ولم تحدد الوزارة المعيار المحدد الذي ستستخدمه لتقييم ما إذا كان التسعير الأميركي للمنتجات منخفضاً على نحو مصطنع بسبب خفض قيمة العملة... لكنها قالت إن الوزارة ستقترح قاعدة لفرض رسوم على الدول التي «تعمل على تخفيض قيمة عملتها أمام الدولار، ما ينتج عنه دعم لصادراتها».
ورغم الانتقادات الأميركية، فإن اليوان الصيني الهابط ليس أمراً تحكمه الصين فقط، فالدولار ما يزال قوياً للغاية، وبالكاد تحرك أمس مبتعداً عن أعلى مستوى في عامين بعد أن أثارت بيانات ضعيفة لنشاط قطاع الصناعات التحويلية مخاوف من أن الصراع التجاري مع الصين ربما يلحق الضرر بأكبر اقتصاد في العالم، ويؤثر على وضع العملة الأميركية باعتبارها ملاذاً آمناً.
وتراجع مؤشر الدولار، الذي يتتبع أداء العملة الأميركية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية، 0.2 في المائة إلى 97.686 في التعاملات المبكرة في أوروبا، لينخفض 0.7 في المائة عن أعلى مستوى في عامين عند 98.371 الذي بلغه في الجلسة السابقة.
ويأتي الانخفاض بعد بيانات أظهرت أن نشاط قطاع الصناعات التحويلية بلغ أدنى مستوياته في نحو 10 سنوات في مايو (أيار)، ما يشير إلى أن النمو الاقتصادي الأميركي يمر بتباطؤ حاد. وحتى الآن، فإن القدر الأكبر من المصاعب الناجمة عن الحرب التجارية يظهر في آسيا؛ حيث تحقق اقتصادات من سنغافورة إلى تايلاند نتائج ضعيفة.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخميس، إن شكاوى الولايات المتحدة ضد «هواوي تكنولوجيز» ربما يتم حلها ضمن إطار عمل اتفاق تجاري أميركي صيني، بينما في الوقت ذاته وصف شركة الاتصالات الصينية العملاقة بأنها شيء «خطير للغاية».
ويغذي تصاعد التوترات التجارية وضعف البيانات توقعات بخفض الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي). وساهم ضعف الدولار في أن يتعافى الجنيه الإسترليني قليلاً من أدنى مستوى في 4 أشهر ونصف الشهر، بينما ارتفع اليورو لفترة وجيزة فوق 1.12 دولار، ليبلغ أعلى مستوى في أسبوع. ومقابل الين، تراجع الدولار إلى 109.50 ين، ليواصل الخسائر التي تكبدها أثناء الليل.


مقالات ذات صلة

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية، يوم الخميس، في ظل بيانات محبطة قد تشير إلى تباطؤ بالنمو الاقتصادي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يشتري الناس الهدايا في منطقة تايمز سكوير في نيويورك (رويترز)

تضخم الجملة يقاوم الانخفاض في الولايات المتحدة

ارتفعت تكاليف الجملة في الولايات المتحدة بشكل حاد خلال الشهر الماضي، ما يشير إلى أن ضغوط الأسعار لا تزال قائمة في الاقتصاد حتى مع تراجع التضخم من أعلى مستوياته.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد لافتة مكتوب عليها «نوظف الآن» في مغسل سيارات بأحد شوارع ميامي بفلوريدا (رويترز)

زيادة غير متوقعة في طلبات إعانات البطالة الأميركية

ارتفع عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل غير متوقع، الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)

واشنطن تُصعِّد تجارياً... رسوم جديدة على واردات الطاقة الصينية

تخطط إدارة بايدن لزيادة الرسوم الجمركية على رقائق الطاقة الشمسية، البولي سيليكون وبعض منتجات التنغستن القادمة من الصين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أشخاص يتسوقون في متجر بقالة في روزميد - كاليفورنيا (أ.ف.ب)

التضخم الأميركي يرتفع في نوفمبر إلى 2.7 % على أساس سنوي

ارتفعت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بأكبر قدر في 7 أشهر في نوفمبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)
إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)
TT

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)
إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، اليوم (الخميس)، إن «منظمة ترمب» تخطط لبناء برج ترمب في العاصمة السعودية الرياض في إطار توسع عقاري في المنطقة، بما في ذلك العاصمة الإماراتية أبوظبي.

وفي معرض حديثه عن مشروعين جديدين في الرياض بالشراكة مع شركة «دار غلوبال» للتطوير العقاري الفاخر، ومقرها دبي، رفض نائب الرئيس التنفيذي لـ«منظمة ترمب» إعطاء تفاصيل، مكتفياً بالقول في مقابلة: «ما سأخبركم به هو أن أحدهما سيكون بالتأكيد برجاً»، مضيفاً أن شركته تخطط لتوسيع شراكتها مع «دار غلوبال» في جميع أنحاء منطقة الخليج، بما في ذلك مشروع جديد في أبوظبي.

وقال ترمب: «سنكون على الأرجح في أبوظبي خلال العام المقبل أو نحو ذلك»، وذلك بعد يوم من كشف الشركتين عن خططهما لبناء برج ترمب الذهبي المتلألئ في مدينة جدة الساحلية السعودية.

وقال زياد الشعار، الرئيس التنفيذي لشركة «دار غلوبال» المدرجة في لندن، إن المشروع المشترك الجديد الآخر المخطط له في الرياض هو مشروع «ترمب غولف» على غرار مشروع ترمب الذي تم إطلاقه في عُمان عام 2022، وأضاف في مقابلة مع «رويترز»: «نأمل في إنشاء برج واحد ومجتمع غولف واحد».

اتفقت شركة «دار غلوبال»، الذراع الدولية لشركة «دار الأركان» السعودية للتطوير العقاري، على عدد من الصفقات مع «منظمة ترمب»، بما في ذلك خطط لأبراج ترمب في جدة ودبي، إلى جانب مشروع عمان.

لم تشر المؤسستان إلى قيمة المشاريع، لكن الشعار قارن بين قيمة برج ترمب في جدة بقيمة 530 مليون دولار ومجمع ترمب للغولف في عُمان الذي قال إن تكلفته تبلغ نحو 2.66 مليار دولار.