الجمهوريون يدعمون استراتيجية ردع إيران والديمقراطيون يشككون

مجلس الشيوخ
مجلس الشيوخ
TT

الجمهوريون يدعمون استراتيجية ردع إيران والديمقراطيون يشككون

مجلس الشيوخ
مجلس الشيوخ

تباينت ردود الفعل لدي المشرعين الأميركيين بعد جلسة الاستماع المغلقة التي جرت أول من أمس في مجلس الشيوخ مع مسؤولي إدارة ترمب حول توجهات الإدارة في منطقة الشرق الأوسط واحتمالات نشوب صراع مع إيران.
وكان وزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الدفاع بالوكالة باتريك شاناهان ورئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة جوزيف دانفورد قد أطلعوا أعضاء مجلس الشيوخ على استراتيجية إدارة ترمب بشأن التهديدات الإيرانية في المنطقة.
وشدد المسؤولون على أن التحركات العسكرية الأميركية التي شملت نشر حاملات طائرات وقاذفات 52 تهدف إلى ردع إيران وليس اندلاع الحرب.
وأدت الإحاطات السرية إلى ردود فعل متباينة حيث كان الديمقراطيون أكثر تشككا من الأعضاء الجمهوريين حول ما إذا كانت إدارة ترمب لديها استراتيجية قوية لتهدئة التوترات والضغط على إيران لتغيير سلوكها، ولاتزال المخاوف لدى المشرعين من تصرفات أحادية تقدم عليها إدارة ترمب دون الرجوع إلى الكونغرس.
وأشار عدد من المشرعين إلى أن الخوف الأكبر هو اندلاع صراع عن طريق سوء التقدير أو أن تتصاعد التوترات بما يدفع الجانبين إلى القتال.
وخلال جلسة الإحاطة يوم الثلاثاء، أشار أحد المساعدين بالكونغرس لـ«لشرق الأوسط» إلى أن النواب الديمقراطيين قاطعوا بومبيو وشاناهان عدة مرات، ما أدى إلى اعتراض الجمهوريين.
من جانب الجمهوريين، شدد السيناتور ليندسي غراهام على أن الإدارة الأميركية قامت بردع هجمات محتملة على الجنود الأميركيين والمصالح الأميركية والرد على إيران بطريقة لم تفعلها الإدارة السابقة.
وقال النائب مايكل ماكول النائب البارز بلجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب إن ما تقوم به واشنطن من تحركات تعد إجراءات دفاعية وتكتيكات للردع.
وقال السيناتور ميت رومني إن «إجراءات إدارة ترمب مناسبة تماما ولدى أجهزة الاستخبارات درجة عالية من الثقة بأنه لن يحدث شيء من شأنه الإضرار بالقوات الأميركية في المنطقة».
كما غرد السيناتور الجمهوري ماركو روبيو أمس منتقدا تصريحات الديمقراطيين أن حملة الضغط القصوى ضد طهران لا تعمل لأنها لم تجلب الإيرانيين إلى التفاوض.
وفي تغريدة أخرى، حدد روبيو ما ترمي إليه استراتيجية ترمب، وقال إنها تستهدف «النفوذ الإيراني لزعزعة الاستقرار ودعم طهران للإرهاب والميليشيات وحصول الحرس الثوري على أموال لتمويل أنشطته ومواجهة التهديدات من الصواريخ الباليستية وأسلحة دمار وقطع الطريق على طهران للحصول على سلاح نووي».
في المعسكر الديمقراطي، أعرب السيناتور بيرني ساندرز عن قلقه من نشوب حرب، مشيرا إلى أن «التحركات العسكرية الأميركية الحالية تشبه الاستعدادات لغزو العراق عام 2003».
وقال السيناتور كريس مورفي بعد ختام الجلسة المغلقة إن «الإيرانيين ليسوا على استعداد للتفاوض ولا يوجد أي مؤشرات إلى أنهم يتراجعون ولذا علينا أن نسأل ما إذا كانت استراتيجية (إدارة ترمب) تعمل». «واعتبر سياسة ترمب في مواجهة طهران غير مدروسة».
أما النائب آدم سميث رئيس لجة الشؤون المسلحة بمجلس النواب فقال: «لا أزال ليس لدي فكرة واضحة عن أهداف الإدارة الأميركية (بعد إفادة بومبيو وشاناهان) لقد قالوا مرارا وتكرارا إن تغيير النظام ليس الهدف فما هو الهدف الذي تحاول تحقيقه».
وأفادت تقارير أمس بأن السيناتور الديمقراطي توم أودال والسيناتور كريس مورفي يتشاوران مع بقية المشرعين الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشيوخ لاتخاذ تدابير لتقييد توفير أموال فيدرالية لأي عمليات عسكرية ضد إيران دون إذن من الكونغرس.
في الأثناء، وقع أربعة من أعضاء ديمقراطيين بمجلس الشيوخ هم، بيرني ساندرز وإليزابيت وارين وكريستن غليبراند وإيمي كلوبوشار مشروع قانون يحظر تمويل أي عمل عسكري ضد إيران.
وفي وقت سابق صوتت لجنة الاعتمادات بمجلس النواب بأغلبية 30 صوتا مقابل اعتراض 22 صوتا على تعديلات في قانون الإنفاق الدفاعي مع بند يحظر التفويض العسكري الصادر عام 2001 والذي تم استخدامه كأساس قانوني للعمل العسكري الأميركي ضد «داعش»، وأشارت النائبة الديمقراطية باربرا لي إلى أنها تشعر بالقلق من إقدام إدارة ترمب على استخدام هذا التفويض العسكري لعام 2001 مبررا لمهاجمة إيران.
ووفقا للتسريبات طالب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو المشرعين - في إحاطته مساء الثلاثاء - بالاتحاد في الرد على إيران وتقديم الدعم لإدارة الرئيس ترمب حينما تتخذ أعمالا تستهدف حماية الأميركيين.
وكان بعض المشرعين الديمقراطيين قد أثاروا جدلا حول استغلال إدارة ترمب للتقارير الاستخباراتية بشكل يرسم صورة تهديدات فعلية من إيران، وأشار مشرعون ديمقراطيون آخرون إلى أن التحركات الإيرانية قد تكون رد فعل دفاعيا ضد التحركات الأميركية.
من جانبه، أشار وزير الدفاع بالوكالة باتريك شاناهان مساء الثلاثاء إلى أن حاملة الطائرات وقاذفات بي 52 في المنطقة كانت رادعا فعالا ضد إيران مما أجبر النظام الإيراني على إعادة حساباته.
وأشار مسؤولون إلى أن صورا استخباراتية أظهرت سفنا إيرانية صغيرة (مراكب شراعية) تم تحميل صواريخ كروز عليها لاستهداف سفن بمنطقة الخليج أو إطلاقها على بعض الأهداف البرية، وأوضح المسؤولون لمسؤولي الكونغرس أن التحركات العسكرية الأميركية والمراقبة الاستخباراتية قد أشارت إلى إقدام النظام الإيراني على إزالة هذه الصواريخ من السفن خلال الأسبوع الماضي.
وأشارت تقييمات أجهزة الاستخبارات الأميركية إلى أن الحرس الثوري الإيراني وراء الهجمات التي وقعت بداية الشهر الحالي على شاحنات النفط التجارية الأربع عند ميناء الفجيرة بالإمارات العربية المتحدة (شاحنتان للمملكة العربية السعودية وشاحنة للإمارات والرابعة للنرويج).
من جانب آخر، نشرت مؤسسة «رويترز» نتائج استطلاع رأي أشارت فيه إلى أن نصف الأميركيين في الولايات المتحدة يعتقدون أن الولايات المتحدة ستخوض حربا مع إيران خلال السنوات القليلة المقبلة.
وقال التقرير إنه في حين أبدى الأميركيون قلقا من إيران باعتبارها مصدرا لتهديد أمن الولايات المتحدة بشكل كبير، فإن عددا قليلا من الأميركيين يشجعون شن هجوم وقائي على الجيش الإيراني.
وفي سؤال عما إذا هاجمت إيران الولايات المتحدة، أوضح استطلاع الرأي أن أربعة من كل خمسة أميركيين يرون أن على الولايات المتحدة أن ترد بشكل كامل أو توجه ضربة محدودة.
وأوضح الاستطلاع أن 51 في المائة من الأميركيين يشعرون أن الولايات المتحدة وإيران ستخوضان حربا خلال السنوات المقبلة بزيادة ثماني نقاط مئوية عن استطلاع مماثل أجري العام الماضي. وقال 53 في المائة إن إيران تشكل تهديدا خطيرا ومحتملا. واتفق كلا من الديمقراطيين والجمهوريين على أن إيران تمثل تهديدا حقيقيا، وأوضحت نتائج الاستطلاع أن 39 في المائة يوافقون على سياسات الرئيس ترمب بينما اعترض عليها 31 في المائة.



المسيرات المجهولة بسماء أميركا تظهر ثغرات في أمنها الجوي

أجسام طائرة تظهر في سماء نيوجيرسي (أ.ب)
أجسام طائرة تظهر في سماء نيوجيرسي (أ.ب)
TT

المسيرات المجهولة بسماء أميركا تظهر ثغرات في أمنها الجوي

أجسام طائرة تظهر في سماء نيوجيرسي (أ.ب)
أجسام طائرة تظهر في سماء نيوجيرسي (أ.ب)

قال مايك والتس، مستشار الأمن القومي في الإدارة الأميركية المنتخبة بقيادة دونالد ترمب، الأحد، إن رصد سلسلة من الطائرات المسيرة في ولاية نيوجيرسي وولايات أخرى سلط الضوء على ثغرات في أمن المجال الجوي للولايات المتحدة ينبغي معالجتها.

وقللت إدارة الرئيس جو بايدن من المخاوف بشأن مشاهدة عدد من الطائرات المسيرة، وقالت إنه لا يوجد دليل على أي تهديد للأمن القومي. لكن مشرعين أميركيين، بينهم بعض رفاق بايدن الديمقراطيين، عبروا عن إحباطهم مما وصفوها بعدم شفافية الحكومة وعدم التصدي للمخاوف العامة.

وقال والتس في تصريح لشبكة «سي بي إس نيوز»: «ما تشير إليه قضية الطائرات المسيرة هو نوع من الفجوات في وكالاتنا... فجوات بين وزارة الأمن الداخلي، ووكالات إنفاذ القانون المحلية، ووزارة الدفاع».

وأضاف والتس، في إشارة إلى نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي: «تحدث الرئيس ترمب عن قبة حديدية لأميركا. يجب أن يشمل ذلك الطائرات المسيرة أيضاً، وليس فقط أسلحة مثل الصواريخ الأسرع من الصوت»، وفقاً لوكالة «رويترز». وطورت إسرائيل منظومة القبة الحديدية بدعم من الولايات المتحدة، وهي نظام دفاع جوي متنقل مصمم لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى وقذائف المدفعية التي تعرض المناطق المأهولة بالسكان للخطر.

وبدأت مشاهدة طائرات مسيرة في نيوجيرسي في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني)، لكنها انتشرت في الأيام القليلة الماضية لتشمل ماريلاند وماساتشوستس وولايات أميركية أخرى. وقد استحوذت هذه المشاهدات على اهتمام وسائل الإعلام، ودفعت إلى إنشاء صفحة على موقع «فيسبوك» تضم ما يقرب من 70 ألف عضو.

ودافع وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس عن رد الولايات المتحدة على مثل هذا التهديد المحتمل، قائلاً إن وزارته نشرت أفراداً وتكنولوجيا لمواجهتها. وقال مايوركاس لشبكة «إيه بي سي نيوز»: «إذا كان هناك أي سبب للقلق، وإذا حددنا أي تورط أجنبي أو نشاط إجرامي، فسوف نتواصل مع الجمهور. لكن في الوقت الحالي، لا علم لنا بشيء من هذا القبيل».

من جانبه، حث السيناتور الأميركي تشاك شومر الحكومة الفيدرالية على استخدام تكنولوجيا أفضل لتعقب تلك المسيرات بهدف التعرف عليها، وفي نهاية المطاف إيقاف هذه «الآفات الجوية». ووفقاً لتصريحات صادرة عن مكتبه، دعا شومر، عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي عن ولاية نيويورك، وزارة الأمن الداخلي إلى استخدام تكنولوجيا خاصة على الفور لتحديد وتعقب هذه المسيرات حتى نقاط هبوطها.

وتأتي دعوات شومر وسط تزايد القلق العام من أن الحكومة الفيدرالية لم تقدم تفسيرات واضحة بشأن من يقوم بتشغيل المسيرات، كما أنها لم توقفها. وقال مسؤولو الأمن القومي إن هذه المسيرات لا يبدو أنها علامة على تدخل أجنبي.

وذكر الرئيس المنتخب دونالد ترمب، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي: «هل يمكن أن يحدث هذا حقاً دون علم حكومتنا؟ لا أعتقد ذلك. دعوا الرأي العام يعرف، وأن يعرف الآن. وإلا، فأسقطوها».