هيئة الانتخابات التونسية ترفض مشاركة «النداء» في اقتراع بلدي

«الحزب الدستوري» ينتقد محاكمة بورقيبة في قضية اغتيال زعيم سياسي

TT

هيئة الانتخابات التونسية ترفض مشاركة «النداء» في اقتراع بلدي

أكد أنيس الجربوعي، عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية، أن رفض القائمتين الانتخابيتين اللتين تقدم بهما طرفا حركة «نداء تونس»، المترشحتين للانتخابات الجزئيّة لبلدية باردو، إحدى أكبر بلديات العاصمة التونسية، يرجع إلى «عدم ثبوت صفة الممثل القانوني» لكلا الطرفين، في إشارة إلى «مجموعة الحمامات»، التي يمثلها سفيان طوبال رئيس الكتلة البرلمانية لحزب «النداء»، و«مجموعة المنستير»، التي يقودها حافظ قايد السبسي، نجل الرئيس الحالي.
وخالف الجربوعي قراراً سابقاً اتخذه محمد فاضل محفوظ، الوزير لدى رئيس الحكومة، المكلف العلاقة مع الهيئات الدّستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان؛ حيث اعتبر أن «مجموعة الحمامات» التي يتزعمها طوبال «استوفت كل الشروط في الملف الذي قدمته إلى رئاسة الحكومة، وأكدت أن شرعيتها تمخضت عن المؤتمر الانتخابي الأول»، الذي عقدته قيادات حركة «نداء تونس» بداية شهر أبريل (نيسان) الماضي.
في السياق ذاته، فسر الجربوعي قرار الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، القاضي برفض القائمتين الانتخابيتين، بالتأكيد على أن هذا الرفض جاء بسبب «غموض مراسلة المصالح المختصة والمكلّفة بالأحزاب لرئاسة الحكومة، والتي وردت على الهيئة الأربعاء الماضي؛ حيث لم تتضمّن اسم الممثل القانوني لحزب حركة (نداء تونس)» على حد تعبيره. مضيفاً أنه يمكن لممثلي القائمتين المرفوضتين لحركة «نداء تونس» اللجوء إلى القضاء الإداري، ممثلاً في المحكمة الإدارية التي تفصل في المسائل الخلافية حول تجاوز القانون.
وشدد الجربوعي في المقابل على أن الفصل 13 من قرار الهيئة الانتخابية المتعلّق بالترشّح للانتخابات البلديّة، يؤكد على وجوب اعتماد الممثل القانوني المعتمد لدى مصالح رئاسة الحكومة المكلّفة بالأحزاب.
في هذا الشأن، قال جمال العرفاوي، المحلل السياسي التونسي لـ«الشرق الأوسط»، إن تضارب المعطيات بين رئاسة الحكومة وهيئة الانتخابات «يؤكد عمق الأزمة التي يعاني منها حزب (النداء)، إذ إن سيناريو الرفض الحالي قد يتكرر من جديد في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، في حال تواصل الخلاف بين المجموعتين، وهو ما سيكون تأثيره سلبياً للغاية على نتائج الحزب الذي فاز في الانتخابات التي جرت سنة 2014».
ورأى العرفاوي أنه كان يتوجب على المؤسستين في هذه الحالة اتخاذ موقف واحد من الملف نفسه؛ خصوصاً أنه يتضمن المؤيدات القانونية نفسها، بالحسم في قضية من يمتلك الشرعية بعد عقد المؤتمر الانتخابي الأخير.
يذكر أن نحو 10 قوائم انتخابية قدمت ترشيحاتها حتى يوم أمس للمنافسة في الانتخابات البلدية الجزئية، التي ستدور في بلدية باردو (غربي العاصمة). وحدد الاقتراع يوم الأحد 14 يوليو (تموز) المقبل، لانتخاب 30 عضواً بلدياً جديداً، خلفاً للمجلس البلدي الذي كانت تترأسه حركة «النهضة»، والذي تم حلّه إثر استقالة 18 من مجموع 30 عضواً، واتهام رئيسة المجلس بـ«التفرد بالرأي».
على صعيد آخر، انتقدت عبير موسى، رئيسة «الحزب الدستوري الحر» (حزب يضم رموزاً من النظامين السابقين)، محاكمة الزعيم الوطني الحبيب بورقيبة، في قضية اغتيال الزعيم الوطني صالح بن يوسف سنة 1961، ضمن مسار العدالة الانتقالية، وقالت إن المحاكمة «خلّفت صدمة في الشارع التونسي»، على حد تعبيرها.
وهاجمت موسى منظومة العدالة الانتقالية، واعتبرت أن قانونها «فاشي، ويخرق كل أبجديات حقوق الإنسان والمحاكمة العادلة»، ودافعت بشراسة عن تاريخ الزعيم الوطني الحبيب بورقيبة، منتقدة في الوقت نفسه استغلال التيار الإسلامي هذه المحاكمة لمهاجمة «الإرث البورقيبي» على حد قولها.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.