في ظل الأسعار الخيالية للاعبي كرة القدم في الوقت الحالي، يبذل كل ناد ما في وسعه حتى لا يسمح بانتهاء عقود أفضل لاعبيه ورحيلهم من دون مقابل. لكن الشيء المؤكد هو أن خسارة أي ناد تعد مكسباً لناد آخر، فقد انتقل آرون رامزي لنادي يوفنتوس الإيطالي في صفقة انتقال حر بعد انتهاء عقده مع آرسنال، ومن المتوقع أن ينتقل أندير هيريرا إلى باريس سان جيرمان بعد رحيله عن مانشستر يونايتد، من دون أن يحصل النادي الإنجليزي على أي مقابل مادي. وبعد انتقال المدافع البلجيكي المخضرم فينسنت كومباني من مانشستر سيتي إلى أندرلخت البلجيكي في صفقة انتقال حر، نورد هنا عدداً من اللاعبين الذين يمكنهم الانتقال إلى الدوري الإنجليزي الممتاز في صفقات انتقال حر بعد انتهاء عقودهم مع أنديتهم.
أدريان رابيو (باريس سان جيرمان)
كان من المتوقع أن ينتقل أدريان رابيو لنادي برشلونة هذا الصيف، لكن بات من المستبعد حدوث ذلك الآن بعد تعاقد النادي الكاتالوني مع النجم الهولندي الشاب فرينكي دي يونغ مقابل 65 مليون جنيه إسترليني. وبعدما رفض رابيو، البالغ من العمر 24 عاماً، تمديد عقده مع باريس سان جيرمان، يحق له التوقيع مجاناً لأي ناد، ومن المؤكد أنه يحظى باهتمام الكثير من الأندية. ويدرك أي ناد يسعى للتعاقد مع رابيو أن هناك الكثير من علامات الاستفهام حول سلوك اللاعب، الذي تعرض للكثير من العقوبات والغرامات من نادي باريس سان جيرمان، بسبب ارتكابه الكثير من المخالفات، بما في ذلك التأخير على التدريبات، والظهور في إحدى الحانات بعد ساعات قليلة من إحدى مباريات فريقه، وإعجابه بتعليق لباتريس إيفرا على وسائل التواصل الاجتماعي يحتفل بفوز مانشستر يونايتد على باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا.
ومع ذلك، لا يمكن التشكيك بأي حال من الأحوال في القدرات الفنية للاعب الذي لا يزال في الرابعة والعشرين من عمره، ويمكنه التألق لسنوات طويلة مقبلة. وبدأ رابيو الموسم بشكل جيد للغاية، لكنه دخل في خلافات مع مسؤولي النادي بشأن بنود التعاقد، حيث يرى اللاعب ووكيل أعماله أنه كان يجب زيادة المقابل المادي الذي يحصل عليه اللاعب بما يتماشى مع المقابل المادي الكبير الذي يحصل عليه أفضل اللاعبين في النادي. ولم يلعب رابيو أي دقيقة في عام 2019، ولن يتمكن من تلبية المطالب المالية للاعب الفرنسي سوى عدد من الأندية الأكثر ثراءً، لكن الشيء المؤكد هو أنه من الصعب للغاية أن تجد لاعباً بقدرات وإمكانات رابيو متاحاً في سوق الانتقالات في صفقة انتقال حر مرة أخرى.
ياسين براهيمي (بورتو)
يرغب النجم الجزائري ياسين براهيمي، في الرحيل عن بورتو منذ فترة طويلة، ومن المؤكد أن هذه الخطوة ستحدث هذا الصيف مع انتهاء عقد اللاعب مع النادي البرتغالي. وهناك الكثير من الأندية التي تسعى للحصول على خدمات اللاعب، الذي يقدم مستويات رائعة للغاية، رغم بلوغه التاسعة والعشرين من عمره. وأحرز الجناح الجزائري أكثر من 10 أهداف مع فريقه في الدوري هذا الموسم، وهو الأمر الذي يحدث للمرة الأولى في مسيرته الكروية.
ويتميز براهيمي بمهاراته الكبيرة وقدرته على المراوغة، وتشير الإحصائيات إلى أنه يأتي في صدارة لاعبي الدوري البرتغالي الممتاز من حيث المراوغة بـ84 مراوغة. وأثبت براهيمي أنه قادر على التألق في أكبر المحافل الكروية، حيث ظهر بشكل رائع للغاية مع فريقه في دوري أبطال أوروبا على مدار السنوات الخمسة الماضية، وهو ما يعني أنه سيكون إضافة قوية لأي فريق يرغب في الحصول على خدماته هذا الصيف.
ماريو بالوتيللي (مارسيليا)
إذا كان أدريان رابيو معروفاً بارتكابه مخالفات سلوكية، فإنه لن يصل بكل تأكيد إلى مستوى المهاجم الإيطالي المشاغب ماريو بالوتيللي. وهناك بالتأكيد سبب يجعل بالوتيللي لا يستمر طويلاً مع أي ناد يلعب له، لكن هذا السبب لا يتعلق بمستواه داخل الملعب، لأنه يمتلك فنيات وقدرات عالية للغاية في حقيقة الأمر.
وكان بالوتيللي قد انضم لنادي نيس في صفقة انتقال حر في أغسطس (آب) 2016، وقدم مستويات جيدة للغاية في أول موسمين له مع الفريق، لكنه وجد نفسه مرة أخرى يدخل في خلافات مع النادي، ولم يظهر بشكل جيد هذا الموسم، وهو ما جعل المدير الفني للفريق، باتريك فييرا، يقول: «عندما يتعلق الأمر بماريو، فإنني أريد أن أرد عليه، أو أعلقه من ياقته على حامل المعطف، لكنني لا أستطيع القيام بذلك، لأنني لم أعد لاعباً».
وبعد تدهور العلاقة بينه وبين نادي نيس، انتقل بالوتيللي إلى مارسيليا في فترة الانتقالات الشتوية الماضية، وهي الخطوة التي كانت جيدة بالنسبة للاعب الإيطالي المشاغب. وعلى مدار الأشهر القليلة الماضية، أظهر بالوتيللي مرة أخرى أنه لا يزال يمتلك قدرات فنية كبيرة كهداف من الطراز الرفيع، حيث سجل 8 أهداف في 14 مباراة مع مارسيليا في الدوري الفرنسي الممتاز، ليرفع رصيده من الأهداف في الدوري الفرنسي الممتاز منذ انتقاله إلى فرنسا عام 2016 إلى 39 هدفاً. ويعد التعاقد مع بالوتيللي بمثابة مغامرة لأي نادٍ يرغب في التعاقد معه، لكن الشيء المؤكد هو أن بالوتيللي قد تألق مع معظم الأندية التي لعب لها، على الأقل على المدى القصير، باستثناء تجربته السيئة مع ليفربول.
ماكس كروز (فولفرسبورغ)
كان ينظر إلى ماكس كروز في فترة ما على أنه الخيار الأفضل لقيادة خط هجوم المنتخب الألماني الأول، لكن الأمور لم تسر على ما يرام قبل نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2016، حيث تعرض لعقوبة مالية قدرها 20 ألف جنيه إسترليني بسبب تناوله الكثير من الشوكولاته، وتركه 60 ألف جنيه إسترليني ربحها من لعبة «البوكر» في حقيبة سيارة أجرة، وهو الأمر الذي دعا المدير الفني للمنتخب الألماني، يواخيم لوف، لاستبعاده من الفريق بسبب «سلوكه غير الاحترافي».
وفي الحقيقة، لو كان لاعبو المنتخب الألماني يتم اختيارهم بناءً على أدائهم داخل الملعب، فيجب على الفور استدعاء كروز الذي يقدم مستويات جيدة للغاية، لكن ربما تكون مشكلته الكبرى الآن تتمثل في تحديد النادي الذي سيلعب له خلال المرحلة المقبلة. وساهم كروز في 20 هدفاً في الدوري الألماني الممتاز هذا الموسم، حيث سجل 11 هدفاً، وصنع 9 أخرى. ويتألق اللاعب بشدة عندما يلعب خلف المهاجم الصريح، ومن المؤكد أنه سيكون إضافة كبيرة لأي ناد في الدوري الإنجليزي الممتاز بفضل مهاراته الكبيرة ورؤيته الثاقبة داخل المستطيل الأخضر.
إينوك كواتينغ (نانت)
قال المدافع الفرنسي إينوك كواتينغ، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، إن «أولويته هي البقاء مع نادي نانت»، لكن الحقيقة هي أنه لم يشارك في كثير من المباريات خلال الأشهر الأخيرة، وهو ما يعزز إمكانية رحيله عن النادي الفرنسي هذا الصيف. وشارك اللاعب البالغ من العمر 22 عاماً في 29 مباراة مع فريقه هذا الموسم، من بينها 21 مباراة في التشكيلة الأساسية، وكان معظمها في مركز قلب الدفاع ناحية اليمين، لكن يمكنه اللعب في مركز الجناح الأيمن أيضاً. ويمتاز اللاعب الشاب بصلابته الدفاعية، والدليل على ذلك أنه كان المدافع الأكثر قطعاً للكرات في الدوري الفرنسي الممتاز هذا الموسم، ويمكنه أن يكون إضافة قوية للغاية لأي فريق إنجليزي في الدوري الإنجليزي الممتاز، ربما باستثناء الأندية التي تحتل المراكز الستة الأولى في جدول الترتيب.